نهاد وديع حداد أو فيروز

المشرف: أبو الياس

صورة العضو الرمزية
أبو شادي
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 1208
اشترك في: الخميس فبراير 19, 2009 2:17 am

نهاد وديع حداد أو فيروز

مشاركة غير مقروءة بواسطة أبو شادي »

بين فيروز والشام وشائج حميمية من قربى الدم والهمم والبوح..، والذكريات ذات التفاصيل، التي قد تبدو في صغرها وطرافتها عادية بيد انها أكثر وأكبر من ذلك.

انه تاريخ موغل في تلافيف الذاكرة المتجذر والمتجدد في حاضره ومستقبله، وعلاقة فارقة في المشهد الفيروزي الشامي. ‏

ففيروز والشام صنوان لايفترقان... فيروز معبودة السوريين الذين يحبونها حتى النخاع. ‏

( نهاد وديع حداد) ـ فيروز فيما بعد ـ ابنة السوري السرياني وديع حداد.. الذي هاجر مع مجموعة من السريان من« مدينة ماردين» على الحدود السورية التركية، الى لبنان وعمل في مطابع جريدة( لوجور) ـ التي كانت تصدر في بيروت (بالفرنسية).
وفي بيروت تعرف على( ليزا البستاني) المرأة اللبنانية التي أنجبت له( فيروز وهدى وجوزيف). ‏

ولدت فيروز في(21 تشرين الثاني ـ عام 1935) في حي( زقاق البلاط) القريب من العاصمة بيروت. ‏

فيروز ودمشق ‏

ثمة ارتباط تاريخي موغل في القدم ـ ومتجدد ـ يجمع فيروز ودمشق، فقد بدأ هذا الارتباط، في العام (1953) عندما دعا الامير يحيى الشهابي مدير البرامج في اذاعة دمشق، فيروز الى دمشق مع الاخوين عاصي ومنصور الرحباني، وهكذا شرعت اذاعة دمشق قلبها على كل شرفاته لاحتضان فيروز. ‏

حيث خصصت لها يوم الاحد من كل اسبوع لتحضر الى دمشق مع الرحبانيين. ‏

لتقدم عبر أثير اذاعة دمشق اغانيها واسكتشاتها. ‏

في تلك الفترة كانت اذاعة دمشق أقوى الاذاعات العربية ـ وفي احدى المرات قرر عاصي الرحباني طرد فيروز من الفرقة واستبدالها بمطربة اخرى ـ ولم يكن قد تزوجها بعد لكن الامير يحيى الشهابي تدخل ووضع شرطاً لاستمرار الرحابنة...، هو ان تستمر فيروز معهم.
من دمشق انطلقت رائعتها أغنية( عتاب) التي تعتبر أغنية الشهرة الأولى... حملت أغنية( عتاب) الثلاثي الجميل: (عاصي، منصور، فيروز،) على جناح الشهرة والتألق عالياً، ‏

فتوثقت اواصر التعاون بين الثلاثي الجميل عبر(إذاعة دمشق، والاذاعة اللبنانية، واذاعة الشرق الادنى)... ما كرس هذه الشهرة... التي قادت عاصي للزواج من فيروز، وكان الامير الشهابي من أوائل المدعوين. عام 1954 ـ ‏

فيروز وجمهور دمشق وجهاً لوجه ‏

« بردى هل الخلد الذي وعدوا به إلاك بين شوادن وشادي/ قالوا تحب الشام ؟ قلت جوانحي مقصوصة فيها وقلت فؤادي» هذه الاغنية كلمات الشاعر الاخطل الصغير وألحان الاخوين رحباني شدت بها السيدة فيروز لأول مرة أمام الجمهور الدمشقي في ( صيف 1957) وذلك في نادي الضباط. ‏

