ناسك أعمى بقلم بنت السريان

[بنت السريان]

ناسكٌ أعمى

بقلم بنت السريلن

ناسكٌ متعبدٌ,
تجاوزَ من عمره السبعين,
ِ,أُصيب بالعمى
فأصبح ضريراً مسكين,
بكى بعُمق شاكراً ,
عن تسبيح ربّه لا يستكين,

قانعٌ بما آل إليه أمره ,
لم يتأففْ مطلقاً ,
ولم يتجاسرْ لقولِ
كلمةِ عتاب ٍ بتاتاً ,
,واصل حياته لله مسبحاً
ومباركاً,
يخدمُ القداسَ الإلهي ّفي كنيسته
مع كاهن آخرشريكاً.
سنين طويلة من الخدمةِ والزهدِ,
كُلِّلَتْ بتاج العمى ,فجأةً,

أهو امتحانٌ ؟
أم إحدى تجارب ابليس اللعين؟
أم هو كبر السن؟
هناك كثير من المسنين,
بنظر جيّدٍ متمتعين,
لكن لله أحكامٌ في خلقه
,تفوقُ إدراك عقل البشرأجمعين,

إمنحني أن أعاين
نورك الحقيقي ببصيرتي,
لطالما حُرمت
من نعمة بصري,
هكذا ترنم فاقد البصر ِ
هب لي أن ألهج بكلامك
ليلي ونهاري ,
واجعلني فماّ يرتل لك,
مادمت في الحياةِ,
وفي ملكوتك بترانيم المجد
أشدو بعد مماتي,

وكأني بالراهبِ العابدِ,
لا يفترعن تسبيح الله وحمدهِ ,
راكعا ً للأرضِ وساجدِ,بصلاته
فقدانه بصرهِ
زاده تمسكاُ بيسوع
وثباتاً بإيمانه
,
وذات يوم,والناسك الأعمى,
واقف في المذبح يصلي,
تماما بعد حلول الروح القدس
وتحول الخبز والخمر
إلى جسد ودم يسوع الربِّ
صَمَت

صمتَ في لحظة معينة,
وطال صمتُه ,
ولم يعدْ يستطيع إكمال الصلاة
عُقد لسانُهُ,
ظنَّ الجميعُ أنه قدنسي
فقد كبُر سنِّه ,
وأخذ الكاهن الآخر
على متابعة الصلاة يعينه,
لكنّه تسمّرواقفا, دون حراك وعيناه ,
تتطلعُ تشيران
لأمر قد جرى له,
ظلَّ صامتاً ,
وصمتَ الجميع معه,

لقد أُصيبوا بدهشةَ َممتزجةً
ًبرهبةٍ قلّ لها نظير.
والناسك الأعمى وقفَ مبهوتاً
يبكي بكاءً مرير,
فالمنظرَ الذي كُشِفَ أمامَ عينيهِ
وهو أعمى ضرير,
كان عظيمٌ ورهيبٌ ,
بقدرة قادر قدير,

رأى جسدَ الربِّ يسوعَ المسيحِ
بهيئة ٍظاهرة ٍ,
رآه بأُمِّ عينيْه الناظرةِ,
فتقدّمَ وأمْسكَ باللفافةٍ
وغطَّى بها الصينيةِ الطاهرة,ِ
يا للعجب العجاب؟!
أعمى,
يرتقي درجات المذبح
ويغطي الصينية ؟!!!!!!!
ترى كيف فعل هذا؟!!!!!!!

ذُهِل الجميع وظنَّ الكاهن الآخر,
أنّ الناسك الأعمى
على الأمر غير قادر
أو قدنسي لتقدّمه بالعمر
لذلك غطَّى الصينيةَ ,وتدبّر الأمر

وبعد قليل
إنفكَّتْ عُقدةَُ لسانِ الناسك ,
وأكملَ الصلاة,ببهاء
وحينما إنتهى,
إستدارَ بجوارِ الستارِ,
وانخرط في البكاء,

بكى لعظمةِ وقدرة
الإلهِ الحيّ يسوعٌ الجبّار,
بكى لأنه أعمى
والله كشف َلهُ سَّر الأسرار ,
بكى على البشرية الآثمة
التي تصلب المسيح
كل يوم وبإصرار,
ونحن جميعنا متطلعين
وغير آبهين ,
بل مشتركين,بالقرار,

بكى لأن المؤمنين
في بحر عالم زائل غارقين,
بكى لأننا
نتناول جسد ودم الرب ,
وغير مستحقين ,
لما بيننا من منازعات
وحقد دفين .
بكى من أجلناأجمعين
لعلنا نتعظ
نحن الخطاةٌالآثمين,
ونأخذ العِبَر,من
عجائب رب العالمين,

بكى لعلنا معه نبكي تائبين,
كفى كبرياء, كفى ضغينة ,
كفى قولاً مُشين,
لنكن متسامحين,
وبالمحبة مملوئين,.
ولوصايا الرب سامعين,
إني أعظ نفسي قبلكم أجمعين,
الرب موجود بيننا في الكنيسة ,
في صلاة القداس الإلهي الثمين ,
وما أكثر عجائب الذبيحة الإلهية
التي تحدث للمؤمنين ,
أثناء القدّاس على يد القديسين ,

بعون الله
سأوافيكم بالمزيدمنها
إن سمح الله وأراد
وإلى ذاك الحين
استودعكم الرب
بين يدي الاله الأمين
وأدعو لكم بنيل المراد
لكل واحد حسب ما أراد
فكم وكم رتَّلناهذه
الصلاة,مؤمنين

جند السماء ترافقنا
إلى المذبح الاقدس
وتزيّح جسد ودم
ابن الله الذي يذبح أمامنا
ولأجلنا
فلنأخذه بخشوع
ٍويقين واستحقاق يمنحنا
محوالذنوب والصفح
عن آثامنا

فهل فكّرنا بما تعنيه
هذه الكلمات أثناء ترتيلها ,
أم مجرّد محفوظة نلحّنها,
, فينطبق علينا قول الرب إلهنا,
هذا الشعبُ يُكَرِّمًني بشفتيه
وقلبه بعيدٌ عنّي؟!

لتكن بركة هذه الأعجوبة
لمن قرأ, وتأمل , واتَّعَظ َ ,
بإيمان ويقين
قصة هذا الناسك الأمين
سامحوني وصلّوا لأجلي
إنّهُ سميعٌ مجيبٌ
آمين

بنت السريان
سعاد اسطيفان

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أختي الغالية بنت السريان
أنها قصيدة رائعة ومعبرة جداً
ما نفع البصر بلا بصيرة
والبصيرة لا تحتاج لبصر وقوة النظر
بل أصغاء لصوت الضمير ودقات القلب
أصغاء لكلمات الكتاب وقول الرب
بفارغ الصبر والشوق
ننتظر المزيد ودمت بألف خير

[بنت السريان]

الشكر الجزيل عزيزي أخي ابن السريان
وجودكم في صفحتي يسعدني
اختكم

بنت السريان