بقبقة وبيضة ميشيل كيلو >>بقلم د. ألياس حلياني

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

د. الياس حلياني
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 10
اشترك في: الاثنين أكتوبر 10, 2011 9:55 am

بقبقة وبيضة ميشيل كيلو >>بقلم د. ألياس حلياني

مشاركة غير مقروءة بواسطة د. الياس حلياني »

بقبقة وبيضة ميشيل كيلو .

لزمن طويل ، كنت أعتقد أن الدجاجة تُبقبق عندما تُخرج البيضة من ------ .
ولكن أحد الأصدقاء شرح لي ان الأمر عكس ذلك ، فالدجاجة تُخرج البيضة
،،،وبعدها ، تقف امامها ،،،،،،،، ثم تبدأ بالبقبقة ، منتشية فرحة بما
أخرجت من مؤخرتها وكأنها تريد ان تقول للعالم : هذا انتاجي بعد كفاحي
الطويل----.
تذكرت قصة الدجاجة ، عندما سمعت تصريح السيد ميشيل كيلو ، وتهجمه ، على
رجال الدين المسيحي ، متهماً اياهم بالعمالة للسلطة والنظام ، على عكس
دور رجال الدين من الطرف الآخر ، والذين يدعون ليل نهار الى المحبة
والتسامح ،والاخوة والانسانية ، وعدم حرق المدارس ، وعدم تفجير المعامل
، وعدم تفجير خطوط النفط . و لا ينسى السيد ميشيل ، دور الكنائس في
التحريض على القتل ، وتحويل قاعات الكنائس الى مستودعات اسلحة ، برسم
التوزيع الفوري ، لكل انسان مسالم ، ودعوات الأساقفة للجهاد ، وسبي
النساء . وقذف الجثث في الانهر من اجل اتمام مراسيم العماد المقدس---
السيد ميشيل :
لم تذكر اسم رجل دين واحد ، ساهم في تسليم مسيحي واحد الى الأمن كما تدعي
، وهذا يُفقدك كل مصداقية في حديثك ، بينما نحن نستطيع ان نذكر لك عشرات
الأسماء من رجال الدين المسيحي ، من الذين عملوا جاهدين على اخلاء سبيل
الموقوفين المسيحيين –من أخرج المدون كريم عربحي من السجن ؟؟؟–أليس الأب
الياس زحلاوي ---من ساعد الأخوة في حمص ، ووزع الطعام والشراب ---أليس
الأب جان------ ومثلهم كثر --
ومادمت تتحدث عن رجال الدين المسيحي ، لم نسمع بقبقتك عندما جرى السطو
على مدرسة الارمن وكنيستها في حمص ، وماذا عن كنيسة ام الزنار ، ومن
اعتصم فيها ومن خربها ---وماذا عن مطرانية السريان الكاثوليك في حمص
---ولم نر بيضتك عندما جرى تهجير قرية مسيحية بكاملها اسمها دمينة وطرد
اهلها جميعا –
وماذا عن تصريحات قداسة البابا حول ( تسامح ومحبة وكرم اخلاق ) كتيبة
الفاروق عندما قامت بكل محبة وانسانية ووطنية في طرد المسيحيين من
الحميدية وسرقة اموالهم ومتاعهم----
وماذا عن الشعار الوطني الرائع : ---------------والمسيحي على بيروت-!!!!!!
السيد مبشيل ، لا اعرف اذا كنت قد قرات فحوى رسالة الشباب المسيحي الذي
تزدريه انت الى سعادة السفير البابوي في سوريا وسانقل لك بضعة اسطر مما
جاء فيها ، وقد تتوقف عن البقبقة بعد قراءتها :
سعادة السفير : لسنين طويلة ، عشنا في امان وسلام واستقرار ، وهذا الأمر
ليس خافياً على سعادتكم ، وقد عاينتموه شخصيا ً خلال تمثيلكم لحاضرة
الفاتيكان في سوريا . واليوم ، بدانا نستشعر الخطر ، الذي اخذ يُحيق بنا
من كل جانب، نحن المسيحيين عامة وبعض الأقليات خاصة . وسط صمت مريب من
قبل منظمات حقوق الانسان ، وبعض الدول الكاثوليكية في العالم . والذين
اخذوا طريقاً غير حيادي في هذه الأزمة .
سعادة السفير : لعلكم تذكرون الأحداث الأليمة التي مر بها شعبنا في
العراق ، وكيف تهجر ، واقتُلع من ارضه وجذوره ، وأصبح مشرداً في انحاء
الأ رض ، ومعذرة اذا قلنا لكم ، أنكم قصرتم في واجب حمايتهم ، وشرح
معاناتهم للعالم .
سعادة السفير : أما نحن في سوريا ، فإننا لن نغادر بلادنا ، سنبقى في
كنائسنا ، ولو أحرقوها فوقنا ، وسيقى بولس الرسول فوق حصانه ، يجول بين
حنانيا وباب توما وباب شرقي ، ولو فطعوا له أرجل حصانه . لن نغادر وطننا
الذي احبنا واحببناه . وسيتحمل وزر دمنا ، كل من ساهم وتآمر على وطننا ،
من دول الى منظمات .
سعادة السفير : ان أعداء سوريا الوطن ، وأعداء السلام ، يراهنون على
تفريغ كل الوطن ، من المسيحيين ، ضمن مخطط تقوده وتسانده ، دول غربية ،
تعمل جاهدة على هذا الأمر . إن أحياء كثيرة ، لأهلنا في الحميدية في حمص
، قد تم نهبها وطرد أهلها المسيحيين منها . كما تم طرد أهلنا في القصير ،
ومحاصرة مدينة محردة ذات الأكثرية المسيحية ، تمهيدا لاقتحامها من قبل
العصابات المسلحة . ان عدد كبير من أهلنا في حمص وقلعة الحصن ، قد أصبحوا
بلا مأوى ، وتهجروا الى قرى الوادي –ونسأل سعادتكم ن اذا كنتم على علم
بما يحدث ، وما هي الرسالة التي توجهتم بها الى قداسة البابا بندكتوس
لاطلاعه على الواقع المأساوي للشعب المسيحي اليوم في سوريا .
سعادة السفير : اذا لم تقفوا معنا اليوم ، فمتى تقفون ؟

