السريانية في نظر الأسلام....

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

السريانية في نظر الأسلام....

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »



السريانية في نظر الأسلام....

كلام جميل عن اللغه السريانية؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!سبب تسمية السريانية بهذا الاسم بدون تعليق؟
سبب تسمية السريانية بهذا الاسم : جاء فى تفسير اللباب لابن عادل

؟وأما السُّرْيَانِيَّةُ فذكر ابن سلام أنها سميت بذلك؛ لأن الله - سبحانه
وتعالى - حين علم آدم الأسماءَ علَّمهُ سِرَّا من الملائكة ، وأنطقه بها
حنيئذ ، فَسُمِّيتِ السريانية لذلك ، !!!!!!!!!؟والله أعلم)! .

( خلاصة بحث الشيخ محمد زكى إبراهيم رائد العشيرة المحمدية رضى الله عنه فى كتابه فواتح المفاتح :
إذن فليس من الجائز – فيما نعتقد ونقرر – الالتفات إلى التعبد بهذه الألفاظ . إلا في حالتين ( عند الاقتضاء الهام
الأولى
: عند التأكد من تمام مطابقة الترجمة وصحة المعنى، حتى لا يكون اللفظ
شركاً، أو كفراً، أو معصية أو من أسماء الملائكة الأعلياء كما يزعمون،

أو أسماء الجن، أو ألفاظ السحر، أو عبثاً يحاسب عليه، فنحن أنما نعبد الله
ونذكره، لا نعبد الملائكة ولا الجن، فنكفر أو نشرك، ولا ندري .
الثانية
: تكون القراءة لمجرد تحصيل بركة هذه اللغة الأعجمية على فرض أن فيها
روائح بركة ، إضافة إلى بركة اللغة العربية ، ثم تيمناً بالقدوة وحسن الظن
بالأشياخ فقط ،
إذا صحت نسبة هذه الألفاظ إليهم، ( ولا نظن ذلك ، ولا
نجادل من يظن ) فالذي دسوه زوراً على أولياء الله كثير في كل جانب ، ولا
قوة إلا بالله .
ثم قال رضى الله عنه : غير أن بعض كبار السادة من الأشياخ في مقام السكر أو المحو أو الغيبوبة أو الفناء تجري على لسانه ألفاظ ،

أو جمل تلقائية من عالم الغيب أو يلهم عبارات ملكوتية ، لا تعرفها لغاتنا
الأرضية المختلفة ، وهذا ما نسميه نحن بـ ( لغة أهل الله ) ( اللغة
الملكوتية ) ،
وهي بحكم مجالاتها ومصادرها الخاصة والعامة ، يستحيل
ترجمتها إلى لغات بني الإنسان ، فإنما هي مدارك وأذواق ، ومواجيد وأشواق ،
وأحوال تتحول إلى أصوات وألفاظ
وبمقدار ما ينبغي لهذه اللغة من
الاحترام والتسليم بالنسبة إلى كنهها الذاتي ، ثم إلى من جرت على ألسنتهم
من الرجال العظام، بمقدار ما يجب
– إن صح أمرها – أن نتركها لهم ،
وإنما يكون نقلها عنهم للتاريخ والإحاطة والاعتبار والتفكير ، والعلم
المجرد ، أو للبركة في أحسن الفروض ، ونكرر عبارة إن صحت نسبتها إليهم .
ثم
قال رضى الله عنه : وعند التسليم بصحة نسبة هذه الألفاظ جدلاً ، إلى بعض
أهل الله ، فتكون هذه الألفاظ معبرة عن لغة خاصة بهم نستطيع أن نسميها (
لغة أهل الله
وهي لغة يلهمون بها في مقامات القرب ولحظات التجلي ،
ومراتب الفناء الحقي ، ولا شك أنها لغة تختلف من ولي إلى ولي ومن مقام إلى
مقام .
وعندئذٍ تؤخذ على علاتها – إن صحت – بلا تأويل ولا تفسير ،
إكتفاءً بحسن الظن ، وإن تليت تتلى تبركاً على مرادها عندهم وعند الله عز
وجل .

