ها أنا آتي سريعا. طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب .
وأنا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع هذا. وحين سمعت ونظرت، خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا فقال لي: انظر لا تفعل لأني عبد معك ومع إخوتك الأنبياء، والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. اسجد لله وقال لي: لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب، لأن الوقت قريب
من يظلم فليظلم بعد . ومن هو نجس فليتنجس بعد. ومن هو بار فليتبرر بعد. ومن هو مقدس فليتقدس بعد
وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله
أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان، وكل من يحب ويصنع كذبا أنا يسوع، أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس. أنا أصل وذرية داود. كوكب الصبح المنير.
والروح والعروس يقولان: تعال. ومن يسمع فليقل: تعال. ومن يعطش فليأت. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب: إن كان أحد يزيد على هذا، يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة، ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب
يقول الشاهد بهذا: نعم أنا آتي سريعا. آمين. تعال أيها الرب يسوع
نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ إن القراءة عن حدث معين والسماع عنه من شاهد عيان يعد أفضل الأمور بعد رؤيته شخصيا. وقد شاهد يوحنا الأحداث الواردة في سفر الرؤيا بنفسه وسجلها حتى نرى ونؤمن مثله تماماً. فحين تقرأ هذا السفر فكأنك رأيت مافيه بنفسك، فهل تؤمن به أيضاً؟
ـ الوصية الأولى في الوصايا العشر هي : لا يكن لك آلهة أخرى أمامي (خر 20: 3). وقال الرب يسوع إن الوصية الأولى والعظمى في شريعة موسى هي: تحب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل فكرك (انظر مت 22: 37). وفي ختام أسفار الكتاب المقدس تتكرر نفس هذه الحقيقة. فقد قال الملاك ليوحنا أن يسجد لله وحده، لأن الله هو وحده المستحق للعبادة والتمجيد، وهو فوق كل الخليقة حتى الملائكة. فهل يوجد من يزاحم الله ليحتل المكانة الأولى والرئيسية في حياتك، سواء أكان شخصاً أم فكرة أم هدفاً أم ممتلكات أم غير ذلك؟ اعبد الله وحده، ولا تسمح لأي أمر آخر أن يصرفك عن عبادة الله والإخلاص له.
ـ هنا يقول الملاك ليوحنا ما يجب عليه أن يفعله بعد انتهاء رؤياه. وبدل إخفاء الكلام وختم السفر، كما قال الملاك لدانيال (دان 12: 4-12) قال الملاك ليوحنا : لا تختم على ما جاء في كتاب النبوة هذا، كما طلب منه أن يترك الكتاب مفتوحا وأن يترك الآخرين يقرأون ويفهمون. ولقد ختمت الرسالة التي رآها دانيال لأنها لم تكن تناسب زمان دانيال. أما سفر الرؤيا فهي رسالة تناسب زمان يوحنا كما تناسب أيامنا هذه.
وباقتراب موعد مجيء المسيح يسوع يزداد الاستقطاب بين أتباع الله وأتباع الشيطان. فلابد، إذا أن نقرأ سفر الرؤيا، ونسمع رسالته ونكون مستعدين لمجيء المسيح الوشيك.
ـ من يغسل ثيابه هو من يسعى إلى تطهير نفسه من طريق الحياة الخاطئة، مجاهداً كل يوم كي يظل أميناً ومستعداً لمجيء المسيح.
ـ لقد منع آدم وحواء من شجرة الحياة في عدن بسبب خطيتهما (تك 3: 22-24). أما في الأرض الجديدة فإن شعب الله سيأكل من شجرة الحياة لأن المسيح قد محا خطاياهم بموته وقيامته. ومن يأكل من ثمرة شجرة الحياة يحيا إلى الأبد. فإن كان يسوع المسيح قد غفر لك خطاياك فسيكون لك الحق في الأكل من هذه الشجرة.
ـ أن كلا من الروح القدس والعروس، أي الكنيسة، يقدمان الدعوة لكل العالم لأن يأتي إلى يسوع ويختبر أفراح الخلاص في المسيح.
ـ عندما التقى الرب يسوع مع المرأة السامرية عند البئر أخبرها عن ماء الحياة الذي يعطيه (يو 4: 10-15). وتتكرر هنا هذه الصورة حيث يدعو المسيح كل إنسان لأن يأتي إليه ليشرب من ماء الحياة، فالإنجيل غير محدود المدى. ويمكن لكل إنسان في كل مكان أن يأتي إليه. كما أن الخلاص لا يمكن اكتسابه بل هو عطية مجانية من الله. ونحن نحيا في عالم شديد العطش إلى ماء الحياة. ومع أن الكثيرين يموتون من هذا العطش إلا أن الفرصة مازالت متاحة. فلندع كل إنسان ليأتي ويشرب.
{موضوع في غاية الأهمية احبائي}
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.