بركات 2

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

بركات 2

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

أنا أحب الذين يحبونني، والذين يبكرون إليّ يجدونني.
إذ يقدم الحكمة نفسه للبشرية، معلنًا أنه المشورة والرأي والفهم والقدرة، من يقتنيه يدرك أسرار الآب، ويتعرف على إرادته، ويحمل قوة من عنده، فيحيا في هذا العالم كوكيل الله، يحمل أيقونة السماء، ويشهد لعمل الله الفائق. الآن يؤكد مبدأين خطيرين متكاملين:
المبدأ الأول هو تقديس الحرية الإنسانية، فهو لا يدفع بنفسه في حياة إنسان بغير اختياره، مؤكدًا أنا أحب الذين يحبونني. إنه الحب كله، يفتح ذراعيه على الصليب للعالم كله، ويتسع صدره ليتكئ كل بشر عليه، لكن ليس الكل يقبله!
لنحبه فندرك أنه أحبنا أولًا!
لنرتمي على صدره، فنجده مُعدًا لنا!
لنشتاق إليه فنلمس اشتياقاته الفائقة نحونا.
حبه لنا ليس ثمرة لحبنا له، لأنه أحبنا اولًا.
بادر بالحب قبل أن نعرف؛ ونحن أعداء صالحنا مع الله أبيه.
لكن حبنا هو مفتاح معرفتنا لحبه القائم الغامر لكل البشرية.
أما المبدأ الثاني والمكمِّل للسابق فهو التزامنا بالتبكير إليه لكي نجده. ماذا يعني: والذين يبكرون إليّ يجدونني؟
التبكير هنا يحمل مفهوم الأولوية، فقد وضع لخلاصنا وتجديدنا أولوية خاصة، فقدم الآب ابنه الحبيب ذبيحة حب لأجلنا. وكأنه يقول: الإنسان أولًا! إن كان هذا هو العمل الإلهي العجيب، أفلا يليق أن نبكر إليه قائلين: الله أولًا في حياتنا اليومية وفي أفكارنا الداخلية، وفي سلوكنا الأسري الخ.
في كل تصرف، خفي وظاهر، ليكن الله محور تفكيرنا، نبكر إليه، فقد بكَّر إلينا، وجعلنا في قمة اهتمامه وهو خالق السماء والأرض!
لنبكر إليه فنعطيه أفضل أوقاتنا للقاء معه، فلا يكون في آخر القائمة، نتعبد له في فضلات أوقاتنا. يليق بنا أن نعطي للقائنا معه اهتمامًا خاصًا، فنجري إليه في الصباح المبكر، ونقدم له اليوم الأول من الأسبوع (الأحد)، ونفضل اللقاء معه عن أية رباطات بشرية أو مجاملات. الله فوق الكل!
لنبكر إليه فنذكر خالقنا في أيام شبابنا، مقدمين له بكور عمرنا كي يقدس العمر كله.
وللمسيح كل المجد من الآن وإلى أبد الآبدين آمين.
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“