بعض الصحابة كانت لهم دراية بالسريانية ؛ فقد جاء فى كتاب معرفة الصحابة لأبى نعيم : حدثنا سهل بن عبد الله أبو الحسن التستري ،
ثنا محمد بن عبد الرحيم ، ثنا علي بن المديني ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ،
عن
زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا زيد ، هل
تحسن السريانية ؟ » فقلت : لا ، قال : « فتعلمها ، فإنه يأتينا كتب » قال
: فتعلمتها في سبعة عشر يوما.
وروى مثله فى السنن الكبرى للبيهقى وفى الجامع الكبير للسيوطى وفى المستدرك للحاكم وفى المعجم الكبير للطبرانى
وفى صحيح ابن حبان وفى سنن الترمذى وفى المسند لأحمد بن حنبل وفى مسند ابن أبى شيبة.
وجاء فى كتاب طعنة فى قلب على رضى الله عنه: زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي ثم البخاري.

كان عمره عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سنة. كان أول
مشاهده الخندق. وهو من كتاب الوحي، تعلم السريانية بأمر النبي صلى الله
عليه وسلم. ا.هـ.

سؤال القبر بالسريانية : قال الحافظ السيوطى فى منظومته :


ومن غريب ما ترى العينان أن سؤال القبر بالسريانى أفتى بهذا شيخنا البلقيني ولم أره لغيره بعيني

قال شارحها : قال الناظم يعنى فى (شرح الصدور بأحوال الموتى والقبور
:
وقع فى فتاوى شيخ الإسلام علم الدين البلقينى أن الميت يجيب السؤال
بالسريانى. فالميت يجيب بروحه وهى تتكلم بالسريانية كسائر الأرواح.
قال الشيخ عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه :

نعم سؤال القبر بالسريانية لأنها لغة الملائكة والأرواح ومن جملة الملائكة
ملائكة السؤال وإنما يجيب الميت عن سؤالهما روحه وهي تتكلم بالسريانية
كسائر الأرواح
؛ لأن الروح إذا زال عنها حجاب الذات عادت إلى الميت حالتها الأولى.

قال رضي الله عنه: والولي المفتوح عليه فتحا كبيرا يتكلم بها من غير تعلم
أصلا لأن الحكم لروحه فما ظنك بالميت فلا صعوبة عليه في التكلم بها.

كلام الناس يوم القيامة السريانية ؛

فقد جاء فى تفسير ابن أبى حاتم : عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ، قَالَ:" لَمْ يَنْزِل وَحْي إلا بالعربيةِ، ثُمَّ يُتَرْجِم
كُلّ نَبِيّ لقومِه بلسَانهم، قَالَ: ولسانِ يَوْم الْقِيَامَة
السُّرْيَانِيَّة،
ومن دَخَلَ الْجَنَّة تَكَلَّمَ بالعربيةِ". وفيه
أيضا عَنِ السُّدِّىِّ، قَالَ:"يبعثهم الله يَوْم الْقِيَامَة عَلَى قامة
آدم وجسمه ولسانه السُّرْيَانِيَّة،
عراة حفاة غرلاً كما ولدوا". وفى
التحرير والتنوير : وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي رضي الله عنه قال : كلام
الناس يوم القيامة السريانية .

إبراهيم عليه السلام كان يدعو الله بأسمائه تعالى السريانية
؛
فقد جاء فى تفسير الخازن : قيل : إنما سمي إسماعيل لأن إبراهيم كان يدعو
الله أن يرزقه ولداً ، ويقول في دعائه : اسمع يا إيل وإيل بلسان السريانية
هو الله . ا.هـ.

كل حرف فى السريانية له معنى ؛ فقد جاء فى تفسير القرطبى
: وقرئ: " على إلياسين " و " إدريسين وإدرسين وإدراسين " على أنها لغات في إلياس وإدريس.
ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. ا.هـ. إن اللغات كلها مطنبة بالنسبة للسريانية
لأن الكلام فى لغة غير السريانية يتركب من الكلمات لا من الحروف الهجائية وفى السريانية يتركب من الحروف الهجائية.
فكل حرف هجائى فى السريانية يدل على معنى مفيد، فإذا جمع إلى حرف آخر حصلت منها فائدة الكلام.

