تحتضن أجمل كنائس الشرق.. آثار قلب لوزة في إدلب

المشرفون: ابو كابي م،مشرف

صورة العضو الرمزية
ابو كابي م
مشرف
مشرف
مشاركات: 2136
اشترك في: الثلاثاء يناير 26, 2010 10:00 pm

تحتضن أجمل كنائس الشرق.. آثار قلب لوزة في إدلب

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابو كابي م »

تحتضن أجمل كنائس الشرق.. آثار قلب لوزة في إدلب تحفة الفن المعماري السوري وعبقرية التصميم الاخاذ

صورة

07 نيسان , 2011
استحوذت آثار قلب لوزة في محافظة إدلب التي تعتبر أحد أهم المعالم الأثرية على اهتمام القاصي والداني من الباحثين والرحالة العرب والأجانب واستطاعت أن تكون المقصد الرئيسي للسياح الذين يزورون المحافظة وتستأثر بقائمة أولوياتهم السياحية لمشاهدة أجمل الكنائس البيزنطية التاريخية في سورية.

وتمتد آثار قلب لوزة على الأرض التي كانت تفصل قديما بين باريشا وقرقبيزة ولم يبق من صروحها سوى البازيليك الضخم "الكنيسة" الذي أعطى الموقع شهرته الواسعة بالإضافة لوجود معاصر تحتل مساحة كبيرة على أطراف القرية ما يدل على أنها كانت تعتمد في اقتصادها على زراعة الزيتون.

ويقول فجر حاج محمد أمين متحف معرة النعمان إن قلب لوزة كانت في العهد البيزنطي مزرعة صغيرة أكثر منها قرية ولم تكن بيوتها البسيطة المحيطة بالكنيسة تتجاوز العشرة ولكنها تضم العديد من معاصر الزيتون المحفورة بالصخر حول القرية واربعة فنادق على الأقل تفوق حاجات أهالي قلب لوزة.

صورة
وتقع القرية شمال غرب إدلب على بعد 45 كم إلى الجنوب الغربي من بلدة قورقانيا بمسافة تقدر بحوالي 5 كم حيث تتربع في القسم الشمالي من الجبل الأعلى على ارتفاع 683 م ورغم كثرة الآثار المحيطة بها في المنطقة كآثار قرقبيزة جنوبا وعلى طول قمة جبل الأعلى إلا أن قلب لوزة هي القرية الوحيدة المسكونة بين قريتي بنابل وكفركيلا.

وطالما تساءل العلماء والباحثون عن الأعداد الكبيرة للمعاصر والفنادق التي تفوق حاجة أهالي القرية الصغيرة ووجود كنيسة قلب لوزة الضخمة حيث كتب الرحالة والباحث تشالنكو إن أهمية الكنيسة لا تفسر بأهمية القرية فانعزالها في وسط سور وموقعها على هامش المنازل وحداثة مخططها وكذلك البناء والزخرفة والعناية الفائقة بالتنفيذ يحملنا على أن نرى فيها مكان عبادة مخصصا للمنطقة برمتها وانه بلا شك مركز للحج لسكان المنطقة المجاورة وليس فقط أهالي قلب لوزة .

ويرى أمين متحف إدلب أن الهدف من بناء الفنادق كان إيواء الحجاج الوافدين من بعيد وقد استدعى هذا الوضع الجديد وتقاليد ظاهرة الحج استعمال الزيت للإنارة في الكنيسة وإيفاء نذور الحجاج الكثيرين فانتشرت المعاصر الكثيرة للحصول على الزيت المطلوب لتغطية حاجة الحجاج .

وتقام في كنيسة قلب لوزة والتي كانت مأهولة في القرن العاشر الميلادي الاحتفالات الدينية حيث أن الروم البيزنطيين احتلوا هذا الجزء من سورية في القرن العاشر واستولوا على بازيليك القرية فحولوها من استعمال الطقس السرياني إلى الملكي البيزنطي .

ويشير الدكتور أنس حج زيدان رئيس شعبة التنقيب والترميم الأثري في دائرة آثار إدلب إلى أن من أبرز الآثار التي تضمها القرية الاثرية ناووسا مكسورا وفنادق لايقل عددها عن 4 فنادق تقع في الطرف الجنوبي الغربي من البلدة أهمها الواقع على مسافة 150 مترا جنوب غرب البازيليك اضافة إلى عدة معاصر في الجنوب الغربي من القرية.

