أيها الأحباء
سمعت من هنا وهناك أناس عديدين يتحدثون عن تلك البدعة التي راجت كثيراً في القرن العشرين وجرفت من ورائها الكثيرين.
تلك البدعة هي بدعة شهود يهوه.
فلنرجع إلى الوراء قليلاً ولنر ما هي هذه البدعة ومن هو مؤسسها، وما هي تعاليمها وما هي مزاعمها...
لقد أسّسها الراعي "شارل روسّل" (1852 – 1916) تاجر أمريكي، كان من السبتيين سمع الخطيب "ونديل" يعظ عن مجيء المسيح الثاني، فتشرّب هذه الفكرة، وتعمّق في دراسة التوراة وظنّ أن الله اختاره كيوحنا المعمدان ليكون المبشّر الثاني بالمسيح الثاني. لألف سنة 1914 إلى 2914. وزعم أنه نبيّ وقدّيس كبولس ويوحنّا.
تنبأ وقال إن سنة 1914 هي بدء ألف سنة السلام وكلنا نعرف أن سنة 1914 كانت سنة حرب مات فيها 25 مليون إنسان.
وقال إن سنة 1918 انقراض الباباوية واندثارها. وكلّنا نعرف أن الباباوية في ازدهار دائم وكلّنا نعرف أسماء الباباوات الذين توالوا على الكنيسة: كبيوس الحادي عشر والثاني عشر ويوحنّا 23 وبولس السادس، ويوحنّا بولس الأول والثاني...
من هو روسّل؟ : هو إنسان شاذ وقاس طلّقته امرأته سنة 1906 وحكمت عليه المحكمة بإرجاع ما ابتزّه من أموال من الفلاحين الذين باعهم كيلو القمح العجائبي بخمسة دولارات.
بعد موت روسّل، خلفه القاضي "روثر فورد" فألغى مؤلّفات روسّل لكي ينشر مؤلفاته التي تطعن بالدين والحكومات، وأرغم تباعه على الاعتراف أن "لا إله إلا يهوه" وأنه هو نبي يهوه. وأنّه الملهم والمفسّر الوحيد للتوراة. وتنبّأ بأن العالم سينتهي عام 1925 وسيرجع ابراهيم واسحق، وولت سنة 1925 ولم يحدث شيء. وشعر بكذبه فلجأ إلى كذبة أخرى وهي أن الناس بعد 1925 لا يموتون، ولكن نعرف أن البشر يموتون وهو نفسه مات ويموت يومياً 124 ألفاً من الناس.
كان يزرع الشقاق بين اليهويين ويحيك المؤامرات بين الأمريكيين شعباً وجنوداً، فسجن عشرين سنة وأفرج عنه بعد الحرب الأولى، فبدأ يطعن بالحكومات وبكل سلطة زمنية روحية.
سمّي اليهويون بأسماء عدّة: دارسي التوراة، الرسوليّين، إلى أن أعطاهم هو اسمهم الحالي شهود يهوه عام 1931. خلّفه ناتان كنور، فنشر تآليف سابقيه وشجّع الحركة.وتقوم طريقة تبشيرهم على الطواف في البيوت والأسواق حاملين الأسطوانات والمسجلات يسمعونها للناس عنوة، وتعاهدوا مع 138 محطة تذيع عظاتهم، وبثّوا دعواتهم في السينما والمجلات.
تعاليمهم:
1- يقولون عن المسيح إنه حضر سنة 1874 وابتدأ الحصاد 1918 حيث ابتدأت الدينونة.
2- ينكرون إلوهية المسيح وتجسّده وقيامته، ويدّعون أن سرّ الثالوث اختراع شيطاني وينفون ألوهته، وينكرون العذراء كنكرانهم لجهنّم. ولا يقرّون بخلود النفس.
3- يتهجّمون على العالم المسيحي، ويقولون أن تكريم الإيقونات والصور هو إشراك الله أو عبادة أصنام.
4- يأبون الخضوع لأوامر الملوك والرؤساء والسلطات مهما كانت.
5- يعتقدون أنهم سفراء الله، وأما الباقون فكفرة وعبدة أصنام.
بعد أن سمعنا كل ذلك عنهم نقول: لوأنه أتى المسيح سنة 1918 فلماذا لم يره إلاّ شهود يهوه؟ ألعلّهم يبصرون أكثر من كل البشر؟ أو أتى خفية؟
وإنهم ينكرون ألوهية المسيح، ألم يؤكدها لنا يوحنا في إنجيله؟ في البدء كان الكلمة.
وجهنّم التي ينكرونها فقد قال الله للأشرار اذهبوا عنّي إلى النار...
ولقد أثبت الفلاسفة واللاهوتيون خلود النفس.
والإيقونات التي نكرّم قديسيها ولا نعبدها.
هل من المعقول أن يكون شهود يهوه هم المختارون الوحيدون؟ فلماذا لم يأتوا إلى الكنيسة منذ نشأتها؟ لعلّ الكنيسة كانت في ضلال إلى مجيء روسّل؟
فالتعاليم التي قاموا بها كلّهم تعاليم خاطئة لعبت بعقول الآخرين بواسطة المادة ولذلك نرى أن الذين تبعوا هذه التعاليم استفادوا مادياً وأن البدعة كلها تقوم على المادة ولا أساس لها من الروحانيات، لذلك قاومها العالم أجمع لأن لا أساس لها والذين تبعوها ضلّوا عن الطريق القويم. ونحن إذا سمعنا بهذه البدعة فلنحد عنها لأنها تخرّب حياتنا المسيحية وتبعدنا عن وطنيتنا إذ أن هدفها تشويش الدين والحكومات فلنحاول أن نقاوم أتباعها ولنقنعهم بالعقل والوجدان ولنحاول أن نردّهم إلى الدين الصحيح إن رأينا أحداً منهم.
فشهود يهوه (أي الله) يتبعون هذه الطريقة بالتبشير لكي يجعلوا من العالم المسيحي عنصر فساد لأن من أهدافهم أيضاً أن يجمعوا الشبيبة ويبعدوها عن التعاليم الروحية السامية. فنحن لا نريد أن تكون شبيبتنا مائعة لا خير يرتجى منها.
فعلينا أيها الأخوة أن نكون عناصر صلاح نعمل الخير من أجل الغير ونعمة الرب تكون معنا في مقاومتنا للعناصر المنتمين إلى هذه البدعة المنتشرة في الغرب أكثر من الشرق. ونشكره تعالى أنها لم تتسرب إلى بلادنا لكن إذا سمعنا عنها فعلينا أن نبرز هويتنا وندافع عن ديننا لنبرهن للمسيح أننا تلاميذه الأمناء ونحب أن نعمل معه يداً بيد لخير البشرية. آمين