: آمين : جاء فى مجمع الأنهر فى شرح ملتقى الأبحر: أَيْ يَقُولُ الْإِمَامُ آمِينَ بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ

مَعَ تَخْفِيفِ الْمِيمِ وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ وَأَشْهَرُ مِنْ
التَّشْدِيدِ كَمَا قَالَهُ الْوَاحِدِيُّ قِيلَ : لَوْ قَالَ آمِّينَ
بِالتَّشْدِيدِ تَفْسُدُ وَقِيلَ لَا تَفْسُدُ وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ :
هُوَ اسْمُ فِعْلٍ مَعْنَاهُ اسْتَجِبْ
وَهُوَ تَعْرِيبٌ هَمِينَ . وَفِي الرَّضِيِّ أَنَّهُ سُرْيَانِيٌّ
كَقَابِيلَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ .

( من تأمل كلام الصبيان الصغار وجد السريانية كثيراً فى كلامهم، فمن أسمائه تعالى لفظة (أغ) التى ينطق بها الصبى الرضيع،
وهو اسم يدل على الرفعة والعلو واللطف والحنان فهو بمنزلة من يقول: يا على يا رفيع يا حنان يا لطيف.

السريانية هى لغة القدم وهى لغة كثير من الرسل والأنبياء

؛ فقد جاء فى الجزء الثامن من كتاب العلل ومعرفة الرجال : حدثني نصر بن
علي قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا الأشعث بن جابر عن الحسن قال
خرج
آدم من الجنة ولغته السريانية . ا.هـ. فكان سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام
يتكلم بالسريانية بعد نزوله من الجنة لأنها كلام أهل الجنة فكان يتكلم بها
فى الجنة فنزل إلى الأرض
فقد ذكر المفسرون فى قوله تعالى : (( خلق
الإنسان علمه البيان )) أن المراد بالإنسان آدم، والمراد بالبيان النطق
بسبعمائة لغة أفضلها لغة القرآن. وحديث ابن عباس مرفوعا
( أحبوا العرب لثلاث : فإنى عربى والقرآن عربى وكلام أهل الجنة عربى )
قال العقيلى : لا أصل له، وعده ابن الجوزى فى الموضوعات. وفى الأخبار الطوال
: وذلك أن ولد نوح كثروا بها، فشحنت بهم، وكان كلام الجميع السريانية، وهي لغة نوح.ا.هـ. وفى عمدة القارى شرح صحيح البخارى
: وكان آدم عليه الصلاة والسلام يتكلم باللغة السريانية وكذلك أولاده من الأنبياء وغيرهم. ا.هـ. وفى الدر المنثور :
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني .

السريانية كانت منتشرة فى العرب فى عهد عيسى عليه السلام وبعده حتى مجئ يعرب بن قحطان
؛ فقد جاء فى تفسير الألوسى: فأنها أربعة أناجيل : الأول : «إنجيل متى» وهو من الاثني عشر الحواريين وإنجيله باللغة السريانية

كتبه بأرض فلسطين بعد رفع المسيح إلى السماء بثماني سنين وعدة إصحاحاته
ثمانية وستون إصحاحاً . وفى تفسير الألوسى أيضا : وقال ابن دريد في
الجمهرة
: وأول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية يعرب بن قحطان وهو مراد الجوهري بقوله
: إنه أول من تكلم بالعربية ، واستدل بعضهم على أنه أول من تكلم بها بما أخرجه ابن عساكر في التاريخ
بسند رواه عن أنس بن مالك موقوفاً ولا أراه يصح ذكر فيه تبلبل الألسنة ببابل وأنه أول من تكلم بالعربية . .


الملائكة الذين جبلوا على المعرفة، فإذا رأيتهم يتكلمون بها رأيتهم يشيرون
بحرف أو حرفين، أو بكلمة أو بكلمتين إلى ما يشير إليه غيرهم بكراسة أو
بكراستين.

