لنّقاط كالنّقش ِ ..لا تُمحى …؟.!! شعر وديع القس

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

لنّقاط كالنّقش ِ ..لا تُمحى …؟.!! شعر وديع القس

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

لنّقاط كالنّقش ِ ..لا تُمحى …؟.!! شعر وديع القس

صورة
السّهمُ من طرفِ الأعداءِ مُختَبرِ
تمشي الهوينةَ َ حسباناً لمنتظرِ

أمّا الخليلُ فلا خوفٌ ولا حسبُ
عهدُ المودّةِ مفتوحٌ مع البصرِ]
وطعنةُ ُ الخصمِ مرهونٌ بها الزّمنِ
والجّرحُ من طعنةِ الخلّانِ مُستعرِ

لا يسكنُ الغدرُ في قلب ٍ تغمّدهُ
نورُ المسيحِ وتاجُ المجدِ بالغفرِ

لولا المحبةُ ُ ما كانتْ بداخلِنا
صبرُ الرّجولةِ مدفوناً معَ الكَدَرِ

يا غاشمينَ على أرضٍ مقدّسةٍ
أينَ الدليلُ على غزوٍ ومستنكَرِ

جُلّ الشآمِ تحاكيْ نبعَ مكرمةٍ

وواهبُ الكَرَمِ ،مجروحاً من القهرِ

وروحهُ ،في صميمِ الله مسكنهاِ
ونزفهُ بلسمٌ ، للبرِّ منتشِرِ

أرض المسيحِ ونبعُ البرِّ من دمهِ
تأبى القبولَ لزنديقٍ من الغجرِ

والشّامُ لا ترتضي من زائرٍ فاسقٍ
يدوسُ أرضَ الرّسالاتِ بالقذرِ

وأيُّ مغتربٍ خالٍ من الأدبِ

فلا مكانَ لهُ ،في تربةِ الجَذرِ

الشّرقُ شرقي وأرضُ الشّامِ من هُدُبِيْ
فيها المسيحُ تجلّى عُمدة البشرِ

أنا الّذي زرعَ الآكامَ من دمهِ
في كلِّ رابيةٍ ذكرىً لمنتصرِ

الشّرقُ شرقي وفيها الفخرُ من دمنا
ودودةُ الأرضِ لا تقوى على الظّفرِ

نحنُ النّسورُ ولا همٌ من النّعقِ

أجواؤنا من صفيرِ النّسرِ مستترِ

لا ترعبُ النّسرَ أصواتاً مكبّرةً
والقلبُ في صدرِها فأرٌ ومحتقرِ

بأيِّ حقٍ نرى الأغرابَ تنهمرُ
تدنّسُ الأرضَ بالأوساخِ والقذرِ

مهما تفنّنَ قولُ الكذبِ من ملقٍ

تبقى المآثرُ تحكي النّقشَ بالعِبَرِ

أعمى البصيرةِ مسحوقٌ بعتمتهِ
فكيفَ يرشدُ أعمى مَنْ بهِ بصرِ..؟

لا يبصرونَ شروقَ الشّمسِ في أثرٍ
حتّى الكفيفُ يرى الآثارَ بالحجرِ

تجمّعوا من ديارِ الجّهلِ والعت

مِ
ليستبيحوا بلاد الشّمسِ بالغدرِ

مّنْ كانَ في بيتهِ ،عبداً لمعصيةٍ
فكيفَ يمنحنا ،علماً بمقتدرِ ..؟

يا للجهالةِ والصّرْخاتُ تسحبهمْ
نحو الهلاكِ بفتوى الدّينِ والظّف

رِ

مهما عفاكَ الرّدى من طولِ فترتهِ
فالموتُ آتٍ بلا علمٍ ولا خبرِ

مثل العصافةِ أفكارٌ بلا قيمِ
وقوّة الحقِّ عندَ السّيفِ بالبترِ

وقوّة السّيفِ لا تغدو مجادلةً
وعلمهُ في غواني الفسقِ مقتدرِ

والجّهلُ يقتلُ ما في البيتِ من أدبٍ
والعلمُ يرفعُ ما في البيتِ من عسرِ

يخرّبونَ كقطّاعٍ من الطّرقِ

معالمَ النّورِ والأزهارِ والشّجرِ

مهما تلمّعَ شرٌّ في حلاوتهِ
يبقى الأذى في دمِ الأشرارِ بالضّررِ

لا تنتهي من فمِ الأشرارِ لدغتها
مهما تظاهرَ في الأخلاقِ والنّذرِ

إذا تسلّطَ مجهولٌ على بلدٍ

فاعلمْ بأنَّ هلاكُ الشّعبِ في خطرِ

حكمُ الجّهالةِ مقبورٌ بسلطتهِ
وصاحبُ العقلِ في أقوالهِ دررِ

أكلُ الكريمِ بزُهدٍ قمّةُ الكَرَمِ
وعزّةُ العبدِ في تيجانِها حُفرِ

كلّ المعادنِ فيها لمعةَ الذّهبِ
لكنّ إكرامها في المعدنِ الأصفرِ

ويعلنونَ دويلاتٍ من السّحبِ

كأنّهمْ من دعاةِ الحقِّ والفكرِ

ضعُ النّقاطَ كما كانتْ بلا دجلٍ
فالحرفُ أصدقُ من علاّمة البشرِ

سريو وكلدو وآشورٌ على قدرٍ
تفتّقَ الجرحُ بالآهاتِ والقهرِ

جنسيّةَُ الشّامِ آراميّةُ النّسبِ
فلا وجودَ لغيرِ الأصلِ والجذرِ]
وديع القس
صورة
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأديب وديع القس“