تمر السنون تلو الأخرى، وإبليس في حرب تدور رحاها بين الأزقة والشوارع وفي البيوت،
وكأنها حرب أهلية لا قرار لها، وكثيرون هم الذين يقبعون تحت نير الخطيئة،
لذلك عمدت أن أطلق العنان لقلمي ليطرق هذا المجال .. فأتأمل :
إننا نعيش في عالم إنما هو سجن عظيم بما فيه من مغريات ..
ونحن السجناء بقضايا متنوعة من حيث ندري ولا ندري،
ومن فوق جدار هذا السجن العالي ألقيت نظرة فاحصة،
لأرى البشرية كلُها سجينة .. والناس مقيدون بسلاسل ثقيلة ..
لذا عزمت أن أقفز على الجدار وأدخل هذا السجن ..
لأعاين حياة المسجونين عن كثب.
عندما صرت بينهم أصابتني الدهشة، فعلى غير ما أتوقع ..
إنهم لا يبكون، بل يتراقصون وقد علت أصواتهم جدار السجن وشقت كبد السماء،
وكأنهم مدعوون إلى وليمة عرس قد أُعدت لهم،
فها هم يسرحون ويمرحون، وهم لا يعلمون مصيرهم المحتوم.
تكلمت معهم بصدد قيودهم الثقيلة..
استهزأوا بي، وأجابوني:
إنها أساور وحجول،
ورنينها إنما موسيقى راقصة تطرب القلوب،
تأخذنا إلى عالم اللذة !!.
أولئك هم المقيدون بأصناف الرذائل النجسة،
وقد دعوا أنفسهم أبناء الحرية !!.
حزنت لأجلهم،
وبكيت بسبب ما حل بهم من شقاء ..
وهم لا يعون ...
كم محزنٌ ما أصاب مجتمعاتنا !!. اليوم،
وباسم الحرية ترتكب أنواع الآثام
وعلى مشهد ومرأى من المجتمع العام،
لا بل أنهم يفاخرون العالم بآثامهم،
فكل رذيلة تشهر سيف الحرية لتستتر وراءه ..
إني أتساءل:
هل للحرية سيف ؟.
. أليس السيف هو رمز للحرب والدمار ؟..
هل لنا أن نسعى للحرية التي تمتطي صهوة السلام ؟..
فهناك محرر واحد يدعوك إلى الحرية التي تحررك من عبودية الخطيئة
لتعيش في أمن وسلام،
محمياً بدم الخروف من سيطرة إبليس ..
واحد هو قد أعدّ لنا منازل سماوية،
وسيأتي ليأخذنا معه ...
انه يسوع الذي أطاع حتى الموت ليحررك ويرفعك معه...
عزيزي القارئ
هل أنت مستعد لذلك اليوم الذي يضرب فيه بالبوق إعلانا لمجيء يسوع ؟..
وهل تقبل حريتك الحقة والصادقة والملتزمة بالمسيح ؟..
إن أردت ذلك ردّد معي:
هلم تعال آمين يا ربنا يسوع المسيح ..
صوتك المحيي يحيينا .. ينهضنا من القبر .. إلى الملكوت ..
آمين.
سلام الرب معك
أجل نحن نحيا في عالم مأسور الأثم والخطيئة
والكثير منا يتفاخر بها منتاسياً غضب الرب
نحيا في حلم قصير جداً بالقريب العاجل
نصحو منه للحقيقة المطلقة أما الحياة الأبدية
أو الهلاك الأبدي
لنصلي للرب أن يهدي البشر لطريقه لينلوا الخلاص به
دمت أختنا المباركة وأدام الرب قلمك صاخراً بوجهة
كل أعوجاج وخطيئة منتشرة بحجة التحرر أو التطور