"إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل ".

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

"إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل ".

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

"إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل ".

صورة
بابينيان الحمصي
هذه العبارة عمرها أكثر من 1800 سنه ترددها الألسنه حتى يومنا هذا ,و في كل أصقاع الأرض , هي جملة بابينيان الحمصي.
حتى يومنا هذا و أمام " قصر العدل " في مدينة روما العاصمة الأيطاليه ستجد تمثالا ينبض بالإباء و العزه هو سيد العدالة و القانون .
أيضاً نجد لوحة جداريه بإسمه موجودة أمام مبنى الكونغرس الأمريكي تكريماً لدوره القانوني الكبير وقد كتب عليها " مؤلف لأكثر من ستة وخمسين مؤلفا في الحقوق كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية ".
هذا السوري العظيم الذي ولد في حمص عام 140 ميلادي درس الحقوق في بيروت التي كانت تعتبر في حينها أكبر تجمع لمدارس الحقوق وقد بقيت فيها حتى منتصف القرن السادس أشهر مدارس الحقوق التابعة للإمبراطورية الرومانية , تلك المدارس أعطت للعالم القوانين التشريعية المتوسطة و التي هي الأساس للقوانين المعتمده حتى يومنا هذا , ألف بابينيان أكثر من ستّة وخمسين مرجعا في الحقوق تركها للإنسانيه جمعاء تتالف من 2462 فقرة قانونية تُعد المصدر الرئيسي الّذي استمدت منه المحاكم الأوربية الحديثة قوانينها كايطاليا وفرنسا واسبانيا وألمانيا . و عندما يجد قضاة إيطاليا أنفسهم أمام حادثة غير مذكوره في قانونهم التشريعي المعتمد يعودون إلى مؤلفاته كمرجع قانوني التي عمرها 1800 عام . شغل عدة مناصب هامه في عصر القيصر سبتيموس زوج السوريه الحمصيه جوليا دومنا و التي حكمت روما بعد وفاة زوجها سبتيموس.
أهمية التشريعات التي كتبها بابينان مع زملائه السوريين الأربعة أنها غيرت من المفهوم القضائي السائد في روما تلك الأيام و حولته من قانون متحجر بدائي إلى قانون إنساني و هذه الأنسانيه التي طغت على القوانين مستمده من مدرسة زينون الرواقي التي كانت مبنيه على الأخلاق و الحكمة و ليس على مبدأ الأنتقام و هذه هي نقطة التحول القانونيه في التاريخ الأنساني أي البت في الجريمه من ليس منطلق الأنتقام بل من منطلق العدالة و الأصلاح أي نشأ المدعي و المحامي و الحق العام .
وفاة بابينيان جاءت بعد صراع الأخوين كراكلا و غيتا أبناء القيصر سبتيموس و جوليا دومنا . كراكلا قتل أخوه غيتا فذهب الأول إلى بابنيان طالباً منه كتابة رسالة يلتمس فيها المبررات لجريمته التي ارتكبها كي يجد فيها مخرجا قانونيا أمام مجلس شيوخ روما ، رفض بابنيان طلب كراكلا قائلاً جملته الشهيرة الّتي ترن في أروقة المحاكم حتى يومنا هذا " إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل" فما كان من كركلا إلّا أن أمر بقتل بابينيان بالبلطة , فأنبه لاستعمال البلطة في حكمه هذا بدلا من السيف فكان له ما طلب و أعدم دفاعاً عن العدالة و لم يتراجع عن رفضه لطلب الإلتماس .
تاثر الكثيرين بمقتل بابينيان واعتبرها المؤرخ جيبون انها كارثة عامه حين قال " لقد كان إعدام بابنيان محزناً بوصفه كارثة عامة " .
................................
المصدر
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى التاريخ والحضارة“