النظام يريد إسقاط النظام

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

النظام يريد إسقاط النظام

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

النظام يريد إسقاط النظام
صورة
نضال نعيسة -

خاص تلفزيون ليفانت

لتسويغ فشل الثورة وسقوطها، هناك اليوم نغمة واضحة ونبرة تبريرية عالية في الإعلام “الثوري” المبين، بأن “النصرة” و”داعش” و”الجبهة الإسلامية” السعودية وحتى “الجيش الحر” القطري الأردوغاني، هي تنظيمات مفبركة من قبل النظام ومن المخابرات السورية ومن “علي مملوك” تحديداً، وهي السبب في فشل الثوار السلميين، بسبب اعتداءاتها المتكررة على “الثوار” المساكين، وتصفيتهم وإبادتهم وقطع رؤوسهم، وغالبيتهم ويا للمصادفة، من الجنسيات السعودية والشيشانية والليبية والكويتية والتونسية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والبلجيكية، وغيرها الكثير الكثير، وألف ما شاء الله ويخزي العين.

ولتوضيح هذه المسألة، أي مسألة التصفيات، والتناحر و”التدافش”، وهو طبعاً غير “التداعش”، بين الفصائل الإرهابية المتنازعة على الأرض السورية، فإنه يرتبط بمجمله بالنزاع والتنازع، وتبعية هذه الفصائل الإقليمية والدولية وتشعب ولاءاتها، وبالصراعات بين الممولين والقادة والزعماء الإقليميين لهذه التنظيمات الإرهابية، وادعاء أحقية وحصرية امتلاك سفك الدم السوري، والتنافس فيما بينهم على من يمتلك هذا الحق، وعمن لديه الكفاءة والقدرة بالتالي على سفك الكم الأكبر من الدم والعدد الأكثر من الأرواح السورية، إضافة إلى ظهور تنافس حاد وخلاف قطري سعودي تركي للعلن، بعد “تعهيد” و”تلزيم” ملف تدمير وقتل السوريين من قبل المقاول الأمريكي الأكبر للمقاول السعودي، وسحبه من يد المقاول القطري. وتبعية كل من هذه الفصائل لإحدى هذه الدول أدى لانفجار صراعات مسلحة بينها، لكن نتائجها صبــّت كلها و”بكل أسف”، و”يا حسرتاه”، في مصلحة “النظام” السوري” الذي وقف متفرجاً على الإخوة الأعداء وهم يقومون بتصفية بعضهم البعض، وينهكون بعضهم البعض في مواجهات دموية ووحشية لا ترحم تعبيراً عن الولاء المطلق للرعاة الإقليميين وحباً ببترودولاراتهم “الثورية” والمباركة.

فما تبقى مما كان يسمى بـ”الجيش الحر”، هو تنظيم ميليشياوي عسكري تابع للتنظيم الدولي، فرع سوريا، أنشأته ودربته كل من تركيا وقطر، فيما كانت النصرة تنظيماً قطرياً بالكامل، أما “داعش”، دولة العرق والشام الإسلامية، فهي تنظيم سعودي وأحد أهم وأقوى أفرع القاعدة في العالم، ويحظى برعاية وإشراف خاص من الأمير السعودي بندر بن سلطان، وهذا أمر ليس بخاف على أحد، ودللت زيارات هذا الأخير المكوكية لموسكو عن مدى تورطه وانغماسه بملف الإرهاب والقتل والإجرام بسوريا، لا بل كان بندر قد هدد الرئيس بوتين، ضمناً، ومن خلال محاضر الاجتماعات المسربة، بتفجير الألعاب الشتوية في مدينة “سوتشيSochi ” في فبراير شباط المقبل.

