قصة من أعماق الذاكرة بقلم بنت السريان

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

قصة من أعماق الذاكرة بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

قصة من أعماق الذاكرة
بقلم
بنت السريان

أستميحك عذراً سيٌدي
فإني مغرمة
بالوقوف أمام منهلك العذبِ
إجلالا واحتراما
منذ ربيع العمر ِ
والاحلام تعدٌ فصول مسرحيتها
على هامش الحياة المتداعي...
نعم ايها العلم المرفرف
في سماء الشعر والقصيدة والحب والإلهام
اليك ارفع اسمى آيات النبل والاكرام
سيدي بشارة الخوري
لاعترف باني كنت أسيرة مؤلفاتك
ومستجدية من رحيق ازهار جنتٌك
وعذوبة فلسفتك
أيُّها الاخطل الصغير.
والان وفي خريف العمر
تلك اللأليء التي جمعتها
من بحر قريحتك الخلاقة
أًطلقتها حرة لأزين بها جيد مقالتي
بعد ان كانت حبيسة أعماقي
مقيٌدةًبالصمت المطبقِ
,ورضوخا لاحكامه
كنت أرشف من مياه ينبوعك خلسة
وأودعها بواطن مخيلتي جالسة
على درج سطح دارنا حُجّة المذاكرة متّخذةً

ويا لعمري فقد شدني اليك آنذاك
قصة حب داميةً ًقرأتها باكيةً
فترسبت في قعرذاكرتي
واليوم اعتلتْ صهوة قريحتي
لأضعها بين يدي قارئي
محررةّ من قيودها
لما أحدثته في نفسي
فقلمك البارع حفر اخدودا في القلب
آخذاً منه مأخذاً
وأحدث فيه علّة ليس لها دواءً

لكن شتان ما بين الثرى والثرية
هناك فرق شاسع مابين التقليدوالحقيقة
إنّما أُترجم ترسبات الماضي
والتي طفتْ في مخيلتي
لأسكبها في سطوركلمتي
حاملة جوهر القصيدة ِ
لكن بنمطي وأسلوبي في الكتابةِ

أُغرِمَ بِحُبِّها ,كل ُّنبضةٍ بعروقهِ, تستعرُ للقياها
كملاك ٍحارس ٍيخشى هبٌة النسيم ِلو لامستْ خدٌاها
ولهان ,بركان هائج من الهواجس
يكاد ينفجر بصدره لو رآها
لينطلق ذلك القلب الحبيس
ويركع ساجدا أمام مُحيّاها
عيناها من أبْحرَ فيهما
غاص في مياه لا قرار لها
كل ما فيه يختَلُ توازنه لو نظر اليها.
بادلته الحب بكل كيانها
ومن خيوط الشمس نسجا أحلامهما
واسسا سعادتهما
حتى كان ذلك اليوم المشؤوم
يوم فراقهما

يوم سفره لإتمام دراسته الجامعية,
خارج البلاد ليُعد مستقبلا لها
يليق بمستوى حياتها.
وكان أصعب يوم في حياتهما

,إرتجفت له الاوصال,
وانسكبت الارواح ,تعاني آلام الحال
والدموع أبت ان تفصح
عما في القلب من أهوال
حسرات وتأوهات تحرق حنايا النفس وتقرِّب الآجال
لكن بصمت وكلام لا يقال

هناك سرائر دفينة أتعبت الأفكار
ترى ما الذي تخبؤه لهما الأقدار؟
مرت السنون الثلاث على هذا المنوال
حتى كان يوم الفاجعة الكبرى
لقد زوجوها أهلها
من رجل غني ليس لها فيه خيار

قدٌم لها كل ما تحلم به الفتاة
لكن السعادة الحقيقية لا تشترى بمال وجاه
إن قلبها أسيرٌعند آخر سواه.

