عبرة من التاريخ الكنسي

نعيم كمو
عضو جديد
عضو جديد
مشاركات: 23
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 10, 2010 10:37 pm

عبرة من التاريخ الكنسي

مشاركة غير مقروءة بواسطة نعيم كمو »

في العام الرابع بعد الالفية الاولى ,وفي خضم الصراع بين الامبراطوريتين الفارسيه والبيزنطية للسيطره على بلاد مابين النهرين ارض اجدادنا خضعت الكنيسة السريانية في كل من طرفي الصراع للاحكام السائدة .في تلك الفترة ترملت الكنيسة حيث توفي راس الكنيسة البطريرك , مما استدعى الامر الى انتخاب بطريركا جديدا ,تم ذلك بحضور الاحبار الاجلاء الذين كانوا يخضعون للامبراطورية البيزنطية ,اما من هم تحت سيطرة الفرس لم يتواجدوا بسبب الحرب .من تقاليد الكنيسة عندما ينتخب بطريركا جديدا يجب ان ان يباركه اعلا رتبة كنسية قبل جلوسه في الكرسي الانطاكي .حينها كان يترأس الكنيسة في الجانب الفارسي جاثليقا مفوضا بصلاحيات واسعه ولكن عليه ان يعلم البطريرك بذلك.وبما انه اى الجاثليق كان اعلا مرتبة كنسية اذذاك كان من المفروض ان يدعى للصلاة والمباركة للبطريرك الجديد. وبما ان الحرب قائمة بين الدولتين تعذر ذلك ولم يدعى ظنا من المجمع المقدس ان مجيءه صعبا والمسافة بعيدة والمواصلات بدائية قد تستغرق الرحلة اشهر .لقد اثار هذا التصرف غضب الجاثليق وتمرد على الكنيسة واوصى الا يذكر اسم البطريرك اثناء الصلاة يذكر فقط اسمه .اما البطريرك شعر بخطر انقسام الكنيسة بسببه مما فكر بجدية لحل الموضوع ,اوصى نائبه بادارة شؤون الكنيسة ريثما يعود ولم يخبر احدا وجهة سفره . في الطريق الى مدينة تكريت حيث مقر الجاثليق غير البطريرك لباسه وارتدى لباس راهب . عند وصوله الى تكريت دخل كنيسة الجاثليق وبدا يخدم فيها ككاهن وشماس .في نهاية الصلاة استدعاه الجاثليق وسأله من اين انت اجاب انا أحد الرهبان المغاربه سمعت بعظمة قدسيتك ووسع معلوماتك جئت لانهل من علومك وازود نفسي بها . استمر الامر كذلك حتى ان جاءه الجاثليق وطلب منه ان يرسم مطرانا اذ قال ان ابرشية العرب قد ترملت ولا يوجد اكفأ منك لها ,مما اوقع البطريرك في مأزق كيف يمكن التملص من الطلب , اعتذر البطريرك وقال له لست كفوءا لهذا المنصب لكن الجاثليق اصر على الطلب مهددا البطريرك اي الراهب المزعوم بانه ان لم ينفذ الطلب سيعزله من الرهبنة . احتار البطريرك مما اضطره الى اعلام الجاثليق بأنه ليس راهبا بل هو البطريرك الذي تمرد عليه .تعجب الجاثليق بالامر ولكنه لم يصدق ذلك وكيف يتصرف بهذا الشكل ,بدأ الجاثليق يطرح الاسئلة على البطريرك ومن خلال الرد والطلب اتضح للجاثليق انه فعلا هو البطريرك المنتخب .عندها ركع الجاثليق امامه وقبل قدمه معتذرا عما بدر منه ثم نهض الجاثليق قائلا للبطريرك اجلس على الكرسى واصلي عليك والان انت سيدي . قدمت هذه الحادثة لتكون عبرة للكهنة والمطارين لان يقتدوا بسلوك الجاثليق ويتركوا الخلافات ويعودوا لخدمة الرعية مقتدين بسلوك السيد المسيح له المجد ويتواضعوا فيما بينهم ومع الرعية وليتسامحوا لان المسيحية انتشرت بالتواضع والتسامح والتضحية اقول ذلك مح احترامي للجميع ولتعود الكنيسة تأخذ دورها في هذا العالم المتغير وباسلوب يتماشى مع طبيعة التطور لئلا تخسر الكنيسة دورها بين الجيل الناشيء وان تختار الكنيسة رعاة اكفاء مثقفين لادارة الرعية jes:
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: عبرة من التاريخ الكنسي

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

صورة

شكراً لك أخي الغالي الكبير أبو نضال
شكراً لك على هذه اللمحة الرائعة
هذه هي الكنيسة الحقيقة وهذه هي المحبة الحقيقة
أين نحن من كل هذه أخي الحبيب اليوم هو صراع على الكراسي
والتشبث في الرأي والمصلحة الخاصة فوق أي أعتبار
لنعد لتكل الأيام وتعم المحبة كل أرجاء الكنيسة من رجال دين وعلمانيين
بأنتظار الجديد بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي و الثقافي“