صهوة الزهد
بقلم
بنت السريان
أطلقت الروح تحلِّـــق بوجـــد
فـــــي أجواء لا متناهية البعد
فامتطــت صهــــــوة الــــزهد
وتوغّلت مخيّلــة راهب متعبّد
يفي ربّه بما قــد نذر و وعد
غارقا بحبّه السرمديُّ الأبــــدِ
يعزف علىقيثارٍأوتارها جُدُدِ
نسجهـا مـــن أعصاب الجسد
وأطلـــق لحنا سماويا ممجّــد
ومن نشوة اللذّة فاضت الدمعة
منهمرةً مـــن المقلة بسرعـــة
واكتوت الأوردة كما بنارلاسعة
أجتاحت الدواخل بسعيراللوعة
والـــروح لا تفتأُ أن تتنّهـــــد
لمــــايعتريهامـــن ألم وجْــــد
ألهبَ قلــــب ناسك متوحّــــــد
يجـــــوب الصحاري ويجاهــد
وفي القلالي بالصلاة يحمــــــد
وعلى مجاري المياه يُمجّـــــد
كاشتياق الأيل لمجاري المياه
هكذا أشتاق إليـــك ياألله يردّد
لن تفارقني الروح لحظة,أبـــــد
تغوص بأعماق النفس وتتجلّـد
تطلعني على أمجادِمن قد تزهّد
وكيـف يحظى بإكليـل من المجـد
حملتني إلى مغارة تتربعُ الفرقد
تنبعـث عنها روائح بخورزكيّة
قي مجامــــر جذوتها لا تخمــــد
وتسابيح تعبّق الأجواءينشدها
مــــــن ألجــــم شهوات الجسد
حدًّثتني الروح بحنو واطمئنــــان
قالت: الحكمة هنا في هذا المكان
حيث إجتمع الحيّ والميّـــت الان
فجسدالناسك مـــرذول مهـــــــان
وروحـــه حيّةٌٌُُ تسبّح الرب الديّان
عرياناًولدبالدنياوسيخرج عريان
في الحياة خلود بعــــد الممـــات
والموت رقاد نصحو بعده للحياة
وانعتاق من قيودالجسدوالشهوات
وانبعاثٌ جسد ممجّدٌ يسموِّبميزات
وحياة بعيدةعن الحزن والملمات
بالروح نحيا مع من وهبنا الحياة
ونحظــى بأمجاد سماويـــة باقيات
نشبـــه الله بروح تعلــم المخفيات
ونسعدُ بالعيش فــــي نعيم الجنّات
حيـــاة أبدية في ملكوت السموات
سعاد اسطيفان