السريان الموارنة و العودة الى الجذور ؟

المشرف: مشرف

صورة العضو الرمزية
henri bedros kifa
مشرف
مشرف
مشاركات: 273
اشترك في: الأربعاء مارس 31, 2010 8:36 am

السريان الموارنة و العودة الى الجذور ؟

مشاركة غير مقروءة بواسطة henri bedros kifa »

السريان الموارنة و العودة الى الجذور ؟

نحن سعيدون جدا عندما نسمع إخوتنا الموارنة يرددون هذه الكلمات البراقة " العودة الى الجذور"! و لكن علينا أن نكون واقعيين إخوتنا الموارنة لا يزالون ضائعين بين عدة هويات

العربية

الفينيقية

اللبنانية

المارونية

السريانية .

كثيرون من إخوتنا الموارنة يعتقدون أنه من الحكمة السياسية أن يسايروا التيار العربي و العروبي طالما هم في السلطة و صرنا نسمع نغمة جديدة بين الموارنة الذين يعيشون مناطق جبلية سريانية لم يصل لها المد العربي حتى اليوم .

الهوية الفينيقية هي في مخيلة بعض الموارنة " الوسيلة" للتهرب من التعريب القسري و كان من الأفضل العودة الى جذور الموارنة الحقيقية فهم ليسوا عربا و لا فينيقيين !

الدولة اللبنانية و بعض الأحزاب المسيحية اللبنانية لم تميز بين الهوية القومية و الإنتماء الوطني : في سويسرا يعيش الالمان و الفرنسيون و الإيطاليون في دولة محددة و هم مواطنون سويسريون .

في لبنان يتعايش المسلمون العرب و الأكراد الى جانب المسيحيين و هم أحفاد السريان الآراميين مع قسم من الشعب الأرمني . من المؤسف أن المنهج التعليمي في لبنان يدعي بوجود قومية و شعب لبناني منذ التاريخ القديم و بعض الأحزاب المسيحية تؤيد هذا المفهوم الخاطئ على حساب جذورها الحقيقية الواضحة .

بعد إعلان نشوء دولة لبنان الكبير ، إنتشر بين الموارنة بعض الأفكار الخاطئة مثل " الشعب الماروني" و " الأمة المارونية" و صار بعض الموارنة يعتقد أنه " ينتمي" الى شعب مغاير عن السرياني الملكي أو السرياني الأرثودكسي.

الماروني تاريخيا هو سرياني ملكي أي خلقيدوني و قد مرت هذه الكنيسة في عدة مراحل تاريخية و جغرافية

* المراحل التاريخية

أ - البداية : دير مار مارون قبل أن تتحول الكنيسة المارونية الى شجرة أرز قوية كانت بدايتها في دير مشهور لتلاميذ القديس مارون . لعب هذا الدير دورا كبيرا في تأييد تعاليم مجمع خلقيدنيا سنة 451 م . تلاميذ هذا الدير هم بأكثريتهم الساحقة من السريان الآراميين سكان سوريا الأصيلين .

ب - القديس يوحنا مارون ( نهاية القرن السابع(

هو المؤسس الحقيقي لهذه الكنيسة السريانية المارونية و قد إستفاد من دخول العرب المسلمين و طردهم للبيزنطيين من سوريا و من ضمنهم بطريرك إنطاكيا و أصبح مطرانا ( بطريركا ؟) على أتباعه . و قد هجر من سوريا الى جبال لبنان الشمالية حيث إنتشرت تعاليم الموارنة بين سكانه . و بالرغم من إختلاط السريان الموارنة مع المردة فإن عددهم كان أقل من السريان النساطرة و السريان المناهضين لمجمع خلقيدونيا .

ج - الفرنج ( الصليبيون) في الساحل

لقد أسس الفرنج الدخلاء عدة دويلات على الساحل السوري اللبناني أي في مناطق إنتشار السريان الموارنة . و قد تمت علاقات كنسية قوية بين هذه الكنيسة و باباوات روما الذين أرسلوا الإرساليات من أجل كثلكة السريان . و كان السريان الأرثودكس منتشرين في كل مناطق جبل لبنان و قد إنضموا الى الكنيسة المارونية .

د - الحماية الفرنسية

إستفاد السريان الموارنة من الحماية الفرنسية و من دعم الإرساليات الكاثوليكية في التاريخ الحديث ( المطابع المدارس - المجلات – الجامعة اليسوعية - المكتبات....(

* المراحل الجغرافية

أ - نشوء الكنيسة المارونية كان في منطقة سريانية بشعبها و لغتها و تراثها من أيام القديس مارون ) أواخر القرن الرابع ) الى البطريرك يوحنا مارون ( أواخر القرن السابع) . القديس مارون و يوحنا مارون هما سريانيان آراميان بالهوية و اللغة و الجغرافية .

ب - جبل لبنان : اذا كان الساحل اللبناني فينيقيا في تاريخه القديم فإن الداخل اللبناني و منها الجبال كانت آرامية . لقد بدأت الكنيسة المارونية في بوتقة آرامية ( سوريا الشمالية او سوريا العليا حسب النصوص الآرامية و اليونانية القديمة) و إنتشرت في بوتقة آرامية جبال لبنان وأسماء قراه تشهد بآراميته و ليس بكنعانيته أو فينيقيته !

ج - السريان الموارنة في بلاد الإغتراب بدأ الموارنة في الهجرة منذ نهاية القرن التاسع عشر . لقد أصبح عدد الموارنة في بلاد الإغتراب أكثر من الموارنة الذين يعيشون في أوطانهم التاريخية .

هذه الحقيقة المؤلمة تدفعنا الى طرح الملاحظات التالية:

* إن عودة الموارنة الى جذورهم الحقيقية هو ضرورة لهم قبل بقية المسيحيين المشارقة .
* الجذور الحقيقية ليست شعارا يردد في بعض المناسبات بل هي حقيقة تاريخية و جغرافية و لغوية و تراثية .
* عودة الموارنة الى جذورهم التاريخية الآرامية السريانية يعمق تاريخهم و يوسع جغرافيتهم لأنهم قسم مهم من الأمة الآرامية .

* يجب أن تتم عودة الموارنة الى جذورهم عبر النقد الذاتي لكل الطروحات المنتشرة بينهم .


* نحن نتمنى أن " يكتشف" أو " يكشف" المثقفون الموارنة عن جذورهم بأنفسهم و كلما تعمقت جذورهم في الشرق زادت فرص صمودهم في بلاد الإغتراب .


* أخيرا إن عودة الموارنة الى جذورهم الآرامية الصريحة لا يتعارض مع وضع الموارنة الخاص .


صورة

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

الاختصاصي في تاريخ الآراميين
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: السريان الموارنة و العودة الى الجذور ؟

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

صورة

شكراً لك أخي الغاليhenri bedros kifa
شكراً لك على هذه المواضيع الرائعة
شكراً على هذه المعلومات الرائعة عن تاريخنا العظيم
شكراً لتصحيح ما هو مغلوط من مفاهيم ومعلومات
بأنتظار الجديد بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الباحث هنري بيدروس كيفا“