شـــــــاعرة اســـــــمها بيـليـتـيـس

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

شـــــــاعرة اســـــــمها بيـليـتـيـس

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

شـــــــاعرة اســـــــمها بيـليـتـيـس
بقلم الدكتور إحسان الهندي

ليس من المستبعد أن يكون أغلب القراء لم يسمعوا بوجود شاعرة بهذا الاسم، لأن مؤرخي الأدب اليوناني القديم لم يذكروا اسمها في تصنيفاتهم.

وقد ظل هذا التجاهل سائداً حتى عام 1849 حين نشر الشاعر الفرنسي بيير لويس كتاباً، أو بالأحرى ديواناً من الشعر، يحمل عنوان«أغاني بيليتيس» LES CHANSONS DE BILIITIS وهو يحوي حوالي 150 أغنية باللغة الفرنسية.‏

يقول المؤلف إنه قد ترجمها عن اللهجة الأيولية باللغة اليونانية: ويقسم المترجم -هكذا يعتبر نفسه- حياة الشاعرة بيليتيس إلى ثلاث مراحل:‏

- أناشيد مرحة في مقاطعة بامفيليا(جزء من تركيا حالياً).‏

- رثائيات في ميتبلين( عاصمة جزيرة ليسبوس اليونانية).‏

- قصائد غرامية في قبرص.‏

وبوسعنا نحن أن نضع لهذه التقسيمات عناوين أخرى هي:‏

- الحب الأول في أرض الوطن‏

- الهجرة إلى ليسبوس وعلاقتها بالشاعرة سافو‏

- تجارب الحب الفاشلة في مدينة بافوس(قبرص).‏

علماً أن سيرة حياتها وتفصيلها بهذا الشكل أو ذاك هي أمور مستقاة من قصائدها ومن اداعات بييرلويس في كلامه عنها وليست هناك أي شواهد ثابتة حولها اللهم إلا قول المعلم «فيلوستراتوس» لتلامذته في يوم ما:‏

لقد سألتموني ذاك اليوم ماذا كان اسم تلك البامفيلية التي يقال إنها كانت صديقة لسافو، وإنها كانت تنظم أناشيد باللهجة الأيولية(..) حسناً، إن هذه المرأة هي المسماة داموفيليا وتقول إنها جمعت عدداً من البنات في حلقات دراسية ضمن منزلها.‏

فهذه الشهادة تتشابه جزئياً مع بعض مراحل حياة «بيليتيس» كما عرضها الشاعر الفرنسي بييرلويس من عدة وجوه:‏

1- يتكلم «فيلوستراتوس» عن فتاة بامفيلية و«بيليتيس» عاشت في بامفيليا خلال العشرين سنة الأولى من حياتها.‏

2- يقول إن هذه الفتاة كانت صديقة لسافو، وهذا صحيح طوال الفترة التي عاشت فيها «بيليتيس» في مدينة ميتلين.‏

3- كان اسم المرأة« داموفيليا» وهذا تحريف لاسم« داموفيليوس» علماً أن والد «بيليتيس» كان يحمل هذا الاسم.‏

4- تقول هذه الشهادة إن«داموفيليا» جمعت في منزلها حلقة دراسية من البنات وهو كانت تقوم به الشاعرة«سافو» ثم رفيقتها «بيليتيس».‏

رواية بييرلويس عن«بيليتيس»‏

يقول مترجم في كتاب « أغاني بيليتيس» إلى الفرنسية عام 1894، في مقدمة كتابه ، إن عالم الآثار الألماني «م.ج. هايم» قد اكتشف في أواسط القرن التاسع عشر للميلاد قبر «بيليتيس» وقصائدها في موقع قديم على سواحل مصر الشمالية كان يسمى في عهد الرومان« بالاسيو- ليميسو» وآثار هذا الموقع توجد اليوم في مقربة من مدينة بورسعيد الحالية!‏

ويدعي بيير لويس في كتابه المرسوم أعلاه أنه قد تم العثور قرب القبر على نصب ذكر عليه ثلاثة نصوص تدل على أن صاحبة القبر هي الشاعرة «بيليتيس» التي نظمت هذه النصوص لتكون شاهدة على قبرها، وسنكتفي هنا بذكر واحد منها‏

على شواطئ ميلاس الداكنة‏

في مدينة تاماسوس في مقاطعة بامفيليا‏

ولدت أنا بيليتيس ابنة موفيليوس‏

وها أنذا أستريح هنا بعيداً عن وطني كما ترى‏

عندما كنت طفلة‏

سمعت بحب أدونيس وعشتار‏

وبأسرار سورية المقدسة‏

وبالموت والحياة الأخرى‏

إذا كنت غانية فما الخطأ في ذلك؟‏

أليست هي وظيفتي الأول كإمرأة؟‏

أيها العابر الغريب‏

إن أمنا الطبيعة‏

هي التي تقود تصرفاتنا‏

وتجاهلها ليس أمراً محموداً‏

وكعرفان بالجميل نحوك‏

أنت يامن وقفت أمام قبري‏

أتمنى لك أمنية واحدة:‏

أن تكون محبوباً، لا أن تحب أنت‏

وداعاً وتذكر في شيخوختك‏

أنك قد رأيت قبري!‏

من نص هذه الشاهدة القبرية يظهر لنا أنه كانت هناك شاعرة كان اسمها أو لقبها «بيليتيس» وكانت ذات صلة بالحضارة السورية القديمة لأنها ذكرت اسمي عشتار وسورية في قصيدتها وأصافت صفة القداسة إلى سورية لأنها ذكرت«أسرار سورية المقدسة» في هذه القصيدة.‏

