من المسؤول بقلم بنت السريان

صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

من المسؤول بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »

من المسؤول
بقلم
بنت السريان

شاءت الضروف أن نلتقي سوية على ضفاف بحيرة طيور البجع المتباهية,
وعيون السماءترقب البشر من مداراتهاالعالية وما قد خلق الله للبشرية ,
تاقت نفسي لريشة فنّان عٍّبقري حاذقة, تترجم سحر الطبيعة بلوحة تشكيلية,
تتناغم روعتها وزرقة السماء الصافية,مع إختراق مياه البحيرة بالقوارب الشراعية ,
ونسيم هادئ يحمل الينا عبير زهرات القرنفل الزاهية
,جاشت العواطف منّي ,وطفت الذاكرة على سطح مخيلتي, لما سطره التاريخ على جدارالزمن
من خواطر استرسل يراعي في تدوينها على سطور ورقتي
هذا دأبي كلما اشتقت لعناق مياه بحيرة البجع الصافية وجلست افترش رمالهاأحاكيها بصمت وهي عنّي لاهية
أمرأة في العقد الستين من عمرها شاركتني جلستي على ضفةالبحيرةِ أثار فضولي شرودها
تبدو ملامح الحزنِ على محيّاها وحدثٌ عميق مدفون ,في أعماقها أكل الدهر عليهِ وأضناها
إن كنت حزينة
مياه الانهار والبحيرات كفيلة
بأن تزيل همي وتريحني لحظات قليلة
وتمسح الدمعةمن عيني أحيانا ضئيلة
هكذا قالت لي,المرأة ذات الهموم الثقيلة
ابتسمت لها وأومأت براسي موافقة ,
وكأنّي أعلمُ أنّ في الأمر قصّة مرافقة

فكثيراّما قصدت هذه الضفاف
كي أخلو بنفسي وقت الغسق
بعيدة عن جلبة الحياة وصخبها المقلق
ترنو لما احاكيها بصمت مطبق
فهي تجيد لغة من قد أعجزه النطق

هذه الضفاف
عندما يعتصر قلبي ألماً,
وتنحبس أنفاسي في أضلعي مختلجة ,
أسير الهوينى على حافاتها محدقةً
في الأفق البعيد متساءلة
ترى ماذا بعدك أيها اللا متناهي؟
ثم أفترش الأرض
على ذراعي أسند رأسي
,واطلق العنان لنفسي
,تسبح في سماء مخيلتي,
حرة بعيدة عن قيود الجسد ,
تسابق الريح إلى حيث لا أدري
,ثم تعود مرغمة
فهي غير قادرةعن ترك مسكنها الارضي.

كثيرا ما بكيت فوق رمال البحيرة ِ,أبثّثها همومي وهي تنصت إليَّ دون أن تتكلَّم ِ أو تنطق ببنت شفة ِ لكنها تسمعني بحنان يلفني أحس بدفئه ثم ينساب بعيدا عنّي, وكأنَّه أزاح ثقلا عن كاهلي فأتنفس عميقا دون تكلفة ٍمنّي

مسكينة أنت أيتها الروح ,
قد غبنت حقوقك
بقيود أنت في غنى عنها كبّلتك ِ,
أطنانا من الوهم.حمّلتُكِ
لكن لا حيلة لي بذلك
,فأنا أسيرة في جسدك

صاحبة العقد الستين قطعت حبل أفكاري بقولها من المسؤول؟ أجبتها عمّن تتكلمي؟ّ

قالت هذه الفتاة الجميلة
بصحبة شاب غير جدير بالثقة والسيرة
ونخشى ما نخشاه ونحن في حيرة
هل ترين؟!!!!!
إنّها مشكلة خطيرة

تطلعت إلى حيث أشارت بإصبعها
إلى فتاة عذبة رقّتها
تجذب الناظر,ابتسامتها
شاب لايقل جمالا عنها,بصحبتها
يطرق ضفة البحيرة جيئة وذهاباً بمعيّتها

قلت أوَ تعرفينها ؟ قالت: نعم , منذ مدّةٍ هما على ذا الحال ,وبسببها ما بي من الهم والاستفسار,
وفي الحال غلفتني سحنة من الحزن, وموجةمن التساؤلات,ووددت لو أستطيع مكالمتها وعلى التو,لكن هيهات.
وعلى الفور بدأنا نتجاذب أطراف الحديث ,نبدي بآرائنا حول نفس الموضوع وكأننا حكماء عصرنا قائلين: لمن تقرع الأجراس؟ والفتاة قد توارت بصحبة صديقها خلف الأنظار,

