رمزية الأغنام والحملان

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

رمزية الأغنام والحملان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

رمزية الأغنام والحملان

صورة
تتمتع الأغنام والحملان بمكانة عميقة في الثقافة الإنسانية كونها الحيوان الرئيسي في تاريخ الزراعة، وللحمل رمزيتان متناقضتان، فهو حيناً رمز النقاء والوداعة والتضحية ودلالة لدماثة الخلق وشدة الصبر تحت ضغط المعاناة، وفي حين آخر هو رمز الجبن والغباء وسهولة الانقياد والانصياع للطغيان، بينما يرمز عند الماسونيين إلى البراءة،
لذا ينبغي أن يكون المئزر الماسوني مصنوعاً من جلد الخروف المدبوغ. ويعدّ الحمل أيضاً رمزاً من رموز الإيمان المسيحي، حيث يرمز إلى السيد المسيح وتضحيته حتى أنّ يوحنا المعمدان قد دعا يسوع بـ"حمل الله"، وشُبّهت معاناته على الصليب بخروف تحت سكين الجزار. كما ترتبط الخراف والحملان عند الديانات السماوية الثلاث بالأضاحي وبالنبي إبراهيم، لاعتقادها بأنّ الله أراد اختبار إيمان إبراهيم طالباً منه تقديم ابنه (إسماعيل/اسحق) ذبيحةً، فانصاع ابراهيم لأمر ربه الذي فدا في اللحظة الأخيرة ابن إبراهيم، بكبش عظيم، أبيض الصوف ذي قرنين كبيرين.
ومازال شائعاً حتى اليوم أن عَدّ الخراف من الأمور المساعدة على النوم عند المعاناة من الأرق، وفي بعض الثقافات يشيع مصطلح "الخروف الأسود" لوصف الأفراد المزعجين وغير المرغوب بهم ضمن الجماعة، وهذا المصطلح مستمد من وقائع حقيقية عندما يولد خروف أسود ضمن قطيع أبيض، فيؤدي هذا إلى انزعاج رعاة الأغنام، لأن الخراف السوداء غير مجديّة تجارياً كالخراف البيضاء التي يستثمر صوفها الأبيض بشكل أكثر ربحاً.
الأغنام في العصور القديمة
تواجدت رمزية الأغنام في العصور القديمة، بدءاً من أديان الشرق الأدنى القديم، والشرق الأوسط، ومنطقة البحر المتوسط، وعبادات مصر القديمة، والأساطير الكنعانية والفينيقية والميثيولوجيا اليونانية، وصولاً إلى الديانات التوحيدية اليهودية والمسيحية والإسلامية، وغيرها من الديانات والعبادات. فالخروف كان الحيوان الذي غالباً ما ضحى به البابليون لآلهتهم، وهذا الفعل يندرج ضمن ما يسمّى الأضحية البديلة التي انتشرت عند كافة الشعوب السامية، حيث استبدلوا الأضاحي البشرية بالتضحية بالحيوان (الحملان والأغنام)، إلا أن الفينيقيين سواء في آسيا أم إفريقيا، استمروا زمناً طويلاً يضحون بأولادهم للإله بعل.
وقد كرّم السومريون الأغنام من خلال تمثيلها كآلهة ذكور وإناث، تتصل نشاطاتهم بمجال من مجالات الرعي والزراعة، وكانت أبرز وأقوى هذه الآلهة الإلهة "دوتور" Duttur إلهة الأغنام وحامية القطعان وأم الإله "دوموزي" Dumuzi إله الرعاة وقطعان الماشية أيضاً، وترتبط أيضاً شقيقته الإلهة السومرية "غيشتينانا" Gestinanna المسؤولة عن تفسير الأحلام بالأغنام والرعي، وقد انتشرت عبادتها عبر سومر واستمرت حتى الفترة البابلية القديمة. وكان السومريون يربون أعداداً كبيرة من الأغنام والخراف، لما لها من أهمية بالنسبة لهم، لأنها توفر اللحوم والملابس لجميع السكان، ومن هنا لعبت الأغنام أهم جزء من الاقتصاد السومري، وهذا كان حالها في العديد من الثقافات القديمة والحديثة أيضاً.
وبالمثل كان المصريون القدماء يثمّنون الأغنام، التي تمدّهم بالحليب واللحوم والملابس وتوفر لهم السماد الطبيعي لتسميد الأرض. وكان المصريون يعبدون حيوانات مختلفة، يتم تمثيل الآلهة بها، ومن بين هذه الحيوانات كانت الأغنام، إذ تم العثور على العديد من القبور البشرية في مصر القديمة احتوت على بقايا أغنام ملفوفة بقماش.
وكان الإله المصري خنوم Khnum يصوّر رأسه على شكل رأس كبش. ويعدّ خنوم مصدر نهر النيل، وكان المصريون يؤمنون أنه خالق باقي الآلهة والإلهات المصريين. ويعتبر أهم آلهتهم، حيث اعتقدوا أنه موجد النفس، وأنه هو الذي أوجد البيضة الأولى التي نشأ منها جميع الخلق. وأيضاً في مصر القديمة كان الإله "هرشاف" Heryshaf، إله الخصوبة الذي قيل إنه قد ولد في المياه البدئية، يصوّر من خلال شخصية رجل برأس كبش أو من خلال شخصية كبش بالكامل. وتمت مطابقته في الأساطير المصرية مع الإله رع والإله أوزوريس، وتمت مطابقته لاحقاً في الأساطير الإغريقية مع هرقل Heracles.
وكانت التضحية بالخراف للآلهة شائعة في المجتمع اليوناني القديم، وجزءاً لا يتجزأ من الممارسة الدينية، وكانت في بعض الحالات بديلاً عن التضحية البشرية، ورغم أن الآلهة في الثقافة والأساطير الإغريقية لا تبتهج إلا عند تقديم الأضاحي البشرية، إلا أنها أبدت استعداداً لتقبل بدائل من الأضاحي الحيوانية، ولكن بشرط تقديمها مع بضع قطرات من الدم البشري كرمز لعمق الخشوع والإيمان.
ابوكابي م
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: رمزية الأغنام والحملان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »


صورة صورة صورة
ميلاد مجيد ros6: mari: ros2: وعام سعيد
صورة
شكراً لك على هذه المشاركة الرائعة
أتمنى للجميع أسعد الأوقات وأمتعها
شكراً لك على هذه المعلومات الرائعة
عن تواجد الخراف والأغنام عبر التاريخ
كل عام أنت بألف خير
croseH بركة الرب معك croseH
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

Re: رمزية الأغنام والحملان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

شكراً لمرورك الجميل والرائع اخي ابن السريان
كل عام وانت بخير
ابو كابي
ابوكابي م
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع تاريخية“