مقالات متنوعة

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

مقالات متنوعة

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

[
عيد دخول المسيح إلى الهيكل (عيد شمعون الشيخ) ܥܐܕܐ ܕܡܥܠܬܗ ܕܡܪܢ ܠܗܝܟܠܐ ܕܟ̣ܪܘܢ ܕܡܪܝ ܫܡܥܘܢ ܣܒܐ!
ختان يسوع وتقديمه للرب
تعظِّمُ نَفسيَ الرَّبّ، فقدِ ابتَهَجَ روحي باللهِ مخلِّصي
فها منذُ الآنَ تغبِّطُني جميعُ الأجيال
الآنَ تُطلِقُ عبدَكَ أيُّها السيِّدُ على حسَبِ قَولِكَ بسلام، فإنَّ عَينيَّ قد أبصَرَتا خلاصَك

إنجيل القدّيس لوقا ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ 2: 21 ـ 40
في ذٰلِكَ ٱلزَّمان . صَعِدَ بِيَسوعَ أَبَواهُ إِلى أورَشَليمَ لِيُقَدِّماهُ لِلرَّبِّ ( عَلى حَسَبِ ما كُتِبَ في ناموسِ ٱلرَّبِّ مِن أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فاتِحِ رَحمٍ يُدعى مُقَدَّسًا لِلرَّبّ ) وَلِيُقَرِّبا ذَبيحَةً عَلى حَسَبِ ما قيلَ في ناموسِ ٱلرَّبِّ . زَوجَي يَمامٍ أَو فَرخَي حَمام في ذٰلِكَ ٱلزَّمان . كانَ في أورَشَليمَ إِنسانٌ ٱسمُهُ سِمعان . وَكانَ هٰذا ٱلإِنسانُ صِدّيقًا وَتقِيًّا . يَنتَظِرُ تَعزِيَةَ إِسرائيلَ . وَٱلرّوحُ ٱلقُدُسُ كانَ عَلَيهِ وَكانَ ٱلرّوحُ ٱلقُدُسُ قَد أَوحى إِلَيهِ أَنَّهُ لا يَرى ٱلمَوتَ ما لَم يُعايِن مَسيحَ ٱلرَّبّ فَأَقبَلَ بِٱلرّوحِ إِلى ٱلهَيكَل . وَعِندَما دَخَلَ بِٱلطِّفلِ يَسوعَ أَبَواهُ لِيَقوما بِما يَفرِضُهُ ٱلنّاموسُ بِشَأنِهِ حَمَلَهُ هُوَ عَلى ذِراعَيهِ . وَبارَكَ ٱللهَ وَقال ٱلآنَ تُطلِقُ عَبدَكَ أَيُّها ٱلسَّيِّدُ عَلى حَسَبِ قَولِكَ بِسَلامٍ فَإِنَّ عَينَيَّ قَد أَبصَرَتا خَلاصَكَ ٱلَّذي أَعدَدتَهُ أَمامَ وُجوهِ ٱلشُّعوبِ كُلِّها نورًا يَنجَلي لِلأُمَمِ وَمَجدًا لِشَعبِكَ إِسرائيل وَكانَ يوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبانِ مِمّا يُقالُ فيهِ وَبارَكَهُما سِمعانُ وَقالَ لِمَريَمَ أُمِّهِ . ها إِنَّ هٰذا قَد جُعِلَ لِسُقوطِ وَقِيامِ كَثيرينَ في إِسرائيلَ . وَهَدَفًا لِلمُخالَفَة وَأَنتِ سَيَجوزُ سَيفٌ في نَفسِكِ . لِكَي تُكشَفَ أَفكارٌ مِن قُلوبٍ كَثيرة وَكانَت أَيضًا حَنَّةُ ٱلنَّبِيَّةُ ٱبنَةُ فَنوئيلَ مِن سِبطِ أَشير . هٰذِهِ كانَت قَد تَقَدَّمَت في ٱلأَيّامِ كَثيرًا . وَكانَت قَد عاشَت مَعَ رَجُلِها سَبعَ سِنينَ بَعدَ بُكورِيَّتِها وَلِهٰذِهِ ٱلأَرمَلَةِ مِنَ ٱلعُمرِ نَحوُ أَربَعٍ وَثَمانينَ سَنَةٍ . وَهِيَ لا تُفارِقُ ٱلهَيكَلَ . مُتَعَبِّدَةً بِٱلأَصوامِ وَٱلصَّلَواتِ لَيلاً وَنَهارًا فَهٰذِهِ حَضَرَت في تِلكَ ٱلسّاعَةِ تَعتَرِفُ لِلرَّبِّ . وَتُحَدِّثُ عَنهُ كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ فِداءً في أورَشَليم وَلَمّا أَتَمّوا كُلَّ شَيءٍ عَلى حَسَبِ ناموسِ ٱلرَّبِّ رَجَعوا إِلى ٱلجَليلِ . إِلى مَدينَتِهِم ٱلنّاصِرَة وَكانَ ٱلصَّبِيُّ يَنمو وَيَتَقَوّى بِٱلرّوحِ مُمتَلِئًا حِكمَةً . وَكانَت نِعمَةُ ٱللهِ عَلَيه.

*الشرح ܩܘܫܩܐ
يقول القديس لوقا:
كانت العائلات اليهودية تقيم عدة احتفالات بعد ولادة طفل لها
أ ـ الختان. يختن كل طفل ذكر في اليوم الثامن لمولده، ويسمى باسمه في ذلك اليوم أيضاً. ويرمز الختان إلى انفصال اليهود عن الأمم غير اليهودية، وإلى علاقتهم الفريدة بالله
ب ـ فداء البكر أو تقديسه. كان البكر فاتح الرحم يقدم إلى الله بعد شهر من مولده ويتضمن طقس الاحتفال معنى شراء الطفل من الله أو فداءه بتقدمة. وهكذا يعترف الأبوان بانتماء الطفل إلى الله القادر وحده على أن يهب الحياة.
ت ـ تطهير الأم الوالدة. تظل الأم نجسة مدة أربعين يوما بعد ولادة طفل ذكر، وثمانين يوما بعد ولادة طفلة أنثى، ولا يمكنها دخول الهيكل. وفي نهاية فترة عزلها يقدم الأبوان حملا كذبيحة محرقة، وفرخ حمام كتقدمة خطية. ويقدم الكاهن هذه الذبائح ليعلن تطهير الأم. وإذا كانا غير قادرين على شراء خروف، كانا يقدمان فرخاً ثانياً من الحمام. وهذا ما فعله مريم ويوسف. إن الرب يسوع هو ابن الله، وقد نفذت مريم أمه هذه الطقوس حسب شريعة الله. فهو لم يولد فوق الناموس بل بالعكس لقد تممه إلى النهاية.
ـ عندما أحضر مريم ويوسف الطفل يسوع إلى الهيكل ليقدماه لله قابلهما شيخ وأخبرهما بما سيكون عليه الطفل. وقد أمكن لسمعان أن يموت في سلام آنذاك لأنه قد رأى المسيح.
ـ لقد تعجب يوسف والعذراء مريم من هذا الكلام لثلاثة أسباب: أن سمعان قال إن يسوع عطية من الله، وأنه عرف فيه المسيح، وأنه قال إن يسوع سيكون نوراً لكل العالم. وهذه هي المرة الثانية التي تسمع فيها مريم العذراء نبوة عن ابنها، وكانت المرة الأولى حين استقبلتها أليصابات كأم الرب (لو 1: 42-45).
ـ تنبأ سمعان أن الناس لن يكونوا على الحياد من الرب يسوع فإما أن يرفضوه بشدة أو أن يقبلوه بفرح. لكن مريم، كأم يسوع، ستحزن للرفض العام الذي سيلاقيه ابنها. وهذه أول مرة يذكر فيها الحزن في إنجيل لوقا.
ـ مع أن سمعان وحنة كانا متقدمين جداً في العمر إلا أنهما كانا يأملان في رؤية المسيح، وبدافع من الروح القدس وقيادته كانا من ضمن أول من شهدوا ليسوع. كان للشيوخ في حضارة اليهود، احترامهم، ولذلك كان لنبوتي سمعان وحنة وزن خاص بسبب تقدمهما في العمر. إلا أن مجتمعاتنا، حالياً، تقدر الشباب عن الحكمة، وتتجاهل إسهامات الشيوخ القوية. أما نحن، كمسيحيين، فينبغي أن نصلح ذلك طالما في الإمكان. شجع الشيوخ لأن عندهم الحكمة والخبرة والتجربة، اصغ لهم جيداً حين يتكلمون. قدم لهم صداقتك وساعدهم على أن يجدوا الطريق للاستمرار في خدمة الله.
ـ دعيت حنة نبية، إشارة إلى التصاقها الوثيق بالله. ولا يتنبأ الأنبياء بالضرورة عن المستقبل. فقد كان دورهم الرئيسي هو التكلم بلسان الله وإعلان حقه.
ـ هل عاد يوسف ومريم إلى الناصرة على الفور، أم ظلا في بيت لحم فترة من الوقت (كما يفهم من مت 2)؟ يظهر أن هناك فجوة من عدة سنين بين العددين (2: 38 ؛ 2: 40) وهو وقت كاف للإقامة في بيت لحم والهروب إلى مصر من غضب هيرودس والعودة إلى الناصرة بعد استتباب الأمور.

