رحلة كائن فضائي

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

رحلة كائن فضائي

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

رحلة كائن فضائي
الجميع يعلم بأننا لسنا وحدنا في هذا الكون فهناك الكثير ولم نعرفه بعد وذات ليلة مقمرة بينما كنت أدخن سيجارتي و أسامر النجوم وأحدث القمر عن أيام رحلت وتركت ذكراها في قلبي وعقلي وفجأة لمع في السماء جسم غريب كأنه شهب متجه نحو الأرض كم كنت أتمنى أن أتعرف على هذا الجسم الغريب وكم تمنيت أن ينزل بقربي وهذا من باب الفضول كأي كائن بشري ولم تمضي ثواني فشعرت بأنه متجه نحوي فخفت كثيراً ثم أصبت بفقدان الوعي ولا أعرف كم من الزمن مضى علي في غيبوبة لقد أستيقظت من الغيبوبة وأنا طريح على سرير داخل تلك الجسم الطائر الغريب فكانت الأنارة قوية جداً فلم أستطيع مشاهدة ما في الداخل لكن سمعت صوتاً بل شعرت بحوار كأنه يخاطب عقلي وليس أذني وهم يتحدثون عن كوكب بأسف شديد وحزن هذا ما بدا من نبراتهم فقالأحدهم آه لو كان كوكبنا مثل الأرض لجعلناه جنة فيه السماء والبحار والأشجار فقال الثاني والرياح التي تلطف الجو والغيوم والغابات الخضراء فأجاب الثاني لكن للأسف إن سكان الأرض يحرقون كل شيئ فهم يقطعون الغابات ويلوثون المياه التي هي نبع الحياة أجابه الآخر أنهم لا يعلمون بهذا العمل يسعون لنهايتهم وتدمير الكوكب الجميل الذي لم نرمثله في كل المجرة خلال رحليتنا .
لقد أنعم الخالق عليهم بكوكب رائع لكن لا يعلمون مدى عظمته فقال الثاني أخاف في المستقبل يغزون كوكبنا بعد أن يتدمر كوكبهم
أجابه الآخر لا تهتم فأنهم غارقون في حروبهم وسوف يدمرون أنفسهم ولن يجدوا الوقت الكافي لغزونا أو غزو غيرنا .
فالشعب الذي يتقاتل مع بعضه لا خوف منه وهل تعلم بان عقولهم برغم ما يملكون من ذكاء فهي صغيرة أمام الطمع وحب الذات
فطمعهم وأنانيتهم سوف تدمرهم والمحبة ستمحى من بينهم .لكن حزني كبير على هذا الكوكب الرائع أن يدمره أغبياء
فقال له الآخر ما العمل لننقذ الكوكب فقال ربما بحمايتنا له إن أقنعنا زعيمنا وأهلنا لكن البعد هو المشكلة ولكن سوف نحاول
فقال الثاني وماذا سنفعل بهذا قال نأخذه كدليل لما شاهدناه وهو يحدث أهلنا عن كوكبه ثم نستضيفه عندنا أحلى ضيافة تليق به
أخاف أن يصيبه الخوف أو لن يستطيع التحدث . وهنا أعدت قوتي وشجاعتي لأنني علمت بانهم دعاة سلام وخير فصرخت بأعلى
صوتي لكي يسمعوني فجاء أحدهم وقال لماذا تصرخ فنحن نشعر بك ونفهم ما تقول بدون صوت فقط فكر وهنا خجلت من نفسي
لكن قال لي أحدهم لاعليك نحن نقدر ظرفك وستكون ضيفاً عندنا وبعدها نعيدك إلى وطنك وأهلك .
ما هي لحظات حتى أقتربنا من كوكبهم وكانت المركبة تسير بسرعة هائلة أعتقد بسرعة الضوء لم أمتلك الشجاعة لسؤالهم عنها
