يوم شـــــرقي في المانيا

حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

يوم شـــــرقي في المانيا

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

قد أكون قليل الأحساس عند الكثيرين .. ولكن عند نفسي أعرف قيمتي ومدى ومعنى تسربلي في لباس الموضوعية .. وعدم الأفتخار في تاريخي القصير نسبيا .
جلسنا اليوم للغداء على طاولة الطعام .. واذ اُفاجأ بحديث زوجتي .. انّها حاولت وللمرّة الأولى ان تبرهن على مقدرتها مسايرة التقنية الحديثة فقامت بتسجيل اسطوانة لمجموعة أغاني قديمة وفلكلورية محلّية وعربية .. وقامت باسماعنا الأسطوانة .
وبعد عدة اغاني من قدود حلبية واغاني قديمة لناظم الغزالي واغاني قديمة لأم كلثوم ,, وطالت بنا تلك الأسطوانة وانتشينا من الطرب .. واذ نفاجأ بأغنية فريد الأطرش لاكتب ع اوراق الشجر . نظرنا في عيون بعضنا البعض ونرى الدموع تنهمر من عيوننا . قد يظن البعض انني سخيف السمع وعديم الأذن الموسيقية وليس لي في الطرب خبرا .. واننا لا نعرف التصرّف في هكذا مواقف التي تطلّب من المرء ان يكون جدّيا ومتّزنا ... ولكن اترك للقارىء القبول او عدم القبول لموقفي هذا وانا اسمع هذه الأغنية والدمع يغشى عيناي .
قالت لي زوجتي . هل تذكره ؟؟؟
اجبتها .. وهل اقدر ان انسى ذلك اليوم ؟؟!!
وأكملت ..كان يوم ولا بالخيال كما يقولون .. أفقنا الساعة السابعة بعد سهرة ممتعة في احدى الصالات الكبيرة في بلدتنا ممتعة من الأغاني والوصلات الجزراوية والسريانية الجميلة .. وبعد ان رأينا بعضنا البعض بعد زمن لا بأس فيه اتفقنا ان نقضي اليوم التالي سوية واتفقنا ان نخرج الى احدى الحدائق العامة الجميلة .. فحملنا ما قدرت ما نملك من سيارات ان تحمله من مأكل ومشرب كما يقولون .. وتمتّعنا بيوم ربيعي نادر الجمال .. وبعد فرش البساطات التي حملناها معنا .. وما ان فاحت روائح اللحم وارتفع دخان الفحم ... حتى تناول العود واسرع الشباب الى العدّة التالية من دربكة وخشخاشة وكان هناك طبل كبير .. حتى هو استغرب وجوده هنا في المانيا ..
من 16 سنة مضت نعم كان يوما خاصا للفن والطرب ..بدأ بالغناء تقريبا من الساعة العاشرة صباحا والشباب يقومون بالشوي والآخرون بالأكل والشرب والرقص .. نفرح ونغني بأصوات عالية .. مرّ على كل ما سمعناه من اغاني محلية وفلكلورية وجزراوية والأهم الأغاني السريانية كونه ملكها بلا منازع .. والقدود والموشحات والذي يرى في نفسه اهلا لأن يردّ خلفه يقوم بالواجب ولا تتصور عزيزي القارىء مدى ارتقاءنا الى ذروة خلق الضجيج والضحك العالي من جراء النكت واستذكار تاريخنا وحوادثنا منذ الطفولة في القامشلي .
ثم بدأ بالرزين الثقيل الذي اذا سمعه المرء يُحلّق ويُحلق .. بدأ بام كلثوم ثم بعبد الوهاب و ناظم الغزالي واخيرا وبعد ان أظلمت الدنيا وهجم الليل اشعلنا انوار السيارات حوالينا بشكل دائرة كما اعراس قرانا .. بدأ بفريد الأطرش كونه من عشّاقه ... فلا تتخيّل عزيزي القارىء مدى انشراحنا نحن اللذين كان عددنا يتجاوز الثلاثين شخص بينما الأجانب والألمان كان اضعاف واضعاف
اقترب مني المرحوم الغالي جان كارات صديق العمر وقال لي هل تعرف اخي ابو لبيب .. اني زرتُ امريكا واستراليا واوربا ازورها باستمرار .. لم انتشي ولم ارتاح غير هنا عندك اخي .
حضنّا بعضنا مع عدة قبلات اخوية وبقينا فترة متلاصقين انا وهو ... الله يرحمه .. نراجع سوية شريط حياتنا وعلاقتنا وتاريخنا في الوطن .
فاجأنا ولدي بأنه قام بتصوير الجلسة تقريبا بأغلبها .. وبعد عدة ايام زارنا للوداع وشاهد الشريط وقلت له اننا ارسلنا نسخة الى القامشلي .ز فما كان منه الا ان اتّصل بعائلته بأن تحصل على نسخة منه .
كان المرحوم الفنان المبدع جان كارات رمزا للأغنية الجزراوية والسريانية وبئرا للطرب الأصيل والنغم الجميل لا يُرتوى من ادائه الجميل ولا من جلساته الفنية
رحمك الله عزيزي جان وهدى ولدك الى حمل رايتك الجميلة الرائعة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: يوم شـــــرقي في المانيا

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أخي الكبير حنا الحبيب
أشكرك على هذه المقالات الرائعة
الله يرحم مطربنا الفنان الغالي جان كارات
فهو من حمل راية الأغنية الجزراوية والسريانية للعالم أجمع
رحمه الله لقد أطربنا ومازال يطربنا بصوته الشجي مما تركه لنا
والعوض بأبنه الحبيب فادي ووفقه الله في مشواره بالحياة كاملة
أشكرك أخي الحبيب حنا لقد أدمعت عيوني بعد أن قرأت مقالك
ومن منا ليس له ذكريات مع هذا العملاق الكبير جان كارات
لقد أمضينا أيام جميلة معه في الحياة العادية والفنية والاجتماعية
فكان صغيراً مع الصغير وكبيراً مع الكبار الله يرحمه
أتمنى منك أخي الحبيب نشر بعض الصور له وأنت في الموقع
بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي و الثقافي“