فيروزيات شامية ‏

يقول الشاعر نزار قباني: ـ « جاءت السيدة.. جاءت فيروز هبطت علينا كغمامة، هجمت كقصيدة ،هجمت كمكتوب غرام قادم من كوكب آخر..، كتفاصيل حب قديم. وبعد ثلاث سنين من التوحش مررنا تحت أقواس صوتها الحضاري فتحضرنا». ‏

وتقول فيروز: ـ « كلما سمعت فاصلاً من موشحاتي تذكرت دمشق». ‏

مثلما احتضنت دمشق فيروز بحنان الام.. كانت فيروز ابنة تستحق الحنان والحب...، فقد غنت للشام الكثير..، وبادلتها الحب بالحب.
منذ أغنية بردى... توالت أغانيها عن الشام: ‏

ـ « سائليني يا شآم حين عطرت السلام. كيف غار الورد واعتل الخزام..، ظمئ الشرق فيا شام اسكبي واملئي الكأس له حتى الجمام. ‏

أهلك التاريخ من فضلتهم ذكرهم في عروة الدهر وسام.. أمويون فإن ضاقت بهم ألحقوا الدنيا ببستان هشام» ‏

هذا النص الجميل للشاعر سعيد عقل والحان الاخوين رحباني إلى أغنية(طالت نوى ـ كلمات وألحان الاخوين رحباني» ‏

ـ « شآم أهلوك من أهوى وموعدنا/ آواخر الصيف آن الكرم يعتصر / شآم يا ابنة ماض حاضر ابداً، كأنك السيف مجد القول يختصر». ‏

ـ لعل أجمل ماشدت به فيروز يعود كنص شعري للشاعر سعيد عقل، مثل( مرَّ بي). ‏

« الهوى لحظ شآمية رق حتى خلته نفدا/ ‏

أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى/». ‏

كذلك في أغنية(أحب دمشق). ‏

أحب دمشق وأنت الثرى الطيب غضبت وما أجملها فكنت السلام اذا يغضب. ‏

ومن روائع السيدة فيروز( مع الرحابنة للشام) اغنية (يا شام عاد الصيف): ‏

« وعليك عيني يا دمشق فمنك ينهمر الصباح/ ياحب تمنعني وتسألني متى الزمان المباح/ ‏

في الشام أنت هوى وفي بيروت أغنية وراح.. أهلوك أهلي والحضارة وحدتنا والسماح. يا شام يا بوابة التاريخ تحرسك الرماح. ‏

والكثير من الاغاني والموشحات والاسكتشات ، التي تتغزل بدمشق.. بكل الوجد والعشق والهيام لحد التوحد، بحنجرة سفيرتنا الى النجوم، تلك الحنجرة الذهبية. ‏

ـ فيروز وثلاثة امكنة دمشقية ‏

ـ المكان الأول إذاعة دمشق.. ‏

ـ المكان الثاني( معرض دمشق الدولي) حيث عروض مسرحياتها السنوية في موسم المعرض ـ منذ العام (1962) مسرحية جسر القمر ـ الى:( الليل والقنديل ـ 1963 ـ بياع الخواتم ـ 1964 ـ مروراً بـ( هالة والملك) 1967 ـ ثم( الشخص) 1968 ـ الى ( جبال الصوان) 1969 ـ و(يعيش يعيش)1970 ـ صح النوم 1971وناس من ورق، 1972 ـ ناطورة المفاتيح ـ 1972 المحطة 1973 ـ لولو 1974 ـ ميس الريم 1975 بترا ـ 1977.. ‏

ـ المكان الثالث:( دار الأوبرا) حيث قدمت مسرحيتها المستعادة( صح النوم). ـ دار الاوبرا ـ ساحة الامويين ـ ‏

فيروز والاذاعات الدمشقية ‏

لم تغب أغاني فيروز عن الاذاعات الدمشقية ولايوماً واحداً الا في فترات الحداد. ‏

أثناء حرب تشرين التحريرية كانت الاذاعة تبث اغنيتها ( خبطة قدمكم عَ الارض هدارة... إنتو الاحبة وألكن الصدارة) ولكثرة اعادتها ظنها كثر انها غنيت خصيصاً لحرب تشرين التحريرية. ‏