وعموماً وحتى لوكانت القصة كلها من نسج خيال بيير لويس فإنه لا يضيرنا في شيء ذكر اسم «بيليتيس» بين أسماء الشاعرات اليونانيات في مرحلة ما قبل الميلاد، لأن القصائد التي نشرها الشاعر المذكور تحت عنوان « أغاني بيليتيس» في باريس عام 1894 هي من أحلى وأنعم القصائد القديمة ، وأكثرها حرارة وصدقاً، وقد ذكرنا لها هاتين القصيدتين التاليتين للدلالة على أنها شاعرة بحق، سواء أكان لها وجود فعلي في التاريخ تحت هذا الأسم، أم إنها كنت حلماً وتهويماً من بنات أفكار الشاعر الفرنسي بييرلويس نفسه لا أكثر ولا أقل.‏

القصيدة الأولى: بعنوان «أغنيةCHANSON» نظمتها «بيليتيس» بعد أن هجرت مسقط رأسها في مقاطعة بامفيليا واستقرت في جزيرة ليسبوس حيث تذكرت أيام حبها مع عشير صباها فقالت تخاطبه من وراء حجب البعد:‏

أعطاني( المعجب) الأول عقداً من اللؤلؤ.‏

يساوي مدينة بأسرارها‏

بقصورها ومعابدها وعبيدها وكنوزها‏

- ونظم الثاني في جمالي ديواناً من الشعر‏

قال فيه: إن شعري يشبه الليل في سواده‏

إن عيني أصفى زرقة‏

من لون السماء عند الصباح‏

- والثالث كان من الجمال إلى الحد الذي يجعل وجنتي أمه‏

تحمران خجلاً عندما كانت تقبله‏

لفرط وسامته!‏

ولكن هذا الفتى الوسيم‏

كان يجثو أمامي‏

واضعاً يده على ساقي‏

وشفتيه على قدمي العارية‏

- أما أنت ياحبيبي، فلم تقل لي غزلاً.‏

ولم تعطني شيئاً‏

ولست جميل الشكل‏

ولكن هو أنت‏

أنت الذي أحب‏

القصيدة الثانية: بعد أن عاشت «بيليتيس» ردحاً من الزمن في جزيرة الملاهي «ليسبوس» حنت إلى وطنها في مقاطعة بامفيليا( في تركيا حالياً، فركبت البحر في طريقها إلى هناك ولكن سوء حظها جعل باخرتها تغرق على حدود جزيرة قبرص.‏

ونظراً لضياع أموالها في حادثة الغرق، وعدم إيجادها العمل المناسب اضطرت لاحتراف البغاء كي تعيش.‏

وصادف أن مر بها ذات يوم شاب جميل حاولت إغواءه فلم يعرها أي اهتمام، فقالت تغريه بهذه القصيدة التي تحمل عنوان« العاشق الأخير» «LE DERNIER AMANT»‏

أيها الفتى الجميل‏

لا تمر بي دون أن تمنحني حبك‏

فأنا مازلت جميلة في الليل‏

وسوف ترى بنفسك‏

أن خريفي أدفأ من ربيع أية امرأة أخرى‏

لا تفتش عن حب العذارى‏

لأن الحب فن صعب‏

والفتيات الشابات لا يعرفن الكثير في هذا المجال‏

أما أنا فقد أمضيت حياتي بكاملها‏

في تعلم فن الحب‏

لكي أقدم خبرتي للعاشق الأخير‏

وأعلم أنه سيكون أنت!‏

انظر : ها هما شفتاي‏

اللتان أورثتا الرغبة الظامئة‏

لشعب (ميتيلين) بأسره.‏

وها هو شعري‏

الذي تغنت به الشاعرة العظيمة سافو‏

سأمنح لك كل هذا‏

وكل ما تبقى لي من قطاف - شبابي الضائع.‏

المصدر: جريدة الثورة
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
munir_qutta54
مشرف
مشرف
مشاركات: 262
اشترك في: الأحد مايو 30, 2010 9:39 pm

Re: شـــــــاعرة اســـــــمها بيـليـتـيـس

مشاركة غير مقروءة بواسطة munir_qutta54 »

bshem

تَحِيَّة سِرْيَانِيَّة, وَبَعْد : سلامي لأخي أبن ألسريان

مع أرق ألأمنيات شاكرا" أياك على نشر مثل هكذا موضوع ولا أخفي

عليك أعجبني لانه لم يسبق لي المعرفه عنه .. أزدنا ياأبن ألسريان مع

خالص التحايا ....

سلام الرب معك



صورة

munir_qutta54


صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: شـــــــاعرة اســـــــمها بيـليـتـيـس

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

صورة
شكراً لمرورك الكريم والعطر
يسعدني أنه نال أعجابك
بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى القصة والشعر“