قصة القديسة "الساذج " التائبه والأنبا أموني

المشرف: ابو كابي م

صورة العضو الرمزية
samir
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 36
اشترك في: الجمعة نوفمبر 13, 2009 6:01 pm

قصة القديسة "الساذج " التائبه والأنبا أموني

مشاركة غير مقروءة بواسطة samir »



ولدت هذه القديسة في قرية تونه الجبل من أبوين مسيحيين وكانت بارعة الجمال. وكان أحد القديسين وهو القديس أنبا أموني ، يسكن في الجبل القريب من القرية وكان هذا القديس حار في الروح ذو فضائل كثيره وعبادات متواصلة في الليل والنهار وكان ذائع الصيت في جميع القري المجاوره ، في البر والقاداسة وعمل الخير مع الجميه فحسده الشيطان عدو الخير وكثيراً ما حاول أن يسقطه في خطية الدنس. لكن الله محب البشر كان يقويه ويخرجه من التجربه وهو أصلب عوداً وأقوي عزيمه حتي ضجر منه الشيطان لكثرة نسكه وعظم فضائله.
دخل الشيطان عدو الخير في هذه المرأه التي كانت قد استغلت جمالها في اسقاط الكثيرين حتي اصبحت مصيدة وفخ . ففكرت أن تذهب الي االقديس وقد ملأها الشيطان . واستغلها لاسقاط القديس أموني في الخطيه متكلة علي جمالها الذي لا يقاوم . فقامت هذه الشقية ولبست أفخر ثيابها وتزينت بكل الزينة الارضية ظناً منها أنه ينخدع بجمالها وأسلوبها الناعم والمخادع مضت الي مسكن القديس باكراً جداً وقرعت باب القديس ففتح لها وخرج لمقابلتها وكان وجهه مضيء بالنعمه الالهية ، فلما راها تعجب من مجيئها وسألها وقال :"يا ابنتي ماذا تطلبين وماذا تريدين في هذا الجبل وأنت امرأه ؟" أجابته قائلة :"يا أبي اريد خلاص نفسي لانني تعبت وشقيت في هذا العالم ، و أريد أن استريح فأرجوك أن تقبلني لأجل المسيح ".
فقال لها القديس :" أن الشيطان قد أحضرك الي لكي يهلك نفسك ونفسي أيضاً ، أن كنت تردين خلاص نفسك أذهبي الي دير العذاري وهناك تعيشي للرب وتخلصي نفسك ". فقالت له :" أنا أتيت اليك والرب يقبلني ويخلصني بصلاتك فلا ترفضني لئلا أهللك "ز فقال لها القديس بعد أن احتار في أمرها وكيف يصنع في هذه المرأه قال "أتوسل الي الرب يسوع ملكي والهي أن يقبلك ويقبلني ، ولكن كيف و أنت بهذا الشكل . أن اردت أن يقبلك الرب يسوع ويحل عليك بمجده وترثين الحياة الابديه . هل يعجبك هذا اللباس الذي عليك ولا حسن جسدك ومكتوب في الكتاب المقدس تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم (رو 12: 2) . و أعلمي يا ابنتي أن الجسد يعود الي التراب والمرض يفسده ويذبل والشيخوخه تهدم قوة الجسد و أن اردت التاكد من كلامي أمضي الي المقابر و اسألي كيف كانوا في العالم وكيف كانت أجسادهم وماذا كانوا يعملون لتتأكدي حقارة الانسان وفساده وأنه ذائل ". فلما سمعت المرأه استيقظ ضميرها في تلك الساعه وخرت عند قدمي القديس وقالت له :"ياأبي من أجل المسيح اقبلني عندك و أنا مستعده أن أصنع كا ما تأمرني به ولن اعود الي العالم أبداً ".
فقال لها القديس :"لا أقدر أن امنعك ، ان كانت توبتك صادقه و أن كنت فعلاً مشتاقه الي خلاص نفسك وتركت حياة الرذيلة وستسلكي طريق الفضيلة وتعيشي في طهارة السيرة ". فطلبي من الرب معونة لتسلك كما يرضيه .
فقال لها هيا بنا نصلي ولتكن ارادة الرب ، فقاما وصليا معاً وكانت تصلي بدموع غزيره طالبه من الرب أن يسامحها عن ما مضي من حياة الخطيه . وكان الانبا أموني يتوسل الي الله أن يعرفه من هي وماذا يصنع معها وقد استمر هذا الحال خمسه عشر يوماً حتي أرسل الله اليه ملاكاً وقال له " أصبر يا أموني هوذا أكليل لك من أجل هذه المرأه التي وان كان الشيطان قصد هلاكك بسببها فهوذا الرب قد ضاعف اجرك من أجل انك ساعدتها علي خلاص نفسها من الهوه السحيقه التي كانت تعيش فيها و أنقذتها من فم العدو و أن فضيلة هذه المرأه ستظهر عالية أكثر من الرجال فأحتملها أنت من أجل الله وسوف تنظر ماذا سيعمل الرب معها و كيف تحل النعمه عليها ". فباكهما الملاك وصعد الي السماء فقبلها القديس كأمر الرب .
