قصتي مع السنين بقلم بنت السريان

صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

قصتي مع السنين بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »


cro2:

قصتي مع السنين

بنت السريان

صهرتني متاعب الحياة وعذابات نفسي مدفونة في أعماقي،
فعلى ضوء الشموع نسجت مقالاتي
ومن شريان آلامي صغت كلماتي،
وضلوعي تضيق بصدري،
فتهطل دموعي متناغمة مع ذوبان شموعي،
تحترق شمعتي وأنا قبالتها، تحترق دواخلي في صحراء غربتي،
سلوتي أناجي القمر ليلا وأبث النجوم همومي
حين تغطيني أمواج حزني،
ففي صمت الليل تطيب لي خلوتي مع أطياف ذاكرتي،
فوق متن وعود صادقة استمد منها قوتي
كي أكمل مسيرة رحلتي،
دأبي في الحياة أُحاجج ربي بوعوده،
لذا منطقتُ حقويَّ ورفعت ناظريَّ إلى الجبال
من حيث تأتي منه نصرتي (مز121 :1)،
أنشُد له لحن ضعفاتي
وبين أحضان الليل أُصّلي دون عناء وقلبي يعزف لحن حب ملأ كل كياني،
معلناً حبه السرمدي لإلهي،
رفيق دربي ومضيء سراجي،
لم يتركني ولم يهملني،
معي كان وما زال في يقظتي وفي حلمي،
يمينه تعضدني ومن الشبكة يخرج رجلي،
مرارا كثيرة ضايقني أعدائي،(مزمور 129 )
تقاولوا علي شراً وأذىً أضمروا لي،
والرب خلّصني ومن فم الأسد أخرجني،
وإبليس بشدّة حاربني
متفنناً بأسلحة الحربِ،
كادت تزلّ قدماي،
لكن الرب ثبتَني وبصخرة الإيمان سندني.
في غمار أمواج بحر الدنيا كُسِر مجذاف قاربي،
فتقاذفته أمواج البحر بعيداً،
تطلعتُ إلى السماء وبي من الأحزان ما يدُكُّ جبالا،
لا أستطيع نطق كلمة ،
الغصّة تخنقني بما تجيش به نفسي في كوامن صدري،
فلا أقوى على البوح بها،
لذا أغوص في بحر من الدموع
وأنتحب كمن يعالج سكرات الموت بصمت موجع.
ومن ضعفي صرخت لربي،
في يوم لن تنساه مخيلتي،
عاتبت ربّي فيه: ترى ما العمل ؟
فأنا غير قادرة على تحمل عبء هذه المسؤولية،
وما الحكمة المرجوة من هذه التجربة القاسية
في خضم حياةٍ تتصارع فيها القوى الكبرى ؟
والبشرية تئنّ تحت وطأة المتناقضات الدنيوية
ومفارقات الحياة المتعبة!!
وكأننا في غابة تتنازع وحوشها على البقاء والغلبة للأقوى !..
وفي غمرة صراعات الأفكار المتضاربة،
غفوت مرهقة ،وجدتني في سفينة كبيرة بصحبة أفراد عائلتي،
جالسين عند مؤخرة السفينة، يعلونا حائط مائي كدر تتلاطم في جوفه الأوساخ وهو يناطح السحاب .. وعن يميني نهر ماء عذب تلوح الأسماك سابحة بحرية لصفائه ونقائه، تمخر عبابه سفينتي بكل هدوء وأمان !!. تساءلت ُ بداخلي من ذا الذي يقود سفينتنا وبلا مجذاف؟.. إني لا أرى أحداً، وكيف أن الحائط المائي لا ينقلب علينا ويغمر سفينتنا ؟..
وبإلتفاتة مني !! يا سبحان الله ما نظرته عيناي!! : هناك في الجهة المقابلة وفي مقدمة السفينة يجلس رجل ضخم البنية يسطع النور مشعا محيطاً به، مبتسما ترتسم سعادة غير عادية على محياه، بادرني قائلا:
لا تخافي، أنا من يقود سفينتكم ..
فقط ابقوا متمسّكين بإيمانكم،
وحافظوا على ثباتكم في المحبة بالمسيح .. إني معكم،
لا تخافوا...
أفقت من غفوتي وقد تملكتني سعادة لا توصف، وقوة أطفأت معالم كل خوف عندي، وكأني بُعثت من جديد .. استسلمت للنوم وكلّي ثقة أن من رأيته في حلمي هو معي في بيتي.. إني أُحسّ بوجوده، أشعُر أنَّ شخصا روحانياً غير مرئي يشاركنا الدار، قلتُ: ما دام الله معي أنا لا أخاف...
واستمرت حياتي وأفراد عائلتي مكللة بسلام داخلي، بمسيرة مفعمة بالإيمان ومتواصلة بإرشاد الرب بعد أن فقدنا رب الأسرة في حادث مريع في العراق .. كان الرب يقودنا بموكب نصرته كل حين .. متحدّين المصاعب والضيقات... متمسكين بيسوع، ملقين كل همومنا وأثقالنا عند أقدامه .. حملها عنا وسار معنا حتى أوصلنا بطريقة معجزية الميناء الآمن حيث استقر بنا المقام .. له كل الشكر والمجد والقوة، عضدنا بيمينه وأحاطنا برعايته، وها نحن ثابتون به إلى الأبد، نعترف بما صنعه معنا، ونقدم له المجد والشكر والعرفان بالجميل، عليه اتكالنا، فقد قال لنا :ها أنا معكم كل الأيام، حتى انقضاء الدهر .. آمين
:
ros4:
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: قصتي مع السنين بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أختي بنت السريان الغالية
شكراً للرب فهو معنا إلى الأبد
كما قال فقوله صادق
أجل فمن كان الرب معه فممن يخاف
لنتكل على الرب في قيادة سفينة حياتنا
فهو يوصلنا لبر الأمان
هنيئاً لك بالرب ولأسرتك
دمت بألف خير
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
صورة العضو الرمزية
بنت السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 715
اشترك في: الجمعة يناير 15, 2010 9:27 pm

Re: قصتي مع السنين بقلم بنت السريان

مشاركة غير مقروءة بواسطة بنت السريان »

شكرا للطف توقيعكم
يرعاكم الرب


صورة


بنت السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى بنت السريان“