يرى روسو يا سيد ميشيل أن للتربية دورا حاسما واساسيا في تهيئة
المواطنين ، كما أنه يولي اهتماما كبيرا للأخلاق والدين والفضيلة عامة ،
من اجل تحقيق الوحدة السياسية للشعب . وهؤلاء الذين تتهجم عليهم وتصفهم
بكلمات غير لائقة ، هم من قاموا بتربيتك ، وتربية ابنائك ، وابناء الوطن
.ولعلك قرأت المادة الرابعة من اعلان حقوق الانسان والمواطن في تعريف
الحرية . كيف ان الحرية تقضي بان يقدر المرء على فعل أي شيء لا يضر
باللآخرين –لا يضر بلآخرين- وأن ممارسة الحقوق الطبيعية لكل انسان لا يحد
منها الا الحدود التي تضمن لاعضاء المجتمع الاخرين التمتع بهذه الحقوق
نفسها ، وهذه الحدود لا يقررها الا القانون –القانون- وليس من حق القانون
ان يمنع الا الافعال المسيئة للمجتمع----وكما ترى لم يعد هناك الا افعال
مسيئة وقاتلة للمجتمع---

السيد ميشيل :
بقبقت ما بقبقت ، وتهجمت ما تهجمت ، واسألك الآن : برايك ماهو الدور
الحقيقي لرجل الدين في الأزمات ؟؟؟ اشعال الفتن ؟ ام التهدئة والعمل على
اخماد الحرائق في كل الوسائل الممكنة والمتاحة ؟
ان الرقص مع الذئاب ، ليس دائماً آمناً ، فإذا كان سبيلبرغ عبر كيفن
كوستنر ،قد استطاع ذلك ، فإن غيره لن يستطيع ، وسوف تتحلى به الذئاب ،
بعد أن تنتهي من وليمتها الكبرى ، وأقصد بها أجساد بني ملتك وطائفتك .
ماذا يقول غسان الامام عن حلفائك ، الذين وضعت يدك بيدهم و و (كمشتم )على الدبكة :
((بعد المرحلة النضالية ضد الاستعمار التي خلقت انسجاما وطنيا بين أكثر
من 18 دينا ومذهبا في المجتمع السوري، بدأ فرز خجول يتراءى اجتماعيا
وسياسيا، بعودة شيخ معمم شاب من مصر حاملا معه الدعوة الإخوانية التي
تلقاها خلال دراسته في الأزهر.
كان الشيخ مصطفى السباعي (15 ـ 1964) حيوي النشاط، صبوح الوجه، الا عندما
ينهمك في خطابه الإثاري والاهتياجي. كنا نحن طلبة الأربعينات نرفض خطابه
الإخواني التكفيري للنصارى، وكعادة الإخوان والسلفيين كان يرفض الحوار،
وينصرف عنا صامتا وفي نفسه غضب مكتوم.
لم يُحدِث الفرز الإخواني التفكيري خللا كبيرا آنذاك. كانت القوى
السياسية والطلابية الفاعلة متسامية فوق الطائفية والمذهبية. لكن دور
الإخوان في مقاومة الأمل القومي في الوحدة الذي راود سورية كان عجيبا!
أحسب أن الرفض عائد إلى نشدان الحركة الإخوانية منذ ولادتها المصرية
لوحدة إسلامية غير متاحة عمليا وواقعيا.
عصر الانفصال (61 ـ 1963) كرس عداء الإخوان السوريين للوحدة القومية. فقد
شكلوا الواجهة الشعبية في ذلك العهد ضد الشارع الناصري، وضد محاولة
العسكر الانقلابيين إعادة الوحدة مع مصر، وتحالفوا في مجلس النواب مع
القوى الإقطاعية والعشيرية لضرب أهم إنجاز للوحدة: الإصلاح الزراعي الذي
استفاد منه عشرات ألوف الفلاحين المعدمين.
الصراع بين القوى القومية بعد إطاحتها بنظام الانفصال أتاح الفرصة
للمرجعية الإخوانية لتمكين حلفها مع القوى الدينية التقليدية والمحافظة،
والانتقال من المرحلة السلمية السياسية إلى التدرب على السلاح.
