#FF1164 أنتقال العذراء مريم
انتقلت مريم الطوباويه من هذه الحياة سنة 394 من تاريخ الاسكندر اليوناني , وكانت
في الثلاثين من عمرها لما بشرها الملاك 0 ثم عاشت ثلاثة وثلاثين سنه ( وهي سنوات
التدبير الخلاصي ليسوع ) وبعد الصلب عاشت ثمان وخمسين سنه , فكانت كل سني حياتها
مائة واحدى وعشرين سنة 0 حيث افهم الروح القدس , الرسل الذين اجتمعوا بالهامه , ان
يضعوا تمييزا بين دفن المؤمنين وغير المؤمين , اعني بين الذين أقتبلوا ختم المعموذيه ,
وبين الوثنيين والمجوس واليهود , فقالوا : لنسن هذه القوانين ونبداء منذ هذا الجسد المقدس
ينبوع الحياة 0 فكفنوا مريم الطوباوية , ووضعوها في نعش , وشرعوا يرتلون تسابيح الروح
القدس كما كان الروح ذاته يعلمهم 0 وكانت الحان الملائكه تسمع مع اصوات الرسل القديسيين0
فحملوها وذهبوا بها مقابل المغاره في سفح جبل الزيتون , فشيعها جمع غفير اتى من بيت لحم
واورشليم , اراد معرفة مكانها للصلاة هناك 0
فلما شاهد اليهود حفاوة التشييع البالغه التي لم يروا لها مثيلا قط , ملا العار والحسد قلوبهم ,
فذهبوا لدى الحاكم ووعدوه برشوة جزيلة قائلين : اننا على يقين , ياسيدنا , ان الشعب المسيحي
يتيه في الضلال , واليوم ماتت امهم , والدة الضلال , وها هو يودعونها مثواها الاخيرباحتفال
مهيب 0 فخذ انت ماتريد , ودعنا وشاننا معهم 0 فاخذ الحاكم الرشوة واغفل عن امرهم 0
عندئذ رشوا ايضا الجندي اليهودي العملاق , المسمى يوبنا , ليرافقهم 0 وكان يظن من يراه ,
انه يرى السلطان ولايرو احد على معارضته 0 وكان اليهود الحانقون قد عقدوا النية على حرق
جسد مريم , فاتفقوا مع يوبنا العملاق ليستولى هو على النعش , ثم يأخذون هم الجسد 0
ولما راهم المؤمنون يتبعونهم ويوبنا معهم , شعروا بسوء قصدهم , فالتفت يوحنا الصغير
ورسم على يوبنا علامة الصليب , فضربه ملاك الرب شلت اعضاؤه وصار يولول وينوح
ويهتف : ترحم علي ايها المسيح ابن الله 0 لقد خدعني اليهود صالبوك وتجاسروا على والدتك
لكن هب لاعضائي القوة لانتقم منهم 0 والتفت شمعون الصفا اليه ورسم عليه اشارة الصليب ,
فعادت اليه قوته وصار يقفز ويقوم , وحمل سيفه ووقع في اليهود ضربا , ولم يقدروا مقاومة
جبروته , فهربوا من امامه , ووصلوا المدينة وذهبوا الى الحاكم توا وروا له امر يوبنا وكيف
انقلب عليهم 0 فدعاه الحاكم وساله عن السبب , فقص عليه ماحدث 0 فضحك الحاكم من اليهود
الذين خجلوا من الخزي الذي لحق بهم 0
وشيع الرسل والجمع المرافق , جسد مريم باكرام عظيم 0 وهبطوا الى الوادي الذي امام جبل
الزيتون 0 حيث كانت ثلاث مغائر كبيرة , احداها مضاعفه والداخليه جديدة لم يقبر فيها احد 0
اودعوا فيها جسد مريم واوصدوا بابها بحجر 0
ثم نهض شمعون الصفا والقى كلمة بالمناسبه على الحاضرين 0 واراد المؤمنون وضع حراس