وتعتبر السيدة فيروز المطربة الاولى والاكثر حضوراً في الاذاعات الدمشقية حيث انها تتصدر الفترات الصباحية( اذاعة صوت الشباب ـ يخصص ساعتان يومياً لها) اذاعة دمشق البرنامج العام ـ من الساعة 50،5 ـ 15،6 ـ ومن 45،6 حتى 7 صباحاً.. ـ وسهرة كل ثلاثاء ساعة كاملة ـ اذاعة صوت الشعب( من20،6 ـ 45،6 ـ وبرنامج طل الصباح( 15،8 ـ 30،8) ‏

فيروز والتلفزيون السوري والسينما ‏

ـ بدأت القناة(5) والقناة(11) من تلفزيون لبنان، في صيف( 1962) ـ بث برامجها بمنوعات فيروزية مادعا التلفزيون السوري إلى نقلها، مقابل بث برنامج للفنان دريد لحام ـ على شاشة التلفزيون اللبناني.. في السينما قدمت فيروز ثلاثة أفلام هي:( بنت الحارس، سفر برلك. بياع الخواتم) هي من انتاج المهندس السوري:( نادر الاتاسي). ‏

وشارك فيها فنان الشعب:( رفيق سبيعي) وأحمد خليفة وغيرهم، وتم تصوير عدة مشاهد... من تلك الافلام في دمر وفي جبل قاسيون. ‏

فيروز والرحابنة التقاهم القائد الخالد الرئيس حافظ الاسد وشجعهم ودفعهم لمواصلة مشوارهم ورحلتهم الفنية يقول منصور الرحباني اثر مرض شقيقه عاصي: ـ « ان نسيت فلا أنسى مشاعر الناس ومحبتهم وتقديرهم.. لقد حاصروا المشفى الذي يعالج فيه عاصي..وقد غمرنا الرئيس حافظ الاسد بعنايته ومحبته وارسل موفداً خاصاً ومبلغاً مالياً مجزياً لهذه الغاية وهي مبادرة لايمكن ان ننساها ابداً».. ‏
في 26 أيلول أصيب عاصي الرحباني بجلطة دماغية فأرسله القائد الخالد حافظ الاسد في طائرة خاصة الى العاصمة الفرنسية( باريس ) للعلاج... وتبرع بمبلغ ـ خاص ـ (50 ألف ليرة سورية) لإجراء عملية جراحية لعاصي في باريس، وذلك في العام 1973 ـ فكتب منصور الرحباني بمفرده مسرحية ( المحطة) ولحن أغانيها ، وكان عاصي لايزال يتعالج من مرضه. ‏

وتوالت عروض المسرحية، على مسرح معرض دمشق الدولي. ‏

في العام 1977 ـ أقامت فيروز صلوات الجمعة الحزينة في( مزار صيدنايا المقدس) في سورية، أغلقت المنطقة قبل أسبوع من الحدث لأسباب أمنية، حيث خيم حوالي(1600) شخص حول الموقع. ‏

حضر الصلوات حوالي( 6500) شخص، وغنت فيروز لأول مرة:( لاتنوحي
يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي
ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة


http://www.facebook.com/group.php?gid=1 ... 545&v=wall
حنا
عضو مميز
عضو مميز
مشاركات: 509
اشترك في: الاثنين مايو 04, 2009 4:41 pm
مكان: Syria
اتصال:

Re: نهاد وديع حداد أو فيروز

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا »

سلمت يداك
المرفقات
الريم.jpg
(23.07 KiB) حُمِّل 107 مرات
الغابة.jpg
(42.19 KiB) حُمِّل 109 مرات
.jpg
(20.7 KiB) حُمِّل 110 مرات
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى عظماء السريان“