القديس فالنتان وقصته

[أبو شادي]

مهما كان عمركم ينبغي لكم أن تعلموا أن عيد العشاق قائم منذ سنوات عديدة. في الواقع لقد لبس وجوهاً مختلفة على مر السنين. ولكن سان فالنتان ما زال حتى اليوم، مناسبة خاصة للتعبير عن حبنا للشخص الذي مال قلبنا إليه، وأيضاً للأصدقاء والأهل.

فالنتان بمواجهة الأمبراطور
إن كان عيد فالنتان في هذه الأيام مرادفاً للفرح والحب، لا ينبغي أن ننسى بأن القديس فالنتان قد دفع حياته ثمناً كي يدافع عن حقوق الذين يحبون بعضهم.
تعود قصة عيد العشاق إلى حقبة الإمبراطورية الرومانية. عندما قرر فالنتان الكاهن المسيحي، تزويج المحبين جذب لنفسه، غضب الإمبراطور كلود الثاني. كان الإمبراطور قد أصدر في ذاك الوقت أمراً يمنع إقامة مراسيم الزواج لأن الرجال الملتزمين بالحياة الزوجية والعائلية، بحسب اعتقاده، يصبحون جنوداً سيئين. (وبحسب رواية أخرى كان الإمبراطور يعاني من صعوبات كثيرة في تجنيد الرجال لتشكيل الجيوش الرومانية فاعتقد بأن السبب بذلك إنما يعود إلى أن معظم الرجال كانوا يفضلون البقاء بقرب نسائهم وخطيباتهم عوضاً عن تعريض أنفسهم للموت في المعارك). فلقد كان لديهم مصالح لا يمكنهم التخلي عنها.

الزيجات السرية
لهذا السبب وبعيداً عن الأعين المتطفلة، كان فالنتان يبارك زواج العاشقَين الذين يطلبون منه ذلك. وذلك لم يرض الإمبراطور. فقرر وضع حد له بطريقة دموية. وهكذا تم قطع رأس فالنتان بعد سجنه. وقد تم ذلك بتاريخ 14 شباط من إحدى السنوات الواقعة بين عام 268 و273.
ومع ذلك، وفيما كان ينتظر تنفيذ الحكم الجائر بحقه، تعرف فالنتان إلى ابنة حارس السجن المكلف بحراسته. كانت تلك الفتاة عمياء. وقد نشأت صداقة بينهما وأعاد فالنتان لها نعمة البصر. قبل استشهاده قدم لها أوراق على شكل قلب ووقعها بعبارة :"من فالنتانك".
ولكي يتم تكريم التضحية التي قام بها في سبيل الحب، تم إعلانه قديساً من قبل البابا دولاس الأول ( 492-496).
ومنذ ذلك الحين ، فإن تاريخ 14 شباط من كل عام هو مناسبة للعشاق للتعبير عن تعلقهم بالأشخاص الأعزاء على قلوبهم.

قبل فالنتان

لا ينبغي الاعتقاد بأن الاحتفال بالحب بدأ في زمن فالنتان. فقبل ذلك بزمن ، وفي منتصف شهر شباط، كان يوجد عيد وثني يدعى Lupercales وتم تسميته هكذا نسبة إلى إله الحقول والرعاة Lupercus. خلال ذلك العيد كان هناك ما نستطيع تسميته بقرعة الحب حيث كان الشبان يسحبون بالقرعة اسم فتاة شابة. كانت الأزواج تتشكل هكذا وتستمر عاماً كاملاً. لم تشر هذه الرواية فيما لو أن المقترع كان يفوز دوماً...
في عام 496 تدخل البابا في هذه الممارسة التي اعتبرها لا تحترم المرأة. لذا قرر بإحياء ذكرى فالنتان واعتبره سيد العشاق. وأمر بالاحتفال به يوم 14 شباط.

فالنتان آخرين
في القرون الوسطى، كان يشار إلى فارس كل فتاة على أنه "فالنتان خاصتها". ويوم 14 شباط، كان هناك لعبة على شكل فوازير حيث تحاول الفتيات من خلالها اكتشاف مَن ستختار قلوبهن وكيف سيكون شكل حياتهن الزوجية. لذا كان ينبغي عليهن مراقبة العصافير. على سبيل المثال، إن رأين غراباً فذلك يعني أنهن سيتزوجن من رجل قليل الثراء ولكن حياتهن ستكون سعيدة للغاية. أما رؤية الحسون فتعني الزواج من رجل غني في حين أن مشاهدة أبو الحن فتعني الزواج من بحار.
من ناحية أخرى، هناك سبعة قديسين يحملون اسم فالنتان. ويحتفل بذكراهم جميعاً يوم 14 شباط. في ألمانيا مثلاً سان فالنتان يذكِّر أكثر بالقديس فالنتان دو ريتي الذي اشتهر في القرن الخامس بكونه كان يشفي من داء الصرع.
بالتأكيد، ومع وجود قصص كثيرة تُروى عن السان فالنتان، من الصعب جداً معرفة الرواية الحقيقية. إن الشيء الأهم هو معرفة أن يوم 14 شباط هو يوم خاص جداً يكون فيه الحب هو الملك والسيد في هذا العالم الذي هو بحاجة دائماً إليه. كل عام وأنتم بخير أيها العشاق!

كل شيء بخصوص يوم العشاق
1- بحسب جمعية كروت المعايدة: حوالي مليار بطاقة معايدة للسان فالنتان ترسل سنوياً في أمريكا الشمالية. وهذا ما يضع هذا العيد في المرتبة الثانية بالنسبة للمناسبات المحتفل بها عن طريق بطاقات المعايدة.
2- للاحتفال بذكرى القديس فالنتان عام 2000 قام أحد مصنعي الشوكولا بتصميم أكبر علبة شوكولا في العالم على شكل قلب. وبحسب سجل غينيس للأرقام العالمية بلغ ارتفاع العلبة 4.5 متر وعرضها 4.5 متر ووزنها 585 كغ.
3- لا يحتفل الصينيون بعيد العشاق يوم 14 شباط وإنما في اليوم السابع من التقويم القمري الصيني.
4- اقتضت العادة أن يتم التوقيع على بطاقة السان فالنتان بـ "X" – الذي يعني "قبلاتي". وهذه العادة وصلت إلينا من القرون الوسطى حين كان يُسمح للناس الأميين بالتوقيع على الوثائق بـ "X" يضعون عليه قبلة كتعبير عن صدقهم. وهكذا أصبح الـ "X" مرادفاً لـ "قبلات"