أصعب كلمه سمعها في حياتي ............... أنا جوعان ولله جوعان........................
ذات مره كنت ماراً بأحد شوارع المدينه وسمعت صوتاً مبحوحاً من كثرة الصياح ممزوجاً بألم وعذاب
من هذه الحياه القاسيه بأغلب بشرها عديم الرحمه والشفقه..
ألتفت لمصدر الصوت لأرى من هو صاحب هذا الألم والصوت المتعب من قسوة الحياه
وإذ برجل مسنن شبه مكتسي بثياب رثه ممزقه تحتار في تسميتها أهي لباس أو خرق باليه وضعها على جسده لتحميه من برد الشتاء
كان يتجول على أصحاب المحلات ويستسجي لقمه العيش يقول: أنا جوعان ولله جوعان
وقفت مندهشاً وحائراً من هذا المشهد التراجيدي بل أمام مشهد من مسرحيه الحياة بعنوان المأساة
وقلت لنفسي لما وصل هذا العجوز لهذه الدرجه حتى لقمه العيش لا يدركها
إلى أين مرحله من أنعدام الخلق وصلت فيه البشريه
حب الفضول شدني لملاحقه هذا المسكين ومعرفه نتيجه صياحه وطلبه للقمه العيش
في كل مرة كان يعود خائبا من هذا المحل وذاك بحجه لم نستفتح بعد والساعه شارفت الواحده ظهراً
لن أطيل بالشرح صدقاُ تعبت من المتابعه وقررت العودة للمنزل بعد أن وهبه شخص يبدو من عالم آخر
قليل من المال وقال له أذهب وأشتري صندويشه فلافل.. وسد جوعك
بعد أن دخلت الدار وأرتميت على السرير صرت أفكر كثير وأسمع صدى قوله أنا جوعان ولله جوعان
وكأنه يحلف لكي يصدقه الناس ...جال في خاطري أسئله عده
لماذا وصل هذا الرجل لهذه المرحله
ما سبب ذلك...هل له أبناء أو أهل... او.....
أين الدوله من كل هذا ...الدين .....الناس ....
فقررت أن أتبعه كل يوم لأعرف ما يجري معه ومع الناس. وأسأله عن سبب حاله هذا.
في اليوم التالي خرجت أبحث عنه في أزقه وشوارع المدينه ..لكن لم أجده .
وهكذا في اليوم الثاني ولم أجده فشعرت بأن شيئ ما قد حدث.
.فسألت صاحب أحد المحال التي شاهدته واقفاً عندها لربما يعرف شيئ عنه
يا عم كان في شحاد يمر من هون ويصيح أنا جوعان..ما أجى اليوم
البائع: الله ريحنا منو ... من يومين ضربتو سياره وهو يقطع الشارع ومات...
عدت حزينا وخائباً لقد رحل وسره معه لكن بقي صدى صوته المبحوح المتألم بأذني حتى هذه اللحظه التي أكتب فيها قصته ...............أنا جوعان والله جوعان............
م:سمير روهم
أشكرك أخي Dyra وأخي حنا و أشكر كل من يشعر مثلكما وتغمره المشاعر الإنسانيه
ما يميز البشر عن باقي المخلوقات هو العقل وزينته المشاعر النبيله والإنسانيه الخلاقه
تحيات : أخوكما بالرب
م: سمير روهم
لا تحزن اخ سمير
فتوقع بان الشخص الجائع قد خلقه الله ليعيش هكذا لكي تأتي انت و تعطيه ثم ينتهي دوره بهذه الحياة
ففكر بان الله خلقه ليدربك على العطاء و محبة الاخرين
فاذا فكرنا سنرى بان الله لماذا خلق المشوهين و المعوقين و الفقراء غير لكي يتمجد اسمه بين البشر
اخ سمير لكل منا دوره بالحياة فلنعش باسم المسيح و لاجل المسيح و تعاليمه و بهكذا نكمل دورنا و نحقق هدف الله في حياتنا
الله يباركك اخ سمير على هذه الكتابات الرائعة
و دمت