الأحد الثالث بعد الدنح ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܠܝܬ̣ܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܕܢܚܐ!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

الأحد الثالث بعد الدنح ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܠܝܬ̣ܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܕܢܚܐ!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الثالث بعد عماد الرب ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܠܝܬ̣ܝܐ ܕܒܬ̣ܪ ܕܢܚܐ!
لنتامل في هذه المناسبة الجليلة.
(الرسالة إلى اهل غلاطية 3: 23 - 29)
تمهيد:
قَبلَ أن يأتيَ الإيمان، كُنّا مُحْتَجَزينَ مَحْبوسينَ تَحتَ الشَّريعة، إلى أن يُعْلَنَ الإيمانُ المُنتَظَر. إذًا فالشَّريعَةُ كانَتْ لنا مُؤَدِّبًا يَقودُنا إلى المسيح، لِكَي نُبَرَّرَ بالإيمان. فلمَّا أتى الإيمان، لم نَعُدْ تَحتَ مُؤَدِّب. لأنَّكُم جميعًا أبناءُ اللهِ بالإيمان، في المسيحِ يسوع. فأنتُم جَميعَ الذينَ اعْتَمَدْتُم في المسيحِ قد لَبِستُمُ المسيح. فلا يَهودِيٌّ بَعدُ ولا يونانيّ، لا عَبدٌ ولا حُرّ، لا ذَكَرٌ ولا أُنثى، فإنَّكُم جميعًا واحِدٌ في المسيحِ يسوع. فَإنْ كُنتُم للمسيح، فأنتُم إذًا نَسْلُ إبراهيم، ووارِثونَ بِحَسَبِ الوَعد.

القراءة من إنجيل يوحنا ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ 3: 1 - 16
كانَ إنسانٌ من الفَرِّيسيِّينَ اسمُهُ نيقوديموس، رئيسٌ لليهود. هذا جاءَ لَيلاً إلى يسوعَ وقالَ لهُ: رابِّي، نحنُ نَعْلَمُ أنَّكَ جئتَ من اللهِ مُعَلِّمًا، لأنَّهُ لا أحَدَ يَقدِرُ أن يَصنَعَ الآياتِ التي أنتَ تَصنَعُها ما لم يَكُنِ اللهُ معهُ. أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ: الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: لا أحَدَ يَقدِرُ أن يرى ملكوتَ اللهِ ما لَم يولَدْ من جديد.
قالَ لهُ نيقوديموس: كيف يَقدِرُ إنسانٌ أن يولَدَ وهو كبيرٌ في السِنّ؟ هل يَقدِرُ أن يَدخُلَ ثانيةً حشا أُمِّهِ، ويولَد؟. أجابَ يسوع: الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكَ، لا أحَدَ يَقدِرُ أن يَدخُلَ ملكوتَ اللهِ ما لَم يولَدْ من الماءِ والروح. مَولودُ الجسدِ جسد، ومَولودُ الروحِ روح. لا تَعْجَبْ إن قُلتُ لَكَ: عليكم أن تولَدوا من جديد. الريحُ تَهُبُّ حيثُ تَشاء، وأنتَ تَسمَعُ صَوتَها، لكنَّكَ لا تَعْلَمُ من أينَ تأتي ولا إلى أينَ تمضي هكذا كُلُّ مَولودٍ من الروح. أجابَ نيقوديموسُ وقالَ لَهُ: كيفَ يُمكِنُ أن يَصيرَ هذا؟.
أجابَ يسوعُ وقالَ لَهُ: أنتَ مُعَلِّمُ إسرائيلَ وتَجهَلُ هذا؟ الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكَ: نَحنُ نَنطِقُ بِما نَعْلَم، ونَشْهَدُ بِما رَأينا، وأنتُم لا تَقبَلونَ شَهادَتَنا. كَلَّمْتُكُم في شُؤُونِ الأرضِ ولا تُؤمِنون، فكيفَ تُؤمِنونَ إذا كَلَّمْتُكُم في شُؤونِ السماء؟ ما من أحَدٍ صَعِدَ إلى السماء، إلاّ الذي نَزَلَ من السماء، أي ابْنُ الإنسان. وكما رَفَعَ موسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة، كذلكَ يَجِبُ أن يُرْفَعَ ابنُ الإنسان، لِكَي تكونَ لِكُلِّ مُؤمِنٍ بِهِ حياةٌ أبديَّة. هكذا أحَبَّ اللهُ العالَم، حتّى إنَّهُ جادَ بابنِهِ الوحيد، لكي لا يَهلِكَ أيُّ مُؤمِنٍ بِهِ، بل تَكونُ لَهُ حياةٌ أبديَّة.


