أعرب قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، عن أسفه الكبير لكل ما جرى على أرض الوطن العزيز سورية خلال الأيام المنصرمة.
وقد كان قداسته مرافقاً لهذه الأحداث المؤلمة خلال وجوده في مقره الرسولي بدمشق، وكذلك خلال تواجده في الجمهورية التركية الصديقة في زيارة رسمية للسيدين رئيس الجمهورية التركية ورئيس مجلس وزرائها، في الفترة ما بين 29 آذار و 1 نيسان 2011، وقد كانت سورية دائماً في فكره وقلبه وحواراته مع المسؤولين الأتراك، وكل من التقى بهم خلال هذه الفترة.
ففيما نصلي لأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا نتيجةً لأحداث العنف والشغب التي رافقت بعض التظاهرات، ندين وبشدة اندساس بعض الأيادي الغريبة التي تُحرك ضعاف النفوس لتأليب الرأي العام في الداخل والخارج، للوصول إلى مآرب خاصة لا تخدم مصلحة سورية ومواطنيها الشرفاء، بل تضع سورية أمام مفترق طرق لا أحد يعلم نهايتها، وقد أخطأ العقل المدبر لهذه المؤامرات إذ اعتقد بأن إشعال نار الفتنة الطائفية سيقضّ مضجع السوريين، ويضعضع الجدار المتين الذي يحمي سورية ويمتعها بالأمن والسلام.
إننا نعتزّ بالوحدة الوطنية التي امتازت بها سورية عن غيرها من دول العالم، ونستبعد الفتنة الطائفية التي نادى بها البعض من خارج الوطن، لإيماننا بوعي الشعب السوري لمخاطر الانزلاق فيها، وندعو أبناءها الأعزاء مسيحيين ومسلمين ـ كما كانوا عبر التاريخ ـ للوقوف صفاً واحداً في وجه جميع الهجمات التي تتعرض لها البلاد.
وكلنا ثقة بقائدنا الهمام السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، الذي منحه الله حكمة الشيوخ وهمة الشباب، بأنه سيُخرج سورية من هذه الأحداث الأليمة بحلةٍ جديدة، وبشكل يضمن لجميع المواطنين الشرفاء كافة حقوقهم المشروعة.
عاشت سورية وعاش شعبها الأبي.
دمشق 3/4/2011