عاشت هذه القديسة وسلكت طريق التوبه بكل قسوة لآذلال الجسد الذي كان يتمرد عليها كثيراً بسبب ماضيها . طلب القديس من أجلها أن الله يتحنن عليها لانه ليس بظالم حتي ينسي عمل الرحمة .ه‌لم يحتمل الشيطان كيف يعيش رجل و مرأة في مكان واحد وتظللهما نعمة الله عدة سنوات بدأ يستعمل أسلحته وهو يشكك الناس في قداسة هذا الاب البتول . اتخذ شكل راهب وأخذ يطوف في الجبل قائلاًَ للاخوه " تعالوا انظروا الراهب العظيم لقد أغواه الشيطان واتخذ له امرأه هل يليق بمثل هذا القديس أن يكون في الجبل وحضرة الاخوة ؟". وكانوا ينتهرونه غير مصدقين لمعرفتهم لقداسة أنبا أموني وأنه من عظماء الجبل . أما الشيطان أخذاه الله فكان يؤكد لهم ويقول اذهبوا بأنفسكم و انظروا قذهب البعض منهم ووجدوا المرأه معه ، لكن لثقتهم في القديس كانوا يقولون أنه في حرب مع العدو .
بلغ الامر الي الانبا ابوللو المتشبه بالملائكه ، الذي يسكن في جبل قاو فقال للذين أعطوه الخبر ، أنني لا أصدق أن هذا الامر يحدث مع ذلك القديس المبارك ولكن كانوا يؤكدون ذلك .
وفي أحد الايام بينما كان الانبا ابوللو مجتمع مع الاخوه يحدثهم عن خلاص نفوسهم و أذا بعدو الخير جاء في شكل راهب وقرع باب قلاية الانبا ابوللو وقال لاحد الاخوه الذي فتح له الباب ، قل للانبا ابوللو راهباً غريباً يريد مقابلتك . فسمح له الانبا ابوللو بالدخول فلما دخل ابتداء يبكي بكاء شديداً فقال له الانبا ابوللو يا ابني مالك تبكي هل تنيح الانبا اموني فأنظر كيف كانت خدعة الشيطان علي أولاد الله لا يكفيه محاربتهم بل أيضاً يشهرهم وكانه أنسان يهمه الامر .
فأجاب الشيطان كنت أتمني ذلك أفضل مما حدث لهذا الرجل أنه شر عظيم أكثر مما تتخيلون . فانزعج القديس الانبا ابوللو وقال مذا حدث هل سطا عليه اللصوص . فقال له الشيطان انا راهب من جبل تونه ساكن بالقرب من هذا الاب ولقد رأيت ما لا اتوقعه . أن هذا الاب بعد هذا العمر الطويل في الوحدة والنسك قد طرحه الشيطان وسقط مع أمرأه . وبعد سقوطه معها تعبنا جميعاً في أقناعه لتركها لكي لا يكون عثرة لكثيرين في هذا الجبل لكنه لم يسمع لاحد بل استمر في عناده . وما زالت هذه المرأه عنده حتي الان فلتدركنا رحمة الرب بصلواتك يا أبانا القديس . و أنني واثق أن قداستكم تقدر أن ترده أو تخرجه من هذا الجبل او تنتهره وتنبه بسبب العثرة ليسمع باقي الاخوة فيخافون لئلا يهلك الجميع والافضل أن يخرج هذا الشرير فيذهب الشك الذي سببه .
صلي الانبا ابوللو وطلب المشورة والارشاد من الله وقام فذهب اليه واخذ معه اخوين تقيين وذهبوا الي مكان الانبا اموني فقرعوا الباب كعادة الرهبان فخرج انبا اموني وخر عند أقدامهم ساجداً فرحاً فأقامه الانبا ابوللو 0 ودخلوا الي مسكنه ولما صاروا داخل القلايه قابلتهم المرأه ساجده تحت أقدامهم وتباركت منهم . فلما نظرها الانبا ابوللو والاخوة الذين كانوا معه تحققوا من صدق الكلام الذي سمعوه وسالت دمعوهم علي هذا الرجل العظيم المصباح المنير في جبل تونة . وتذكروا قول سليمان الحكيم " كل قتلاها أقوياء ".
