سبت النور ܫܒܬܐ ܕܣܒܪܬ̣ܐ ܕܢܘܗܪܐ!

[إسحق القس افرام]

تمهيد
ܫܒܬܐ ܕܣܒܪܬ̣ܐ ܕܢܘܗܪܐ
في سبت النور تُقام الذبيحة الإلهية تذكاراً لموت يسوع المسيح ودفنه، واستعداداً للقيامة المظفرة، ولهذا فكثيرون هم الذين يتقدمون من سر القربان المقدس بعد الاعتراف الفردي، وتحافظ الكنيسة على هذا التقليد منذ قرون طويلة.
ترتيلة ܙܡܝܪܬܐ: ها سرور وحبور
ها سرورٌ وحبورٌ وهتافٌ في السما
وجنودُ الربِ نادت بالنشيد في العـلا

فروميون ܦܪܡܝܘܢ: لك المجد والشكر أيها الحي والمُحيي الذي مات بالجسد، وأحيا جنسنا البشري. لك السجود والتعظيم أيها البار الذي لم يرَ في الهاوية فساداً. لك الحمد والثناء أيها الجبار الذي دخل مدينة الأموات، وبشّر بالبعث المدفونين، ومنح الحياة للموتى الراقدين، الصالح الذي به يليق المجد والسجود في هذا الوقت وفي كل حين وإلى أبد الآبدين.
سدرو ܣܕܪܐ: أيها المسيح إلهنا، يا من أنت الحياة الحقيقية، ومحيّ كل المخلوقات، الذي تألم بإرادته وهو منزه عن الآلام لكونه الله خالق الأنام، وذاق الموت من أجلنا، ومكث في الهاوية ثلاثة أيام مثل النبي يونان شبل السد الذي ربض داخل الهاوية وحطم أمخالها. لص اليمين يعترف بعظمة لاهوته، ويسأله أن يذكره في ملكوته، وقائد المائة يؤكد بأنه حقاً ابن الله، ويوسف يطلب جسده الطاهر من بيلاطس ويضعه في قبره الجديد، ويلفه بكتان نقي ويحنطه بمُر وصبر، وبما يليق بعزته وكرامته، ارتجت الهاوية إذ دخلها كميت، واهتزت أركانها وتزعزعت أسسها، حيث أنه دك حصونها وأفرج خزائنها كجبار قدير، وصحَّ فيه القول: أين غلبتك يا هاوية، وأين شوكتك يا موت إذ ابتلع الموت بالغلبة إلى الأبد، حيث نقض سلطان القوي وبوثاق ربطه فخزي من قال بالأمس بخٍ بخٍ، قد رأت فيه أعيننا، ويا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام. أما البيعة ابنة الشعوب التي تألمت لموت الختن السماوي فقالت : لا تشمتي بي يا عدوتي لأني سقطت فإني سوف أقوم، ولئن جلست في ظلمة فإن الرب يضيء لي كل يوم، لأن الآب السماوي لن يترك نفسي في الهاوية، ولن يجعل صفيّه يرى فساداً، لماذا يطلب الكهنة حراساً لقبره ؟ ولماذا يخشون قتيلهم ؟ لماذا الفزع من ميت مدفون أو دفعُ الرشوة لحراس القبر لينادوا بسرقة جسده لكنهم لم يفعلوا لأن منظر الملاك أرهبهم، والزلزلة أدهشتهم فسقطوا على الأرض خوفاً وهلعاً، وإذ ننشد الآن قائلين : قام الرب وتبدد أعداؤه من أمامه، نسألك يا رب أن تنشر أمنك وسلامك في المعمورة قاطبة، وتفتقد المرضى ويحظى المجربون من الأرواح الشريرة لشفاء منك، اللهم وأقم الساقطين، وأصنع ذكراً صالحاً لكل المؤمنين الراقدين، وأهّلنا وإياهم للقيامة المجيدة لكي مع القديسين نرفع لك مجداً وحمداً ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى أبد الآبدين آمين.
القراءة من إنجيل ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ متى 27 : 62 ـ 66
وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ. قَائِلِينَ يَا سَيِّدُ قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ. فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ لقد أخذ القادة الدينيون كلام الرب يسوع عن القيامة، بجدية أكثر مما فعل التلاميذ. فلم يتذكر التلاميذ تعليم يسوع عن القيامة (مت 20: 17-19)، أما القادة الدينيون فقد تذكروه. وبسبب هذه الأقوال كانوا يخشون الرب يسوع بعد موته أكثر مما وهو حي، فحاولوا اتخاذ كل الاحتياطات لحفظ جسده في القبر.
ـ كان الفريسيون يخشون نبوات الرب يسوع عن قيامته، حتى إنهم استوثقوا من ختم القبر تماماً وحراسته. ولأن القبر كان محفوراً في صخرة في سفح تل، لم يكن له إلا مدخل واحد. وقد ختم القبر بشد حبل فوق الحجر الذي دحرج على مدخل القبر، وختم الحبل في كل طرف من طرفيه بالطين، ولكن القادة الدينيين اتخذوا احتياطاً آخر فطلبوا وضع حراسة عليه. وبهذه الاحتياطات لم يكن من سبيل لأن يصبح القبر فارغاً إلا بأن يقوم المسيح من الأموات. ولم يستطع الفريسيون أن يدركوا أنه لا الحجر، ولا الختم، ولا الحراس، ولا جيشا بأكمله، كان يمكن أن يحول بين ابن الله وقيامته من الأموات.
ܩܡ ܡܘܢ ܡܢ ܩܒܪܐ ـ ܡܗܝܡܢܝܢ ܘܡܘܕܝܢܢ
قوم موران من قبرو
مهايمنينان ومودنان
قام المسيح
حقاً قام
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الأبدين آمين.