قصة قصيرة الكيس المعطر

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

قصة قصيرة الكيس المعطر

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

قصة قصيرة
الكيس المعطر

بعد أن هاجر بحثاً عن عمل ليكون نفسه ويبني أسرة وها قد مرت الأيام والسنون ويملك الآن منزلاً وسيارة تقف أمام داره وله أسرة رائعة ولكن كان يشعر بنقص في داخله و وبحزن يغمر قلبه برغم كل ما توفر له
فكان يدخل غرفتة الخاصة كلما شعر بهذا الأحساس ويجلس فيها لساعات دون كلل ولا ملل وعندما كان يدخل أحد أولاده لتلك الغرفة فكانت تفوح منها رائحة غريبة لم يعرفوها من قبل فكلما سأله أحدهم عن سرها فكان يقول لهم أنها تفوح من هذا الكيس المعلق هناك
فقال أحدهم يا أبتي هذه الرائحة تتبدل بتبدل الفصول والأيام ما سرها وما هذه المادة العجيبة التي تتبدل رائحتها في كل فصل؟
فكان الأب يقول هذا أمر طبيعي يا ولدي فهذه المادة تفوح منها روائح مختلفة فتنشر رائحة تبهجك في ساعة الفرح
ورائحة تواسيك في ساعة الضيق والكرب والحزن لأنها تشعر بك فهي كالأم الحنون تمنح الحب والحنان لنا.
ولكن لم يعرفوا بعد ماذا يوجد في داخله هل هو بخور أم مسك أم عنبر ومن أين جاء به ؟ فكانت هذه الأسئلة تراود الجميع
ولكنه لم يخبرهم عن سره لأنه كلما طلب منهم السفر لزيارة الوطن يفضلون السفر لبلاد أخرى بحجة ماذا يسجدون فيه
ففي بلاد أخرى هناك الكثير من مواقع السياحة أجمل وحضارة متقدمة أكثر من موطنه.
وذات يوم حانت ساعته فطلب من زوجته ان تأخذ معها ذلك الكيس عند دفنه . وترش من بعضه عليه
وأوصاها أن تبلغ سر الكيس لأبنائه .لأنها كانت تعرفه وكانت تشاركه الخلوة أكثر الأيام.
وبعد أن فارق الحياة وذهب الجميع لدفنه طلبت الزوجة من الجميع قبل أن يرموا عليه التراب أن ترش عليه من تراب
الكيس فهذه كانت وصيته أن ترش عليه بعض من التراب وتترك قسم آخرفي الكيس منه لنفسها وقالت بعد موتي أرجو أن
ترشوا على جسدي من هذا التراب فهذا هو تراب من بلادنا بعد ان حرمنا منه في حياتنا لظروف الحياة القاسية .
أن لا ننحرم منه في ساعة موتنا فهو يدفي أجسادنا في قبورنا ويلفنا لأننا منه وإليه نعود .
هنا علم الأولاد ماذا كان يحوي الكيس انه تراب من الوطن كان قد جلبه معه والدهم يوم هاجر منه وحافظ عليه لهذه الساعة.
وعندما رشت الزوجة التراب عليه فاحت منه رائحة زكية عطرت كل المكان أستغرب الحاضرون كثيراً وقالوا هل يعقل
أن تفوح مثل هذه الرائحة العطرة من هذا التراب ؟ قالت الزوجة أجل فتراب بلادي معطر بدماء الشهداء وبدموع الأمهات
عطره دائم مدى الحياة ومتنوع بتنوع الأيام هنا شعر الأولاد بالخجل وركضوا إلى الكيس يقبلونه لأنه كفن والدهم
برغم بعده عن الوطن وشعروا بحنان الأرض لهم فعاهدوا أمهم بزياة الوطن مع والدهم ولن يبقى في تراب الغربة
فطلب الأبن الأكبر من المسؤول بأخراج جسد والده ووضعه في البراد لحين أنتهاء أجراءات السفر .
ومرت أيام وحان موعد السفر والعودة بالجسد للوطن وتحول حزن الزوجة لفرح لأن الزوج دفن في قلب الوطن
وغمر جسده ترابه ولفه بحب وحنان وأشتياق كما تلف الأم أبنها بعد غياب طويل .
هذا هو العشق الحقيقي بين الأبناء والوطن ولترابنا رائحة مميزة ومحبته لا تضاهيها محبة .
ابن السريان السوري 02.08.2014
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

Re: قصة قصيرة الكيس المعطر

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »


قصة جميلة جداً
لها رائحتها الخاصة رائحة الوطن، فيها الحنان فيها الحب فيها الصداقة فيها أيضاً رائحة جميلة جداً تفوح منها رائحة المسك والعنبر
رحم الله جميع الشهداء الذين عطروا تراب الوطن بدمائهم الذكية
حفظكم الرب احونو ارحيمو بر سريويو كاشيرو وتودي على هذه القصة.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

Re: قصة قصيرة الكيس المعطر

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

حبيبي ابن السريان

أقولها وبافم العريض ... أمتعتني بهذه المشاركة وأنا أتجوّل بين سطورها ولحظاتها عادت بي الذكرى الى حادثة نحن معشر آزخ نعرفها جيدا نقلا من الآباء عن الأجداد
وكما أسلفتم عزيزي ان رائحة الوطن لا تُضاهى وليس مثلها مسك وبلسم على الروح والحياة
هكذا حتى تراب الوطن له ما له على أعصاب وحياة ساكني تلك الديار والقصة التي في تاريخنا وهي
كانت آزخ تابعة كغيرها الى زعيم جزيرة عمر ... وكان زعيم آزخ كل ما يذهب لمقابلته يُذكّره الأمير بالجزية والخرّاج ليدفعها .. وكان زعيمنا يقوووول اهلا وسهلا وانا لا أرفض
وما أن يرسل له الجابي الى آزخ ... حتى يرفض أن لأمير المنطقة له ضريبة على بلدة آزخ
فنصح بعض الحكماء زعيم الجزيرة وقالوا له أن تراب آزخ لهو السبب الذي ينكر فيه زعيمها دفع الجزية واذا تريد أن تقتنع .. فاحضر شيئا من تراب آزخ وليجلس عليه وعندها طالبه بالخراج .
وفعل كما قالوا له ووضع كيسا من تراب آزخ تحته طالبا الخراج فما كان من زعيمنا الا ان نكر ورفض الدفع وهو في حضرته في ديوانه بالجزيرة

فتراب الوطن يبقى ويبقى وسيبقى القوة والرائحة والمرجع

احييييك عزيزي وشكرا
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصة القصيرة“