لكن الرب الرحوم الذي يبدد مشورة الاشرار . كان قبل حضورهم قد كشف للانبا اموني أن الشيطان قد وشي به عند الانبا ابوللو وهوذا حاضر اليه ومعه الاخوه ليتحققوا من الامر ، وينتظروا هذه المرأه التي تقطن معه . جلس الانبا اموني والانبا ابوللو والاخوه الذين معه وأخذوا يتكلمون عن عظائم الله وكيف أنه لا يترك نفسه بلا شاهد واستمروا في الحديث الي غياب الشمس وهنا قال الانبا اموني للمرأه يا ساذج لانه كان دائماً يدعوها بهذا الاسم امضي واعملي قليل من خبز لنأكل فمضت المرأه وأوقدت النار بمرارة شديدة ثم نزلت في وسط النار وهي باسطة يديها تصلي لانها شعرت بالروح ان الانبا ابوللو والذين معه كانوا عندهم شكوك في وجودها مع القديس الانبا اموني ، وحضروا لهذا السبب .
فلما طال غيابها قال الانبا اموني للانبا ابوللو يا رجل الله قم للنظر الخبز الذي صنعته الساذج فقاما معاً الي جهة المكان الذي كانت فيه المرأه فرأوها ووجهها الي الشرق تصلي في وسط النار فتعجب الانبا ابوللو والذين معه ومجدوا الله الذي يهب الجميع بسخاء ولا يعير وقدموا الشكر الي الله الذي ازال شكوكهم . ثم طلبوا من القديسه أن تخرج من النار فخرجت و كأنه لم يكن شيء ولم تاتي النار حتي علي ثيابها . فاكل الجميع وهم يمجدون الله تبارك اسمه .وفي منتصف الليل بينما كان الانبا ابوللو يصلي ظهر له ملاك الرب و أعطاه السلام وقال له تقوي وتعزي . أن الرب قد أرسلني لكي أطيب قلبك من جهة ما تشككت به من جهة أخيك الانبا اموني بسبب هذه المرأه المسكينه التي كان الانبا اموني سبب خلاصها ورجوعها عن الخطيه والاثم .فأقول لك حقأ طوبي لمن يرسو بسفينته الي الميناء الامين مثل أنبا اموني مغبوط هو الانسان الذي يسير في طريق الرب علي الدوام وعظيمه هي الكرامه التي ينالها الراهب الساهر المجاهد ضد الخطيه . يأخذ الراهب الطاهره أجره بما صنع والاتعاب التي قبلها في هذه الحياة . فالذي يحارب جيداً هو الذي يأخذ أكليل الحياة وينال الفرح الدائم فأوصي أولادك يا انبا ابوللو أن يحفظوا أسكيمهم طاهراً الي نهاية حياتهم.
لما أكمل الملاك حديثه مع الانبا ابوللو بكي الانبا ابوللو قائلا: " يارب احفظنا الي النهاية بلا عثره " فقال له الملاك : " هوذا قد رأيت الانبا اموني ورأيت عبادته ونسكه ورأيت أيضاً الاناء الضعيف التي تدعي الساذجه . فأجلس هنا اليوم وغدا لانك ستري غدا ذبيحة عظيمه مقدسه ".
ولما كان الغج والقديسه واقفه في موضع وحدها تصلي الساعه الثالثه من النهار اخذتها حمي شديدة وعند الغروب ، حضرت جوقة من الملائكه والقديسين وفاضت روح القديسة الطوباوية الساذج وصعدوا بها الي السماء .
و أكملت هذه القديسه الطوباويه الطاهرة جهادها في التاسع عشر من شهر بشنس ثم قام الانبا اموني والانبا ابولو وكفنا جسدها بوقار عظيم وعند تكفينها وجدوها تلبس مسوح شعر تحت ثيابها . و أكملوا الليل كله في الصلاه والتسبيح الي أن اشرق النور . دعا الانبا اموني الانبا ابوللو ومن معه لاكل قليل من الخبز وماء فقال له الانبا ابوللو اننا لا نذوق شيء حتي تعرفنا قصة هذه القديسة وكيف كانت .
فقال له الانبا اموني يا ليتني كنت مستحق أن أصل الي الميناء الذي أرست اليه هذه القديسة العفيفه سفينها . وياليتني أكون في موضعها . أنا اشهد لك يا أبي القديس هوذا ثمانية عشر سنه وانا ساكن معها لم تنزع عنها قط المسح الشعر الذي عليها ولم تزل تصوم يومين يومين طوال هذه السنين وأنا لم أتأمل وجهها قط ولا نظرت عضواً من أعضائها قط مكشوف ولم تذق شيء من الاطعمه غير الخبر والماء الملح وتصلي لانها كانت كثيره المطانيات والله يعلم عدد المطانيات التي كانت تصنعها لانها كانت كثيره ولم ترفع وجهها في وجهي قط طوال هذه السنين كلها ومرات كثيره كان الله يكشف لها اسرار عظيمه عالية جداً . هذا بعض مما أعرفه عن هذه القديسة العظيمة .