ـ كانت حكمة الرب يسوع تفوق سنوات عمره آنذاك، ولا عجب في ذلك لأنه ظل متصلا بالآب السماوي. وقد قال يعقوب في رسالته: وإن كان أحد منكم بحاجة إلى الحكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء (يع 1:5). فكذلك نحن يمكن أن ننمو في الحكمة، كالرب يسوع، بالسير مع الله.
نتقدم بالتهاني القلبية إلى جميع الذين يحتفلون بعيد مار شمعون الشيخ الشفيع لهم في الحياة، وسألين رب المجد أن يبارك حياتكم وحياتنا وجميع الذين يحتفيلون بأعيادهم المقدسة، بالعمر المديد والصحة والعافية آمين.
وعيدكم مبارك
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين

ßßßßßßßßßßßßßßßßßßß
" الديموغرافية الكردية لا تستطيع أن تغير التاريخ !"
صورة
صباح الخير...معلومة لحضرتكم عن حقيقة يحاول البعض تغيرها بالفكر السوري السائد والمعروف للجميع.
لقد قدم الأكراد الى الشرق في القرن العاشر الميلادي و لم يكن لهم أي
وجود في الشرق قبل هذا التاريخ . بعض الكتاب الأكراد يدعون تارة
انهم أحفاد الميديين و طورا أحفاد الكيشيين Cassites ! و هدفهم
الواضح هو أن لهم حقوق تاريخية قبل العرب القادمين من شبه الجزيرة
العربية !
المناطق التي يتواجد فيها الآن الأكراد هي سريانية آرامية منذ أكثر
من ٣٥٠٠ سنة ! المشكلة هي أن المناطق السريانية و الأرمنية قد
تعرضت لأول حرب إبادة جماعية في التاريخ سنة ١٩١٥م ! و قد
خسر الشعب الأرمني أكثر من مليون و نصف شهيد و الشعب السرياني
الآرامي أكثر من 350 ألف شهيد !
صحيح نحن لا نستطيع أن نبني على الأمنيات من نوع " لو لم
تحصل حرب الإبادة ؟ " و لكن هنالك حقائق واضحة يجب أن نأخذها
بعين الإعتبار :
أ - إن آثارات هذه المناطق هي آرامية و أرمنية .
ب - إن أكثر أسماء هذه المناطق هي سريانية آرامية مثل عفرين
أو راس العين أو أرهاي ...
ج - لولا حرب الإبادة و تهجير الأرمن و السريان لكان عددهم اليوم
هو أكثر من ٢٠ مليون نسمة !
د - الواقع اليوم هو ان الأكراد صاروا يشكلون أكثرية في كثير من
هذه المناطق و على مفكريهم أن يحترموا تاريخ الشعوب التي كانت
متواجدة قبلهم : فالديموغرافيا في كل بلدان العالم لا تغير تاريخ الشعوب
الأصيلين . لقد وصل الأوربيون الى أستراليا في التاريخ الحديث و لكنهم
لا يستطيعون أنهم كانوا متواجدين قبل شعبها الأصيل " أبوريجن " les Aborigènes !
مهما تقدمت أستراليا و تطورت فإنها لا تستطيع أن تتنكر لتاريخ
و وجود و حقوق ال Aborigènes ! نفس الملاحظة تنطبق على
الأكراد و جميع الشعوب التي تعيش في شرقنا الحبيب !
منقول

ßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßßß
ماذا كسب الوفد السوري الحكومي من جنيف 2؟
لقد حمل الوفد السوري كل آمال شعبه لجنيف على أمل التوصل ل:
1- الأعتراف بتواجد الأرهاب على أرضه
2- بأعلان الحرب دولياً على الأرهاب في سورية
3- بألزام الدول الداعمة للأرهابيين بوقف الدعم بكل أنواعه
4- دعم الحكومة السورية بحربها على الأرهاب
5- التوصل لحل سياسي للأزمة السياسية في سورية
هذا ما عرفه الجميع من اهداف الوفد السوري للحكومة السورية
لكن الهدف الأهم هو أن يصل الصوت السوري إلى العالم وكشف الحقيقة لهم بأن ما حدث ويحدث ليس ثورة أو معارضة لنظام .
من هنا نقول بعد انتهاء المؤتمر لقد حقق الوفد السوري الحكومي هدفه
لقد كشف للجميع حقيقة ما يجري في سورية وعرى كل عناصر المعارضة
التي تتدعي بانها تستحق أن تشارك الحكومة في قيادة الوطن .
لقد كشف للعالم والأهم للشعب السوري بان هذه المعارضة هي مرهونة للخارج وتأخذ كل الأوامر منها ولا يعنيها هموم الشعب السوري بل فقط
تحقيق أهداف الخارج وكسب بعض الكراسي في الحكومة التي لن يحصلوا عليها في أنتخابات حرة وديمقراطية لأنهم فاقدون القاعدة الشعبية فليس لهم أي دعم شعبي وهم وقادتهم يعرفون هذا لذا يلجأون إلى أخذها في دعم دولي بدون الرجوع للشعب السوري الذي هو صاحب القرار.
وبعد أنتهاء الجولة الأولى من الحوار العقيم نطلب من قيادتنا الحكيمة :
1-عدم المشاركة في حوار يفتقد عناصر معارضين شرفاء من الداخل .
2-عدم تقديم أي تنازل أو ألتزام بدون الرجوع للشعب
3- البند الأول لمتابعة الحوار هو الأعتراف بوجود الأرهاب في سورية
4- ألزام الدول الداعمة لهذا الأرهاب بوقف كل أنواع الدعم لهم
5- تقديم كل أنواع الدعم للحكومة السورية في محاربة الأرهاب
أي علينا أن نتابع الحوار في شورط لأننا أصحاب القرار والحق
بعد أن قدمت سورية الكثير من الشهداء لحماية ترابها ووحدتها لن نقبل بأي تنازل أو حوار بدون هذه الشروط التي هي من حقنا ومن حق دم الشهداء
أرجو تعميم هذا على كل الصفحات .تحيا سورية الحبيبة بشعبها وجيشها وقيادتها


دبلوماسي الماني: الرئيس السوري أسد في الميدان وداهية في السياسة -
صورة
قال الدبلوماسي الألماني “ستيف هايز” أن الرئيس بشار الأسد أثبت أنه “أسد” في الميدان العسكري, وثعلب وداهية في الميدان السياسي، والمعركة السياسية في جنيف لا تقل خطورة عما يحدث على الارض في ساحات المعارك والحروب.
ووصف الدبلوماسي الأوروبي الطاقم الذي يمثل الحكومة السورية في مؤتمر جنيف “2″ بفريق من الدهاة، ووزير الخارجية وليد المعلم “شيخهم”. وأضاف الدبلوماسي الأوروبي أن هناك خلافات داخل المجموعة الداعمة للمجموعات التي تقاتل على الأرض والمعارضة السورية حول حقيقة المعطيات بشأن شعبية الرئيس الأسد , غير أن هذه المجموعة تتفق فيما بينها على رفض مشاركة الرئيس السوري في أي “منازلة” سياسية مقبلة. فالمعطيات الواردة من داخل سوريا تؤكد على قدرة الرئيس الأسد على تحقيق انتصار على أي من منافسيه المطروحين حاليا على سطح الأزمة السورية, وهذا ما يفسر محاولة خصوم سوريا “النظام” خلق اجماع دولي يمنع وصول الأسد الى المعركة الانتخابية المقبلة حول رئاسة سوريا.

* الديار

ßßßßßßßßßßß
النظام يريد إسقاط النظام
صورة
نضال نعيسة -

خاص تلفزيون ليفانت

لتسويغ فشل الثورة وسقوطها، هناك اليوم نغمة واضحة ونبرة تبريرية عالية في الإعلام “الثوري” المبين، بأن “النصرة” و”داعش” و”الجبهة الإسلامية” السعودية وحتى “الجيش الحر” القطري الأردوغاني، هي تنظيمات مفبركة من قبل النظام ومن المخابرات السورية ومن “علي مملوك” تحديداً، وهي السبب في فشل الثوار السلميين، بسبب اعتداءاتها المتكررة على “الثوار” المساكين، وتصفيتهم وإبادتهم وقطع رؤوسهم، وغالبيتهم ويا للمصادفة، من الجنسيات السعودية والشيشانية والليبية والكويتية والتونسية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والبلجيكية، وغيرها الكثير الكثير، وألف ما شاء الله ويخزي العين.

ولتوضيح هذه المسألة، أي مسألة التصفيات، والتناحر و”التدافش”، وهو طبعاً غير “التداعش”، بين الفصائل الإرهابية المتنازعة على الأرض السورية، فإنه يرتبط بمجمله بالنزاع والتنازع، وتبعية هذه الفصائل الإقليمية والدولية وتشعب ولاءاتها، وبالصراعات بين الممولين والقادة والزعماء الإقليميين لهذه التنظيمات الإرهابية، وادعاء أحقية وحصرية امتلاك سفك الدم السوري، والتنافس فيما بينهم على من يمتلك هذا الحق، وعمن لديه الكفاءة والقدرة بالتالي على سفك الكم الأكبر من الدم والعدد الأكثر من الأرواح السورية، إضافة إلى ظهور تنافس حاد وخلاف قطري سعودي تركي للعلن، بعد “تعهيد” و”تلزيم” ملف تدمير وقتل السوريين من قبل المقاول الأمريكي الأكبر للمقاول السعودي، وسحبه من يد المقاول القطري. وتبعية كل من هذه الفصائل لإحدى هذه الدول أدى لانفجار صراعات مسلحة بينها، لكن نتائجها صبــّت كلها و”بكل أسف”، و”يا حسرتاه”، في مصلحة “النظام” السوري” الذي وقف متفرجاً على الإخوة الأعداء وهم يقومون بتصفية بعضهم البعض، وينهكون بعضهم البعض في مواجهات دموية ووحشية لا ترحم تعبيراً عن الولاء المطلق للرعاة الإقليميين وحباً ببترودولاراتهم “الثورية” والمباركة.

فما تبقى مما كان يسمى بـ”الجيش الحر”، هو تنظيم ميليشياوي عسكري تابع للتنظيم الدولي، فرع سوريا، أنشأته ودربته كل من تركيا وقطر، فيما كانت النصرة تنظيماً قطرياً بالكامل، أما “داعش”، دولة العرق والشام الإسلامية، فهي تنظيم سعودي وأحد أهم وأقوى أفرع القاعدة في العالم، ويحظى برعاية وإشراف خاص من الأمير السعودي بندر بن سلطان، وهذا أمر ليس بخاف على أحد، ودللت زيارات هذا الأخير المكوكية لموسكو عن مدى تورطه وانغماسه بملف الإرهاب والقتل والإجرام بسوريا، لا بل كان بندر قد هدد الرئيس بوتين، ضمناً، ومن خلال محاضر الاجتماعات المسربة، بتفجير الألعاب الشتوية في مدينة “سوتشيSochi ” في فبراير شباط المقبل.

هناك إذاً ميل واضح من قبل الرعاة الإقليميين والدوليين، وبعد الانكسار الواضح والخسائر المذلة والمهينة، والفشل الذريع الذي أصيب به الرعاة في “ثورتهم” السورية، إلى تحميل النظام مسؤولية كل ما يحصل من عنف وقتل وإجرام، وتبرئة “ثوراهم” (المرتزقة) من الفشل والهزائم النكراء والمصير الأسود الحالك الذي وصلوا إليه، وتشتتهم، وانقيادهم وراء مرجعيات متعددة متضاربة المصالح والأمزجة والأهواء والاستراتيجيات المتصارعة فيما بينها، والكل يريد احتكار أي نصر وإنجاز، فيما لو حصل، واستثماره لصالحه والادعاء أمام “الخواجات” والمشغـّلين الغربيين بأن له الفضل فيه.