على القبر , لئلا يذهب اليهود ليلا ويسرقوا الجسد وينكلوا فيه ويحرقوه 0
وقبل الرسل وحيا الهيا بخصوص مايريد المسيح عمله لجسد امه 0 اما هو فيعرف احسن ماهو
انفع للكنيسة , مما نلتمسه نحن منه 0 وكما اعطي جسد الابن ليوزع في الكنائس لغفران كل من
يتناوله بايمان 0 هكذا ايضا جعل تذكار امه المباركه, ليفرحوا بتذكارهم في الهياكل المشيدة
على اسمها في كل مكان للرسل فيه سلطان 0 وسيخفي المسيح عن كل احد , هذا المكان الذي
وضع فيه جسدها , وكما أن جسده الذي اودع في القبر , رغم الحراس , قام من بين الاموات
واخزى صالبيه , وظهر لرسله 0 هكذا ايضا لايترك جسد والدته بايدي اليهود , عودوا اذن
بسلام الى دوركم وصلوا بعضكم لاجل البعض 0
هذا ماقاله بطرس لجمع المؤمنين الحاضرين هناك 0 وفي تلك الليله , عاد الرسل الذين اجتمعوا
بالهام الروح القدس , كل منهم الى بلده ومكانه وبشارته 0 اما اليهود الذين لبسوا العار لما جرى
لهم , وراوا عدم جدوى رشوتهم , التأموا ليلا وذهبوا نحو 300 شخص منهم الى المغارة , بسيوف
وعصي ومشاعل , ليمثلوا بجسد مريم الطاهره الثمين 0 فدخلوا المغاره الخارجيه , فراؤها
تسطع نورا كالشمس ويفوح منها عرف العطر , والثياب مطويه وموضوعه على جهة , ولايوجد
جسد مريم , فتعجبوا ومجدوا الله مرغمين 0
(( سأنشر بعد موضوع عن انتقال مريم الى الفردوس ))
سلام الرب معك
انتقلت مريم الطوباويه من هذه الحياة سنة 394 من تاريخ الاسكندر اليوناني , وكانت
في الثلاثين من عمرها لما بشرها الملاك 0 ثم عاشت ثلاثة وثلاثين سنه ( وهي سنوات
التدبير الخلاصي ليسوع ) وبعد الصلب عاشت ثمان وخمسين سنه , فكانت كل سني حياتها
مائة واحدى وعشرين سنة 0 حيث افهم الروح القدس , الرسل الذين اجتمعوا بالهامه , ان
يضعوا تمييزا بين دفن المؤمنين وغير المؤمين , اعني بين الذين أقتبلوا ختم المعموذيه ,
وبين الوثنيين والمجوس واليهود , فقالوا : لنسن هذه القوانين ونبداء منذ هذا الجسد المقدس
ينبوع الحياة 0 فكفنوا مريم الطوباوية , ووضعوها في نعش , وشرعوا يرتلون تسابيح الروح
القدس كما كان الروح ذاته يعلمهم 0 وكانت الحان الملائكه تسمع مع اصوات الرسل القديسيين0
فحملوها وذهبوا بها مقابل المغاره في سفح جبل الزيتون , فشيعها جمع غفير اتى من بيت لحم
واورشليم , اراد معرفة مكانها للصلاة هناك 0
فلما شاهد اليهود حفاوة التشييع البالغه التي لم يروا لها مثيلا قط , ملا العار والحسد قلوبهم ,
فذهبوا لدى الحاكم ووعدوه برشوة جزيلة قائلين : اننا على يقين , ياسيدنا , ان الشعب المسيحي
يتيه في الضلال , واليوم ماتت امهم , والدة الضلال , وها هو يودعونها مثواها الاخيرباحتفال
مهيب 0 فخذ انت ماتريد , ودعنا وشاننا معهم 0 فاخذ الحاكم الرشوة واغفل عن امرهم 0
