أنا لست بخاطيء بقلم بنت السريان

صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

أنا لست بخاطيء بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »


أنا لستُ بخاطيء
بقلم بنت السريان
إنّه في مقتبل العمر, سأم الحياة الروتينية ما بين العمل والبيت, وكأني به يعيش على هامش الحياة, فلا طعم لها ولا مذاق .
جلس القرفصاء بعيداً عن الضوضاء في جوٍّ هادئٍ فوق رابيةٍ يجول بخاطره نحو الأفق اللامتناهي ,يدحضُ أفكارٍاً,ويبحث عن أجوبة لأسئلةٍ تراكمت في مخيّلته, تعيد اليه صفاء نفسه, وتأخذه لبرّ الأمان ,وتخرجه من قوقعة سجنه .
لقد فرض حصاراً حول نفسه , فلابدَّ من إجتياز الموانع وإذلال الهواجس السوداء , والقيام بعمل ما يغيِر نمط حياته ,وإلآ فعما قليل يجد نفسه في منزلق اليأس.
إهتدى أخيراً إلى فكرة صائبة يعيد حساباته مع نفسه بهدوء ورويّة, فقصد أحد الأديرة البعيدة عن ضوضاء وجلبة المدينة ,وعند المساء سمع دقّات ناقوس الكنيسة معلنا بدء الصلاة ,وللتوّ دخل الكنيسة متخذاُ مقعداُ له في ركن يسمع موعظة الكاهن وهو مسترسلٌ في شرح خطيئة معصية آدم التي شملت البشرية بالوراثة, ولن يتبرر أحد فالجميع قد أخطاؤا وأعوزهم مجد الله .
وبتدبير من الله ومحبته للبشر بذل إبنه لأجل خلاصنا وأعتقنا من قبضة الشيطان وفتح لنا باب الخلاص , ولكلَّ من يؤمن به,تكون له الحياة الأبدية.
إستاء الشاب من كلام الكاهن وضاقت نفسه, فتقدّم بكل جرأة بعد إنتهاء الصلاة وقال للكاهن:
أنا لستُ بحاجة لفداء المسيح كي أُرضي الله, فأنا لستُ بخاطيء , لِمَ أُحاسب أنا بمعصية إقترفها غيري؟ ما لي ولآدم؟!
إبتسم الكاهن وتفرّس في وجه الشاب ثمَّ دعاه لتناول العشاء معه,رحّب الشاب بالفكرة منتهزاً الفرصة
لمجادلة الكاهن بمضمون الموعظة.
أعدّ الكاهن مائدة شهيّة وفي وسط المائدة وضع قدراً بغطاء,وقال للشاب : تفضل وتنعّم بما تشتهيه من هذه الأطايب , فقط لي رجاء أن تترك لي القدر لأنه لي ,فإني سأذهب بعض الوقت وأعودمسرعاً لتناول العشاء بمعيّتك ونكمل جلستنا فالليل طويل والحديث مُلِذٌّ, ثم خرج الكاهن.
نظر الشاب إلى أطايب الطعام و فكره محصورٌ عمّا في داخل القدر ,لم يتمالك نفسه وقاده فضوله لرفع الغطاء وفي الحال إندفعت أفعى صغيرة من القدر,دفعت بالشاب لقلب المائده رأساً على عقب لما أصابه من الخوف ,إنسكبت الأطعمة على ملابسه وعلى أرضية الغرفة وفي هذه الاثناء فتح الكاهن الباب ودخل ليواجه الشاب بواقع الحال.
أخفض الشاب رأسه فلم يعد بوسعه أن يرفع نظره للكاهن بل لو أمكنه لإختبأ خجلاً من الكاهن, تماما كما فعل آدم في الجنة, واختبأ وراء شجرة,ثمَّ بادر بالقول : عفوك يا أبي , إني لستُ أفضلُ من آدم فقد فعلتُ مثله بل تعدَّيتُ أكثر منه , لأنّي علمتُ ما فعل آدم ,ولم أتَّعِظ من فعلته,بل تعدّيتُ وصيَّتك ,واعتمدّتُ على فضولي وشهوة العين والمعرفة,فأنا مستحِقُّ العقاب.
أجابه الكاهن أنتبه يا ابني إن الأفعى ليست حقيقية إنها من مطاّط لكن لكي تأخذ عبرة من هذا الدرس فلو كانت حقيقية ,لكنت الأن في حاجة الى طبيب , يعالج لسعة الأفعى ,ويدرأ عنك خطر الموت بسم الأفعى ,وإلآ فعاقبة تعديك الوصية كانت الموت.
هكذا أخطأ آدم بتعدّيه وصيَّة الرب ,فحكم عليه بالموت لكن رحمة الله ,هيّأت له خطة الخلاص فظهر الله في الجسد, بشخص يسوع المسيح, مولوداً من عذراء, ومن ثمَّ أتمَّ الفداء, وأعاد آدم وذريَّته إلى مجده الأول , بعد أن خاض معركة ضد قوى الظلام , وداس المعصرة لوحده, وخرج مخضباً بالدم ,ومسحنا به كي ندخل ملكوته السماوي .
وبما أنَّك إبن آدم فأنت مولود الخطيئة, متعدياً الوصية ,فأنت بحاجة الى طبيب يخلصك من الموت,
, هذا الطبيب هو مستعدٌّ أن يهبك روحه القدوس ,ويجدد حياتك ويمتعك بالسلام الداخلي, فترضي الله بمسحة دمه الذي أراقه من أجلك, ويحفظك من سم الحية الذي هو مشورة أبليس وأسلحته الفتّاكة ,للأيقاع ببني البشر في قبضة يده, ثم إبعادهم عن الله الذي خلقهم ونفخ فيهم نسمة الحياة ,فليس الخلاص بغير المسيح.
, والآن ما رأيك فيما حصل؟ ألست بحاجة لفداء المسيح؟!!!!
يسوع المسيح الذي حمل خطايانا وأوجاعنا , ومات لأجلنا وأحيانا بموته , .
أنذاك بكى الشاب معترفاً بخطئه وحاجته لفداء يسوع, الطبيب البارع الذي يهبه غفران خطاياه, وعاد الى بيته بعد أن تلقّن درساً ,وأصبح إنسانأ جديداً ,مملوءاً نعمة وبركةً , مطمئنا متمتعاً بسلام داخليِّ, ليكمل مسيرة حياته مؤمناً بأنَّه خاطيء. ً
ومن كل ما تقدّم , سؤال يفرض نفسه ,من في الكون يستطيع أن يقول أنا لستُ بخاطيء؟!
ولا أحد فالجميع قد أخطاؤا وأعوزهم مجد الله
لكن هناك شخص واحدهو من خلق الكون وما فيه وعليه
ربُّ واحد ,هو يسوع المسيح
هو من قال: من منكم يبكتني على خطيّة (لوقا 8 :46 )
ذاك الذي هو بلا خطيئة حمل خطايانا ودفع الثمن بدلاً عنَّا فوق عود الصليب وصالحنا مع أبيه السماوي وفتح لنا أبواب الملكوت وأقامنا معه بقيامته وأجلسنا في السماويات ,له كل المجد
آمين
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى بنت السريان“