هناك إذاً ميل واضح من قبل الرعاة الإقليميين والدوليين، وبعد الانكسار الواضح والخسائر المذلة والمهينة، والفشل الذريع الذي أصيب به الرعاة في “ثورتهم” السورية، إلى تحميل النظام مسؤولية كل ما يحصل من عنف وقتل وإجرام، وتبرئة “ثوراهم” (المرتزقة) من الفشل والهزائم النكراء والمصير الأسود الحالك الذي وصلوا إليه، وتشتتهم، وانقيادهم وراء مرجعيات متعددة متضاربة المصالح والأمزجة والأهواء والاستراتيجيات المتصارعة فيما بينها، والكل يريد احتكار أي نصر وإنجاز، فيما لو حصل، واستثماره لصالحه والادعاء أمام “الخواجات” والمشغـّلين الغربيين بأن له الفضل فيه.

ومن هنا، فالولايات المتحدة بدورها “بريئة” أيضاً من الدم السوري، ولا علاقة لها بكل ما يحصل، ولا ترسل ولا تدعم “الثوار السلميين” و”الأطفال” المتظاهرين لا بأسلحة فتاكة ولا بأسلحة غير فتاكة، وهي لا تدرب مجموعات إرهابية ولا تواجُد لخبرائها في الأردن وتركيا، كما أن السعودية بريئة هي الأخرى من الدم السوري، ولا ترسل إرهابيين وقتلة ومرتزقة دوليين من رياح الأرض الأربعة، أو تدعمهم بالسلاح والإعلام، وكذا الأمر بالنسبة لتركيا أردوغان، وفرنسا هولاند، وبريطانيا كاميرون، ومشيخات الخليج الفارسي، وبقية “أصدقاء” سوريا الذين انكمشوا وتقلصوا، وطبعاً بسبب “النظام”، من مائة وخمسين دولة إلى إحدى عشرة دولة، يمثلون اليوم رأس حربة العداء ضد سورية، وكل ما يحصل في سوريا من ثلاث سنوات هو “بفعل ” و”تدبير” النظام ذاته وليس أحد غيره.

وبهذا، فالكل بريء من الدم السوري، وغايته فقط حماية الشعب السوري (الثوار المرتزقة) من بطش آلة النظام العسكرية الجرارة. السعودية وقطر وتركيا والأردن ولبنان ميشيل سليمان، وكويت آل الصباح، والإمارات آل زايد، والبحرين وتونس وليبيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبقية “جوقة” الأصدقاء، كلهم لا علاقة لهم بما يجري في سوريا، ولا يتدخلون في شؤونها ولا يمدّون المقاتلين بالأسلحة غير الفتاكة طبعاً، ولا بالمال ولا بالعتاد وكل ما يهمهم الشعب السوري فقط، (أو ثوارهم المرتزقة الذين يقتلون ويبادون بالآلاف). فالنظام هو الذي يقف وراء تنظيم النصرة، وهو الذي شكــّله ودربه وأطلقه في الأراضي السورية. والنظام، كما أسلفنا، هو السبب، وهو الذي يقف وراء الجيش الحر وعملياته التخريبية والتدميرية الإجرامية في عموم الأراضي السورية. والنظام هو من يقوم بالاعتداء على مواقع الجيش واستهداف خيرة ضباط وجنود جيشه ويقتلهم لأنهم لا يقتلون المتظاهرين السلميين من الشيشان وإقليم جينغيانغ الصيني. والنظام هو من يقوم بالتفجيرات الإرهابية داخل المدن السورية التي تحصد المدنيين والأبرياء في سوريا.والنظام هو “داعش”، وداعش هم شبيحة النظام، والنظام هو الذي يستهدف البنية التحتية والخدمية من كهرباء وماء وصحة وتعليم وجسور وأنفاق، وهو من يدمر المقار الأمنية في سوريا ويفجرها ويقصف المدن بالهاون……..

وما إن تقع عملية إرهابية هنا أو هناك إلا ويشير الجميع، وخاصة قنوات “الثوار”، ومن في حكمهم من العباقرة والفصحاء إلى “النظام”.

لم يبق، والحال، أحد متهم من أفرقاء الصراع، بإسقاط النظام، سوى النظام نفسه، الذي يريد إسقاط النظام، لكن حتى هو لم يفسح في هذا المسعى وهذا المجال، ولم يسقط النظام، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”قسم عام“