[center]عند بئر يعقوب
بقلم
بنت السريان
استمرٌ النقاش واحتدٌ بين مؤيدين ومعارضين، والأدلة والبراهين قائمة على قدم وساق كل يدحض فكرة صاحبه لترجُح كفته في الميزان، لن تتساوى طرفي المعادلة، فكلٌ يسير في واد واليهود لا يتعاملون مع السامريين، لذا بقت السامرة كنعجة تائهة وسط صحراء مظلمة لحين قدوم الراعي.
عند بئر يعقوب كان حديث الماء، حيث التقى يسوع بالمرأة السامرية قرب مدينة سوخار:
أعطني ماء لأشرب !! يا للعجب ! أيهوديٌ يحدًث سامرية ويطلب منها ليشرب؟..
أجابته كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا سامرية؟ أجابها يسوع: لو كنت تعلمين عطيٌة الله ومن هو الذي يطلب منك ليشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حياَ ...
لا دلو لك سيدي، والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟.. ألعلٌك أعظم من أبينا يعقوب ألذي أعطانا البئر وشرب هو منه ومواشيه ؟.. هكذا أجابت السامرية وهي في دهشة من أمرها، فإن سعادة اجتاحت دواخلها وغمرتها حالة تعجز عن وصفها ...
إن من يشرب من ماء البئر هذا يعطش أيضا، لكن من يشرب من الماء الحي الذي أعطيه انا لن يعطش إلى الأبد، بل يصير ينبوع ماء لحياة أبدية...
كم تمنٌت السامرية أن تشرب من ذاك الماء سيدي كي ترتاح من ارتياد البئر، فلا تأتي لتستقي منه مرة ثانية، لذا وفي الحال طلبت، أعطني لأشرب منه... لكنٌ يسوع أجابها: اذهبي وادعي زوجك وتعالي ههنا.. أجابته ليس لي زوج سيٌدي .. أجابها يسوع حسنا قلتِ لأن لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك !! هذا قلت بالصدق، لقد انكشفت الأسرار وبانت ..
أرى انك نبيٌ .. هكذا قالت.
تركت السامرية جرتها ومضت إلى المدينة، قالت للناس هلمٌوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت، ألعلٌ هذا هو المسيح؟ وبسبب كلامها آمن كثير من السامريين بالسيد المسيح، وخرجوا من الظلمة الى النور نور المسيح الحي.
نعم أيٌتها السامرية، إنه المسيح من كلٌمك، إنه هو من يعطي الماء الحي، الروح القدس الذي يصٌبُ في النفس البشرية أنهار ماء حيٌة تقودها ألى الحياة الأبديٌة، كلامه شهد عسل وينبوع حياة.
هلُمٌوا ايٌها المؤمنون واغرفوا وانهلوا منه، إنه مُعَدٌ لكم، فالمسيح واقف على الأبواب يقرع، افتحوا أبواب قلوبكم له ليملأها بماء ينبوعه، فتصبح أنهار ماء حية تؤهلكم لدخول أمجاده السماوية...
يا رب .. ضعفاء نحن .. ندعوك لتؤهلنا لذلك، آمين.
:saleb:
بنت السريان
سعاد اسطيفان[/center]