تمت أيام الدراسة وعاد الشاب معللا نفسه بالامال,
لكنه فوجيء بواقع الحال ,
أحلامه ذهبت سدىوأصبحت ضرب محال
وهاهو يتوه وسط صحراء متحركة الرمال
تغوص بقدماه نحوالاعماق
وليس في مقدوره أمرٌ مستطاع
أخذ يراقب بيتهاوفي نفسه صراع
عله يراها او يتكلم معها ليعلم إن كان لما حدث من داع

لكن ماذا يفيد الحديث ؟
ونار تشتعل في حناياه لا تنطفيء
هَزُل جسمهُ وعلى حمل نفسه لا يستطع
لذا فضل الموت على البقاء في الحياة
وعزم على أمر نفذٌه في الحال

تسلل الى دارها ليلا بعد مغادرة زوجها
وأخذ يبحث عنها حتى وجدها بغرفتها
تعالج النوم,ملقاة على سريرها
,عرفته لاول نظرة تسمّرتْ ٍبفراشها
, وكأنٌها تعالج سكرات الموت وتعانيها

لم يدعها تتعذّب إنَّه يُحبّها
,إقترب من السرير وجثا على ركبتيه أمامها
وانخرط في البكاء ماسكا يدها

يكى الولهان بكاءًمسموع
تاوّهت النفس وذابت الضلوع
شدٌ بيده على يدهاوقلبه موجوع
وما أدراك ما معنى أن يبكي الرجال بغير دموع؟!
لفظ أنفاسه الاخيرة
وغدا صريع الحب في غرفة نومها جثّة هامدة
فالروح رجعت لخالقها وما بعد رجوع

يا لسوء الأحوال!!!!!
ويا لهول المصيبة,
ويا للعار,
إنها في معضلة عُضال,
كيف تتصرف وما تدبير الحال؟
من كانت تحبه ميت في سريرها وبعقر الدار
إنها الفضيحة لا محال.

ترى أفي يقظة أم في حلم هذا الذي صار؟
تمالكت نفسها وأسرعت حملت الجثة
ووضعَتها في السرير وغطّتها في الحال
ثمٌ قصدت غرفة الجلوس تفكّرفيما أمرها إليه آل

إنتظرت عودة زوجها وهي في ذهول
صوت طقطقة الباب أفاقتها فما عساها ان تقول ؟
قصد الزوج غرفة الجلوس رآها تبكي وبحال مهول
استطلع الامر
حكت له القصة بكاملها
على أنّها في المذياع سمعتها
وهي تفكر بمصير الزوجةالطاهرة
البريئة من كل ذنب وفيةهي لوزجها وغير خائنة؟

أجابها ببرود إنها قصة من وحي الخيال
فلا داعي لان تحزني في هذا المجال ,
لكنٌها أجابته وبإصرار
ماذا لو كانت القصة حقيقة وليس في حكم الخبال؟!!!
ما العمل وما حكمة التصرف يا قوم الرجال ؟!!!

أجابهافي الحال , ليس في الامر ما يعسر أو محال
, للحفاظ على سمعة الزوجةمن القيل والقال
على الزوج ان يحل المعضلة بهدوء البال
إن كان راشدا وكفء الرجال
ياخذ الشاب الىداره,
يرميه امام باب بيته,
ثم يقرع حتى يسمع الجواب من أهله
, ويولي هاربا وهكذا يسدل الستار.

قالت: ها انت قد وضعت الحل,يا سيد الرجال
قم خذ الميٌت واذهب به وتدبر الامر
فأنا صاحبة القصة وهي حقيقة وليست خيال
ثم قادته الى غرفة نومها فتولىالامر
في جنح الليل كاتم الاسرار

وعند الصباح علا النحيب والصياح,
حُمِلَ الشاب الى مثواه
والزوجان ينظران تشييع جثمانه
بين دموع ونفث الآه

نظر اليها ,الالم يعصر قلبها, لما تعاني من عذاب
قال لها:
هلمّي ننخرط في الموكب ,لنشهد ساعة الوداع
وهناك في المقبرة تقدما ليلقيا الزهور على الضريح أسوة بالمودعين
وقعت مغشيا عليها وفارقت الحياة
قصة مأساوية تحرق الاكباد
لن أعلق عليها
ساتركها لك قارئي العزيز
فهي قصة قد تكون من وحي الخيال
ومن يدري ربما هناك الأمرٌ منها وما ندري
ومن يدري ما في الكون من متناقضات؟!
أمّا أنا عذراً أحبائي إن أثرتُ مشاعركم
أو أدخلت في قلبكم الأحزان ,
فلأول مرة في كتاباتي أطرق هذا المجال

بنت السريان
سعاد اسطيفان
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى بنت السريان“