فخامة العتريس: وجنرالات الدبلوماسية السورية الكبار

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

فخامة العتريس: وجنرالات الدبلوماسية السورية الكبار

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

فخامة العتريس: وجنرالات الدبلوماسية السورية الكبار
صورة
نضال نعيسة

خاص تلفزيون ليفانت- أربعة عشر ألف دبلوماسي سوري، موزعون حول العالم، يعملون بانضباط وإتقان ودقة، كالساعة، لم تهزهم في عواصم الشرق والغرب كل تلك الدعاية الهائلة والهجوم الإعلامي المغرض الشرس وشتى الإغراءات الأخرى، للنيل من مواقفهم، ولم تستطع السنوات الثلاث أن تفت في عضدهم وتخترق هذا البنيان المرصوص والحصن الدبلوماسي المنيع الذي بدا صلباً متماسكاً كأبي الهول لا يتحرك أمام عاتيات الطبيعة وأهوال الزمن.

وبهذا، وكما كان متوقعاً، فقد كسبت سوريا الجولة الأولى من “الاشتباك” والمواجهة الدبلوماسية الساخنة والأعنف، دبلوماسياً، في تاريخها في ردهات مدينة “السلام” مونترو، بعد أن أعطى “الحكم” الدولي بان كي مون إشارة انطلاق “تصفيات” جنيف 2. لقد كانت الكلمة المطوّلة للوزير البارع والباهر وشيخ الدبلوماسيين السوريين، نقطة فاصلة في تاريخ الخطابة الأممية أطاحت بأساطير وملاحم خروتشوف، وكاسترو، والقذافي الخطابية الشهيرة، وكانت، بحق، “جردة” حساب فيما بين سوريا، والدول الداعمة للإرهاب الدولي (الثورة السورية)، وضرب لها تحت الحزام، جعلت جون كيري مترنحاً، متخبطاً يائساً أمام قذائف المعلم وليد، وفي حال من الصدمة والذهول وهو يرى “البلدوزر” الدبلوماسي السوري يهدر جارفاً معه خطاباً أمريكاً “ثورياً” عمره ثلاث سنوات، من الكذب والأضاليل والخداع، ملقياً به كله خارجاً وهي تنصت خاشعة، باهتمام، لحمم “المعلم” وليد التي كانت تنسكب على رؤوس أولئك التلاميذ الذين بدوا بأنهم قد حضروا إلى هذه القاعة فقط لسماع حفلة من التشنيع والتقريع، وعظة من مواعظ الزمان في معنى الدبلوماسية الرصينة الوطنية وفن الخطاب وأدب الكلام.

وكما كان جنرالات الميدان السوري، وضباط وجنود الجيش الوطني الباسل البطل، يسطرون أروع الملاحم العسكرية في الميدان، من خلال التصدي للجماعات الإرهابية المرتزقة المسلحة من جيوش بندر وأوباما (الثورة السورية)، ويدحرونهم عند كل منازلة ويفر هؤلاء أمامهم كالأرانب والفئران ويستسلمون بالمئات، كان “جنرالات” الدبلوماسية السورية يسطــّرون، في تلك اللحظات الفارقة، واحدة من أروع وأبلغ المنازلات والمواجهات الدبلوماسية والمعلقات العصماء، ربما في تاريخ الأمم المتحدة، والعمل الدبلوماسي على الإطلاق، إذ لم يسبق أن حصلت هذه المنازلة الدبلوماسية في أي يوم من الأيام، وبهذا “الإخراج” والحجم، والحضور الدولي والإقليمي والإبهار، فيما كان “مرتزق” الدبلوماسية الغرّ، و”زلمة” التحالف الدولي، “فخامة العتريس” (وهو اللقب الوحيد والمكسب والربح الأكبر الذي خرجت به هذه المعارضة المأجورة)، يتلقى الصفعات والإهانات و”القصف” الدبلوماسي والحمم الخطابية النارية، ليبدو مرتبكاً، مهلهلاً ، باهتاً، قليل الحيلة قصير الفتيلة، ليـّن العريكة منقاداً لأسياده، هزيلاً تجوز عليه وعلى داعميه الصدقة والعطف والبر والإحسان، ضعيفاً بلا حول ولا قوة وقد وجد نفسه على حين غرة بين “فيلة” و”حيتان” و”جنرالات” الدبلوماسية الكبار المخضرمين في العالم، ليصفع بدوره، وجه من صنعوه، وفبركوه، و”طبخوه” في مطابخهم السامة على أنه “ممثل وحيد” (هكذا)، للشعب السوري، فيما كان الجميع يتأكد ويتيقن في تلك المنازلة العاصفة من الذي يمثل فعلاً الشعب السوري العظيم والعريق. هل هم هؤلاء الأصلاء الوطنيون الأفذاذ، أم أولئك الطارئون الغرباء المرتزقة المأجورون الأقزام من “جرب” الصحراء؟

المواجهة الأولى بين جنرالات الدبلوماسية السورية الكبار، وبين “أغرار” مرتزقة الناتو، الذين أدخلهم السفير فورد إلى القاعة، ممسكاً بأياديهم كتلاميذ صغار ليجلسهم على مقاعدهم، كما يفعل أي ولي أمر مع طفل صفير في أيامه المدرسية الأولى، نقول هذه المواجهة الأولى أظهرت، إذن، فجوة وخللاً كبيراً في موازين القوى والمهارات الدبلوماسية والتفاوضية، تماماً كالخلل في موازين القوى على الأرض ، لا يقل إيلاماً وجعاً، مع الهزائم النكراء التي يتلقاهاً لها جيش بندر الثوري، وستعطي المواجهة الأولى، ولا شك، فكرة كافيةعن المواجهات والمنازلات القادمة، ومعارج، ومنزلقات وشعاب مونترو، القادمة، وكيف، ولصالح من ستحسم، وإلى أين ستتجه مسارات معارك جنيف التي لا تقل ضراوة وشراسة عن معارك حلب، والرقة، والدير وغيرها، مع الجماعات الإرهابية المسلحة. (الثورة).

ولئن عجز جنرالات الناتو، والخليج، وتركيا، ومعهم جنرالات ومرتزقة وأغرار وانكشاريون وسلاجقة وبرابرة التاريخ من أكثر من مائة دولة، من التقدم خطوة واحدة، خلال سنوات ثلاث من المواجهة العسكرية أمام جنرالات وضباط وجنود سوريا الأفذاذ، فمن غير المرجح، أن يحقق “جنرالاتهم” الدبلوماسيون، بقيادة “فخامة العتريس”، أي إنجاز، أيضاً، أمام جنرالات الدبلوماسية السورية الأفذاذ الذين لا يقلون بطولة، وتضحية وفداء وولاء عن جنرالات الميدان.

ها قد دخل جنرالات الدبلوماسية السورية، المعلم، المقداد، عمران الجعفري، شعبان، حلبات مونترو: قفوا باستعداد، والبسوا الخوذات.
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”قسم عام“