وهكذا، مرت المرجعية الإخوانية منذ بداية السبعينات في عدة مراحل وتحولات
خطيرة، كان من أفدح نتائجها، في رؤيتي، القضاء على الأمل في استعادة
الديمقراطية، وألجأت النظام إلى الاحتماء بقاعدته، بعد انفتاحه الأولي
على كل القوى السياسية والدينية، بما فيها الإخوان.
المرحلة التكفيرية (72 ـ 1976) سجلت زندقة الإخوان للنظام، بحجة تشريعه
دستورا «علمانيا» وتنصيبه رئيسا غير سني. تلتها المرحلة الاستئصالية (76
ـ 1982). راحت أُطُر الإخوان تغتال أطر النظام تحت شعار ديني. ولم يكن
الاغتيال فاعلا، لعدم القدرة على الوصول إلى القيادات العليا المدنية
والعسكرية، فيما كان الرد الرسمي قويا وحاسما وصل ذروته في معركة حماه
(1982).
لا أفصل معركة حماه عن ظروفها السياسية والإقليمية فقد اختار الاخوان
توقيتا مناسبا تزامن مع الغزو الاسرائيلي للبنان. ودشنوا معركة حماه،
فيما كانت قوات النظام تخوض معركة صعبة عبر الحدود في البقاع المجاور مع
«القوات اللبنانية» المدعومة اسرائيليا.
أسرع النظام إلى حسم المعركة بقوة لا تضاهى، في مقابل عنف إخواني لا
يرحم. تمكن النظام من تصفية المرحلة الاستئصالية الإخوانية التي ارتكبت
أخطاء كثيرة: الرهان على عصيان مدني لم يحدث، لأن الأغلبية السنية
المتعاطفة مع الإخوان كانت ضد عنفهم. دبابات صدام التي وُعدوا بها عبر
الصحراء لم تصل قط. مع ذلك، لم يتخل الإخوان عن حلفهم أو تعاطفهم معه.
كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار. لقد أعلنوا أنهم يحاربون الطبقة
الحاكمة، فإذا بهم يجدون أنفسهم في حضن «دكتاتورية عراقية» أعتى وأشد!
وحتى المراقب العام البيانوني حرص على زيارة عدي صدام حسين للتهنئة
بسلامة النجاة من محاولة الاغتيال!
الهزيمة الساحقة في حماه دشنت مرحلة الانقسام في المرجعية الإخوانية. -----((

كثير من الأصدقاء ، يسالون : لماذا يهاجم السيد ميشيل كيلو المسيحيين
اولاً ويتهمهم بالرقص على اشلاء اخوته ، ثم ثانياً ، يهاجم رجال الدين
المسيحي ، ويتهمهم بالعمالة لوطنهم ! والسلطة .وجوابي لهم ولكم سيد ميشيل
واحد ارجو ان تسمعه برحابة صدر لا تعرفها ، كما يقول عنك احد ابنائك :
يُحكى يا سيد ميشيل ، ان أحد الفلاحين فطست حمارته ، فقام بغسلها
وتكفينها ، واراد ان يدفنها في مقابر القرية ، فقامت القرية كلها معترضة
واشتكته الى المختار ، الذي وبخه على ما يريد ان يفعل بقوله : هذه مقابر
اجدادنا واهلنا وانت تريد ان تدنسها بهذه الفطيسة الحمارة . صمت الفلاح
قليلاً ثم قال للمختار : سيدي لو تعلم ماذا قالت الحمارة قبل ان تموت .
قالت : بعد موتي اعطي المختار مبلغ مائة الف ليرة ----عندها صمت المختار
قليلاً ثم قال للفلاح : هكذا قالت المرحومة اذاً------وتحولت الفطيسة الى
مرحومة –بمبلغ مائة الف ليرة---وهذا ماحدث مع البعض---من له اذنان
فليسمع—ومن له عينان فلينظر-----
د. الياس حلياني
دمشق
22-6-2012
أضف رد جديد

العودة إلى ”مقالات مختارة“