بكاء المطر

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

بكاء المطر

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

بكاء المطر
في سابقة على غير عادته التي كان يتساقط فيها المطر بفرح كبير لملامسة وجنات الأطفال بعد غياب طويل
ويشاركهم فرحهم وضحكاتهم عندما يتساقط عليهم ويلقي التحية على الناس وهم في رحلة عملهم أو عودتهم من التسوق
وهم يركضون والبسمة مرسومة على وجوهمهم وتعلو ضحكات الطفولة في كل مكان يتساقط فيه المطر
ولكن اليوم كان يتساقط والحزن باد عليه فهو يتردد في سقوطه وكأنه أخطأ في المكان والزمان .
دخلت في حيرة لما المطر متردد هكذا هل يريد أن يخالف الطبيعة أم هناك أمر آخر؟ وبينما أنا غارق في التفكير
سقطت قطرة منه على خدي وما أن أستقرت عليه سالت منها قطرات فقلت بصوت عالي بالاشعور ما هذا هل هي معجزة؟
فسمعت صوتاً يحدثني قائلاً: لا تستغرب فهذه هي دموعي
أعتقدت بانني في مكان آخر غير سوريا التي أعتدت فيها ضحكات الأطفال وجري الناس وأبتساماتهم عند سقوطي أبتهاجاً بعودتي
وهذا ما كان عليه في آخر زيارة لي منذ أربع سنوات لأن دورتي تستمر أربع سنوات من سقوطي لوصولي إلى البحر وعودتي لهنا مرة ثانية.
فقلت له كيف أسمع صوتك وتبكي كالبشر؟
فقال ما أصاب سوريا يبكي الحجر و المطر وليس البشر فقط.
فأنا منذ عقود لم أشهد أبناء سوريا بهذا الحال الجميع شارد
ومهموم والحزن يغمر قلوبهم فكل فرد منهم مجروح بجرح عميق
والأصعب هو الدماء التي تصبغ لوني بعد السقوط فتجري المياه
كأنها سيول بل أنهار من دم .
فقال لي بالله عليك أخبرني ماالذي حصل وكيف حصل؟
فقلت له الذي حصل هو حرب كونية على بلدي سوريا
وأما كيف حصل فهذا معقد وأكبر من الجميع والعالم كله مشترك
في الأجرام الحاصل في وطني فتحت الحدود وسالت الأموال وتدفقت جحافل الأرهابيين من كل أنحاء العالم
وعاثت قتلاً ودماراً وخطفاً وأغتصاباً وحرقاً لم يسلم منها لا البشر ولاالحجرولاالشجر
هذا هو حالنا منذ أربع سنوات يا صديقي والفرحة هجرتنا والبسمة دفنت في قلوب الطفولة الحزنية
وفي كل بيت هناك شهيد أو جريح أو مخطوف أومفقود فالحزن غمر البلاد .
فزادت القطرات في الأنهمار على خدي فخلت أنه المطر لكنه كان قد توقف
فقلت للقطرة هل تبكين مجدداً فقالت كيف لا أبكي على وطن كان الحب والسلام والأمن يغمره والحدائق تزينها طفولة بريئة
والشوارع مزدحمة بناس بسماتهم تزين لوحة الحياة وتكتمل بفرحهم .
وبتنهد عميق قالت: آه وألف آه لم أتوقع يوماً أن يحصل ما حصل
لهذا الوطن الذي أشتاق له وأنا فيه فكنت أحسب الأيام والشهور
لعودتي له وإن كنت أقدر لجعلت دورتي سنوية لأزوره كل عام .
و رحلت القطرة والدموع تنهمر منهاعلى أمل العودة لسوريا مرة تالية
ويكون الوطن بأفضل حال كما عهده المطر في سابق الأزمان .
ابن السريان 10.06.2015

أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصة القصيرة“