حكاية.. عيد الأم
رغم اختلاف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من بلد لآخر علي مستوي العام, فإن هناك اتفاقا عالميا علي ضرورة الاحتفال به.. وهو احتفال قديم بدأ في الاسطورة التي تناقلها شعب فريجنيا بآسيا الصغري, حيث كانوا يعتقدون أن أهم آلهتهم هي سيبيلابنة السماء والأرض, وكانت أما لكل الآلهة الأخري,وفي كل عام يقوم شعب فريجنيا بتكريمها وهذا يعد أول احتفال بتكريم الأم.. ثم جاء اليونانيون القدامي واحتفلوا بهذا العيد ضمن احتفالات الربيع وبالمثل أيضا الرومانيون كان لهم أم لكل الالهة الأم العظيمة كما كانوا يطلقون عليها وتم بناء معبد خاص بها.. وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال قائما علي شرف الكنيسة الأم في الاحد الرابع من الصوم الكبير.
وبدأ في العصور الوسطي شكل اخر من الاحتفالات ارتبط بغياب العديد من الأطفال عن أسرهم في العمل, وكان غير مسموح لهم بأخذ اجازات الا مرة واحدة في العام وهو يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير, حيث يعود الابناء لرؤية امهاتهم وكان يطلق عليه أحد الامهات وعندما غزا المستعمرون أمريكا لم يكن هناك وقت للاحتفال بالعديد من المناسبات, فتوقف الاحتفال بأحد الامهات في عام1872..
ثم عادوا للاحتفال به من جديد علي يد الكاتبة الشهيرة جوليا وارد هاوي وهو الاحتفال العام بعيد الأم, وعلي الرغم من انه لم يؤخذ اقتراحها هذا بشيء من الجدية فإنه كانت هناك محاولات من عدة أشخاص تدعم فكرة الاحتفال. لكن السبب المباشر في الاحتفال في أمريكا يرجع الي سيدة تسمي آنا جارفيش وكانت تسمع دائما أمها تردد في وقت ما وفي مكان ما سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم, وكانت تهدف الي ان ينهي هذا الاحتفال النزاع والحقد الذي يملأ القلوب بعد انتهاء الحرب الأهلية في فرجينيا في غرب الولايات المتحدة. وبعد وفاة والدة آنا اقسمت علي أن تكون هي هذا الشخص الذي يحقق رغبة أمها, وبناء علي طلبها قام المسئولون بولاية فرجينيا باصدار الاوامر باقامة احتفال عيد الأم يوم12 مايو1907 وهذا هو أول احتفال لعيد الأم في الولايات المتحدة, واستمرت في كتابة الخطابات التي تنادي فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا لكل ولايات أمريكا ويكون الأحد الثاني من مايو, وبحلول عام1909 اصبحت كل ولاية تحتفل بهذه المناسبة الي ان جاء الرئيس ويلسون في9 مايو1914 بتوقيع اعلان للاحتفال بعيد الأم في الأحد الثاني من مايو في جميع الولايات. ولم تكتف آنا بذلك بل استمرت في كتابة الخطابات بأن يكون هذا العيد عيدا عالميا تحتفل به كل شعوب العالم
وقبل وفاتها1948 تحقق حلمها وانتشرت الفكرة حيث أخذت تحتفل به أكثر من40 دولة. وفي مصر ولدت فكرة عيد الأم علي يد الاستاذين الكبيرين علي ومصطفي أمين بعد ان وردت للاستاذ علي أمين رسالة من أم تشكو فيها جفاء أولادها ونكرانهم للجميل, كما زارت احدي الامهات الاستاذ مصطفي أمين بمكتبه وسردت له قصتها والتي تتلخص في انها صارت أرملة وهي في ريعان شبابها فقررت عدم الزواج والتفرغ لرعاية ابنائها, وبعد ان تزوجوا جميعا لم يعد أحد منهم يزورها أو يسأل عنها الا علي فترات متباعدة, فكتب الاستاذ علي أمين في عموده الشهير فكرة يقترح فيها تخصيص يوم للأم للتذكرة بفضلها وكان ذلك يوم6 ديسمبر عام1955 ليستقر الرأي علي أن يكون يوم21 مارس من كل عام عيدا للأم, وقد كتب الأستاذ مصطفي أمين في أول عيد للأم اليوم عيد الأم, نكرم كل أم نقبل يدها.. نحيطها بالحب نقول لها شكرا يا أمي نعاملها كأنها ملكة ونحن رعاياها.