عندئذ رشوا ايضا الجندي اليهودي العملاق , المسمى يوبنا , ليرافقهم 0 وكان يظن من يراه ,
انه يرى السلطان ولايرو احد على معارضته 0 وكان اليهود الحانقون قد عقدوا النية على حرق
جسد مريم , فاتفقوا مع يوبنا العملاق ليستولى هو على النعش , ثم يأخذون هم الجسد 0
ولما راهم المؤمنون يتبعونهم ويوبنا معهم , شعروا بسوء قصدهم , فالتفت يوحنا الصغير
ورسم على يوبنا علامة الصليب , فضربه ملاك الرب شلت اعضاؤه وصار يولول وينوح
ويهتف : ترحم علي ايها المسيح ابن الله 0 لقد خدعني اليهود صالبوك وتجاسروا على والدتك
لكن هب لاعضائي القوة لانتقم منهم 0 والتفت شمعون الصفا اليه ورسم عليه اشارة الصليب ,
فعادت اليه قوته وصار يقفز ويقوم , وحمل سيفه ووقع في اليهود ضربا , ولم يقدروا مقاومة
جبروته , فهربوا من امامه , ووصلوا المدينة وذهبوا الى الحاكم توا وروا له امر يوبنا وكيف
انقلب عليهم 0 فدعاه الحاكم وساله عن السبب , فقص عليه ماحدث 0 فضحك الحاكم من اليهود
الذين خجلوا من الخزي الذي لحق بهم 0
وشيع الرسل والجمع المرافق , جسد مريم باكرام عظيم 0 وهبطوا الى الوادي الذي امام جبل
الزيتون 0 حيث كانت ثلاث مغائر كبيرة , احداها مضاعفه والداخليه جديدة لم يقبر فيها احد 0
اودعوا فيها جسد مريم واوصدوا بابها بحجر 0
ثم نهض شمعون الصفا والقى كلمة بالمناسبه على الحاضرين 0 واراد المؤمنون وضع حراس
على القبر , لئلا يذهب اليهود ليلا ويسرقوا الجسد وينكلوا فيه ويحرقوه 0
وقبل الرسل وحيا الهيا بخصوص مايريد المسيح عمله لجسد امه 0 اما هو فيعرف احسن ماهو
انفع للكنيسة , مما نلتمسه نحن منه 0 وكما اعطي جسد الابن ليوزع في الكنائس لغفران كل من
يتناوله بايمان 0 هكذا ايضا جعل تذكار امه المباركه, ليفرحوا بتذكارهم في الهياكل المشيدة
على اسمها في كل مكان للرسل فيه سلطان 0 وسيخفي المسيح عن كل احد , هذا المكان الذي
وضع فيه جسدها , وكما أن جسده الذي اودع في القبر , رغم الحراس , قام من بين الاموات
واخزى صالبيه , وظهر لرسله 0 هكذا ايضا لايترك جسد والدته بايدي اليهود , عودوا اذن
بسلام الى دوركم وصلوا بعضكم لاجل البعض 0
هذا ماقاله بطرس لجمع المؤمنين الحاضرين هناك 0 وفي تلك الليله , عاد الرسل الذين اجتمعوا
بالهام الروح القدس , كل منهم الى بلده ومكانه وبشارته 0 اما اليهود الذين لبسوا العار لما جرى
لهم , وراوا عدم جدوى رشوتهم , التأموا ليلا وذهبوا نحو 300 شخص منهم الى المغارة , بسيوف
وعصي ومشاعل , ليمثلوا بجسد مريم الطاهره الثمين 0 فدخلوا المغاره الخارجيه , فراؤها
تسطع نورا كالشمس ويفوح منها عرف العطر , والثياب مطويه وموضوعه على جهة , ولايوجد
جسد مريم , فتعجبوا ومجدوا الله مرغمين 0
(( سأنشر بعد موضوع عن انتقال مريم الى الفردوس ))
سلام الرب معك