خوفاً من الظن بي بأنني أتجسس عليهم .لقد لمحت كوكباً أحمر اللون من البعيد مقفر كأنه لهب نار وما هي ثواني حطت بنا المركبة على أرض قفراء جرداء ليس فيها لا ماء وشجر ولا بشر ثم أستقرت المركبة على فتحة كأنها فوهة بركان ثم نزلنا سلم متحرك كأنه المصعد إلى أن وصلنا إلى عمق لا أعرف كم من الأمتار وهناك فتحت أبواب عدة إلى أن وصلنا لساحة ومنها خرجنا فكان المشهد مذهلاً جداً أنها مدينة منظمة بشكل رائع وهناك آليات تسير بدون صوت وسكان الكوكب يتحركون بنظام دقيق كأنهم آليون
فقلت لأحدهم هل هؤلاء رجال آليون فقال لا أنهم مثلي ولكن هناك نظام في الكوكب والجميع يسير عليه ولايوجد احتمال لأي خطأ
الجميع يعرف ما له وما عليه والكل يسير في الكوكب بنظام من عمل أو تحرك أو تنقل أووو .فقلت له لماذا تعيشون تحت الأرض
فقال الظروف الصعبة على سطحه جعلتنا نعيش تحته لأننا لا نستطع أن نحمي الكوكب من الشهب والنيازك فكان الحل هنا وكوكبنا
يتعرض للكثير من الشهب والنيازك ....هل علمت لماذا حزنا على كوكبكم الرائع والأمين من كل هذه الكوارث !! . وهنا توقفت مركبة مثل السيارة الصغيرة فركبنا بها وهي تسير لوحدها بنظام مبرمج فقلت له كيف لهذه الآلة أن تأخذنا لوجهتنا فقال لكل خط مركبة خاصة فلها نوع ولن يختلف عن غيرها فهذه تأخذنا إلى قصر الحاكم وسيد البلاد فكل من يريد مقابلته يركبها وتوصله للقصر وما هي لحظات حتى وصلنا إلى القصر أنه يشبه قصورنا لكن دون حراس فقلت له ألايوجد لديكم حراس على المدخل
فقال لي لا لسنا بحاجة لهم لأننا نعرف بكل ما يفكر ولا يمكن لأحد أن يخطط ولا نشعر به لذا فكل شيئ مكشوف للجميع ولتعلم الخائن أو الفاسد لا وجود له بيننا فتمت تصفيته وأهله وكل من يمته بصلة قرابة .هنا خفت كثيراً وقلت في بلادنا السلطات أرحم
فهي لا تحاسب الأهل والأقارب بجرم الآخرين هنا نظر إلي الكائن فقال لي بما تفكر لاتظن بأننا سفاحين لأن كل من يريد أن يكون حاكماً يمكنه أن يحكم بعد أنتهاء مدة الحكم بعد أن يقدم مشروعه للحكومة ويحدد مدة حكمه لتنفيذ مقتراحاته وبعد نهاية حكمه تقرر الحكومة ما نسبة نجاحه إذا كان دون الوسط أي 49% يحكم عليه بالقتل أو الطرد من الكوكب لذا يحق للجميع قيادة البلاد وكل يتحمل نتائج أختياره ولتعلم الجميع له الحق بقول كل شيئ على ان يكون لبناء الوطن وتطويره فنحن نمارس مطلق الحرية في
الحقوق والواجبات والمقصر يحاسب مباشرة دون تردد لذا تجد النظام سائد في كل الكوكب وهان وصلنا إلى مقر الحاكم وأستقبلنا
بحرارة بعد أن أطمئن على سلامتهم سأل عني وكيف كانت رحلتي معهم وكيف وجدت بلادهم .بعد أن أخبرته بكل شيئ بسعرة لمجرد التفكير كانت تصله الفكرة وهنا تحول نظره إلى الشخصين اللذين قاما بجلبي كيف كانت جولتكم وماذا شاهدتم ؟؟
