من أشهر الأحبار ورعاً وطهراً وأكبر المجاهدين الرسوليين في نصرة المعتقد القويم ،ونخبة النساك الصوَّامين القوَّامين ذوي الصلاح والدين المتين
ولد في مدينة ((تل موزل)) التي تدعى ويرانشهر في تركية
واسم أبيه القس تيوفل ابن معنو السرياني نذروه لخدمة الرب وعمره (3) سنوان ومن ثم دخل المدرسة فأقبل مع السنوات على مطالعة العلوم الروحية والأدبية باللغتين السريانية واليونانية ومن ثم ترهب في ميعة صباه في دير فسيلتا وكان رئيس الدير الأب مار أسطاثاوس الذي البسه الإسكيم الرهباني ،وحذق السريانية واليونانية وتعمق في الكتب المقدسة والعلوم اللاهوتية ،وأمعن في أعمال النسك وتحلى بأجمل الفضائل
لماذا دعي بالبرادعي : كان لبسه الرهباني ثوباً ثخيناً ينقسم لقسمين كان يكتسي بأحدهما ويلتحف بالأخر ولم يبدله صيفاً وشتاءً وكلما تمزق فيه شيء رقعه حتى أضحى وكأنه بردعة بالية وكان يقول (( إنه خير للنفس أن تتحلى بأعمال الفضيلة من أن تختال تيهاً بما يقودها إلى الهلاك الأبدي رسم شماساً ثم كاهناً أصبح رئساً للدير وذاعت شهرته في الشرق الأوسط حتى بلغت مسامع الملكة السريانية تيودورة زوجة يوسطينيان الأول ملك الروم والحارث بن جبلة ملك الغساسنة وفي سنة 528 رحل إلى القسطنطينية مشيا على الأقدام ليشجع الأباء والمؤمنين.وفيها رُسم بطلب الملكة تيودرة والحارث بن جبلة الغساني ملك العرب ،مطراناً للرها وبلاد الشام وآسيا بوضع يد ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية عام (543) وكان يقطع يومياً(30 -40)ميلاً مشياًينظر في أمور المؤمنين وقيل( 544) فرحل إلى الإسكندرية ورسم أسقفين بمعاونة بعض أساقفتها .وطفق يطوف متنكراً بلاد الشام وأرمينية وقبادوقية وقيليقية ،وأيسورية وبمفيلية ولوقانيا ولوقيا وفروجية وقارية وأسيا الصغرى وجزائر قبرس ورودس وخيو ومدللي ،وما بين النهرين وفارس والإسكندرية مرشداً الأرثدوكسيين ومشجعاً إياهم ورسم لهم بتفويض البطريرك سبعة وعشرين أسقفاً وشمامسة وقسوساً بلغ عددهم مئة ألف ،وكثيراً ما قفل إلى ديره
وأقام على هذه الحال خمساً وثلاثين سنة لا يعرف كللاً
وأبلى في بيعة الله بلاءً حسناً وكان ببطولته وجهاده خير عضد لها في زمن الشدة حتى نقله الله إليه حينما كان ذاهبً الى مصر ليعمل صالحً بين السريان والأقباط وقبل وصوبه الى الأسكندرية مات في 30 تموز سنة 578 في دير رومانس أو قسيون بمصر ومن ثم نقل الى دير فسيلتا في تركية
وأنشأ ليتورجية أولها : ((اللهم يا أبا السلام الكلي القداسة))15صفحة وأربع رسائل عامة إلى الأساقفة والكهنة ذكرت في سيرته المطوّلة
صلاة هذا القديس والأب الفاضل والراعي الصالح تكون مع جميعكم أمين