ومن هنا، فالولايات المتحدة بدورها “بريئة” أيضاً من الدم السوري، ولا علاقة لها بكل ما يحصل، ولا ترسل ولا تدعم “الثوار السلميين” و”الأطفال” المتظاهرين لا بأسلحة فتاكة ولا بأسلحة غير فتاكة، وهي لا تدرب مجموعات إرهابية ولا تواجُد لخبرائها في الأردن وتركيا، كما أن السعودية بريئة هي الأخرى من الدم السوري، ولا ترسل إرهابيين وقتلة ومرتزقة دوليين من رياح الأرض الأربعة، أو تدعمهم بالسلاح والإعلام، وكذا الأمر بالنسبة لتركيا أردوغان، وفرنسا هولاند، وبريطانيا كاميرون، ومشيخات الخليج الفارسي، وبقية “أصدقاء” سوريا الذين انكمشوا وتقلصوا، وطبعاً بسبب “النظام”، من مائة وخمسين دولة إلى إحدى عشرة دولة، يمثلون اليوم رأس حربة العداء ضد سورية، وكل ما يحصل في سوريا من ثلاث سنوات هو “بفعل ” و”تدبير” النظام ذاته وليس أحد غيره.

وبهذا، فالكل بريء من الدم السوري، وغايته فقط حماية الشعب السوري (الثوار المرتزقة) من بطش آلة النظام العسكرية الجرارة. السعودية وقطر وتركيا والأردن ولبنان ميشيل سليمان، وكويت آل الصباح، والإمارات آل زايد، والبحرين وتونس وليبيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبقية “جوقة” الأصدقاء، كلهم لا علاقة لهم بما يجري في سوريا، ولا يتدخلون في شؤونها ولا يمدّون المقاتلين بالأسلحة غير الفتاكة طبعاً، ولا بالمال ولا بالعتاد وكل ما يهمهم الشعب السوري فقط، (أو ثوارهم المرتزقة الذين يقتلون ويبادون بالآلاف). فالنظام هو الذي يقف وراء تنظيم النصرة، وهو الذي شكــّله ودربه وأطلقه في الأراضي السورية. والنظام، كما أسلفنا، هو السبب، وهو الذي يقف وراء الجيش الحر وعملياته التخريبية والتدميرية الإجرامية في عموم الأراضي السورية. والنظام هو من يقوم بالاعتداء على مواقع الجيش واستهداف خيرة ضباط وجنود جيشه ويقتلهم لأنهم لا يقتلون المتظاهرين السلميين من الشيشان وإقليم جينغيانغ الصيني. والنظام هو من يقوم بالتفجيرات الإرهابية داخل المدن السورية التي تحصد المدنيين والأبرياء في سوريا.والنظام هو “داعش”، وداعش هم شبيحة النظام، والنظام هو الذي يستهدف البنية التحتية والخدمية من كهرباء وماء وصحة وتعليم وجسور وأنفاق، وهو من يدمر المقار الأمنية في سوريا ويفجرها ويقصف المدن بالهاون……..

وما إن تقع عملية إرهابية هنا أو هناك إلا ويشير الجميع، وخاصة قنوات “الثوار”، ومن في حكمهم من العباقرة والفصحاء إلى “النظام”.

لم يبق، والحال، أحد متهم من أفرقاء الصراع، بإسقاط النظام، سوى النظام نفسه، الذي يريد إسقاط النظام، لكن حتى هو لم يفسح في هذا المسعى وهذا المجال، ولم يسقط النظام، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

ßßßßßßßßßßßßßßßßß
فخامة العتريس: وجنرالات الدبلوماسية السورية الكبار
صورة
نضال نعيسة

خاص تلفزيون ليفانت- أربعة عشر ألف دبلوماسي سوري، موزعون حول العالم، يعملون بانضباط وإتقان ودقة، كالساعة، لم تهزهم في عواصم الشرق والغرب كل تلك الدعاية الهائلة والهجوم الإعلامي المغرض الشرس وشتى الإغراءات الأخرى، للنيل من مواقفهم، ولم تستطع السنوات الثلاث أن تفت في عضدهم وتخترق هذا البنيان المرصوص والحصن الدبلوماسي المنيع الذي بدا صلباً متماسكاً كأبي الهول لا يتحرك أمام عاتيات الطبيعة وأهوال الزمن.

وبهذا، وكما كان متوقعاً، فقد كسبت سوريا الجولة الأولى من “الاشتباك” والمواجهة الدبلوماسية الساخنة والأعنف، دبلوماسياً، في تاريخها في ردهات مدينة “السلام” مونترو، بعد أن أعطى “الحكم” الدولي بان كي مون إشارة انطلاق “تصفيات” جنيف 2. لقد كانت الكلمة المطوّلة للوزير البارع والباهر وشيخ الدبلوماسيين السوريين، نقطة فاصلة في تاريخ الخطابة الأممية أطاحت بأساطير وملاحم خروتشوف، وكاسترو، والقذافي الخطابية الشهيرة، وكانت، بحق، “جردة” حساب فيما بين سوريا، والدول الداعمة للإرهاب الدولي (الثورة السورية)، وضرب لها تحت الحزام، جعلت جون كيري مترنحاً، متخبطاً يائساً أمام قذائف المعلم وليد، وفي حال من الصدمة والذهول وهو يرى “البلدوزر” الدبلوماسي السوري يهدر جارفاً معه خطاباً أمريكاً “ثورياً” عمره ثلاث سنوات، من الكذب والأضاليل والخداع، ملقياً به كله خارجاً وهي تنصت خاشعة، باهتمام، لحمم “المعلم” وليد التي كانت تنسكب على رؤوس أولئك التلاميذ الذين بدوا بأنهم قد حضروا إلى هذه القاعة فقط لسماع حفلة من التشنيع والتقريع، وعظة من مواعظ الزمان في معنى الدبلوماسية الرصينة الوطنية وفن الخطاب وأدب الكلام.

وكما كان جنرالات الميدان السوري، وضباط وجنود الجيش الوطني الباسل البطل، يسطرون أروع الملاحم العسكرية في الميدان، من خلال التصدي للجماعات الإرهابية المرتزقة المسلحة من جيوش بندر وأوباما (الثورة السورية)، ويدحرونهم عند كل منازلة ويفر هؤلاء أمامهم كالأرانب والفئران ويستسلمون بالمئات، كان “جنرالات” الدبلوماسية السورية يسطــّرون، في تلك اللحظات الفارقة، واحدة من أروع وأبلغ المنازلات والمواجهات الدبلوماسية والمعلقات العصماء، ربما في تاريخ الأمم المتحدة، والعمل الدبلوماسي على الإطلاق، إذ لم يسبق أن حصلت هذه المنازلة الدبلوماسية في أي يوم من الأيام، وبهذا “الإخراج” والحجم، والحضور الدولي والإقليمي والإبهار، فيما كان “مرتزق” الدبلوماسية الغرّ، و”زلمة” التحالف الدولي، “فخامة العتريس” (وهو اللقب الوحيد والمكسب والربح الأكبر الذي خرجت به هذه المعارضة المأجورة)، يتلقى الصفعات والإهانات و”القصف” الدبلوماسي والحمم الخطابية النارية، ليبدو مرتبكاً، مهلهلاً ، باهتاً، قليل الحيلة قصير الفتيلة، ليـّن العريكة منقاداً لأسياده، هزيلاً تجوز عليه وعلى داعميه الصدقة والعطف والبر والإحسان، ضعيفاً بلا حول ولا قوة وقد وجد نفسه على حين غرة بين “فيلة” و”حيتان” و”جنرالات” الدبلوماسية الكبار المخضرمين في العالم، ليصفع بدوره، وجه من صنعوه، وفبركوه، و”طبخوه” في مطابخهم السامة على أنه “ممثل وحيد” (هكذا)، للشعب السوري، فيما كان الجميع يتأكد ويتيقن في تلك المنازلة العاصفة من الذي يمثل فعلاً الشعب السوري العظيم والعريق. هل هم هؤلاء الأصلاء الوطنيون الأفذاذ، أم أولئك الطارئون الغرباء المرتزقة المأجورون الأقزام من “جرب” الصحراء؟

المواجهة الأولى بين جنرالات الدبلوماسية السورية الكبار، وبين “أغرار” مرتزقة الناتو، الذين أدخلهم السفير فورد إلى القاعة، ممسكاً بأياديهم كتلاميذ صغار ليجلسهم على مقاعدهم، كما يفعل أي ولي أمر مع طفل صفير في أيامه المدرسية الأولى، نقول هذه المواجهة الأولى أظهرت، إذن، فجوة وخللاً كبيراً في موازين القوى والمهارات الدبلوماسية والتفاوضية، تماماً كالخلل في موازين القوى على الأرض ، لا يقل إيلاماً وجعاً، مع الهزائم النكراء التي يتلقاهاً لها جيش بندر الثوري، وستعطي المواجهة الأولى، ولا شك، فكرة كافيةعن المواجهات والمنازلات القادمة، ومعارج، ومنزلقات وشعاب مونترو، القادمة، وكيف، ولصالح من ستحسم، وإلى أين ستتجه مسارات معارك جنيف التي لا تقل ضراوة وشراسة عن معارك حلب، والرقة، والدير وغيرها، مع الجماعات الإرهابية المسلحة. (الثورة).

ولئن عجز جنرالات الناتو، والخليج، وتركيا، ومعهم جنرالات ومرتزقة وأغرار وانكشاريون وسلاجقة وبرابرة التاريخ من أكثر من مائة دولة، من التقدم خطوة واحدة، خلال سنوات ثلاث من المواجهة العسكرية أمام جنرالات وضباط وجنود سوريا الأفذاذ، فمن غير المرجح، أن يحقق “جنرالاتهم” الدبلوماسيون، بقيادة “فخامة العتريس”، أي إنجاز، أيضاً، أمام جنرالات الدبلوماسية السورية الأفذاذ الذين لا يقلون بطولة، وتضحية وفداء وولاء عن جنرالات الميدان.

ها قد دخل جنرالات الدبلوماسية السورية، المعلم، المقداد، عمران الجعفري، شعبان، حلبات مونترو: قفوا باستعداد، والبسوا الخوذات.

---------- اللغة الآرامية ولهجتها السريانية


الدكتور أمير حراق
استاذ الآرامية والسريانية – جامعة تورنتو
رئيس الجمعية الكندية للدراسات السريانية

في رسم جداري يزيّن قصرا آشوريا في شمال سوريا يظهر كاتبان أحدهما يمسك بيده مادة صلبة وقصبة والآخر صفيحة مائلة كأنها ورقة أو بالأحرى جلد حيوان وشبه قلم. الرجل الأول يكتب بالمسمارية على الطين والثاني يكتب بالآرامية على الجلد. هذا الرسم يعود الى القرن الثامن قبل الميلاد عندما أصبحت الآرامية لغة العراق القديم الثالثة بعد السومرية والاكدية. نجد أول ذكر للآراميين في كتابة مسمارية للملك الآشوري تكلاثبلصر الأول الذي واجه هؤلاء البدو الرحل في عقر الأرض الآشورية ويبيّن في الكتابات الملكية كيف حاربهم في تدمر وعانات (عانة في العراق) ورافيقو في بابل وكيف واجههم في جبل بُشري:
صورة

لقد عبرت الفرات ثمان وعشرين مرة مرتين في السنة متعقبا الاراميين الأحلامو. لقد دحرتهم من مدينة تدمَر في ارض امورّو وعانات في بلاد سوخو والى مدينة رافقو في كردونياش، ثم عدت الي مدينتي آشور حاملا غنائمهم واملاكهم.

