الأحد الثاني بعد العنصرة ܬܪܝܢܐ ܕܒܬ̣ܪ ܦܢܛܝܩܘܣܛܝ!

المشرف: إسحق القس افرام

صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مشرف
مشرف
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد أكتوبر 24, 2010 7:36 pm

الأحد الثاني بعد العنصرة ܬܪܝܢܐ ܕܒܬ̣ܪ ܦܢܛܝܩܘܣܛܝ!

مشاركة غير مقروءة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيلܐܘܢܓܠܝܘܢ لوقا ص 12
ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܡܨܥܝܐ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬ̣ܪ ܦܢܛܝܩܘܣܛܝ
أتظنون أني جئت لأعطي سلاما على الأرض؟ كلا، أقول لكم: بل انقساماً
لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأم على البنت، والبنت على الأم، والحماة على كنتها، والكنة على حماتها
ثم قال أيضا للجموع : إذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون: إنه يأتي مطر ، فيكون هكذا
وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون: إنه سيكون حر، فيكون يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء، وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه
ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم حينما تذهب مع خصمك إلى الحاكم، ابذل الجهد وأنت في الطريق لتتخلص منه، لئلا يجرك إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الحاكم، فيلقيك الحاكم في السجن أقول لك: لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير.


[center]بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ما معنى قول السيد المسيح: اتظنون اني جئت لاعطي سلاماً على الارض كلا اقول لكم بل انقساماً (لو51:12)؟! وكيف يقول المسيح هذا الكلام؟!
جئت لألقى نارًا:

وهو قول السيد المسيح جئت لألقى نارًا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت (لو12: 49).
1- إن النار ليست في ذاتها شرًا. وإلا ما كان الله قد خلقها. وليست بصدد الحديث عن منافع النار، ولا عما قيل عنها من كلام طيب في الأدب العربي. وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة في الكتاب المقدس:
2- فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس في قلب الإنسان.
وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح هو يعمدكم بالروح القدس ونارً( لو3: 16).
وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار. (أع2: 3).
وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة. وهذه الغيرة يشار إليها في الكتاب المقدس بالنار.
وهى النار التي أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام. وهذه النار هي مصدر الحرارة الروحية. وقد طلب منا في الإنجيل أن نكون "حارين في الروح( رو12: 11). وقيل أيضًا لا تطفئوا الروح ( اتس5: 129).
3- والنار ترمز أيضًا في الكتاب إلى المحبة:
وقيل في ذلك مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ( نش 8: 7). وقيل أيضًا "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 14).
4- والنار قد ترمز أيضًا إلى كلمة الله:
كما قيل في الكتاب أليست كلمتي هذه كنار، يقول الرب ( ار23: 29). وقد قال ارمياء النبي عن كلام الرب إليه فكان في قلبي كنار محروقة ( أر20: 9). لذلك لم يستطع أن يصمت. على الرغم من الإيذاء الذي أصابه من اليهود حينما أنذرهم بالكلمة.
5- والنار في الكتاب ترمز أحيانًا إلى التطهير:
كما قيل عن إشعياء النبي إن واحدًا من الملائكة طهر شفتيه بجمرة من النار. ( أش 6: 6, 7).
وإن كانت النار تحرق القش، إلا أنها تنقي الذهب من الأدران، وتقوى الطوب الطين وتجعله صلبًا. وكانت تستخدم في العلاج الطبي (بالكي).
فالذي كان يقصده السيد المسيح: إنني سألقى النار المقدسة في القلوب. فتطهرها، وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله، على الأرض، لذلك قال: ماذا أريد لو اضطرمت.
هذه النار قابلتها نار أخري من أعداء الإيمان تحاول إبادته. وهكذا اشتعلت الأرض نارًا، كانت نتيجتها إبادة الوثنية، بعد اضطهادات تحملها المسيحيون.
هناك إذن نار اشتعلت في قلوب المؤمنين، ونار أخرى اشتعلت من حولهم. وكانت الأولى من الله، والثانية من أعدائه.
والسيد المسيح نفسه تعرض لهذه النار المعادية، لذلك قال بعد هذه الآية مباشرة، يشير إلى آلامه المستقبلية، وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ (إنجيل لوقا 12: 50). وبنفس الأسلوب تحدث عن صبغة آلامه في (مت20: 22؛ مر10: 38).
بقي أن نتحدث عن النقطة التالية:
ما جئت لألقى سلامًا بل سيفًا:
وهو قول السيد المسيح بعد الإشارة إلى آلامه مباشرة. أتظنون أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقسامًا ( لو12: 51).
إنه جاء ينشر عبادة الله في العالم كله، بكل وثنيته، ولذلك قال لتلاميذه اذهبوا إلى العالم أجمع. واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر16: 15).
تضاف إلى هذا المبادئ الروحية الجديدة التي جاء بها المسيح. وهي تختلف عن سلوكيات وطقوس العبادات القديمة.
وكان أول من انقسم على المسيح، ثم على تلاميذه اليهود وقادتهم. ليس بسبب المسيح، إنما بسبب تمسك اليهود بملك أرضي، وبسبب فهمهم الحرفي للكتاب. لدرجة أنهم تآمروا عليه ليقتلوه، لأنه شفى مريضًا في سبت (مت 12: 49).
وتضايق منه اليهود، لأنه كان يبشر الأمم الأخرى بالإيمان. وهو يردون أن يكونوا وحدهم شعب الله المختار. لذلك لما قال بولس الرسول أن السيد المسيح أرسله لهداية الأمم، صرخ اليهود طالبين قتله (أع22: 21, 22).
بل أن القديس بولس لما تحدث عن القيامة، حدث انشقاق وانقسام بين طائفتين من اليهود هما الفريسيون والصدوقيون، لأن الصدوقيين ما كانوا يؤمنون بالقيامة ولا بالروح (أع23: 6, 9).
وانقسم اليهود على المسيح، لأنهم كانوا يريدون ملكًا أرضيًا ينقذهم من حكم الرومان. أما هو فقال لهم: مملكتي ليست من هذا العالم (يو18: 36). فلم يعجبهم حديثه عن ملكوت الله، ولا قوله أعطوا ما لقيصر لقيصر.. (مت22: 21).
وهكذا قام ضد المسيح كهنة اليهود وشيوخهم والكتبة والفريسيون والصدوقيون.
أكان يمكن للمسيح أن يمنع هذا الانقسام، بأن يجامل اليهود في عقيدتهم عن الشعب المختار، ورفضهم لإيمان الأمم الأخرى. ورغبتهم في الملك الأرضي، وحرفيتهم في تفسير وصايا الله؟ أم كان لابد أن ينشر الحق. و لا يبالى بالانقسام؟
أكان المسيح يترك رسالته لا ينادى بها خوفًا من الانقسام، تاركًا الوثنيين في عبادة الأصنام، لكي يحيا في سلام معهم؟! ألا يكون هذا سلامًا باطلًا؟!
أم كان لابد أن ينادى لهم بالإيمان السليم. و لا خوف من الانقسام، لأنه ظاهرة طبيعية فطبيعي أن ينقسم الكفر على الإيمان. وطبيعي أن النور لا يتحد مع الظلام.
لم يكن الانقسام صادرًا من السيد المسيح، بل كان صادرًا من رفض الوثنية للإيمان الذي نادى به المسيح. وهكذا أنذر السيد المسيح تلاميذه، بأن انقسامًا لابد سيحدث. وأنهم في حملهم لرسالته، لا يدعوهم إلى الرفاهية، بل إلى الصدام مع الانقسام.
لذلك قال لهم: في العالم سيكون لكم ضيق ( يو16: 33) تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله (يو16: 2) إن كان العالم يبغضكم، فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم (يو15: 18-20).
لقد وقف السيف ضد المسيحية. لم يكن منها، وإنما عليها.
وعندما رفع بطرس سيفه ليدافع عن المسيح وقت القبض عليه، انتهره ومنعه قائلًا: اردد سيفك إلى غمده. لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون ( مت26: 52).
وكانت نتيجة السيف الذي تحمله المسيحيون، ونتيجة انقسام الوثنيين واليهود عليهم, مجموعة ضخمة من الشهداء.
ومع الصمود في الإيمان، انتشر الإيمان وبادت الوثنية. في وقت من الأوقات.
ظن تلاميذ المسيح كيهود إن المسيح سيملك لذلك اشتهى بعضهم أن يجلس عن يمينه وعن شماله في ملكه. فشرح لهم السيد أن حملهم لبشارته سوف لا يجلب لهم سلامًا ورفاهية، وإنما انقسامًا من أعداء الإيمان. بل سيحدث هذا حتى في مجال الأسرة في البيت الواحد: إذ قد يؤمن ابن بالله، فيثور عليه أبوه الوثني، ويجبره على العودة إلى وثنيته أو يقتله. وهكذا مع باقي أفراد الأسرة التي تنقسم بسبب الإيمان.
فهل يرفض هؤلاء الإيمان، حرصًا على عدم الانقسام؟
كلا. فالانقسام هنا ليس شرًا، وإنما ظاهرة طبيعية. وكل ديانة انتشرت على الأرض، واجهت مثل هذا الانقسام في بادئ الأمر. إلى أن استقرت الأمور.
وهى عبارة هل المؤمن العادي يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح؟
تكلم المسيح عن الانقسام في مجال نشر الإيمان. أما في الحياة العادية، فإنه دعا إلى الحب بكل أعماقه. وورد في الإنجيل إن الله محبة (1يو4: 8). كما قيل فيه أيضًا لتصر كل أموركم في محبة (1كو16: 14).
موضوع في غاية الأهمية
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين. آمين
فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الشماس إسحق القس افرام“