إن اللغة السريانية هى لغة الأرواح وبها يتخاطب
الأولياء من أهل الديوان فيما بينهم لاختصارها وحملها المعانى الكثيرة
التى لا يمكن أداؤها بمثل ألفاظها فى لغة أخرى.

اعلم أن اسم نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (مشفح) بمعنى الحمد وهو لفظ سريانى
واسمه صلى الله عليه وآله وسلم (المَنْحَمَنَّا) اختلف العلماء فى ضبطه وهو كلمتان فالمن وحمنا ومعنى الكلمة الأولى

النعمة التى لها نفع ظاهر ونفع باطن، ومعنى الكلمة الثانية وهى كالصفة
للأولى أن النعمة السابقة بلغت إلى الغاية، ولم يدركه سابق ولا لاحق، وهو
لفظ سريانى.

فصـل): فى دعاء سيدى إبراهيم الدسوقى: ( أحمى حميثاً وأطمى طميثاً ) أما أحمى فمعناه يا مالك وحميثاً إشارة إلى مملكته
أما أطمى فهو بمنزلة من يصفه تعالى بالعظمة والكبرياء والقهر والغلبة والعز والانفراد وطميثاً
إشارة إلى الأشياء التى يتصرف فيها وإلى الممكنات التى يفعل فيها ما يشاء، ويحكم ما يريد، سبحانه لا إله إلا هو.

وفيه فائدتان:
الفائدة
الأولى : "فعلوت" مصدر يستعمل كثيرا في السريانية كالجبروت جاءت من (جبر)
وهو الرجل ومنه جبرائيل فمعناه بالسريانية رجل الله أي الرجل الذي يبعثه
الله لتبليغ رسالته،
فالجبروت هو الرجولة الكاملة، ومن ذلك جاء لفظ لاهوت من اسم الله تعالى.
الفائدة الثانية : جاء فى كتاب التمهيد فى علم التجويد : قال الأصمعي : ليس في الرومية ولا في الفارسية ثاء ولا في السريانية ذال..


