عجّل ولا تؤجّل
بنت السريان
لكن ربَّ قائل يقول
لا تستعجل ففي التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة
, تريّث لئلآ تصبح في ملامة
فهل يا ترى!!!!
أتعجّل ام تؤ جّل!
استفاق صبيحة يوم من نومه متثاقلاً وقد حمل حقيبة حزن في داخله مرغماً
,نطقت بها سحنة محيّاه متألّمة, أمّا هو كعادته بقي صامتاً تطلّع نحو العلاء, وكأنّه يشكو أمراً يحاجج به السماء قد عجز عن فكِّ رموزه بحور العلماء
دارت به الدوائر وتضاربت الأفكار,
وتاه بين مطبّات تضاريس نفسه محتار,
فتارة يعلو وأخرى يهبط ليس له قرار
فالدرب طويل,وفكره شارد وعليل ,لا يقوى على استنباط حلٍّ أو دليل,
حاولت جاهدة أن أكسر طوق الصمت الذي تقوقع في داخله,
رغم أنّي لا أحبُّ أن أكون بمثابة الدخيل ,شجعني على الحديث معه
طائر جميل لعلّه, هو الآخر يشكو ما يتألّم منه
, تـراه كئيب ذليل ,قد حطّ على غصن كأنّي به قد فارقه خليل ,إتّخذته كمقدّمة تمهد لي مجرى حديث طويل ,أناقشه فيه لعلّه يهتدي ويتحرر من داء وبيل ,
وينعم بأمل زاه جميل
.
مسكين انت ايها الطائر,
لو كان لك لسان يفصح عمّا انت به حائر
,لم يكن شأنك هكذاعاثر
بدأت حديثي على هذا النحو
لألفت إنتباه صاحبي من أن الكلام موجهاً له
وأضفت قائلةً
لو أنّ هذا الطائرتمتّع بمالك من عقل ونطق
لتكلّم وأسرع بحلّ معضلاته ,وعلى نفسه أشفق
صاحبي ذكيٌّ بما يكفي الأمر,أجابني على الفور, عندما ينجلي الظلام و ينبثق النور
ليس الآن
ويا لعجبي صاحبي نطق. فكّْ أوّل عقدة لكنّه أجّل,..
تراه هل فقد الأمل؟ّ فلمَ وعلامَ قد أجّل ؟؟؟
ومع هذا مجرّد حدوث ثغرة في جدار الصمت الذي تكوَّر داخله, أمدّني ببادرة أمل
نحو الاستمرار بالحديث معه لعلّي لنتيجة أصلْ ,ابتسمت قائلة
أردت استدراجك لحديث لا أدري إن يكن لك ممل,فكم من ساعات صمت انت تقتل؟
أجابني :الأمور صعبة المنال فكم ممن أخفق وقضى بسبب الإخفاق
قلت : وهل خضت التجربة؟يا من جل تفكيرك سلبي لا يطاق ,أما من بادرة أمل تلوح في الآفاق؟هل نسيت هناك رب قادرعلى فعل المستحيل ويسهل كل عمل شاق؟
قال : لا ليس الآن لربّما فيما بعد ,
وهكذاأستمرَّ الحال فهو لا يرسو على برّ
كلما كلمته أجابني ,ليس الآن , ربما فيما بعد ,لقد وضع نفسه في أصعب شرك
وكل عمل يؤجله للغد حيرة في داخله وشكّ ,إنّه كسول يسهل صيده في أبسط شبك
أجِّل عمل اليوم للغد
, وما استفاد من اليوم ولا من الغد
وقع في فخ أبليس العدوّ الند
فخ الكسل و تأجيل القراروما من حيلة في اليد
حذار يا صاحبي إنَّ حياتنا على الأرض ليست إلآ,بخار يظهر قليلاً ثمَّ يضمحل ,فهل لك أن تتحرّك قبل فوات الأوان .ألم تعلم من جدّ وجد ومن زرع حصد!
وما من جد وزرع دون تعب وكدّ
ام تراك قد نسيت قول الرب بوعد
ملعونة الارض بسببك
,بالتعب تأكل منها كل أيّام حياتك
تأكل خبزاً بعرق وجهك
حتّى تعود إلى الأرض التي أُ خذت منها لأنّك
تراب وإلى تراب تعودفهل لي ان أذكّرك
هنا تنطق الحكمة
عجّل ولا تؤجّل
إنّ حياتك على الارض كالدخان تزول .وليس لك عمل صالح ماذا للربّ ستقول ,أيّامك معدودة ونجمك في طريقه للأفول ,كلُّ سيسلك الدرب وإلى القبر مصيره يؤول
ما دمت على قيد الحياة عجّل واذهب لربّك وقل:
استغقرك ذنبي إنّك إله غفور ,واتّخذ عبرة من غيرك واحفظ الكلام بسرور
عد إلى رشدك والله يمد بعمرك إنه لأجلك صبور ,هيّا اخرج من قوقعة وهمك
واسع لقراءة الكتاب المقدس لا تكن كسول ,وابحث عمّا يجديك تجد فيه ما يناسبك من حلول ,لقد أعطاك السلطان أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العذول.
بالإيمان بقدرته تعمل الاعمال التي يعملها وأكثر
تقدّم وانهل من ينبوع شهده ما تقدر
فقد أعد لك كنوزا ربك الأقدر
لا تحرم نفسك من نعيمه واسهر
وجد لسكنى المنازل السماوية واحذر
أن تهمل فداء مقداره هذا لئلآ تخسر
فهيّا اترك الهمّ والكسل
وانشد الجد والعمل
وعلى الله توكَّل
هيّاعجّل ولا تؤجّل قبل حلول الأجل
بنت السريان