تعكس الأسماء الجغرافية في هذا النص موطن الآراميين في قلب الصحراء السورية. بعد قرن من تلك الحرب الآشورية، نرى الآراميين وقد استقروا في شمال سوريا والجزيرة حصرا، وخضعوا للآشوريين الذين اعترفوا بكيانهم الديموغرافي والسياسي معا. تعكس أول كتابة آرامية هذا التقارب الوثيق بين الآشوريين والآراميين، لأن هذه الكتابة ما هي الا ترجمة لنص ملكي آشوري مكتوبة بحروف أبجدية بخط مستعار من الفينيقية. التمثال الذي يحمل هاتين الكتابتين يعود الى حاكم آرامي عيّنه الآشوريون على مدينة كوزن في الجزيرة. في النص الآشوري هو حاكم “شكنو" وفي النص الآرامي هو "ملكا" ولا يعني هذا العنوان تحايلا على الآشوريين لأن الملك الحقيقي يدعى بالآشورية شرّو رابو "الملك الكبير" بمعنى الأمبراطور. إن شكل التمثال والكتابة الآرامية والخط الفينيقي لا يعكسان إلا على قدرة الآراميين على تبني حضارات جيرانهم بكاملها والتأقلم على الواقع السياسي حولهم وهنا تكمن عظمتهم. فبتبنيهم خط الفينيقيين وحروفهم الابجدية، استطاعوا أن يفرضوا لغتهم على بلاد بين النهرين وعلى العالم القديم بأجمعه ويزيحوا الكتابة المسمارية الصعبة لتحل محلها الأبجدية ثم يصبح الخط الآرامي المتأتي من الفينيقي الخط العالمي عن طريق الأغريق والرومان ولا زال معظم العالم يكتب به لحد الآن.
صورة

اللهجات الآرامية

للآراميين لهجات عديدة يمكن تقسيمها الى ثلاثة أنواع :
اللهجة القديمة ( 1000 ـ 500 ق.م )
اللهجة الدولية ( 500 ـ 100 ق.م )
اللهجة المتأخرة ( 100 ـ 700 م )
تتميّز هذه اللهجات بمدى تأثير اللغات الأخرى عليها وعلى تطوّر قواعدها وطرق الكتابة بها، ولو أن كل نوع منها بامكانه أن يتكوّن من لهجات محلية قد لا يميّزها كثيرا عن اللهجات المعاصرة لها.
الآرامية القديمة
كل الكتابات المكتوبة بهذه اللهجة مسطّرة على الحجر أو الطين أو المعدن وكلها ملكية ورسمية. ذكرنا أول كتابة للملك هدد يسعي الآرامي الذي اقامه اسياده الآشوريون حاكما على مدينة كوزانا قرب رأس العين في الجزيرة. تبدأ الكتابة بما يلي :

د م و ت ا زي ه د ي س ع ي ز ي ش ا م ق د ا م ه د د س ك ن ك و ك ل ش م ي ن و أ ر ق م ن ح ت ع س ر و ن ا ت ن ر ع ي و م ش ق ي ل م ا ت ك ل ن ...

"تمثال هد-يسعي الذي أقامه قدام ( الاله ) هدد ـ سكن مفتش السماوات والأرض ومُنزل الثروات ومُعطي الرعي والسقي لكل البلدان"
صورة


تشمل الكتابات الأخرى أسماء ملكية ونصوص قصيرة لملوك آراميين وكتابات نذور وقبور. أطول نص هو الميثاق أو العهد بين بركئيا وملك آشور. تُظهر كلُّ هذه النصوص التأثير الكبير الذي فرضه الأدب الآشوري على الارامية فالعديد من العبارات الرسمية هي آشورية والأهم من ذلك، تبنّى الآرامي كل الأساليب الكتابية الآشورية ولو أن هناك بعض الكلمات الآرامية التي دخلت الآشورية وأصبحت ضمنا منها وأخص بالذكر كلمة ايكرتا وهي "رسالة" رسمية كالتي سمّاها الآشوريونigartu ša šulmi أي رسالة دبلوماسية لإرساء السلام بين دولتين. أما الكلمات الآشورية التي استعارتها الآرامية معظمها مصطلحات آشورية تخص البناء والعمارة والعديد من العناوين الادارية والتي تبناها أيضا الاخمينيون الايرانيون بعد أن أصبحت الآرامية لغة دولية.
لا يجد العارف بلهجات آرامية اخرى صعوبة فهم الآرامية القديمة، وهنا اعطي هذا النص التأبيني المنقوش على تاريخ كاهن آرامي:

س ن زر بن ك م ر س ه ر ب ن ر ب م ت و ز ن ة ص ل م ا وأرص ت ا

"سين زير ابني كاهن ( الاله ) القمر في نيرب ( منطقة حلب ) قد مات وهذا تمثاله وقبره"

الآرامية الدولية

في خريف سنة 539 ق م اجتاحت جيوش قورش الفارسي أرض بابل ليتسلم الحكم هناك في "ثورة بيضاء" منهيا السلالة الكلدانية التي حكمت بابل منذ سنة 626 بدءا بالملك نابوبلصر. عندما توسعت الدولة الفارسية تحت قيادة داريوس الملك، اتخذ هذاالملك الآراميةَ لغة بين النهرين لتصبح لغة الدبلوماسية والادارة مما جعل الآرامية لغة دولية. تعطي المصادر المكتوبة بهذه اللهجة ومكانات اكتشافها فكرةً عن انتشار الآرامية جغرافيا وشعوبيا. فهناك صفحات عديدة في سفري عزرا (انظر الصورة) ودانيال مكتوبة بالآرامية الدولية بين اسفار العهد القديم المكتوبة عموما بالعبرية. وهناك أرشيف كبير ومتنوّع مكتوب بالآرامية وجد في جنوب مصر خاصة في جزيرة الفيلة وتعود الى عهد الاخمينيين. انتج هذا الأرشيف الآرامي وحدة عسكرية يهودية خدمت الفراعنة منذ القرن السابع على الأقل واستقرّت هناك. وتحتوي نصوص الأرشيف على رسائل رسمية متبادلة بين الحاكم الفارسي في مصر والملوك الفرس في عيلام، و على نصوص قانونية وادارية وشهادات زواج وطلاق وكتابات ادبية أشهرها قصة الوزير الآشوري ـ الآرامي أحيقار وحكمته. في مجموعة أحيقار الأدبية هناك حوارات لطيفة تدور بين الحيوانات أو النباتات أو مواد جامدة تتبارى كل منها بمزاياها ضد الأخرى ينتهي كل حوار بدرس أدبي كما في القصة التالية.

ن م را ف ك ع ل ع ن زا وهـ ي ع ر ي ه ع ن ه ن م را وأ م ر ل ع ن زا أتي وا ك س ن ك ي م ش ك ي ع ن ت ع ن زا وأم رت ل ن م را ل م ه ل ي ك س ي ك ي ك ل دي أ ل ت ل ق ح ن م ن ي ـ ك ي لا ي ش أ ل ن م ر ا ش ل م ط ب ي ا ل هـ ن ل م و ن ق د م ه

التقى نمر بعنزه وهي عارية (أو: باردة) أجاب النمر وقال للعنزا : تعالي حتى أغطيك بجلدي، أجابت العنزة وقالت للنمر : مالي وغطاك ؟ جلدي سوف لن تلقى مني. ( الدرس الأدبي ) لأن النمر لا يسأل عن راحة الضبي إلا لكي يشرب دمه!
صورة

هذا الاسلوب الادبي معروف منذ عهد السومريين وقد ابتكروه، ومروراً بالأكديين والآراميين ثم العرب الذي سمّوه “المناضرة “
من بدء تاريخ الآرامية الدولية الى نهاية استخدامها دوليا تحت وطأة اللغة اليونانية، حافظت تلك على قواعدها وأسلوبها. فمثلا تشبه فصول سفر دانيال الآرامية (منتصف القرن الثاني ق.م.) قواعديا اسلوب كل الكتابات التي صدرت قبلها ومن ضمنها نصوص سفر عزرا (القرن الربع ق.م.) وهذا ما يجعلها لهجة مستقلّة وخاصة.

الآرامية المتأخرة

تنقسم الآرامية المتأخرة الى لهجات عديدة منها الشرقية ومنها الغربية. تشمل اللهجة الغربية الآرامية النبطية وهي لغة مملكة البتراء (حوالي 200 ق.م ـ 106م) في الأردن، زادت أهميتها التجارة إذ كانت هذه المملكة مركزا تجاريا يربط الشرق بالجنوب. كما وتشمل أيضا آرامية ارض فلسطين وسنتكلم عنها لأنها اللغة التي تكلّم بها يسوع المسيح.
أما اللهجات الشرقية فمعظمها لهجات المراكز التجارية كمملكة تدمر في الصحراء السورية التي أعطت كتابات آرامية منذ القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثالث الميلادي وفيها يبرز تأثير العربية كما هو الحال للغة مملكة البتراء. أضف الى ذلك مملكتي الرها (والموزائيك هنا هو من هناك) والحضر. فمن لهجة الرها نبعت اللهجة السريانية التي أصبحت لغة المسيحية المشرقية، وتشابه هذه اللهجة لهجة مملكة الحضر التي بها دُبجت أعداد مهمة من الكتابات الحجرية. يظهر تأثير الآرامية الدولية على جميع هذه اللهجات المتأخرة ففي كتابات مملكة الرها لا زالت صيغة المضارع للشخص الثالث المفرد والجمع تكتب بالياء (يكتوب، يكتبون) قبل أن تنقلب هذه الصيغة نفسها الى ( نكتوب، نكتبون ) كما في السريانية. إن كانت كل هذه اللهجات متأخرة فماذا نسمي السريانية والمندائية وآرامية التلمود البابلي؟ بما أن تاريخ الآرامية طويل وقديم، يمكننا اطلاق تسمية هذه اللهجات بالحديثة وهذه الكلمة لا تعني هنا طبعا (المعاصرة). سنتطرّق بعدئذ الى موضوع السريانية لأنها أهم لهجة آرامية ظهرت خلال الألفي سنة الماضية.