بسم الله الرحمن الرحيم


هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، رسول الله إلى الناس كافة، بشيراً ونذيراً، ومؤتمناً على وديعة الله في خلقه، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل والبيان، وكان عزيزاً حكيماً.
للسيد ابن الحارث بن كعب، ولأهل ملته، ولجميع من ينتمي دعوة النصرانية في شرق الأرض وغربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وأعجمها، معروفها ومجهولها، كتاباً لهم عهداً مرعياً، وسجلاً منشوراً، سنّة منه وعدلاً، وذمة محفوظة، من رعاها كان بالإسلام متمسكاً، ولما فيه من الخير مستأهلاً، ومن ضيّعها ونكث العهد الذي فيها، وخالفه إلى غيره، وتعدّى فيه ما أمرت، كان لعهد الله ناكثاً، ولميثاقه ناقصاً، وبذمته مستهيناً، وللعنته مستوجباً، سلطاناً كان أو غيره، باعطاء العهد على نفسي، بما أعطيهم عهد الله وميثاقه، وذمة أنبيائه وأصفيانه، وأوليائه من المؤمنين والمسلمين، في الأولين والآخرين، ذمتي وميثاقي.
وأشد ما أخذ الله على بني إسرائيل من حق الطاعة، وإيثار الفريضة، والوفاء بعهد الله، أن أحفظ أقاصيهم في ثغوري بخيلي ورجالي، وسلاحي وقوتي، وأتباعي من المسلمين في كل ناحية من نواحي العدو، بعيداً كان أو قريباً، سلماً كان أو حرباً، وأن أحمي جانبهم، وأذبّ عنهم، وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم، ومواضع الرهبان، ومواطن السيّاح، حيث كانوا من جبل أو واد، أو مغار، أو عمران، أو سهل أو رمل.
وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا، من برّ أو بحر، شرقاً وغرباً، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الإسلام من ملتي، وأن أدخلهم في ذمتي وأماني، من كل أذى ومكروه، أو مؤونة أو تبعة.
وأن أكون من ورائهم، ذاباً عنهم كل عدو، يريدني وإياهم بسوء، بنفسي وأعواني، وأتباعي، وأهل ملتي، وأنا ذو السلطنة عليهم، ولذلك يجب عليّ رعايتهم وحفظهم من كل مكروه، ولا يصل ذلك إليهم، حتى يصل إليً وأصحابي الذابين عن بيضة الإسلام معي، وأن أعزل عنهم الأذى في المؤن التي يحملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، إلا ما طلبت به أنفسهم، وليس عليهم اجبار ولا إكراه على شئ من ذلك، ولا تغيير أسقف عن اسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته،ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعتهم، ولا ادخال شئ من بنائهم في شئ من أبنيته المساجد، ولا منازل المسلمين.
فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله، وخالف رسوله، وحال عن ذمة الله.
وأن لا يحمل الرهبان والأساقفة، ولا من تعبد منهم، أو لبس الصوف، أو توحّد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئاً من الجزية والخراج، وأن يقتصر على غيرهم من النصارى، ممن ليس بمتعبد ولا راهب ولا سائح على أربعة دراهم في كل سنة، أو ثوب حبرة، أو عصب اليمن، إعانة للمسلمين وقوة في بيت المال. وإن لم يسهل الثوب عليهم طلب منهم ثمنه، ولا يقوّم ذلك عليهم إلا بما تطيّب به أنفسهم، ولا تتجاوز جزية اصحاب الخراج، والعقارات والتجارات العظيمة في البحر والأرض، واستخراج معادن الجوهر والذهب والفضة، وذوي الأموال الفاشية والقوة ممن ينتحل دين النصرانية أكثر من اثني عشر درهماً من الجمهور في كل عام، إذا كانوا للمواضع قاطنين وفيها مقيمين، ولا يطلب ذلك من عابر سبيل ليس من قطان البلد، ولا أهل الاجتياز ممن لا تعرف مواضعه، ولا خراج، ولا جزية إلا [على] من يكون في يده ميراث من ميراث الأرض، ممن يجب فيه للسلطان حق، فيؤدي ذلك على ما يؤديه مثله ولا يجار عليه، ولا يحمل منه إلا قدر طاقته وقوته على عمل الأرض وعمارتها، واقبال ثمرتها. ولا يكلّف شططاً ولا يتجاوز به حد أصحاب الخراج من نظرائه، ولا يكلف أحد من أهل الذمة منهم الخروج مع المسلمين إلى عدوهم، لملاقاة الحروب، ومكاشفة الأقران، فأنه ليس على أهل الذمة مباشرة القتال. وإنما أعطوا الذمة عليّ، على ان لا يكلفوا ذلك. وأن يكون المسلمون ذبّاباً عنهم، وجواراً من دونهم. ولا يكرهوا على تجهيز أحد من المسلمين إلى الحرب الذين يلقون فيه عدوهم بقوة السلاح أو خيل، إلا أن يتبرعوا من تلقاء أنفسهم. فيكون من فعل ذلك منهم وتبرع به، حمد عليه وعرف له وكوفئ به.
