هو أحد آباء الكنيسة الجامعة ومعلّم القديس مار أفرام السرياني ومن المنادين بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح .
اعتاد أن يزور القدس سنوياً انطلاقاً من مدينته الرها مشياً على الأقدام وحيداً في البرية وله في الصحراء أعاجيب كثيرة . وكان يمر في طريقه عند عين القريتين ولما أصبح له تلاميذ أوصاهم قبل وفاته أن يدفنوه في القريتين لشدّة ما أحبها فلمّا مات وضع تلاميذه جثمانه على عربة يجرها ثور وقرروا إعادته للرها لأن المكان الذي أوصى بدفنه كان مقفراً، فكانوا كلما توقفوا ليستريحوا ويناموا يفيقون ليجدوا أن العربة اختفت مع الثور فيتبعون آثارها ليجدوا أن الثور عاد بالعربة إلى المكان الذي أوصى القديس بدفنه فيه. ولما تكررت الحادثة عدة مرات دفنوا القديس مار إليان هناك وأقيم على قبره ضريح من المرمر الرخامي الأحمر الذي مازال قائماً حتى اليوم وفيما بعد بنيت كنيسة ضمت القبر ثم دير أحاط بالكنيسة وأحاطت الجميع كروم العنب.
وظل دير مار اليان والذي يبعد عن مدينة القريتين (حمص / سوريا) قرابة 1,5 كم عامراً بالرهبان إلى سنة 1004م ثم أصبح كرسياً أسقفياً، ومن أساقفته قورلس بشارة الصددي وبولس زمريّا وقورلس جرجس فتال، تنقل هذا الدير بين طائفتي السريان (الأرثوذكس والكاثوليك) في القريتين حتى عام 1920 حيث استقر بيد السريان الكاثوليك بدعم من الحكومة الفرنسية.
يتوافد المؤمنون على الدير في التاسع من أيلول كل عام عيد القديس مار اليان وقد كرّم الله هذا القديس بموهبة شفاء الأمراض العقلية فكان المريض ينام مربوطاً إلى القبر وينال الشفاء بموهبة إلهية.
منقول