* الشرح ܦܘܫܩܐ
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لقاء يسوع ونيقوديموس يفتتح سلسلة من ثلاث لقاءات:

لقاء يسوع والمعلم في اسرائيل الذي عرف الوحي وقبله وينتظر خلاص اسرائيل، ولقاء يسوع والمرأة السامرية (يو 4، 1-42) (الشعب الذي قبل الكتاب ولكنه ابتعد عن الهيكل واختلط بالغرباء) وفي النهاية الرجل الوثني.
رسالة يسوع بدأت تعتلن في يوحنا، جاء ليعلن ارادة الآب للعالم كله بدءاً من الشعب اليهودي.
لقاء يسوع ونيقوديموس هو لقاء تملؤه التناقضات
نيقوديموس جاء ليرى النور، لكنه جاء ليلاً: هل هو الخوف من ان يتّهم بأنه تابع ليسوع فيفصل عن المجمع؟ سوف يشار دوما في الانجيل الرابع الى نيقوديموس بأنه الذي جاء ليلا الى يسوع. انما الليل هو وقت الصمت، ومعلّمو اسرائيل كانوا يختارون الليل للتأمل في كلمة الله ودرسها: نيقوديموس اتى ليتأمل في المسيح كلمة الله؟

نحن نعرف: هو التناقض الثاني الذي يورده يوحنا: نيقوديموس هو ممثل الشعب اليهودي في لقاءه بالمسيح، والشعب اليهودي يعرف الكتب وكلام الانبياء، انما المعرفة العقلية غير كافية. للدخول في علاقة مع المسيح لا تكفي المعرفة بل الحب، العودة الى حالة الطفولة، لذلك جوابا على معرفة نيقوديموس، يدعوه المسيح لأن يولد من جديد.

يولد من جديد: التناقض الثالث: كيف يمكن لشيخ ان يولد ثانية. الكلمة اليونانية التي استعملها يوحنا يمكنها ان تحتمل اكثر من معنى
1- الولادة من جديد
2– الولادة من اعلى
3 – الولادة منذ البدء.
وباستعماله لهذه العبارة اراد يوحنا من القارىء ان يفهم قول المسيح بالمعاني الثلاثة: فالولادة من جديد هي الولاية من اعلى، اي الولادة من الماء والروح، ففي المعمودية لا يشيخ ولا طفل، نولد كلنا ابناء الله بالنعمة.
هذه الولادة من اعلى هي ولادة الانسان الروحي، لذلك يقول يسوع لنيقوديموس: مولود الجسد جسد بينما نيقوديموس، ممثل لكل يهودي يريد اتباع المسيح، مدعو لأن يولد من جديد بقلب جديد.

- الريح والروح، هو ايضا استعامل لغوي للعب على الكلام فروح وريح لها نفس الكلمة اليونانية، ونيقوديموس الذي لم يفهم اولاً الفرق بين الولادة من جديد (جسدياً) والولادة من اعلى(روحياً) لن يفهم الفرق بين عمل الروح الذي يهب، مثل الريح لا يقدر الانسان ان يعرف مصدره (عودة الى فعل عرف الذي بدأ حديثه به نيقوديموس) مولود الروح هو مثل الريح – الروح، مصدره إلهي لا جسدي لذلك لا يمكن لمن هو تحت عبودية المادة ان يعرفه.

- التناقض الكبير هو جهل المعلم الكبير نيقوديموس: نيقوديموس جاء الى يسوع قائلاً: نحن نعلم يا معلم ان الله ارسلك معلماً واراد اختباره. وفي الآية 9-10 يظهر جهل المعلم اليهودي وتتجلى معرفة يسوع الناصري: لا يمكن التعرف على يسوع كمرسل من الله ومسيح الرب فقط على ضوء العقل او الكتب، بل هي دعوة للايمان والدخول في علاقة شخصية، علاقة ايمان ومحبة.

- الإنتقال من الأنا الى النحن: هذا الإنتقال يشير إلى ان من يتكلم الآن هي جماعة الكنيسة التي اخذت على عاتقها اكمال عمل يسوع وهي تقول ما تعلم، ليس كما كان نيقوديموس يعلم، انما معرفة الكنيسة مبني على اختبارها الشخصي مع يسوع المسيح.

آية 13: يؤكد يسوع مجدداً على ان المعرفة الحقيقية هي التي تأتي بواسطة الوسيط الوحيد بين الارض والسماء، هي جواب الكنيسة على من يدعي امتلاك معرفة اسرار الله بمعزل عن يسوع المسيح
- الحية المرفوعة في البرية صورة عن يسوع المرفوع على الجلجلة.
- تشبيه يسوع بالحية النحاسية يشير ايضا بطريقة غير مباشرة الى ان يسوع جاء يتمّم فعل الخروج من مصر الخطيئة الى اسرائيل النعمة، وينقل بصليبه الشعب من حالة الموت الى الحياة لذلك ارسل الله ابنه، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، فكما ان ايمان الناظرين الى الحية النحاسية شفى العبرانيين من الموت الجسدي، كذلك يخلص من الموت الأبدي كل من يؤمن بأن يسوع المسيح هو المخلّص المرسل من الله.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمينܐܡܝܢ
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“