مديات عاصمة طور عبدين وقبلة أبناء طور عبدين في كل مكان وحتى لو كانت تحتضر.
مدينة مديات مرتبطة بطور عابدين واول ذكر لطور عابدين في التاريخ يعود الى احد النقوش الأثرية وتصور هذه النقوش كيف ان الملك الاشوري آشور ناصر بال الثاني (883-859 قبل الميلاد).استولى على المدينة والقرى المحيطة بها.
مدينة مديات تعتبر من المدن التاريخية وذات الاثار الكثيرة فهي كالمتحف. تبعد مدينة مديات ساعة ونصف عن ماردين. من ناحية البيوت, المباني الحجرية، الجسور, والقلعات العالية الممتدة كالمنارة فهي تتشابه مع مدينة ماردين. وتوجد في مدينة مديات سبع كنائس سريانية ، وهي بهذه المباني تشبه مدن العصر المتوسط. وبسبب هجرة أهلها السريان , غيرت المدينة مكانها وانتقلت على بعد 2 كم إلى منطقة استل. فنون الحجر اليدوي التي تعرف باسم (تلكاري) اشتهرت في هذه المدينة (مديات), وحتى الآن هناك من صانعين الحجر في (مديات), فنستطيع رؤيتهم.
مديات أيضا لم تسلم كبقية المدن والقرى المسيحية من المآسي والآلام التي لحقت بها جراء مسلسل البطش والقتل والإبادة الذي نفذ بحق أبنائها المسالمين، من قبل جحافل العسكر وفرسان الحميدية وعصابات الغدر خلال القرن الماضي. تلك الفرق التي خلفت وراءها سجل أسود ودامي أدى إلى إفراغ مديات وكامل منطقة طور عبدين من سكانها الأصليين
مديات الذاكرة لم تخن أبناءها المسنين عندما يتحدثون والدمع في عيونهم عن شقائهم وطفولتهم وعن الأبنية القديمة والأزقة والأسواق والأديرة والعائلات التي كانت نسبة شعبنا فيها تعادل 95% لتنعكس هذه النسبة وتتقلص إلى 5% بفعل التهجير والقتل والبطش والظلم الذي مورس بحق مذيات كما في باقي قرى وبلدات طور عبدين خلال العهود السابقة من قبل قوى الظلام المذكورة أنفاً.و تشير التقديرات إلى أن حتى أوائل 1960م كان يسكن مديات 500 عائلة مسيحية وكانوا يشكلون اكثر من 90% من إجمالي السكان , اليوم لا يتواجد الا حوالي 100 عائلة منهم وهذا العدد يشكل اي شيء مقارنة بالتواجد الكردي بالمنطقة والذي يقدر ما بين 60 و85 الف نسمة ومع ذلك تبقى مذيات عاصمة طور عبدين وقبلة أبناء طور عبدين في كل مكان وحتى لو كانت تحتضر.
مديات هي عاصمة (طور عابدين) ومقر المطرانية منذ عام 1478م. . تعتبر مديات المدينة التركية الوحيدة ذات الأغلبية المسيحية وفيها سبع كنائس.
هي الآن ضاحية من ضواحي إستل حيث ازدادت أعداد المسلمين هناك. كانت هجرة المسيحيين عاملاً مؤثّراً في تغيير موازين القوى بين المسيحيين والمسلمين فتعيش في مديات اليوم حوالي 100 عائلة مسيحية نزح بعضها من القرى المجاورة.
فكنيسة المطرانية مورت شموني أخذت شكلها الحالي في نهاية القرن التاسع عشر فمن ساحة تطل الكنيسة عليها يصل المرء إلى مدرسة الكهنوت وغرف المطرانية الرسمية، هناك أيضاً تلك الكنيسة الغنية بالزخارف كنيسة مار بارصاومو التي أعيد بناؤها بالشكل التقليدي على أساساتها القديمة سنة 1943، وفي الحافة الجنوبية الشرقية نجد أقدم هذه الكنائس على الإطلاق وهي كنيسة مار أكسنويو، وهو الإسم السرياني لفيلوكسينوس، التي أعيد إعمارها عام 1960 باستعمال مواد البناء القديمة، أما كنيسة مار شربل التي تفوق سابقتيها ارتفاعاً فقد شُيّدَت من جديد عام 1965. وفي أكثر الأمكنة ارتفاعاً من المدينة بنيت الكنيسة البروتوستنتية سنى 1900 وهي أكبر كنائس مديات.
مديات هي مركز طور عابدين المسيحي ومقر المطرانية، لسبب تهديدات وهجمات كثيرة ابتداءاً من الإضطهاد البيزنطي لمسيحيي بلاد ما بين النهرين أضطرَّ المطارنة غيرَ مرّة للعيش في الأديرة وهكذا يعيش نيافة المطران تيموثاوس صاموئيل أكتش في دير القديس جبرائيل أو مار جبرييل، أما في الإحتفالات الرسمية الكبيرة فيتوجه إلى كنيسة مورت شموني في مديات.
شموني هو الإسم الذي أطلق في التقليد السرياني القديم على أم الإخوة المكابيين السبعة والتي شجعت أولادها ودفعتهم بعزم شديد إلى الشهادة بدلاً من إنكار أيمانهم وإنقاذ حياتهم.
تيبع بمدن وقرى أخرى
مديات وهي مشهورة أيضاً بصناعة الفضة, فهي بشكل عام مشهورة بالفنون اليدوية؛ لذلك تجذب الكثير من السياح اليها. توجد (كنيسة دير العمر) أي (دير مار كبرئيل) على بعد 18 كم شرقاً من مدينة مديات وقد أنشأ الدير عام 397 بعد الميلاد. وكانت توجد داخل هذا الدير مكتبة مشهورة بالإضافة إلى الكلية (الجامعة) التي كانت تعطي دروساً لطلابها، وعدد هؤلاء الطلاب كان يصل إلى الآلاف.
منقول : موقع الجزيري
