النظرة المسيحية إلى الموت

المشرف: ابو كابي م

صورة العضو الرمزية
أبو شادي
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 1208
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 2:17 am

النظرة المسيحية إلى الموت

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو شادي »

النظرة المسيحية إلى الموت

حين نتكلم عن الموت في مجال التعزية بوفاة قريب أو صديق قلما يصدر كلامنا عن إيمان مسيحي حقيقي. لذا لا يكون لكلامنا التأثير الحقيقي المطلوب.

لِنرَ ما يقول السيد المسيح عن الموت. بالنسبة له فالموت لم يعد له وجود. لقد قضى عليه بموته وقيامته إذ كفّر عن الخطيئة التي كان الموت نتيجة وقصاصاً لها. فنسمعه يقول: "أنا القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا. والذي يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد" (يوحنا 11: 23،26)، "من يحفظ كلامي لا يرى الموت أبداً" (يوحنا 51:8)

إن الحياة الأبدية ليست حياة تبدأ بعد موت الإنسان. إنها تبدأ منذ هذه الحياة الزمنية. إن الماء الذي يعطيه المسيح للإنسان المتعطّش إلى الرب كما أعطاه للسامرية يصير فيه "عين ماء يتفجر حياة أبدية" يوحنا 14:4

ويزيد السيد المسيح: "من يؤمن بي له الحياة الأبدية" يوحنا 47:6 "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية" يوحنا 54:6

إن الخليقة كلها بما فيها المواد والأجساد ستفيد أيضاً من سرّ الفداء وتدخل إلى الأبدية كما جاء في مار بولس إلى أهل روما 8: 18-22: "فالخليقة تنتظر بفارغ صبر تجلي أبناء الله. فقد أُخضعت للباطل بسلطان الذي أخضعها، لا طوعاً منها. ومع ذلك لم تقطع الرجاء، لأنها هي أيضاً ستعتق من عبودية الفساد لتشارك أبناء الله حريتهم ومجدهم. فإنّا نعلم أن الخليقة جمعاء تئن إلى اليوم من آلام المخاض".

إن يسوع بقيامته صوّب سير الإنسانية إذ بعد قيامته جرّ كل من افتداهم معه. فأصبح الموت مجرد عبور للبلوغ إلى الحياة الأبدية. وربنا في انتظارنا: "لا تضطرب قلوبكم. تؤمنون بالله فآمنوا بي أيضاً. في بيت أبي منزل كثيرة. وإني ذاهب لأعد لكم مقاماً ثم أرجع فآخذكم إليّ. لتكونوا أنتم حيث أكون أنا. أنتم تعرفون الطريق إلى حيث أنا ذاهب. أنا الطريق والحق والحياة" يوحنا 14: 1-6

لا نترك مخيلتنا تضللنا. فالسماء ليس فوق، أعلى الغيوم. لا يمكن أن نتخيل السماء لأنها خارج نطاق مخيلتنا. السماء هي الحب الغير متناهي. أن نكون في السماء يعني أن نعيش على وتيرة حب الله الثالوثي.

إن الإيمان وحده يقودنا إلى الاعتقاد بالحياة الأبدية. ولكن هذا الاعتقاد ليس مخالفاً للعقل. إذ أن التطور في الطبيعة، وطموح الإنسان الشديد، وتسامي الإنسانية وكل الكون نحو مزيد من الروحانية، كل ذلك يشكل تصاعداً وتسامياً نحو غاية تتجاوز الطبيعة..

إن حبة الحنطة التي تقع على الأرض لا تمت ولو ظهر وكأنه قضي عليها بل تتحول إلى نبتة أجمل وأخصب.

وعلى المستوى البشري الإنسان لا يموت وإن حلّ أجله. فهو يحيا في أولاده وأحفاده ونسله، وفي جميع الذين أعطاهم من ذاته وماله وأحبهم. إنه يعيش إلى آخر الدهر في أعماله الحسنة ونتائج أعماله.

ثم إن في الإنسان طموح إلى اللانهائي. ولا بدّ أن يكون لطموحه هذا استجابة وإلا أصبح كائناً غير سوي. فلماذا خطط ونفذ المهندس السيارة إلا لتسير. ولماذا للطير جناح إلا ليطير، كذلك لماذا للإنسان طموح إلى العيش الأبدي سوى لأنه مخلوق لحياة أبدية.

إن العلماء والفلاسفة يتأملون في الحياة البشرية وفي كائنات هذا العالم فيجدون أنه يتطور من أسمى إلى أسمى في توق دائم إلى الكمال. ولا بدّ من أن يكون لهذا الكمال وجود.

أما الوحي فيدلنا إلى أعظم من هذا المصير. فالإنسان مدعو ليس فقط إلى الخلود بل إلى حياة مؤلهة بالاتحاد مع المسيح الإله المتأنس.

لا يصح أن نتكلم بحصر المعنى عن موتى. إن الموتى أحياة. وهم أعضاء جسد المسيح السرّي وكذلك نحن الأحياء. وفي المسيح علاقتنا بهم حميمة. إن حواسنا لا تمكننا من الاتصال بهم ولكننا بالإيمان نتحد بهم أوثق اتحاد.

من تناول جسد الرب في سر القربان المقدس يتحد بالمسيح الكامل أي بأعضائه أيضاً الذين سبقونا إلى الحياة الأخرى.

بالنسبة للمسيحي الموت الطبيعي ليس نهاية الحياة إنه بدء الحياة الحقيقية التي تمهد لها الحياة الزمنية فليس من راحلين عنّا بل حاضرين لنا في المسيح. الذي يفصلنا عن البعض هي الخطيئة التي وحدها سبب الموت الحقيقي.


romeo
يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي
ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة


http://www.facebook.com/group.php?gid=1 ... 545&v=wall
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الديني العام“