فلما اتى يسوع وجد انه قد صار له اربعة ايام في القبر. و كانت بيت عنيا قريبة من اورشليم نحو خمس عشرة غلوة. و كان كثيرون من اليهود قد جاءوا الى مرثا و مريم ليعزوهما عن اخيهما. فلما سمعت مرثا ان يسوع آت لاقته و اما مريم فاستمرت جالسة في البيت. فقالت مرثا ليسوع: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي! لكني الان ايضاً اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه.
قال لها يسوع: سيقوم اخوك. قالت له مرثا: انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير. قال لها يسوع: انا هو القيامة و الحياة. من امن بي و لو مات فسيحيا، و كل من كان حيا و امن بي فلن يموت الى الابد. اتؤمنين بهذا قالت: له نعم يا سيد انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله، الاتي الى العالم.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له كل المجد والذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ يروي لنا القديس يوحنا قصة إقامة لعازر من الأموات التي حدثت قبل الأسبوع الأخير من حياته على الأرض بفترة قليلة، غالبًا في يوم السبت السابق لدخوله أورشليم. أما القديس يوحنا فسجل إنجيله بعد رحيل لعازر. قدم المعجزة ليكشف لنا عن شخص السيد المسيح أنه القيامة واهب الحياة، وغالب الموت. إذ كان يسوع مزمعًا أن يسلم نفسه للموت ويُدفن في القبر، أراد تأكيد سلطانه أنه يضع نفسه ويقيمها كما يشاء. إنها المعجزة الأخيرة التي سجلها القديس يوحنا، في شيءٍ من التفصيل.
ـ في قرية صغيرة تسمى بيت عنيا أو بيت العناء أو الألم وُجدت عائلة مجهولة من الناس محبوبة جدًا لدى السيد المسيح. فتحت هذه العائلة قلبها له، كما فتحت بيتها ليستريح فيه، وعرفت كيف تخاطبه. في وسط الآم الموت المرة والخطيرة بعثت الأختان رسالة: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض.. لم تطلبا لأخيهما الشفاء، ولا طلبتا من السيد أن يترك خدمته ويفتقدهما في ظروفها القاسية.
مات لعازر وقال السيد لتلاميذه: لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه. دعا الموت نومًا، فإن من يلتصق بالمسيح {القيامة} لن يحل به الموت، بالنسبة له يُحسب الموت هبة وراحة.
بعد أربعة أيام من وفاته دخل السيد القرية فلاقته مرثا وصارت تعاتبه: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي، لكني الآن أيضًا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه. أكد لها السيد أن أخاها سيقوم، وإذ أعلنت عن إيمانها أنه سيقوم في القيامة... قال لها يسوع: أنا هو القيامة والحياة.
ـ اشتهرت مرثا بانشغالها الشديد الذي يعوقها عن الجلوس عند قدمي الرب يسوع والحديث معه والتعلم منه. أما هنا فإننا نراها امرأة ذات إيمان عميق قوي.
ـ لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللَّه، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الأبدين آمين.