عيد ولادة السيدة العذراء مريم ܕܘܟ̣ܪܢ ܡܘܠܕܗ ܕܝܠܕܐܬ ܐܠܗܐ!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

عيد ولادة السيدة العذراء مريم ܕܘܟ̣ܪܢ ܡܘܠܕܗ ܕܝܠܕܐܬ ܐܠܗܐ!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

[center]عيد ولادة السيدة العذراء مريم والدة النور ـ ܕܘܟ̣ܪܢ ܡܘܠܕܗ ܕܝܠܕܐܬ ܐܠܗܐ
يحكى أن يواكيم أتى مرة إلى هيكل الرب ليقدم تقدمة فرفض الكاهن التقدمة لأن مقدمها ( عاقر ) فعاد يواكيم إلى داره مغتماً، كسير القلب، ذليلاً وأكثر من البكاء أمام الله، وشاركته في ذلك زوجته حنة، فاستجاب الله طلبتهما ورزقهما ابنة سمياها مريم وهو اسم سرياني مركب من ( مور ) و ( يام ) ومعناه بحر المرارة وبعضهم قال معنى الكلمة ( مريم ) نجمة البحر.
تنتمي العذراء إلى سليلة الكهنة والملوك والأنبياء، وهي ابنة داود لذلك قال لها الملاك عندما بشرها ( ستحبلين وتلدين ابناً يكون عظيماً وابن العلي يدعى .... ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ).
إن العذراء ابنة العاقرين ورثت عن أبويها خطيئة أبوينا ادم و حواء ما لم يكن بالإمكان محوها إلا بتجسد الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. لذلك يقول الرسول بولس: بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم و بالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع. كما دخلت الخطية بإنسان إلى العالم كذلك بإنسان زالت فالعذراء مريم ولدت تحت حكم الخطية لم يتثنى من ارث الخطية إلا ربنا يسوع المسيح ( الذي أخذ ما لنا إلا الخطية ) فصار كفارة عن خطايا العالم.
تربت العذراء في الهيكل منذ نعومة أظفارها وهي تخدم هيكل الرب مع النساء المسنات ( دون أن تفارقه ) و كانت تدرس أسفار الوحي الإلهي

المزيد
تُعيّد الكنيسة في 8 أيلول لمولد مريم من يواكيم وحنة. مريم ولدت من يواكيم وحنة بنعمة الله وهما متقدمان بالسن، لكنها تخص العالم كله، لأنها هي التي ولدت المسيح الإله، مخلّص العالم. لهذا السبب نجد الخدمة الليتورجية، في هذا اليوم، مشبعة بالتهليل والفرح والحبور.
هذا هو يوم الرب فتهللوا يا شعوب،
اليوم ظهرت بشائر الفرح لكل العالم، اليوم حدث ابتداء خلاصنا يا شعوب....

واذا كانت عطية الله، مريم، تخص الخليقة بأسرها، فإن يواكيم وحنة هما صورة هذه الخليقة التي بقيت في العقر منذ ان سقط آدم وحواء في المعصية. طبعًا كان هناك، في كل هذه الفترة، صِدّيقون أرضوا الله، ولكن، وحده الرب يسوع المسيح في طبيعته البشرية، يعمل في كل حين ما يرضي الآب. لهذا السبب قال عنه الآب: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت، له اسمعوا (متى 17: 5). اذًا كان العالم عاقراً عقيماً كيواكيم وحنة كما تقول احدى ترانيم السَحَر: يا للعجب الباهر فإن الثمرة التي برزت من العاقر بإشارة خالق الكل وضابطهم قد أزالت عقم العالم.....
وكما ان يواكيم وحنة صورة العالم العقيم، كذلك مريم صورة العالم الجديد المخصب، صورة الكنيسة. كلاهما نعمة من عند الله. فنحن نتحدّث، بصورة تلقائية، عن انحلال عقر يواكيم وحنة وانحلال عقر طبيعتنا باعتبارهما شيئاً واحداً، كما نتحدث عن ولادة مريم التي بها تألهنا، ومن الموت نجونا كأن الأمرين واحد.
ان فرحنا بمريم وتهليلنا لها هو فرح بالرب يسوع المسيح وتهليل له. لا قيمة لمريم في ذاتها، كما ان البشرية كلها لا قيمة لها في ذاتها. المسيح هو الذي جعل مريم ام الحياة، كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة. هذا امر كثيرا ما ننساه فنتعامل مع مريم وكأنها قائمة في ذاتها. الكنيسة الأرثوذكسية تسمّي مريم والدة الإله. كل الترانيم في الكنيسة لا تذكر مريم إلا مقرونة بابنها، مخلص نفوسنا. كل الخليقة تحيا اذا ما أضحت مسكنًا للمسيح، على غرار سكنى الرب يسوع في احشاء مريم. كما ان كل الخليقة تزهو وتتمجد اذا ما كانت أيقونة للمسيح وشاهدة له.
وفي هذه المناسبة الدينية الروحية نتقدم بالتهاني لكل من تحمل اسم القديسة الطاهرة العذراء مريم بالصحة والعمر المديد ومبارك هذا العيد للجميع
والفو بريخو[/center]
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“