صورة

الآرامية المتأخرة لغة فلسطين في زمن السيد المسيح

إن تكلّم يسوع المسيح الآرامية بدل العبرية فهذا يدّل على أن فلسطين تبنّت الآرامية الدولية قرونا قبل ميلاده فيها. إلا أن هذه اللغة تفرّعت الى لهجات فلسطينية عديدة نذكر منها لهجة اليهودية ومن ضمنها اورشليم، ولهجة السامرة غربي نهر الأردن. أهم هذه اللهجات الارامية هي لهجة اليهودية التي اليها أولا نقل العهد القديم العبري قبل أن تنقّح هذه التراجم بعد انتشارها حسب لهجة كل منطقة. والكتابة في هذه اللهجة هي "سمعية" أي تكتب الكلمة كما تنطق وليس حسب صيغتها اللغوية. أما لهجة الجليل فقد تأثرت بلهجة اليهودية ذلك لأنها تبنّت التراجم اليهودية التي تكلمنا عنها ونقحتها حسب لهجتها المحلية وكان ذلك في القرن الثاني الميلادي. وتختلف لهجة السامرة عن باقي اللهجات الفلسطينية الأخرى في قلب الحروف الحلقية (الحاء والعين والهاء ) الى همزة.
صورة

أما لهجة شرقي الأردن وهي قديمة جدا فتسمى اللهجة الفلسطينية القديمة وتطوّرت لتصبح اللهجة الفلسطينية المسيحية. إن النصوص السريانية القديمة للأناجيل تحتوي على بعض التأثيرات الآرامية الغربية ربما من خلال هذه اللهجة الفلسطينية القديمة.

الآرامية لغة يسوع المسيح ورسله

ولد المسيح وترعرع في الجليل لذا فلهجته جليلية دون شك. بالحقيقة لا نعرف الكثير عن هذه اللهجة لأنها تركت قليلا من آثارها في بعض الأسماء الجغرافية والقليل من الرسائل وفي الترجوم الجليلي... ربما تكلّم المسيح العبرية ولو أن العهد الجديد لا يثبت ذلك ولكنه تكلم الآرامية قطعا وتحتوي الأناجيل والعهد الجديد على عبارات عديدة بالآرامية تظهر في سياق النصوص اليونانية لغة هذا العهد ومرارا مع ترجمتها الى هذه اللغة.اليكم بعضا من هذه العبارات الآرامية:

مرقس 5 : 41 قصة شفاء ابنة أحد رؤساء المجمع :
"طليثا قومي". ترد نفس الجملة في بعض المخطوطات "طليثا قوم" أي اسقطت ياء فعل الأمر المؤنث كما يحدث مرارا في السريانية وفي اللغة المحكية. لذا فالصيغة الثانية تعكس الكلام والصيغة الاولى تعكس الكتابة التقليدية.

مرقس 7 : 34 قصة شفاء الأصم :
"افتح" أي ( إنفتح ) وفي اليونانية هي "إفّثا". جذر هذا الفعل "فَتَحَ" وصيغة "اثفتّح" الآرامية.

متى 27 : 46 حادث الصلب:
"إيلي إيلي لما شبقتني" وفي مرقس 15 : 34 "ايلوي ايلوي لما شبقتني". ردد يسوع أول آية من مزمور 22 ليس من النص العبري حيث الفعل فيه هو"عَزَبْ" ولكن من الترجوم الآرامي حيث الفعل هو "شْبَقْ". يظهر تأثير العبرية في نص متى فعبارة "إيلي إيلي" في بداية قول يسوع يعكس صيغة المزمور العبري وربما تعكس صيغة مرقس الكلام الشفهي.

يوحنا 1 : 42 الحديث مع الرسول بطرس
"أنت سمعان بن يونا، وستدعى كيفا" ويترجم الانجيل اليوناني هذه الكلمة "بتروس" والكلمتان تعنيان : الصخر .

أعمال 9 : 40 قصة احياء التلميذة في يافا
"طابيثا قومي" (تشبه هذه الأعجوبة أعجوبة احياء طليثا في مرقس [15: 41] ).
يظهر اسم التلميذة طابيثا الآرامي مع ترجمته اليونانية "غزالة" في أعمال 9: 36 "وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثا أي ظبية". رأينا كلمة "طبيا" في قصة العنزة والنمر في مجموعة أحيقار الأدبية و تشير الكلمة في كل هذه المواضع الى الغزال. "قومي" هو فعل الأمر للشخص الثاني المؤنث في الآرامية ألفصحى كما في العربية.

أعمال 1 : 19 مصير يهوذا الأسخريوطي وامتلاكه حقلا بثمن تسليم يسوع :
"وعرف سكان اورشليم جميعا حتى دعي هذا الحقل في لغتهم "حقل دمخ" أي حقل الدم". تظهر الكلمة الثانية في اليونانية أكيلدما، أكيلديما، أكيلدمخ، أكيلدمك “والجملة الآرامية القريبة جدا من العربية لا شك فيها.

1 قورنثس 16 : 22
"ماراناتا" : هذه أمنية الرسول بولس يختم بها رسالته وردت بهذه الصيغة في رسالته المكتوبة باليونانية وبدون ترجمة ربما لأنها كانت عبارة متداولة ومفهومة. قد نجد ترجمة هذه العبارة الجميلة في سفر الرؤيا 22 : 20 "تعال أيها الرب يسوع". تُقرأ عبارة مارانا + ثا وليس ماران + أتا. الصيغة الاولى هي للتمني والفعل فيها هو الأمر وهذا ماهو مطلوب، أما الصيغة الثانية فتعني “أتى ربنا “وهذا ما لا يعنيه قول الرسول. تعكس الفتحة الأخيرة في مارانا الصيغة الكتابية أي الفصحى (في السريانية أسقطت هذه الفتحة وسكّنت نهاية الكلمة فأصبحت "مارَنْ").

الأسماء التي أطلقت على الآرامية

توسعت اللغة الآرامية دوليا بعد أن كانت محصورة في بلاد الرافدين ولذا اطلق عليها تسميات عديدة من قبل الشعوب الأجنبية، وهذه التسميات منها من ثبّت وتبنته حتى الشعوب الناطقة بالآرامية ومنها من اندثر وأضمحل. أهم الأسماء التي اعطيت للآرامية هي: الآشورية والكلدانية والسريانية.

الاشورية
تستخدم النصوص الأغريقية (هيرودتس، زينفون، ثيميستوكليس) عبارة "أسيريا كرمتّا" Assyria grammata أي الكتابة الآشورية، وذلك عندما يشيرون الى الكتابة (وبدون شك اللغة) الآرامية. أعطى الأغريق هذه التسمية الأغريقية بعد زوال الدولة الآشورية بكثير ولكنهم قلما نسوا بأن هذه الدولة العظمى قد تكلمت الآرامية واستخدمت كتابتها الأبجدية.
يعتقد الباحثون بأن الأغريق هم أول من أطلق التسمية الآشورية على الآرامية ولكن البحوث الحديثة أكّدت بأن هذه التسمية ظهرت أولا في مصر في القرن السادس ق.م. وذلك في النصوص المصرية الديموطيقية (الشعبية) المتأخرة. فاحدى التواريخ المكتوبة بهذه اللغة إستخدمت عبارة’Iš(w)r sh "كتابة آشور" عندما تكلمت عن خط ولغة إحدى المجلدات التي احتوت على الشريعة المصرية التي أمر داريوس الأول بتدبيجها. بالحقيقة تُشير كلمة (إشر) الديموطيقية الى آشور وسوريا معا، ذلك لأن المصريين القدامى في القرن السادس لم ينسوا بعدُ الدولة الاشورية التى تلاشت قرنا قبل ذلك. أما التلمود اليهودي فيطلق على الكتابة المربعة العبرية (وهي آرامية) والتي حلّت محل الكتابة العبرية القديمة عبارة "كْتَبْ أشوري". لقد استعار التلمود هذه التسمية من اليونانية في زمن متأخر.

الكلدانـية
سميت الدولة البابلية المتأخرة بالكلدانية نسبة الى قبيلة كلدو البابلية التي حكمت تلك الدولة حتى زوالها على ايدي الفرس الاخمينيين. ليس غريبا أن تسمّى دولة باسم قبيلة نافذة، فمثلا "ألمانيا" هو اسم احدى القبائل الجرمانية "ألمند" حلّ محل الأسم الجغرافي ـ الإثني جرمانيا. تكلّمت الدولة البابلية ـ الكلدانية اللغة الآرامية ولو أنها استمرّت باستخدام اللغة البابلية ـ الأكدية في مجال الدين والعلم والتجارة المحلية. لذا ُدُعيت الآرامية "كلدانية"، وفعلا يستخدم سفر دانيال الفصل الأول آية 4 عبارة "لْشونْ كَسْديم" أي لغة الكلدانيين (و "كسديم" هو "كلديم" حيث قُلب اللام الى سين كما يحدث في العبرية). جدير بالذكر ان بعض النصوص الرابينية اليهودية تسمى سلوقية على دجلة "آشور" ولذلك هناك احتمال أن العبارة اليهودية "كْتَبْ آشور" قد تعني "كتابة بابل" لأن سلوقية هي في بابل.

السريانية
تشتق هذه الكلمة من أسم سوريا الأرض التي تكلّمت الآرامية منذ العصر الآشوري والتي من صحرائها قرب نهر الفرات المتوسط أتى الآراميون الرحل. قلنا أن الأغريق سمّوا الخط الآرامي "أسيريا كرمتّا" أي الخط الآشوري وقد استعاروا هذه التسمية من اللغة المصرية المتأخرة. لكن كثيرا ما كتبت بعض النصوص الأغريقية هذه التسمية "سيريا كرمتّا"syria grammata، اي اسقطت الحرف الأول من أسيريا، ممّا يعني أن صيغتي "أسّيريا" و "سيريا" متجانستان ومتبادلتان. وفعلا يعتقد العديد من العلماء ومنذ زمن طويل بأن "سيريا" (سوريا) هي مختصر "أسّيريا" (آشور) واعتقادهم هذا منطقي وهناك حالات متشابهة حيث تسقط الألف في بداية الكلمات خاصة في الأسماء. الخلط بين كلمتي آشور وسوريا منطقي أيضا لأن الآشوريين ومنذ العصر الوسيط (1000 ـ 1400 ق. م) اعتبروا شمال سوريا جزءا لا يتجزأ من أرض آشور واستمرّ هذا الانطباع عندهم منذ الألف الأول حتى زوال دولتهم. لذا فتسمية الآرامية بالسريا (نية) متأتية ليس من المصري المتأخر بل من المصادر الأغريقية حيث تراوحت تسميتا أسّيريا وسيريا كما ذكرنا.
تشتق كلمة "سرياني" من سوريايا / سوريويو حيث الياء الاخيرة هي النسبة. يعني هذا أن أصل الكلمة هو في الأسم الجغرافي "سوريا”أي سيريا بالأغريقي. تقلصت كلمة سوريايا / سوريويو الى سورايا وتوسع معنى هذه الصيغة الجديدة لتشير الى جميع الناطقين بالارامية. وبما ان هؤلاء مسيحيون شبه الإطلاق فتوعز هذه الصيغة ايضا الى جميع المسيحيين في العالم أجمع!