قصص كثيرة
تختفي وراء صمت محتار
ما يفتأ
أن تكتسحه موجة بوح الاسرار,
وتلوكها الألسنة
وتُلبسها حلَّة الصدأ
وتصبح في مقدَّمة الأخبار
تكون ضحيتها الفتاة.
حتى لو ماتت
يبقى ماضيها يتكلم بالم العار

ففي عالمنا اليوم قد فّتُر الدين وتضاءلت المحبّة
وتكاثرت على حسابه صيحات الثقافة
,وهذه إحدى ظواهره المباحة,
فلو أنَّ هذه الفتاة
تربّت منذ الصغر تربية صحيحة ,
ورضعت حليب الإيمان
من أمَّها وذويها وهي رضيعة ,
ونمت وترعرعت في البيت و في الكنيسة ,
بتعاليم التقوى الصحيحة
لإمتلكت ضمير حي يؤنبّها ,
عند القدوم على اتخاذ أي قرار في أي موضوع يحرجها
,ولكانت هي الرقيب الإيماني ,على كل تصرفاتها ,
متسلحة بترس الإيمان تصد به سهام ابليس,ونور الحق يحميها

أحبّائي
الطفل مقلِّد بارع لوالديه, ومرآة يعكس صورتهما, في المجتمع الذي يحيط به,
وبنظري أن العائلة هي أوَّل كنيسة تحتضن الطفل منذ ولادته , وعليها يقع وزر أفعاله ,

لأن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر , الطفل وهو صغير مطيع لتعاليم والديه . لا بل حريص على محاكاتهما, وإن شئت قل مرآة لهما ,.فعلى العائلة أن تعي عبء هذه المسؤولية , وعليها أن تؤدّي واجبها, والرب على فعل ذلك يعينها

أحبّائي الأعزاء
أنا وأنتَ وأنتِ الملامون, لاننا سندفع عن وزناتنا ((اولادنا وبناتنا)) حساباً يوم الدين. .
أعطاهم لنا الرب وزنات, ويطالبنا بالربح,,فأين ثمرهذه الوزنات؟

وماذا سنعطي جواباً يوم تفتح الأسفار؟ وتستعلن الأعمال, ويا ويلك أيّها المقصّرفي الأعمال إنَّك ستدان
,بعقوبة التقصير والإهمال ,ولن تنج من العقاب, وستندم ولات ساعة مندم إنّها ساعة الصفر ولا مهرب من الدينونة والسؤال ,فهل وظَّفْنا أولادنا وبناتنا لحفظ وصايا الرب ؟
وهل أرضعناهم لبن معرفته وتعاليم الإيمان القويم؟!
هل علّمناهم معنى الفداءالذي أتمّه يسوع لإنقاذ البشرية من شر أبليس اللعين؟
هل فعلنا ذلك وهم عجينة ليّنة نصوغها وفق القالب الذي نريده؟
أم تركناهم مدفونين في بحر عالم لا منقذ لهم ولا معين ؟
وتساهلنا معهم لحد الدلال الذي يخرجهم عن الطريق المستقيم ؟
متّخذين برقع الحب ستاراً لإخفاقنا في تربيتهم وفق تعاليم الدين؟
أو لأننا نحن بالذات ليسوا أهلا للمسؤولية المناطة بنا؟نحن بالذات مهملين ؟
فإن كنّا عن الرب نحن بعيدين ؟
أنىّ لنا أن نوجههم التوجيه السليم .

إنَّ فاقد الشيء لا يعطيه,.
الطفل يقلد والديه
والطريق التي نسلكها روتينياً, تكوِّن معالم شخصيّته
التي تنعكس آثارها في المستقبل ؟
عندها سيكون الإصلاح أصعب مما نتصوّر ,
فلا نحلم بالمستحيل.