فقال ما لفت أنتباهنا يا سيد الحاكم هو كوكب أزرق في قمة الروعة والجمال تراه من بعيد تخاله الجنة لكن بعد أن تعيش فيه تشعر بأنه الجحيم وأن نهايته لقريبة جداً بسبب سكانه الأغبياء فهم يتصارعون فيما بينهم ويدمرون كوكبهم والغالبية لا تبالي بهذا
أفهم من قولك لا خطر منهم علينا أو على غيرنا أجاب الثاني لا يا سيدي لأن نهايتهم قريبة ولن يفكروا في غزوي أي كوكب
لأنهم لا يملكون التقنية العالية للوصول إلى هنا فهم بدائيون في علومهم برغم أن الخالق وهبهم عقول أكبر مما لدينا .
الآن لما جئتم بهذا الضيف العزيز ؟؟؟ أجابا ليخبر أخوتنا بكوكبهم وبما هم مهتمون وإلى أي مكانة وصلوا من العلوم لأن الغالبية منا يتذمرون من كوكبنا ومن حياتهم فنحن هنا نعيش في محبة وسلام لكن كوكبنا جحيم وحولناه إلى جنة أما هم يا سيدي لديهم كوكب رائع الجمال الجنة بما فيها لكن سكانها أغبياء يحولون الجنة لجحيم ملتهب .وشيئ آخر لنحاول أن ننقذ كوكبهم إن أمكن !!!!
أجاب الحاكم أسمع يا بني لن نتمكن من أنقاذه لأن الخالق أرسل لهم الأنبياء والرسل ولم يسمعوا لهم ونحن إن دافعنا عنه اليوم سيأتي يوم يدمره الآخرون لذا كم من السنين يمكننا حمايته ونحن لنا همومنا ومشاكلنا .دع الأمر للخالق فهو أعلم بهم وأنت أيها الضيف أقم بيننا كما تشاء ومتى أشتقت لوطنك سنعيدك له وأخبرهم بما شاهدت فقل لهم أنتم في نعيم وغيركم في جحيم .وأسعى لأنقاذ كوكبك وربما نلتقي مرة آخرة أتمنى لك طيب الأقامة وخرجنا من قصر الحاكم إلى مقر أقامتي وبعدها قمنا بجولة في المدينة التي هي نسخة كبقية المدن على الكوكب كما قيل لي .ومرت الأيام فكنت أعيش في نظام عجيب يسود الجميع محبة وأبتسامات لا تفارقهم وأمنياتهم لبعضهم بأيام سعيدة وهكذا مرت أيام لم أشعر كم عددها وفي مقارنة سريعة بين هذا الكوكب والأرض هب حنين الشوق في داخلي فقررت العودة فأخبرتهم بقراري فلبوا طلبي بعد أن أستودعت الحاضرين وطلبت منهم نقل تحياتي للحاكم فإذ به
يحضر لوداعي ونقل أمنياته لكوكبنا الجميل البقاء والرجاء لنا بحمايته من الدمار لأن الخالق ميزه عن بقية الكواكب مع تلويح الأيدي ركبنا السيارة العجيبة إلى مكان المركبة ثم صعدنا للمركبة وكان الكائنان سعيدان لأنهما سوف يريان كوكبنا مرة ثانية وأنطلقت المركبة بنا بسرعة هائلة وما هي لحظات سمعت صوتاً يناديني من الداخل أبن السريان أين أنت ؟ماذا تفعل طوال تلك الساعات في الخارج ألم تنتهي سيجارتك بعد؟؟؟ هنا أفقت من حلم عجيب وغريب حلم اليقظة الذي كنت أسمع عنه لكن لم أعشه من قبل والحسرة على كوكب الكل يساهم في تدميره لأجل الأنا والأطماع من أفراد وجماعات ودول ..أتمنى أن تصل الرسالة للجميع لنصون الكوكب من الدمار ..
أخوكم أبن السريان

أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصة القصيرة“