ويرى الباحثون أمثال تشالينكو وبتلر أن تاريخ بناء الكنيسة البازيليكية يعود إلى أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس وانها ظلت تستخدم كمعبد ديني تقام فيها الطقوس والاحتفالات حتى القرن الثاني عشر ميلادي.

ولفت حج زيدان إلى روعة الكنيسة الأثرية والتاريخية من حيث البناء وتناسقه البديع وروائع زخارفه التي تتجلى بواجهة الكنيسة الغربية التي تسحر الألباب وتأخذ العيون الأمر الذي مكنها من اعتلاء قمة العمارة في جبل بيبلوس وتستاثر باهتمام الباحثين والسياح دون المواقع الأثرية الأخرى المحيطة بها .

وتتمثل روعتها أيضا في ضخامة البناء حيث يبلغ طول بناء الكنيسة 25 مترا من الداخل وعرضها 15 مترا وهي ذات ثلاثة صحون وتعد من أولى الكنائس التي يكون فيها الجناح الرئيسي محمولا على دعائم متينة ضخمة ترتكز عليها الأقواس عوضا عن الأعمدة حيث يؤمن اتساع الأقواس دمج الجناحين الجانبيين بالجانب الرئيسي ويضفي الوحدة على حجم الكنيسة .
صورة

ويتابع رئيس شعبة التنقيب الأثري وصفه للكنيسة بأن أروقتها على الجانبين تتألف من زخارف جميلة تعلوها اعمدة وتيجان يحيط بها سور من الحجر الكلسي الكبير ولها أربعة أبواب ثلاثة في الجهة الجنوبية وواحد في الغربية يتقدمه مدخل مسقوف يتسم بالفخامة ويحده من الجانبين برجان بطوابق ثلاثة لافتا إلى أن الجناح الرئيسي في الكنيسة ما زال يحمل آثار عنصر معماري خاص بعدد كبير من الكنائس السورية في ذلك العهد وهو البيما.

وأهم أقسام الكنيسة الرواق أو الدهليز وهو الممر المسقوف أمام الكنيسة والصحن وهو المكان المخصص لاجتماع الناس في الكنيسة وبيت القدس أو الهيكل إضافة إلى غرفتي الشهداء والشمامسة إضافة إلى وجود العديد من النوافذ والأبواب يتوسطها باب غني بالزخارف وقد نقر فوقه اسم الملكين ميخائيل وجبرائيل وتحيط بالباب رسوم مختلفة من أوراق نباتية وأثلام وخطوط هندسية وسلسلة من الزرد ورسوم هندسية ما يدل على أن مهندسي هذا الصرح الأثري بذلوا في تزين داخله جهدا أكبر مما بذلوه لخارجه ولكنهم لم يبخلوا على الخارج بالزخارف قط .

ويشير حج زيدان إلى أنه من ضمن المميزات التي تميز بناء الكنيسة الأقواس الكبيرة القائمة على الدعائم ما يؤمن الالتحام الوثيق مع الأقسام العلوية في الكنيسة والتي يقع ثقلها على دعائم متينة وبالتالي ينتقل وزن السقف إلى الأقواس بطريقة الكتيفات المحمولة على أعمدة صغيرة متوضعة على كتيفات أخرى ما يؤمن مقاومة كاملة للهزات الأرضية المتواترة وهذا يفسر حفاظها على الشكل العام الأنيق حتى وقتنا هذا.

ويقول إياد النحوي من دمشق أثناء التقاطه صورا تذكارية إلى جوار الكنيسة برفقة صديقه مارك سميث من ولاية فلوريدا الأمريكية في تصريح لسانا إنه لا يختلف اثنان على أنها تسحر الألباب وتمتع الأبصار بمجرد رؤيتها ولاينساها كل من زارها وخاصة كنيستها الأثرية لأن تصميمها الاخاذ وعبقرية البناء فيها تجعلها في الذاكرة البشرية لعهود طويلة وتبعث المتعة في النفوس وتستأثر بكل مقومات الجمال والروعة في البناء والتصميم.

ولم يكن مارك أقل إعجابا من صديقه بآثار قلب لوزة وعبر عن ذلك بقوله إن قلب لوزة تعتبر من أجمل الأماكن الأثرية والسياحية التي زرتها ولاتقل روعة عن قلعة الحصن في حمص وسمعان في حلب اللتين زرتهما قبل قدومي إلى هنا مضيفا انني ساحكي عنها لأصدقائي وأهلي وسأنصحهم بزيارتها أولا بمجرد قدومهم إلى سورية.

تقرير: سانا
ابوكابي م

العودة إلى ”مواقع ومدن تاريخية“