عزيزي القاريء
أستميحك عذري إن أزعجك كلامي يجب أن يُطاع الله لا البشر. ,وإنّي أعظ نفسي قبلكم أفيدوني إن أخطأت بقولي لكم.لكنّي أقول أيضاً إنَّ لكل قاعدة شواذ , قد يحدث ظروف خارجةٌ عن إرادة البشر
يقتنصها أبليس فلست في صدد الحديث عنها .
ورب قائل يقول:
تلاميذ المسيح (12) وواحد منهم (يهوذا) خائن وقدأسلم المسيح بثلاثين من الفضة؟
أقول لك :.
لن يهلك إلآ ابن الهلاك ,
قم بواجبك , واترك الباقي على الله ,لأنّه ينظر إلى القلوب , فإن كنت تسعى للإصلاح بنيّة مفعمة بنكران الذات ,
سيعضدك الرب بيمينه , ويوفقك في مسعاك لأنك تعمل وفق مشيئته ,
وليس عليك لوم لو حصلت إحدىالمعضلات .
على الأقل لست أنت المقصِّر أو المسبب لها,أو طرفاً بها ,كي تحمل وزرها,وعندها لكل معضلة حلٌّ بما يناسبها ,
فقط ألتجيء للرب وهو يرشدك وعندها تكون الحلول نافعة محققة غرضها.
الشجرة الرديئة تنتج ثماراً رديئة
والشجرة الجيدة تنتج ثماراً جيّدة ,
وكل شجرة لا تأتي بثمرجيّد تقطع وتلقى في النار .

أترك لكم التعقيب أيُّها الأحبّاء
بعد سرد بعض الآيات من مثل ( العشرة الأمناء)
كما ورد في أنجيل لوقاالبشير.
ثم جاء آخر قائلا يا سيد هوذا مناك الذي كان موضوعا عندي في منديل لأني كنت أخاف منك إذ أنت إنسان صارم تأخذ ما لم تضع وتحصد ما لم تزرع فقال له من فمك أدينك أيها العبد الشرير لماذا لم تضع فضتي على مائدةالصيارفة فكنت متى جئت أستوفيها مع ربا ثم قال للحاضرين خذوا منه المنا واعطوه للذي عنده العشرة الأمناء لأني أقول لكم : إن كل من له يعطى ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه .أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى ههنا واذبحوهم قدامي( لو 19 :20 -27 )

لكم جزيل الشكر


cro2:
بنت السريان




صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: من املسؤول بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »



mari: سلام الرب jes: معك mari:
ros6: أختي الغالية بنت السريان ros2:
أنه موضوع هام وحديث الساعة وكل ساعة
لقد عرضت المشكلة بأسلوب أدبي رائع
لن أناقش روعة الصياغة والتعبير
بل ندخل في صلب الموضوع
ros2: أختي الغالية ros6:
الكثير منا يضع الحجج الواهية لفشله بعد أن يكتشفه
فالكثير يعتقد بأن الأولاد هم بحاجة للمال والدلال
ينسون النصح والأرشاد والتربية الدينية لهم
كم منا أخذ أولاده للكنيسة في الآحاد
كم منا أخذ أولاده للدخول في مؤسسات كنسية
مثل التربية الدينية أو الأحدية أو غيرها ليتعلموا أصول الدين
من منا قرأ الأنجيل لأولاده وهم صغار
الكثير من هذه
المحصلة لم نقم بواجبنا الصحيح في تربية أولادنا
فقط نقلد الشارع بفكره وتقاليده الواهية
يقلدون في اللباس والمأكل والمشرب دون تفكير
يجرون للهاوية والأهل يفتخرون بهم
ويتفاخرون وخاصة في الغرب بين ناسهم
يقولون البارحة كان أبني أو بنتي في الديسكو
وجاؤوا في ساعات الصباح وكأنهم أنجزوا عملاً يستحقون
الشكر عليه. و أبني كل يوم يتعرف على واحدة ويتفاخر الأهل به
والكثير من الأمثلة ....
ولا يعلمون إلى أين المصير بعد هذا
لقد وضعت يدك أختي على الجرح
و أقول هذه هي المصيبة الكبرى على أبناء شعبنا
الضياع في عالم الفساد والتقليد الأعمى لكثير من العادات
لن أطيل أكثر أشكرك على هذه المقطوعة الموسيقية
التي تنشد المعاناة وتقرع أجراس الخطر لأبناء شعبنا ولنا
دمتم بألف خير
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

Re: من المسؤول بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »

شعاع النور المباركة
شكرا لمرورك ونعقيبك
cro2:
بنت السريان
صورة
صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

Re: من المسؤول بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »

الأخ سمير روهم المحترم
شكرا لكم والرب يرعاكم


بنت السريا
ن
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى بنت السريان“