أيها الاخوة لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!!!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

أيها الاخوة لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!!!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

يقول القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 20
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ.

الشرح
يليق بنا ألا نسلك كأطفالٍ بلا التزام أو مسئوليةٍ أو فهمٍ، بل نكون ناضجين وكاملين كما أن أبانا كامل. لنكن أطفالًا في الشر، لا نحمل روح الخبث بل بساطة القلب والحب.
هنا يلزمنا إدراك معنى ثلاث كلمات يونانية واردة في هذه العبارة:
1- paidia معناها أطفال بوجه عام وعلى وجه الخصوص الذين ينمون لكي يرسلوا إلى المدرسة ويتقبلوا التعليم. وكأن الرسول يقول: لست أريدكم أن تكونوا أطفالًا paidia صغارًا كمن يبتدءون في الذهاب إلى المدرسة لتعلم المبادئ الأولية بل يكون لهم الفهم والإدراك الكافي لهذه المبادئ.
2- أما من جهة الخبث فكونوا أطفالًا neepios، وهي مشتقة من nee تعنى طفلا infant عاجزًا عن الكلام في المرحلة البدائية للطفولة. أي يعجز عن أن يهدف نحو الشر أو يتحدث به.
3- كامل teleoo وتعني الإنسان الذي بلغ النضوج الكامل في القامة والفهم. فهو يود أن نكون ناضجين جسديًا وفكريًا.
هكذا يحسب الرسول بولس الذين ينتفخون بالتكلم بألسنة يمارسون عملاً طفوليًا غير ناضج، يحتاجون إلى دخول في مدرسة الخدمة ليتدربوا على الحب العملي والبحث الجاد عن خلاص اخوتهم بفهمٍ وتعقلٍ، لا بانفعالات عصبية طفولية. فالإيمان ليس مجالًا للَّهوٍ طفوليٍ بل هو عمل متعقل ناضج. إنه يحترم في الطفولة البساطة وعدم الخبث كما قال المسيح له المجد: أنه يلزمنا أن نصير كالأطفال لندخل ملكوت السموات (مت 18: 3). لكنه يطالبنا ألا نتشبه بهم في العجز عن الفهم والإدراك أو عدم الالتزام بالمسئولية.
إذ كان لهؤلاء موهبة الألسنة والتي كانت أقل المواهب، ظنّوا أنهم نالوا كل شيء، لذلك يقول: لا تكونوا أولادًا، أي لا تكونوا بلا فهمٍ حيث يجب أن تكونوا مفكّرين، لكنكم صرتم كالأطفال البسطاء حيث الشر والمجد الباطل والكبرياء. لأن من هو طفل في الشر يلزم أن يكون أيضًا حكيمًا. وحيث أن الحكمة مع الشر ليست حكمة! هكذا أيضًا البساطة مع الغباوة ليست بساطة. يلزم مع البساطة أن نتجنب الغباوة، ومع الحكمة نتجنب الشر.
أن تكون طفلًا في الشر هو أنك لا تعرف حتى ما هو الشر.

يريدهم بولس أن يكونوا ناضجين عقليًا حتى يقتطفوا بدقةٍ ما هو لازم لبنيان الكنيسة. بهذه الطريقة يتركون خلفهم المكر والأخطاء، مجاهدين عوض ذلك من أجل الأمور التي تقود إلى صالح الإخوة.
لا تكونوا أطفالًا في الفهم، وإنما في المكر كونوا أطفالًا صغار فتكونوا في الفهم كاملين... يمكن التعبير عن هذا هكذا: لا تكونوا أطفالًا، ومع ذلك كونوا أطفالًا.
الحكمة الإلهي نفسه إذ حمل طبيعتنا الضعيفة جاء لكي يجمع أبناء أورشليم تحت جناحيه، كدجاجة تجمع فراخها، لا لكي نبقى دومًا صغارًا بل إذ نكون أولادًا في الشر نكف عن أن نكون أولادًا في الفكر.
وللمسيح المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين.

فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“