السريانية أهم اللهجات الآرامية

ليس من باب المبالغة أن نقول بأن السريانية هي أعظم اللهجات الآرامية كافة للأسباب التالية :
1 ـ عاشت اللغة الآرامية القديمة والدولية والمتأخرة ألف سنة ولولا السريانية لماتت هذه اللهجات عند هذا الحد. فالسريانية أضافت الفي سنة على عمر هذه اللغة العريقة مما يجعلها أطول عمرا من أي لغة في العالم. لمعت اللهجة السريانية منذ القرن الأول للميلاد وحتى القرن السابع عندما زاحمتها اللغة العربية. أعطت أشعار مار أفرام وكتابات أفراهاط وقصائد مار نرساي ومار يعقوب السروجي وغيرهم من الكتّاب والمؤلفين والشعراء اللامعين دفعا ورونقا للغة الآرامية لا يمكن مقارنتها مع كل الكتابات التي أُنتجت بهذه اللغة منذ ظهورها وحتى زمن المسيح على الأرض. واستمر الاستخدام بالسريانية بعد الفتح العربي ولو بدأت تتنافس هذه اللغة مع العربية فظهرت التواريخ السريانية التي تربو صفحاتها الألوف المؤلفة، واليها ترجم التراث الأغريقي العريق بحيث ضاع صيت السريانية في أرجاء العالم، حتى دعا نبي الاسلام أتباعه لتعلمها كما مكتوب في الحديث النبوي:

عن ثابت بن عبيد قال زيد قال رسول الله أتحسن السريانية قلت لا قال فتعلمها فتعلمتها في سبعة عشر يوما (سير اعلام النبلاء ج2 ص 429)
صورة

تجدر الاشارة هنا بأن الخط العربي واللغة العربية ظهرا قبل الفتح العربي بقرن ونيف في محيط سريانى ـ يوناني ـ عربي مسيحي كما تشير بوضوح كتابة حجرية ثلاثية اللغات (الصورة ادناه) كانت تعلو باب كنيسة القديس سرجيوس المكرم لدى السريان والعرب. عُثرت الحجرة المنقوشة بتلك اللغات في خربة زبد بسوريا وتحمل تاريخ سنة 512 ميلادية. تظهر الكتابة العربية في آخر سطر افقي، اما الكتابة السريانية فهي منقوشة عاموديا على يسارها.

استمرّ وهج السريانية-الآرامية يلمع الى نهاية القرن الرابع عشر عصر ابن العبري وأخيه الصافي ثم أعلن العلماء الاروبيون بأن السريانية ماتت تحت وطأة المغول الهمج واحتضرت المسيحية السريانية. خطأ من تبنى هذا الاعتقاد فهناك الوف المخطوطات التي استنسخت وتقريبا كل منها تحتوي على "كولوفون" (حاشية في نهاية المخطوطة) من تأليف الناسخ يتكلم عن تاريخ الاستنساخ وبزمن أي من البطاركة وكثيرا ما يضيف معلومات تاريخية معاصرة. كل من يمعن النظر في هذه "الكولوفونات" عبر العصور وحتى نهاية القرن التاسع عشر يعجب بسلاسة اللغة السريانية وجمالها وقوة التعبير بها مما يدل بأن النساخ حافظوا على نقاوة هذه اللغة رغم كل الضروف الصعبة. أضف الى ذلك الكتابات السريانية على الحجر في الكنائس والأديرة ومعضمها انتجت بعد سنة 1850 نتيجة للدمار الذي حلّ في شمال بين النهرين خاصة في الموصل والقرى المسيحية المجاورة على يد نادرشاه طهماسب الفارسي. في دير الربان هرمزد وفي الموصل وبخديدا وألقوش، تزيّن هذه الكتابات حيطان المذابح والأديرة مكتوبة بلغة بليغة ومنحوتة بمهارة فائقة، فالكتابات كلها بارزة وليس محفورة. أضرحة بطاركة كنيسة المشرق هي من أروع ما نحته النقّار المسيحي. وبلاغة الكتابة الحجرية على مذبح كنيسة القديسين سرجيس وباكوس في بخديدا (وهي حديث جميل بين أهل بخديدا ومطرانهم المحبوب كارس) يعكس جانبا قديما جدا من آداب بين النهرين يسمى بالسريانية سوغيثا وبالعربية مناظرة. أنتج هذا السلوب الأدبي السومريون وتبناه الأكديون والبابليون والآشوريون ثم الآراميون وقد اقتفينا آثاره في كتابات مصر الآرامية في مجموعة الوزير الآشوري أحيقار. ثم استغله السريان أي استغلال خاصة لدى مار افرام فهناك سوغيثات عديدة، أي مناظرات تدور بين الملاك والشيطان والكنيسة والمعبد اليهودي، والبتولية والقداسة الخ...
صورة

2 ـ تطوّرت السريانية لتجعل من الآرامية لغة أدب وفلسفة وعلم وهذا ما لم يقم به شعب آخر غير الناطق بالسريانية. كان ذلك من خلال مدارسهم التي اشتهرت ببحوثها اللغوية والكتابية والتاريخية مثل مدرسة الرها التي هدمها الامبراطور البيزنطي "زينو" في 488 م لميولها النسطورية ومدرسة نصيبين التي حلّت محلها والتي وصلنا منها قوانينها وتنظيمها، ومدرسة أنطاكيا الشهيرة ذات الميول اللغوية والتاريخية والجغرافية. بالطبع لم يكن هناك مدارس سريانية لا غيرها فلليهود مدارس عريقة في بومبانيتا وسورا وغيرها في بلاد بابل ولكن الفرق بين النظامين السرياني واليهودي هو أن الأول وسّع استخدام الآرامية ليشمل جميع العلوم آنذاك ومن ضمنها الفلك والطب والكيمياء، بينما حصر اليهود استخدامها في مجال تفسير العهد القديم وكتابة شرائعهم وقلما تطرقوا الى الدراسات الأخرى التي لم يصل الينا منها أي شيء.
ففي مجال الفلسفة ترجم السريان معظم مؤلفات أرسطو من اليونانية الى الآرامية منذ القرن الخامس وركّزوا على هذا الفيلسوف دون غيره لفائدة ميوله وافكاره الفلسفية للدراسات اللاهوتية المسيحية ولو انهم ترجموا ايضا دراسات بلوتارك، وافلاطون وسقراط وغيرهم من الفلاسفة الكبار. وفي مجال الطب ترجمت معظم مؤلفات غالينوس وهيبوقراط قام بنقلها سرجيوس الرأسعيني ثم نقح الترجمة وأضاف حنين بن اسحق عليها، وأصبحت هذه الترجمات موادا تدريسية أساسية في مدرسة جنديسابور الشهيرة والتي كانت مستشفى أيضا. كانت الآرامية لغة هذه المدرسة العريقة التي تخرّج منها اعداد كبيرة من الأطباء خدموا أجيالا من الخلفاء في العصر العباسي. وفي هذه المدرسة أيضا لعبت عائلة بختيشوع دورا تعليميا وعلميا لم تقم به عائلة أخرى وتكلّمت هذه العائلة الآرامية والفارسية والعربية معا. وعندما أصبحت الترجمات عملا يُشرف عليه الخلفاء ترجم المسيحيون أحيانا التراث الأغريقي من اليونانية الى العربية رأسا. حتى هذه الترجمات العربية تحتوي على تأثيرات الآرامية في التعابير العلمية والمصطلحات الأدبية ذلك لأنها استندت على ترجمات سريانية قديمة فما الترجمات العربية إلا زبدة حركة الترجمة لدى السريان فيها استخدمت الآرامية كلغة "الهدف".
صورة

وسّع السريان اهتماماتهم العلمية لتشمل علم المنطق والفلك والكيمياء والزراعة والتاريخ وما عدا التواريخ السريانية العديدة والضخمة التي وصلتنا، لم يصلنا الا القليل من الدراسات الأخرى، ولكن من المهم أن نذكّر بأن كل هذه الدراسات كتبت بالآرامية الفصحى وهي جزء لا يتجزأ من الأدب السرياني. لقد تحمل السريان العبء الأكبر في عملية الترجمة اذ يذكر ابن نديم (قرن 11) في كتابه الشهير "الفهرست" 61 مترجما منهم 48 تكلّموا السريانية، و11 مَلَكي (بيزنطي سوري)، وصابئي واحد ثم فارسي آخر. لذلك فقد أنتج السريان معاجم سريانية ـ سريانية وسريانية ـ عربية تشرح المصطلحات الآرامية الصعبة ومعظمها مأخوذة من الأغريق ممّا وسّع نطاق التعبير بالآرامية. معجم (او بالاحرى موسوعة) ابن بهلول ( قرن 9 ) ومعجم آخر لحنين ابن اسحق كمّله تلميذه عيسى بن علي، وكتاب الترجمة لإيليا النصيبيني كلها منجزات ضخمة جعلت من الآرامية لهجة دولية (للمرة الثانية في تاريخها) ولكن على الصعيد العلمي هذه المرّة.
3 ـ تقاس أهمية اللغة بمدى استخدامها وهذا ينطبق على الآرامية أيضا. لو جمعنا كل الكتابات الآرامية منذ ظهورها الى القرن السادس الميلادي ما عدا ما كتبه السريان بهذه اللغة، يبرز النتاج اليهودي شيئا ما. فالتلمود البابلي المكتوب بالآرامي ضخم وهو حوالي عشرة أجزاء من المجلدات المطبوعة بحجمها الكبير، وهناك تراجم ( ترجوم ) عديدة أقلّ ضخامة وهي تفاسير للعهد القديم. بالرغم من كمية هذه الكتابات الارامية، ما أنتجه اليهود قد لا يتعدّى الخمسة بالمائة مما انتجه السريان بنفس اللغة. فالمكتبة السريانية ـ الآرامية ضخمة جدا، والقليل الذي وصلنا منها يحتاج الى أجيال من المترجمين لو قاموا بترجمتها الى اللغات المعاصرة. فمنذ القرن الرابع الى نهاية القرن الرابع عشر، لم يهمل المؤلِفون السريان ومعظمهم من الرهبان، أيا من المجالات الأدبية والفكرية إلا ودبّجوا المؤلفات عنها باللغة الآرامية. أشعار مار أفرام ( القرن الرابع ) هي مكتبة بحدّ ذاتها وكذا هي المؤلفات الروحية والليتورجيا والفلسفية واللاهوتية والتاريخية... ضخامة التأليف وتنويعه يدّل على حيوية اللغة الآرامية في "العصر السرياني”ولا يمكن حتى مقارنة هذا الكم من المؤلفات مع ما كُتب بالآرامية سابقا حتى وان أضفنا المؤلفات اليهودية على المؤلفات الأخرى القديمة شيئا فوق شئ.
صورة

