الحفة: مدينة المفاجآت والخبايا.

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

الحفة: مدينة المفاجآت والخبايا.

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

الحفة: مدينة المفاجآت والخبايا..
هنا مدخل الحفة... مسلحون يخطون أساطيرهم الشخصية على جدران الحفة قبل رحيلهم ...
ومن هنا مر جنود الجيش السوري ..ولكن قبلهم مرت ميليشيات للجيش الحر تلوع أهالي الحفة وتنكل بسكانها وكل من اعترض طريقها... هنا بنى مسلحو تلك الميليشيات لأنفسهم عوالم خاصة بهم غيرعوالمهم الحقيقية وأطلقوا العنان لخيالاتهم وأذهانهم من خلال الاستعانة ببعض الرموز والعلامات التي كانوا يرسمونها على جدران المدينة.
ولأن كثيراً من المواطنين كانوا شاهدين على يقوم به الإرهابيين هناك حيث كان بعضهم شاهداً على مشاهد غريبة عجيبة لا يقوم بها إلا المهووسون أو المختلون عقلياً (كما زعم بعض أهالي المدينة).
المدينة تطهرت من فلول المسلحين عن بكرة أبيها لكنها لم تتطهر من حكاياتهم وقصصهم التي يرويها أهالي المدينة ممن عاشها مرغماً وسيبقى البعض يرويها حتى نهاية حياته.
--------------------------------------
الشاب محمود من قرية بكاس يعيش الآن حالة نفسية قاسية بسبب احتجازه في إحدى حمامات المدرسة من قبل المسلحين مدة من الزمن... محمود كان شاهداً على كثير من الأعمال الشيطانية التي قام بها المسلحون بها هناك.. في بداية حديثه مع عربي برس استغرب كيف أن المسلحين أبقوا على حياته رغم أنه لم يكن موافقاً على أعمالهم لكنه عرف السبب عندما أتاه أحد المسلحين وقال له "عندما تخرج أخبر جماعة النظام ماذا فعل أبو نصار برجالهم" ... لم يفهم محمود القصة في بداية الأمر لكنه فهم أخيراً عندما كان يسمع أصوات تعذيب قادمة من إحدى غرف المدرسة.. كما كان أبو نصار يأتي بين الفينة والأخرى ويجر محمود من شعره ليريه آثار الدماء من داخل غرفة التعذيب في المدرسة كما أراه كيف تم تخريب الكتب والكراسات المدرسية وقال له " لن تتعلموا بعد اليوم إلا تعاليم الدين الصحيح".
-----------------------------
لكن المفاجئ وبكل المقاييس كما يقول محمود أن تتحول إحدى قاعات المدرسة إلى مسلخ لأجساد البشر وقاعة أخرى إلى غرفة تعذيب.. أيضاً الجدران تحولت كما أضاف محمود إلى دفاتر لهؤلاء المسلحين حيث كانوا يتفاخرون في بعض الأحيان بتعذيبهم للمواطنين الأبرياء وقتلهم البعض الآخر وكانوا يسجلون ذلك على الجدران لكي يوثقه الزمن على حد زعمهم.
في قرية الجنغيل التابعة للحفة حفر المسلحون كثيراً من الدشم وكانت كل دشمة تسمى باسم أحد عناصر الميليشيات التي كانت موجودة هناك فمثلاً "قصر أبو عمر" كان اسماً للدشمة الرئيسية التي كانت منطلقاً لعمليات القنص والقتل من قبل أبو عمر... و"قصر القينقاع" كان اسماً للدشمة التي كان المسلح "القينقاع" يغطي من خلالها على جرائم أبو عمر واعتداءاته على سيارات الجيش والأمن والمواطنين المدنيين.
أحد جنود الجيش السوري ويدعى فادي كتب على ورقة صغيرة وصيته قبل وفاته عند محاصرته من قبل ميليشيات الجيش الحر بعدما أصيب في صدره من قبل المسلحين..كتب التالي: وصيتــك يمــا لمـا تلاقيــني فتــاحي تابوتــي وبإيدك ضميـني
