إلى روح الخال العزيز
توما صليبا
أثكلت الألحانُ وناحَ النغمُ
ونعى النطقُ نجماً لامعاً آفلا
صَمَتَ اللسان الفصيحُ مُرغماً
وتلاشىَ الفكر النيّر عاجلا
أبلغَ الحُزنُ عمّ الكنيسةَ
مذ فقدت ابنَها .. فارساً بطلا
صنديدٌ مدافعٌ كان ديدَنُهُ
لحِمى السريان .. مفكّرا مجاهدا
توما صليبا .. نجم ذوى
وخمد صوتٌ .. هزَ الجِبالَ بالصدى
صوتكم الرخيم أثلج صدورنا
واليوم نبكيه .. ولا حيلة لنا
كلماتكم عذبةٌ ترنّ في مسامعنا
وشخصكم البهيّ صباحٌ لا يفارقنا
أحزَنَنا فقدك يا خال .. ملء قلوبنا
والعين سفكت بدل الدمع دما
أغاريدكم العذبة شنّفت أذاننا
وعقلكم النيِّر أطلق الحِكمَ
وداعا .. وداعا .. فقد دنا الحِمام
فاهنأ بكنزكَ .. واغتني نِعَما
سنلحق بكم عاجلا أم آجلاً
فعلى درب الرحيل نسيرُ قُدُما
نم قرير العين توما .. واهنأ في الحِمى
جاهدت الجهاد الحسن .. ونلت السما
بنت السريان
سعاد اسطيفان