4 ـ إن نَشَرَ الفرس ألأخمينيون الآرامية لتعم مملكتهم المترامية الأطراف من بلاد فارس والى جنوبي مصر مرورا بالشرق الاوسط، فقد أوصل السريان هذه اللغة الى حدود الصين مع اليابان مرورا بالقارة الآسيوية بمساحاتها الشاسعة ولا زال جنوب الهند يستخدمها في الكنائس كما في كيرالا. اكتشف المنقبون اعدادا هائلة من الكتابات الصينية-السريانية (الصورة) والتركية-السريانية والمغولية-السريانية والميالايم (جنوب الهند)-والسريانية (الصورة ادناه) تعكس كلها مدى تغلغل الآرامية في هذه الشعوب الاجنبية وقد غزت العالم منذ القرن الثامن والى القرن الرابع عشر. لعب المانويون ايضا دورا في انتشار الارامية في جميع انحاء آسيا ولكن قلما يفوق نشاطهم باع السريان في هذا المجال والكتابات السريانية المكتشفة التي لاتحصى هي شاهد على ذاك.

خاتمة
ظهرت الآرامية لغة محلية فأصبحت لغة عالمية. بانت على الحجر والطين ثم دُبّجت على جلود الغزلان وصفائح البردي ثم الورق الاعتيادي. كانت الكتابات الاولى ملكية فأصبحت لغة المراسلة والادارة. حوّل اليهود الآرامية الى لغة دين بترجمتهم العهد القديم العبري اليها فطورها السريان الى لغة لاهوت وعلوم نظرية وعملية. عمّرت الآرامية كجدّة أبتْ أن تموت وخاضت القرون وزحم اللغات والضروف القاهرة وها هي تُنطق الى هذا اليوم بلهجات السورث وتُسمع في الكنائس في الليتورجيات. لن تضاهي الآرامية أيةُ لغة أخرى على وجه المعمورة اقله في طول عمرها وقدمها ثمّ كفاها أن يكون السيد المسيح قد تكلّم بها.
الآرامية هي أيضا الدليل الأكبر على قِدم الناطقين بها، بها تتغلغل جذورهم، قبل ظهور الاسلام وأبعد من زمن المسيح، في بطون وادي الرفدين بل أبعد من ذلك في سوريا ولبنان موطن القبائل الآرامية الأولى. وشكرا.

----------
الخطر قادم على سورية من الداخل
نشرت من أبن السريان السوري في 24 أكتوبر، 2012، الساعة 01:26 صباحاً

تحيا سورية الأبيةفي رحلة سريعة على تاريخ سورية الكبرى أي بلاد الشام لن أقول غوصوا في أعماق التاريخ لعصور قديمةلأن الشعوب تقاس بحضاراتها وما تركته لهم من علوم ومعرفة وآثار تركها أجدادهم لأبنائهم من خلالها يستمرونبالعودة لتاريخ سورية القريب قبل 3500 عام فقط أي قبل مجيئ السيد المسيح ب 1500 عام كان يعيش على هذه الأرض شعب أطلق عليه أسم الآراميين وهم اليوم [السريان( المشارقة أي الآشوريين والمغاربة) – الكلدان– الروم الملكيين(الأرثوذوكس – الكاثوليك)- البروتستان أو الأنجيليين – المارونيين – الآراميين المسلمين في القلمون ] إلى جانب أخوتهم من القبائل العربية و الفلسطينيين – اليهود. عرف هذا الشعب بلغته الآرامية العريقة التي عمت الكرة الأرضية فكانت عالمية وكانت لغة التجارة العالمية وبعد أنتشار المسيحية في بلادهم أطلق عليهم أسم السريان وبعد أنتشار الأسلام في البلاد أطلق على كل من أعتنق الأسلام بالعربي وهكذا حملت سورية أسم العروبة بعد الآرامية والسريانية وبعد التقسيم الأستعماري تحولت بلاد الشام أو سورية الكبرى إلى دول (سورية – لبنان – الأردن – فلسطين – أنطاكية اليوم يحتلها الأتراك مع لواء الأسكندرون ).لن نتحدث عن سورية الكبرى فهو حلم تحاربه كل القوى الأستعمارية ولن تقبل في تحقيقه خوفاً وحرصاً على مصالحها في المنطقةسنتحدث عن سورية فكانت قبل أنتشار الأسلام هذه الأرض السورية السريانية تحت حرب ضروس بين الفرس والرومان ثم حل الأسلام على سورية بأنتصاره على الفرس والرومان وكانت مركزاً للخلفاء الأمويين ودمشق عاصمة دولتهم وحملت راية الأسلام والعروبة معاً.ومن يومها هي قلب العروبة النابض ليومنا هذا وبحكم الحروب والهجرات سكن بلاد الشام شعوب أخرى إلى جانب أبناء سورية القدماء عبر التاريخ منهم ( الأرمن – الجركس- الأتراك – الأيزيديين – الأكراد ......) .وسورية اليوم تضم فيها الشعب الواحد بأنواعه وألوانه [ العرب – السريان بكل أطيافهم- الأرمن – الأكراد – الجركس – الأتراك- الأيزيديين] فهم يعيشون على أرض واحدة هي سورية بمحبة وأخوة لا فرق بينهم .لن أطيل في السرد التاريخ ندخل في الموضوع .نحن اليوم نخوض حرب وجود او لاوجود بحرب كونية على سورية الحبيبة فوقف الشعب السوري بكل أطيافه يداً واحدة لمواجهة هذه الحرب إلى جانب جيشيه الباسل وقائده العظيم بشار الأسد وقدم جيشنا وشعبنا الكثير من الشهداء لصون عزة وكرامة الوطن والدفاع عنه ومنع تحقيق المخطط الأستعماري في تقسيم المنطقة إلى دويلات عرقية دينية طائفية لخلق ساحات لحرب أهلية بينهم ليتسنى لهم السيطرة عليها فهب الشعب كله للدفاع عن وحدة تراب وطنه وكرامته والتصدي لمخططهم . لكن هناك من باع نفسه إلى الأعداء وأنضم لصفهم وشارك معهم في الحرب على سورية من خلال التظاهر الغير مبررلاحقاً ومنهم بالعمل المسلح ومنهم بالأعلام بكافة وسائله ومنهم بالمال .والأخطر من هذا وذاك هناك البعض من أخوتنا الأكراد يحضر نفسه ويعد العدة لأعلان كيان مستقل مستغلاً أنهماك الشعب في حربه و ويحي المؤتمرات ويقوم في سن القوانين والدساتير لأقامة كيانه بحجة الحرية والديمقراطية ضارباً بعرض الحائط كل التاريخ والتعايش متناسياً دم الشهداء السوريين المسفوك لليوم ولهذه اللحظة التي أسطر فيها المقال الذي سفك ويسفك ليسقي تراب الوطن ليزهر محبة وأخاء وليبقى بعزة وكرامة وليصون وحدته .لقد قام البعض منهم في نشر الكثير من المقالات عن مؤتمراتهم الحزبية التي تطلق أسم غرب كرد....ان على الجزيرة السورية التي كانت تعرف ب بيث نهرين عيلتو أي بلاد النهرين العليا واليوم هي الجزيرة السورية بكل شعبها الملون ويطالب في خلق كيان له ليكون أستمرار لكيانهم في شمال العراق لبناء دولتهم المزعومة . نحن مع حرية كل شعب بممارسة حقوقه الثقافية والاجتماعية أما أن يدعو لبناء كيان أو حكم ذاتي أو ما شابه فهو واهم هذه سورية وليست العراق لكثير من الأسباب أذكر على سبيل المثال:الشعب في الجزيرة مختلط ومنتشر على كامل مساحتها لا تجد مناطق فيها فئة واحدة من قوم أو أثنية أو عرق أو دين ومن الصعب جداً فصل المدن والقرى على هذا الأساس التعصبي وغن جاز ستقوم حرب أهلية دامية بين كل الأطياف.من هنا لا يحق لأي كان من فرض تسمية غريبة على أرضنا التاريخية ويسرق تاريخنا بحجة الحرية والديمقراطية .برغم التحولات الديمغرافية السكانية لأبناء الجزيرة بسبب الهجرة هذا لا يغير التاريخ والحقيقة وبحكم التواجد الملون اليوم على أرضها فلا يحق لأي طرف تغيير التاريخ وأطلاق تسميات غريبة عليها يعلم العالم بأن تسميات المدن والقرى في بلاد الشام كلهاآرامية واليوم نعيش كلنا على أرض سورية واحدة موحدة من شرقها لغربها وبشمالها لجنوبها . أخوتي الأعزاء...إن هذا المخطط المراد تطبيقه على حسابنا نحن الشعب السوري بأنواعه كلها يتم دعمه من قبل الغرب والقوى العظمى لبناء كيان في قلب الشرق ليستخدم لأغراضهم وليس حرصهم على حرية الشعوب ولا دفاعاً عنهم لأنهم قديماً تم أستغلال أخوتنا الأكراد للقضاء على شعبنا السرياني أيام السفر بلك من منطلق ديني واليوم يحاول الغرب أقامة كيان في قلب أسيا للسيطرة عليها مستخدماً أخوتنا الأكراد في ذلك بحجة بناء دولة لهم تمدد من أيران إلى تركيا مروراً بالعراق وسورية فهذه المنطقة هي من أغنى المناطق فكما أحتل ليبيا بحجة الثورة والحرية وسرق ثرواتها يحاول جاهداً كذلك سرقة ثروات هذه المنطقة بحجة الحرية والديمقراطية . لذا أرجو من الجميع الوقوف بوجه هذا المخطط وأفشاله كرامةً لدم شهداء سورية ولصون وحدة تراب الوطن .فهذا الخطر أكبر من الأرهابيين لأن الهدف من المسلحين والأرهابيين هو بناء محميات ومناطق معزولة لأقامة كيانات مستقلة ثم تقسيم البلاد أما هم يخططون لأقامة منطقة عازلة تحت غطاء الوطن الواحد بحجة الحقوق والحرية ووو لكن من يتمعن في دستورهم المزعوم يجدهم أنفصاليين بأمتياز ويسعون لأعلان دولتهم قبل أن تنتهي الحرب الكونية مستغلين أنشغال الشعب بحربه وفي دفن شهداء الوطن .شعبنا يقدم الشهداء في حنوب وشمال وغرب البلاد ولكن في شرقه هناك من يخطط لفصله عن الأم سورية .تحيا سورية الأبية بشعبها وجيشها وقائدها .ابن السريان 20.12.2010