ما ريدك تبكـي لمــا تشوفيــني ريد الزلغوطة تبكــي عدونـــا
لكن وبعد دخول الجيش السوري وجدوا بجانب الورقة التي كتبها الشهيد فادي وجدوا ورقة أخرى مكتوب عليها " لا تستعجلوا.. فالموت أقرب إليكم من تنفيذ هذه الوصية".
----------------------------
أيام عصيبة مرت على المواطن سليم الذي روى بكثير من الحزن والأسى كيف كان المسلحون يخربون ويحرقون الممتلكات العامة والخاصة بالحفة وكانوا يقنصون بعض المواطنين.. وكانوا ينتظرون حلول الليل ليجمعوا تلك الجثث ويرقصون فوقها ويتناولون الخمور وبعض أنواع الحبوب المخدرة وكان أحد المسلحين يصور زملاءه وهم يرقصون على أجساد الموتى... يضيف سليم أن بعض المسلحين كان يحمل كاميرات حديثة ولكن قد تكون تلك الكاميرات تحطمت جراء القصف العنيف من قبل الجيش السوري على مواقع المسلحين.
معروف أحد المدنيين في مدينة الحفة كان مخطوفاً من قبل المسلحين كتبت له النجاة من براثن موتهم وحكى أنه كان يسمع دائماً من قبل المسلحين بأن قوات الجيش السوري تحاصر المدينة وتستعد لدخولها وتطهيرها من المسلحين لكن "أبو عطـّاف الشامي" ( لا يدري معروف إن كان الاسم صحيحاً لكنه كان يسمع المسلحين ينادونه بهذا الاسم) كان يسخر من قوات الجيش السوري حيث كان يطلب من مساعده تصويره بجانب صواريخ الـ كوبرا والقناصات الحرارية والعبوات الناسفة وقذائف الهاون وقواذف الـ آر بي جي والذخيرة .. وكان يقول بهذه الأسلحة سيموت جيش النظام وستتم إبادته عن بكرة أبيه... وكان يردد على الدوام "يوماً ما سيذكر التاريخ أن أبو عطاف هو من أسقط النظام السوري وسيذكرني دائماً".
-------------
أبو عطاف وجماعته "الإرهابية" أراد إسقاط النظام في دمشق من مكان تواجده في الحفة لذا خلـّف أبو عطاف صوراً بشعة في مدينة الحفة كشفت عن الوجه التخريبي و"الإرهابي" البشع لهم حيث كانوا يستبيحون دماء المواطنين.. ولم توفر تلك المجموعة الحجر والشجر فقتلت وحرقت وهدمت في محاولة لتحويل المدينة إلى مدينة أشباح بعد أن حاولت تهجير أهلها وذويها من خلال الجرائم والاعتداءات التي ارتكبتها وإجبار المواطنين على ترك أرزاقهم... يروي أبو كامل وهو رجل خمسيني قال إنه نجا من جماعة أبو عطاف بعد أن شتم النظام السوري أمام أعينهم لذا تركوه حياً على أن يجدوا له "تصريفة" في المستقبل لكنهم لم يتمكنوا لأنهم قتلوا بالكامل من قبل رجال الجيش السوري.. يروي أبو كامل أن أحد أفراد جماعة أبو عطاف ويدعى "جبار" كان يشم على ساعده اسم كل شخص يقوم بقتله وينكل به... كما وشم على صدره اسم فتاة لا تتجاوز العشرين قام باغتصابها وقتلها بعدها.. جبار مات هو ووشومه التي رسمها بعد أن سقطت قذيفة من الجيش السوري مكان تواجده حيث أصبح بعدها أثراً بعد عين ولم يتمكن أحد بعد ذلك من معرفة عدد الرجال الذين قتلهم.
أهالي مدينة الحفة يأملون عودة الألفة والمحبة التي حاولت المجموعات المسلحة قتلها في نفوسهم.. ولكن ماذا نقول لمن عاين عن قرب أعمالاً قذرة مارسها المسلحون وافتخروا بها..
هل ستهبط عليه نعمة النسيان أم سيقى متذكراً أعمالهم على مبدأ " الأسى مابينتسى" .

سرجون الصالح ـ عربي برس ـ اللاذقية
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”مقالات مختارة“