أبي تركتني وحيدا بقلم بنت السريان

صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

أبي تركتني وحيدا بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »



أبي
تركتني وحيدا


بقلم
بنت السريان

روح في جسدين ,
تعاهدا على الحب والوفاء
في السرّاء والضرّاء
هكذا دأب الأحبّاء,
بخوف الله ينيران سماء حياتهما ,
وعجوز أثقل الدهر كاهله
يعيش السعادة بظلهما.
لو تفرّست بمحيّاه
تكلّم التاريخ غصباً عنه
مخضرم هو
, رسمت السنين الخاوية اخاديدا
فوق وجنتاه
صامتٌ, قصرَ الكلام تنطق شفتاه
وخوف جسيم يكمن وراء بريق عيناه
قانع بالحياة لكن مرتجفة أوصاله
,فهو لا يأمن شرّزمانه
سعادته تكمن في ما حباه الله
من رؤية بسمة حفيده يهرع إليه
فيحتظنه ويشبعه قبلات
ثمّ يحمله على كتفيه

ودون سابق إنذار,
حلّ اللهيب والنار,
ومحل الدخان حل الرماد
وبدل الرقاد جثم السهاد
وأصبح الكل ينحب
على من فارق الدار
و سعادةغدت أطلال
بليلة وضحاها اختلط الحابل بالنابل
وغيّرت الدنيا مجراها
وأسدلت الستار
على حياة إنسان
أصبحت ليالي السعد في خبر كان
وأُغلِق الدكان
الذي كان مصدر رزق المسكين أبو جان
ومات بموته كل شئ جميل في المكان
فقد إغتاله بكاتم صوت
إرهابي جبان
وهكذا دواليك
أصبح عادة في أرض النسيان
قتل الإنسان لأخيه الإنسان
وهُجِّر صاحب الدار
وسكن محلّه الذئب العطشان
ومحل الحنطة نبت الزوان

بدل الهلاهل والزغاريد
حلّ الذبح والتهديد
هجرت الطيور أوكارها
وأخذ الغراب ينعق
في صبح يوم جديد

ترى ما الذي غيّر الأحوال؟
ومن لعب بعقول الرجال؟
الجاه أم الصيت والمال؟
أم حقد دفين ليس له حل ؟

من قتل الأبرياء في عقر الدار؟
ولمَ انعدم الأمن والأستقرار؟
ولم تبقى سوى لغة القتل والدمار؟
من يتّم الطفل الوليد دون سابق إنذار؟
ومن دفن الحب الفريد؟يا للعار!
وكيف أسدل الستار؟
على فصول مسرحيّة
ذبح المسيحيين الأبرار ؟

في موصل الحدباء
في أم الربيعين تفشى وباء
في بلاد الرافدين,
في العراق
لم يبقى دواء لأي داء

وفي لحظةعدم يأسٍ
دبّت الجرأة بقلمي
لقذف حمم بركانيةٍ
راق له ان يرسم الفاجعة
بمدادلعابه
الذي بدأ يكتسح سطور ورقتي
لكنّه توقف وأجهش في البكاء.

بكى قلمي دما ً بعناء ملحوظ,
وكأني به يستعر
بلظىترجمةِ مايعتمل بدواخلٍه
ٍتعجزعن الصمود أمامه
جبال شاهقات
وتخور امام فضاعته
شجاعة أصلد الرجالات
ذابت حياله
مكونات الصخر ألماً
وتألمت متناثرة هنا وهناك
لدى سماعها صرخة اليتيم
وراء نعش أبيه يوم توديع الشهداء
أبي تركتني وحيداً بحق السماء
وعلاصوته يتساءل في بكاء
رنّ في الأرجاء
أهو يوم الجلاء!

وماذا عن ذاك الكهل الهرم
الذي توكّأ عصاه
يسير مودّعا ابنه
وقد راعه ماحصل له
كنعجة ذبح العزيز رغما ًعنه
مكبّل اليدين والرجلين
عاجزاً لا حراك له

راحيل آن لك الآن أن تبكي
فإنّ دموعي
تحجب عن عيني
رؤية المحمول على الاكتاف
فإن بكت راحيل يوما بأنّاتِ!
ففي كنيستي اليوم
تبكي مئات من الراحيلات ِ

ها هوالتاريخ يعيد نفسه يا سادة
وقتل المسيحيين بمعنى الإبادة
لإخلاء المنطقة العربية وزيادة
من كل من إسمه مسيحي
بالذبح والقتل ومنع العبادة
في جو خطير مشحون
بأعاصيرالقيادة.

أبى قلمي أن يتابع المسير
لقد اكتست
صفحة ورقتي بالسواد
والواقع مرير
ولابد من إعلان الحداد
وقلوب إخوتنا المسيحيين
ترتجف خوفا
من قسوة الاضطهاد ,
وعيونهم لا تعرف الرقاد.

أعلن قلمي إفلاسه عن العبير,
فالوضع اشد من خطير ,
أحنى رأسه يجهش في بكاء
قلّ له نظير,
وهو يرقب جثمان الشهيد يتوارى
تحت تراب مثواه الأخير.

إنتهى كل شئ
وصمت الجميع.
فالغنم تساق للذبح وما من معين
والراعي لا يحمل مسدساولا سكين,
سلاحه المحبةوالتسامح واللين

مؤمناً بالوعد الصادق الأمين
لا تخف ايها القطيع الصغير,
ها انا معكم ليوم الدين
هلمّ تعال أيها المسيح آمين
فإلى متى نبقى منتظرين

cro2:
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى بنت السريان“