فتعجب الانبا ابوللو ومجد الله
المرفقات
f12168aadf[1].gif
(181.94 KiB) حُمِّل 98 مرةً
تــذكر دائمـــا:هل تبحث عن الحب في قلب من يكرهك
لا شك في أنك أغبى الناس اذا كنت تبحث عن الحب في قلب !!
يكرهك

احيانا نخون ليس لأننا خائنون لكن البعض لا يستحق الوفاء !!

ناكر الجميل هو الذي يعطيك ظهره وانت في امس الحاجة الى قبضة يده
صورة العضو الرمزية
miryam
مشرف
مشرف
مشاركات: 382
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 04, 2009 4:43 pm

Re: قصة القديسة "الساذج " التائبه والأنبا أموني

مشاركة غير مقروءة بواسطة miryam »

مغبوط هو الانسان الذي يسير في طريق الرب على الدوام وعظيمه هي الكرامه التي ينالها الراهب الساهر المجاهد ضد الخطيه . يأخذ الراهب الطاهر أجره بما صنع والاتعاب التي قبلها في هذه الحياة . فالذي يحارب جيداً هو الذي يأخذ أكليل الحياة وينال الفرح الدائم
شكرا اخ سمير
Miryam
  • علمتني الورود
    أن أكون ناعمة مثل أوراقها
    صلبة كجذورها
    خشنة كساقها
    وطيبة كعطرها
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: قصة القديسة "الساذج " التائبه والأنبا أموني

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أخي الحبيب سمير
قصة رائعة والأروع هي الحكمة الربانية فيها وكيف كانت الغلبة للحق
بركة الرب معك
أخوك: أبن السريان
صورة
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”سيرومعجزات القديسين“