قاومــــــوا إبـــلـــيـــس فـــيـــهـــرب مـــنـــكـــم
الاب الياس عبدو
قاومــــــوا إبـــلـــيـــس فـــيـــهـــرب مـــنـــكـــم ( يع 4:7).
أحبائي: لقد دخل الرب معركة مع إبليس وكانت هذه المعركة التّي خاضها ليس ليعلمنا فقط دروسا في قتال الأعداء بلا لينتصر لحسابنا... ليضيف نصرته لي ولك. لقد نصب إبليس للرب ثلاث محاولات وهذه المحاولات هي دائما ينصبها للبشرفي كل عصر ومكان. والمحاولات الثلاث هـــي:1- احتياجات الجسد. 2-المجد الباطل. 3- الإغراء والتهديد.
أنظر يا أخي لأنّ إبليس عدّو ماكر ينتهز الفرص... لقد وجد الرب يسوع يعاني من جوع شديد في البرّية مدّة أربعين يوما وأربعين ليلة لا يأكل شيئا... استغلّ إبليس هذا الظرف ووجه للرب سهمه الأول( إن كنت أنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا)(مت 4-3). آه يا أحبّائي: ما أخطر هذه الكلمات وماذا تعني... وكأنه يقول للرب يسوع: ألست أنت ابن الله؟ لماذا تترك نفسك للآلام والجوع؟ كيف يجوع ابن الله الحبيب؟ ما هذه الكلمات يا أخي؟ هدفها خطير،يريد أن يصبح الهدف من علاقاتنا مع الله هو حياتنا على الأرض...هو الخبز. أن أعبد الله لأجل الخبز؟؟؟إبليس يريدنا أن نجعل الروح في خدمة الجسد، وهذا تماما عكس قصد الله.
إعلم يا أخي إنّ الحياة مملؤة بالفرح والسلام لا تأتي بالطعام والمادة. كقول الرسول بولس( ليس ملكوت الله أكلا وشربا... بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس)( رو 14-17). فإبليس يقترب إلى الكثيرين وكإنّه الصديق الوفي الذي يسدد النصائح الغالية...يدفعهم لأن يطلبوا من الله عطاياه الزمنيّة بدلا من شخصه... لكنّهم لا يعلموا إنّه يدفعهم في الطريق الخاطئ. إذن يا أخي أرفض أن يكون الله في حياتك لأجل احتياجات الجسد... بل إلى قوّة الروح...لأنّ الروح أهم من الجسد. فكان رد الرب حازما لإبليس قائلا: ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله)( مت 4-4).
أمّا المحاولة الثانية فقد أخذه إبليس إلى أورشليم وأوقفه على جناح الهيكل وقال له( إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل. لأنّه مكتوب أنّه يوصي ملائكته بك. فعلى أيديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك) ( مت 4-6). وكأنّ إبليس يقول: الق نفسك إلى أسفل...سيكون المنظر رائعا...ستحملك الملائكة... وسيراك الكثيرون... وسيعرقون أنّك الماسيّا المنتظر... وسيسمعون كلماتك... وستنجح خدمتك. كم هو خطير إبليس يا أحبّائي إنّه خطير جدا... دائما يزرع زيوانه وسط القمح الجيّد( مت 13: 24-25). حتّى يفسد الحقل. لكن شكرا لله، لأنّه بنور الروح القدس نقدر أن نميّز الزيوان من القمح. هنا أسأل: كيف أجاب الرب على إبليس؟ كان الرد بسيطا قال له( مكتوب أيضا لا تجرب الرب إلهك)( مت 4-7). إذن يا أخي إحذر... إحذر جدا من استخدام أي أمر روحي لأجل الاستعراض والتباهي لجلب الأنظار... أترك الله يرتب لك المواقف التّي تشهد لمحبته الأمينة وقوّته الحافظة.
أمّا المحاولة الثالثة فهي الإغراء والتهديد.( ثمّ أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي. حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان. لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإيّاه تعبد)( مت 4: 8-10). يا أخي هل تتصوّر معي ما قصد إبليس من كلامه هذا؟ إنني أشعر بأنّه يريد أن يقول للرب...إنّي أعرف أنّك الماسيّا المنتظر... وإنّك تنتظر الوقت الذي تملك فيه العالم... ولكنني أقدّم لك عرضا... أنظر هذا العالم كله... سأعطيه لك مقابل طلب بسيط... أسجد لي مرّة واحدة لا أكثر... وسأتركك تأخذ مملكتي بسهولة... لا ترفض... الطريق الآخر صعب... إذا لم تسجد سأسخّر أعنف الناس وأشرّهم لاضطهادك... ألا تخشى الألم؟
نعم يا أحبّائي إنّ إبليس اليوم بشكل أو بآخر يعيدها على مسامع الكثيرين... سأعطيك الكثير... هل تختار الخضوع للــه؟ ما رأيك يا أخــي؟؟؟ أقولها لك وبكل صراحة: أرفض الطريق السهل الذي يغريك به إبليس... أرفض أن تحل مشاكلك بالكذب...بالتملق... أحبب الصليب جدا... أحبب الحياة المسيحيّة المكلّفة... حياة القداسة...حياة الأمانة... حياة الخضوع للإنجيل مهما كانت الآلام والتضحيات... هذا هو طريق الحب. فهنا أسال: كيف ردّ الرب على إبليس؟ كان الرد حاسما والكلمات غاضبة قويّة. يا أخي قد لا تكفي الصلاة في حروبنا مع العدو... فالصلاة تعطينا القوّة ولكنّ القوّة تبقى بلا فائدة حتّى نستخدمها... فإبليس لن يحتمل كلمة لها سلطان تأمره بالرحيل. ونحن لنا سلطان الرب يسوع لأنّه أعطانا اسمه، أعظم عطيّة للقوّة. وعندما تأمر قوّات الظلمة أن تذهب من أمامنا باسم الرب يسوع فلن تقدر أن تعاند... ثق يا أخي إنّها ستهرب.
نعم يا أخي: لقد فشلت أخطر المحاولات أمام الرب. ثق في هذه الحقيقة أي نصرة الرب ولن تقدر أي من هذه المحاولات أن توقع بك.
الأب الــيــاس صــلــيــبــا عـــــبــــدو
بــــيـــــت لـــــحــــــم