حرب سورية على جبهات ثلاث
لمعرفة ما يجري في سورية يجب معرفة الأطراف المشاركة فيها !!
هناك أطراف محلية
أطراف أقليمية
أطراف دولية
والحرب في سورية تجري على ثلاث جبهات وهي
الجبهة السياسية الدولية
الجبهة السياسية الداخلية
الجبهة محاربة الأرهاب
أهداف الحرب على سورية هي
تدمير الفوة العسكرية لسورية
تدمير البنى التحتية لسورية والقضاء على التقدم والتطور فيها
جمع الأرهابيين في سورية للقضاء عليهم
---------------------------
بعد مرور تقريباً ثلاث أعوام على الحرب في سورية يمكننا القول بأن سورية
أنتصرت في الجبهات الثلاث
على المحور الأول السياسة الدولية :
بعد أن أتخذت العديد من الدول الأوربية وأمريكا والعربية مواقف متشددة
من القيادة السورية ولكنها الآن تراجعت لصمود سورية وهذا أنتصار لها
على المحور الثاني السياسة الداخلية :
قامت القيادة السورية بالكثير من الاصلاح والتجديد في سورية لتحقيق
الديمقراطية المنشودة للشعب السوري أجمع من:
تغيير الدستور
ألغاء حالة الطوارئ
ألغاء المحاكم الخاصة بالطوارئ
حرية تشكيل أحزاب سياسية
حرية الأعلام وسن قوانين له
أنتخابات ديمقراطية ومشاركة المعارضة في الحكم
وغيرها من الاصلاحات في البلاد
على المحور الثالث :
كان تقدم الجيش السوري على كل الجبهات أكبر دليل على الفوز
تم تحرير العديد من المناطق بعد أغتصابها من قبل الأرهابيين
نشر الأمن في الكثير من المناطق التي دخلها الجيش
اللحمة الوطنية بين الشعب والجيش هو أكبر أنتصار لسورية
ومازل التقدم لتحقيق النصر الشامل لكامل سورية .
--------------------------------
ماذا تحقق من اهداف الحرب على سورية ؟
لقد حقق العدو أكبر نصر له
قام بتدمير النبية التحتية لسورية بأذرع الخونة ودعم العربان
فشل في تدمير القوة العسكرية السورية
فشل في تقسيم سورية إلى كنتونات
فشل في تحريض الشعب على الجيش والقيادة
فشل في تقسيم الجيش
فشل في تحقيق الشرق الأوسط الجديد
نجح في القضاء على الكثير من الأرهابيين على يد الجيش السوري
والأهم تم كشف الحكومات أمام شعوبها وخاصة الخونة منهم
وبالمجمل أنتصرت سورية بهذه الحرب الكونية
بلحمة شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها
------------ ابن السريان السوري 14.01.2014

الذكاء الغربي المؤقت والغباء الشرقي الدائم
منذ الحرب الباردة لجأ الغرب أسلوب أضربك بيدك لكي لا تؤلمني يدي
تم خلق القاعدة بدعم غربي وغباء شرقي عربي
أستغل الغرب التعصب الديني لدى الشعوب لخلق حروب طائفية
وأستغل حاجة الناس لتحقيق أهدافه
فكان هذا هو ذكاء له لكن مؤقت لأنه سيتحول هذا العدو ضده
والأيام أقتربت من ذلك فهو يعد العدة لهم بعد أن يتم السيطرة على الدول العربية
في الشرق لنشر فكرهم السلفي الوهابي التكفيري .
ربما أعتقد الغرب بانه ذكي جداً بحيث يمكنه من حماية حدوده منهم
لكن ليعلم الجميع هذا التفكير قد أنتشر بين أبناء تلك البلاد
ولقد زرعت البذورما هي إلا أيام وأسابيع أو شهور وتكبر البذور وتنجب
الأرهاب في ديارهم .
هذا هو الذكاء المؤقت يعتقدون بانهم بمنأى من الأرهاب !!!
أما الغباء الشرقي والعربي فهو
أنهم سمحوا للغرب باللعب بهم كما يلعب الطفل بلعبة
وبعد أن يمل منها يحطمها وينثر كل قطعة في مكان
قام أبناء البلد الواحد في تدمير بلادهم بحجة الدين أو الدفاع عن الله
فقط كلمة أقولها . ألم يكن الله قادر على حماية ذاته وهل الدين بحاجة للدفاع عنه
لقد أستمر برغم أشد الظروف والأزمنة الغابرة ودام لليوم فالدين الذي قاوم وأستمر
ليس بحاجة لمن يدافع عنه .لكن الغرب أستغل هذه النقطة الضعيفة في الشرق
لو كان مهتم الغرب بالدين لما فصله عن الدولة والسياسة في بلادهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كان الغرب مهتم بالشرق لماذا يخلق الحروب فيه ويبيع له السلاح بدلاً من المصانع
هناك من استفاد و يستفيد من هذه الحروب ويستغلون الدين والله والعوز والفقر
ليس الفقر فقر الحال بل هناك أشد منه فقراً وهو الجهل
مادام الجهل منتشر في الشرق ستبقى الحروب فيه
مادام الجهل في الشرق سيتحكم به الغرب
مادام الجهل في الشرق سيقتل الأخ أخاه ويدمر بيته وو طنه
بالله عليكم كم سلفي وأرهابي وتكفيري من الغرب موجود بين صفوف الأرهابيين
لكن قريباً سيزداد عددهم ما هي إلا قصة وقت فقط .. سيتحول الغرب ليكون شرقاً
من هنا كان العنوان هم أذكياء اليوم فقط وغداً أغبياء .وسيبقى الشرق في غباء لحين
يكتشف كل واحد فيه أنه من حق الجميع العيش على الأرض كأخوة وهذا هدف الله

ابن السريان 14.01.2014


كيف سينجح مؤتمر جنيف ؟
الهدف هو فتح حوار بين كل الأطراف المتصارعة في السياسة وليس مع الأرهابيين
والأهم هو تبني المؤتمر قرارات الحسم لحل المشكلة أو أنهاء الحرب في سورية
وهذه القرارات ليست محلية بل دولية وعلى المجتمع الدولي أن يتحملها .
ينجح بعد اتخاذ عدة قرارات وهي :
1- أعتبار ما يجري في سورية هو أرهاب وعلينا محاربته
2- ألزام دول الداعمة له من الجوار أو عبر البحار بوقف الدعم وأغلاق الحدود
3- تقديم الدعم الكامل للحكومة السورية لمحاربة الأرهاب
4- ألزام الأطراف بالحوار لتشكيل حكومة أنتقالية لأدارة المرحلة القادمة
5- تأجيل الأنتخابات الرئاسية لعامين لتستقر الأمور في سورية
6- تحديد مواعيد لجلسات حوار سوري سوري في الوطن
بين جميع فئات الشعب دون أستثناء أي فريق
لحل كل الخلافات القائمة والمتراكمة بينهم
7- رفع الحصار الاقتصادي عن سورية لأعادة بناء البنية التحتية لها
وكل هذه القرارات يجب التصديق عليها من مجلس الأمن ليلزم بها الجميع
بعد هذه القرارت والقضاء على الأرهابيين في كل مكان من سورية سيعود الأمن
والسلام لربوع الوطن وتبنى سورية من جديد بهمة أبناء الوطن الواحد
تحيا سورية الحبيبة ....ابن السريان السوري 15.01.2014

الذكاء الغربي المؤقت والغباء الشرقي الدائم
منذ الحرب الباردة لجأ الغرب أسلوب أضربك بيدك لكي لا تؤلمني يدي
تم خلق القاعدة بدعم غربي وغباء شرقي عربي
أستغل الغرب التعصب الديني لدى الشعوب لخلق حروب طائفية
وأستغل حاجة الناس لتحقيق أهدافه
فكان هذا هو ذكاء له لكن مؤقت لأنه سيتحول هذا العدو ضده
والأيام أقتربت من ذلك فهو يعد العدة لهم بعد أن يتم السيطرة على الدول العربية
في الشرق لنشر فكرهم السلفي الوهابي التكفيري .
ربما أعتقد الغرب بانه ذكي جداً بحيث يمكنه من حماية حدوده منهم
لكن ليعلم الجميع هذا التفكير قد أنتشر بين أبناء تلك البلاد
ولقد زرعت البذورما هي إلا أيام وأسابيع أو شهور وتكبر البذور وتنجب
الأرهاب في ديارهم .
هذا هو الذكاء المؤقت يعتقدون بانهم بمنأى من الأرهاب !!!
أما الغباء الشرقي والعربي فهو
أنهم سمحوا للغرب باللعب بهم كما يلعب الطفل بلعبة
وبعد أن يمل منها يحطمها وينثر كل قطعة في مكان
قام أبناء البلد الواحد في تدمير بلادهم بحجة الدين أو الدفاع عن الله
فقط كلمة أقولها . ألم يكن الله قادر على حماية ذاته وهل الدين بحاجة للدفاع عنه
لقد أستمر برغم أشد الظروف والأزمنة الغابرة ودام لليوم فالدين الذي قاوم وأستمر
ليس بحاجة لمن يدافع عنه .لكن الغرب أستغل هذه النقطة الضعيفة في الشرق
لو كان مهتم الغرب بالدين لما فصله عن الدولة والسياسة في بلادهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لو كان الغرب مهتم بالشرق لماذا يخلق الحروب فيه ويبيع له السلاح بدلاً من المصانع
هناك من استفاد و يستفيد من هذه الحروب ويستغلون الدين والله والعوز والفقر
ليس الفقر فقر الحال بل هناك أشد منه فقراً وهو الجهل
مادام الجهل منتشر في الشرق ستبقى الحروب فيه
مادام الجهل في الشرق سيتحكم به الغرب
مادام الجهل في الشرق سيقتل الأخ أخاه ويدمر بيته وو طنه
بالله عليكم كم سلفي وأرهابي وتكفيري من الغرب موجود بين صفوف الأرهابيين
لكن قريباً سيزداد عددهم ما هي إلا قصة وقت فقط .. سيتحول الغرب ليكون شرقاً
من هنا كان العنوان هم أذكياء اليوم فقط وغداً أغبياء .وسيبقى الشرق في غباء لحين
يكتشف كل واحد فيه أنه من حق الجميع العيش على الأرض كأخوة وهذا هدف الله

ابن السريان 14.01.2014
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”خواطر ومقالات عابرة“