ولا يجبر أحد ممن كانوا على ملة النصرانية كرهاً على الإسلام: "ولا تجادلوا [أهل الكتاب] إلا بالتي هي أحسن". ويخفض لهم جناح الرحمة ويكفّ عنهم أذى المكروه حيث كانوا، واين كانوا من البلاد.
وإن أجرم أحد من النصارى، أو جنى جناية، فعلى المسلمين نصره، والمنع والذبّ عنه، والعزم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، أو يفادى به. ولا يرفضوا، ولا يخذلوا، ولا يتركوا هملاً، لأني أعطيتهم عهد الله، على أن لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وعلى المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمام، والذبّ عن الحرمة، واستوجبوا أن يذبّ عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم.
ولا يحملوا من النكاح شططاً لا يريدونه، ولا يكره أهل البنت على تزويج المسلمين، ولا يضارّوا في ذلك أن منعوا خاطباً وأبوا تزويجاً، لأن ذلك لا يكون إلا بطيبة قلوبهم، ومسامحة أهوائهم، إن أحبوه ورضوا به إذا صارت النصرانية عند المسلم، فعليه أن يرضى بنصرانيتها، ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها، والأخذ بمعالم دينها، ولا يمنعها ذلك. فمن خالف عهد الله وعصى ميثاق رسوله، وهو عند الله من الكاذبين.
ولهم إن احتاجوا في مرمّة بيعهم وصوامعهم أو شئ من مصالح أمورهم ودينهم إلى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها، أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك ديناً عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم، ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم، ومنّة لله ورسوله عليهم.
ولهم أن لا يلزم أحد منهم، بأن يكون في الحرب بين المسلمين وعدوهم، رسولاً أو دليلاً، أو عوناً، أو متخبراً، ولا شيئاً مما يساس به الحرب، فمن فعل ذلك بأحد منهم، كان ظالماً لله ولرسوله عاصياً، من ذمته متخلياً، ولا يسعه في إيمانه إلا الوفاء بهذه الشرائط التي شركها محمد بن عبد الله رسول الله لأهل ملّة النصرانية، واشترط عليهم أموراً يجب عليهم في دينهم التمسك والوفاء بما عاهدهم عليه منها.
ألاّ يكون أحد منهم عيناً ولا رقيباً لأحد من أهل الحرب على أحد من المسلمين في سرّه وعلانيته، ولا يأوي منازلهم عدوّ للمسلمين، يريدون به أخذ الفرصة وانتهاز الوثبة، ولا ينزلوا أوطانهم، ولا ضياعهم ولا شئ من مساكن عباداتهم ولا غيرهم من أهل الملّة، ولا يرفعوا أحداً من أهل الحرب على المسلمين بتقوية لهم بسلاح، ولا خيل، ولا رجال، ولا غيرهم، ولا يصانعوهم.
ولا يقروا من نزل عليهم من المسلمين ثلاثة ايام بلياليها في انفسهم ودوابهم حيث كانوا وحيث مالوا، يبذلون لهم القرى الذي منه يأكلون، ولا يكلفوا سوى ذلك، فيحملوا الأذى عليهم والمكروه. وان احتيج إلى اخفاء أحد من المسلمين عندهم، وعند منازلهم، ومواطن عبادتهم، وأن يأووهم ويرفدوهم ويواسوهم فيما يعيشوا به ما كانوا مجتمعين، وأن يكتموا عليهم، ولا يظهروا العدو على عوراتهم، ولا يخلّوا شيئاً من الواجب عليهم.
فمن نكث شيئاً من هذه الشرائط وتعداها إلى غيرها فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله. وعليهم العهود والمواثيق التي أخذت عن الرهبان وأخذتها وما اخذ كل نبي على أمته من الأمان والوفاء لهم وحفظهم به ولا ينقض ذلك ولا يغيّر حتى تقوم الساعة إن شاء الله.
وشهد هذا الكتاب الذي كتبه محمد بن عبد الله بينه وبين النصارى الذين اشترط عليهم وكتب هذا العهد لهم:
عتيق بن أبي قحافة
علي بن أبي طالب
الفضل بن العباس
سعد بن معاذ
زيد بن ثابت
عمر بن الخطاب
أبو ذر
عبد الله بن مسعود
سعد بن عبادة
عثمان بن عفان
أبو الدرداء
العباس بن عبد المطلب
ثمامة بن قيس
طلحة بن عبد الله
أبو هريرة
زيد بن أرقم
مصعب بن جبير
أبو حذيفة
عبد الله بن خفاف
جعفر بن أبي طالب
عبد الله بن زيد
أسامة بن زيد
أبو الغالية (كذا)
خوات بن جبير
كعب بن مالك
حرقوس بن زهير
عمار بن مظعون
عبد الله بن عمرو بن العاص
هاشم بن عتبه
حسان بن ثابت
وكتبه معاوية بن أبي سفيان
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”خواطر ومقالات عابرة“