خلايا النائمة بقلم أ. يعقوب مراد
لم يكن غريباً أن يتصل بي صديقي البرفسور السويدي فريدريك .س ، ليلة الجمعة الثالث من أب .، فهو يتصل بي باستمرار ونتناقش في أمور كثيرة ، رغم أن الطابع السياسي قد طغى على نقاشاتنا في الفترة الأخيرة ، وخاصة بعد ماشهدته الساحة العربية من اضطرابات باتت تشكل نقطة اختلاف مابين المثقفين والسياسين حول تسمية مايحدث فمنهم مقتنع تماماً بأنها صحوة الربيع العربي للتخلص من الديكتاتورية.، والبعض الآخر متمسك بوجهة نظره بأن مايحدث ليس إلا مخطط شيطاني استطاع من أشرف عليه اقناع بعض دول الخليج بأنه آن الاوان أن يكون الاسلام قوة كبيرة بدلاً من الشيوعية وخاصة أن العالم العربي غني بثرواته وبعدد سكانه .
ولكن الغريب في اتصاله هذه المرة ، قوله انتظر مقالة يوم الاحد في جريدة /..غي تي ../ غتنبوري تيدنينغ ..فهناك مقالة ستكون مفاجأة من العيار الثقيل .. تثبت ماتوصلنا إليه سوية في أحاديثنا السابقة .، وللأمانة هي تثبت وجه نظرك أنت .. .وأنهى المكالمة من دون أن يذكر لي أسم كاتب المقال ..
وأيقنت بأن المقال سيكون حول هذا الموضوع..وأنتظرت بشوق المقال .، ولكني فوجئت بأن الموضوع المذكور قد تصدر غلاف الجريدة بالاضافة الى اربع صفحات كاملة وصعقت تماماً ... فالمقال يتحدث عن الخلايا النائمة التي تستوطن الغرب من أجل التحريض على العنف والقتل بأسم الدين ومحاولة تعزيز قدرات ـ المسلمين ـ للسيطرة على العالم .. وتم نشر صورة للشيخ عبد القادر مؤمن بلحيته الحمراء ..وصور عن مكان اقامته وسفراته ونشاطاته وأماكن تواجده في مدينة غوتنبوري ثاني اكبر مدينة في السويد بالاضافة لمقتطفات من أقواله ومنها :
ـ نحن لن نحيد ابدأ عن طريق أسامة بن لادن ، وسنواصل الجهاد حتى نحصل على طعم الموت كما حصل عليه الاخ أسامة ، أو حتى يكتب لنا الله ونحكم العالم كله ../ .
ـ اذا كنت تريد الغنى ، أشتري بندقية ، وأهجم على الكينيين ، أغزو بلادهم وأتخذ منهم غنيمة حرب مقدسة .، الأن أصبحت بلادهم تجوز لنا شرعاً ، وأن قتلت أنت .، أنت شهيد عند الله ./.
ـ نريد من الرجال والنساء والتجار والمثقفين والاطفال التقاط السلاح واستعماله للدفاع عن بلادهم ودينهم../..
هذا المقال التي حمل توقيع لويس ليندال ...طرح علامات استفهام كبيرة .؟
وأسئلة باتت تخيف المجتمع الاوربي حول حقيقة الثورات العربية...؟ وتحديداً بعد سيطرة الاسلاميين المتطرفيين على مقاليد الحكم في شمال أفريقيا كالمغرب وتونس وليبيا ومصر ..
وثمة سؤال بات يطرحه الاوربيين عامة والسويديين خاصة : لماذا لايعود التونسيين والليبين والمصريين الى بلادهم مادامت أصبحت واحة للديمقراطية والحرية ...؟
ـ ولماذا يتوافد الصوماليين لمطارات أوربا بحثاً عن اللجوء في بلاد يعتبروها كافرة مادامت الصومال بلد اسلامي...؟
ولماذا لاتساعدهم الجامعة العربية ..؟ ودول الخليج الغنية ..؟
فهل في مقالة لويس وماصدر من تصريحات الشيخ عبد القادر وغيره من شيوخ الفتنة في العالم العربي هو فعلا بداية تنفيذ حلم حكم العالم ...وهنا يطرح سؤال لايجد له الاوربي جواباً : إذا كانت هذه أحلامهم ومخططاتهم فلماذا تساعدهم امريكا وأوربا للوصول لمقاليد الحكم في العالم العربي ...؟
حملت سؤالي هذا للبرفسور فريدريك ..فقال لي :
الجواب سبق وتحدثنا عنه سابقاً وقد كتبته أنت في مقالة سابقة أنه مع انهيار الشيوعية ..كان لابد لامريكا أن تبحث عن عدو .. ولتستطيع السيطرة على بقية الدول العربية ولوصل المياه الباردة بالمياة الدافئة ـ البحرالابيض والاحمر.، بالمحيطات ..وتأمين الأمان لاسرائيل في حدودها التي تحلم بها منذ مئات السنين .. فاعتمدت خطة أن الاسلام يجب أن يكون هو العدو الأول في القرن الواحد والعشرين كما كانت الشيوعية هي العدو الأول في القرن العشرين .. وحتى يكبر ويتمكن ويصبح بحجم كبير ليكون بمستوى العدو اللائق ..بدأت عن طريق جماعات اسلامية موالية لها بالاتصال بالجماعات الاسلامية بطريقة غير مباشرة لمساعدتها في تحقيق أحلامها أيضأ.. ولتنفيذ نفس السيناريو الذي نفذ في ايران حين ضحت بصديقها شاه ايران لافساح المجال لعودة الخميني لاشعال نار الحرب بينه وبين العراق ... والتي بسببها استطاعت امريكا من وضع يدها على كل الخليج العربي وجعلت من قطر أكبر قاعدة عسكرية ...والآن أعتمدت نفس السيناريو مدعماً بوسائل اتصالات عصرية جداً ..فمهدت أولاً بالتضحية بزين العابدين بالاتفاق مع قائد جيشه الذي تولي الأمر بسهولة تامة وحين أشعلوا الثورة بمصر عن طريق الغوغول والفايسبوك كان قائد اركان الجيش المصري في أمريكا وعاد مباشرة ... ليتم التضحية بمبارك أيضا رغم كل ماقدموه لاسرائيل ولامريكا .. ولكن انتهى دورهم مثلما انتهى سابقاً دور صديقهم شاه إيران ومن بعده صدام حسين والآن سيفسحون المجال للحركات الاصولية بالصراع على السلطة والنفوذ الذي يحلمون به ولكن تحت رعايتهم..ومن ثم البحث عن إشعال نار المشاكل فيما بينهم ليكون لهم حجة قانونية لضربهم ووضع يدهم على افريقيا والبحر الاحمر .. وقد نجحوا في شمال أفريقيا بأسرع مما كان يتصورون .. ولكن يبدو أنهم تناسوا بأن النار ستلحق لديارهم ...وهاهم المسلمين المتشددين يتوافدون لاوربا وأمريكا بأسباب وهمية ليستقروا فيها ويتعلموا ويكونوا خلايا نائمة او قنابل موقوته يمكن أن تنفجر بأي وقت كما حدث في فرنسا واستوكهولم وكما نراه الان في تصريحات الشيخ عبد القادر ..
وللحديث تتمة ....